أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
حتى لو كان أبيل ورفاقه غائبين، نادر جدًا أن يغيب حتى لويس.
“سيمون، تحركي قليلًا! اخرجي تتمشين كما كنتِ من قبل! لا تبقي في غرفتك بلا فعل شيء لعدة أيام!”
أخيرًا، لم تستطع كيلي الاحتمال أكثر وصرخت.
لقد مرّت ثلاثة أيام كاملة وسيمون تقضي وقتها هكذا بلا هدف، تقول إنها أخيرًا وحدها ويمكنها أن ترتاح قليلًا.
لكن كيلي لم تعد قادرة على تحمل ذلك.
في الماضي، كانت سيمون على الأقل تخرج إلى الحديقة لتتنفس بعض الهواء النقي، لكنها مؤخرًا، حتى بعد أن خرجت قليلًا، فقدت الاهتمام تمامًا بالخروج أو المشي.
“اخرجي تنفسي بعض الهواء. حتى موظفونا سيتمكنون من التنظيف براحة أكبر. هيا بسرعة!”
سيمون أشارت بإصبعها نحو الشرفة بينما كانت تراقب كيلي تثرثر مثل الأم.
“أقول لكِ، باب الشرفة مفتوح.”
قالت سيمون بكسل وكأنها أرخى إنسانة في العالم، لكنها في النهاية وقفت تحت نظرة كيلي الحادة.
“سأعود.”
لم تكن كيلي تستهدفها بشيء محدد، لكنها كانت صادقة: سيكون التنظيف أسهل على الموظفين إذا لم تكن سيمون تجلس بلا حراك في الوسط.
‘همم…’
ماذا أفعل؟
لقد كانت تتكاسل منذ أيام وتشعر الآن أنها بحاجة لفعل شيء ما.
‘هل أرفع لعنة؟’
تابعت المشي شاردة الذهن تفكر باستخفاف.
لكن حادثة الفيسكونت دي لانغ كانت كبيرة لدرجة أنها لم تشعر برغبة في تقليب الدليل للبحث عن لعنة أخرى.
‘ألا توجد لعنة سهلة؟’
يكفي أن تتجول في القصر وتجد لعنة بسيطة تتخلص منها.
وأثناء تجوالها في القصر لقضاء الوقت، توقفت أمام الشرفة الكبيرة المتصلة بالبهو في الطابق الثالث.
“إن واصلت هكذا، قريبًا ستتمكن من الذهاب إلى المدرسة بأمان.”
“أحقًا؟”
على طاولة موضوعة في جانب الشرفة، كان جايس ومعلمه يختتمان الدرس.
عادةً ما يبقى في غرفته، لكنه خرج على ما يبدو لأن الطقس كان لطيفًا.
وبينما كانت سيمون تقف تتأمل دون أن تشعر، لمح جايس نظراتها فأخرج رأسه، وما إن رآها حتى قفز واقفًا بدهشة.
“شكرًا على جهدك يا أستاذ!”
“نعم؟ آه، إذًا نلتقي غدًا يا صاحب السمو.”
وما إن أنهى المعلم كلامه حتى ركض جايس ليقف أمام سيمون.
“سيمون!”
“مرحبًا، يا سيدي الصغير.”
عيناه دائمًا ما تتلألآن بالبراءة عندما يراها. ورغم أنه في نفس عمرها تقريبًا، كانت تشعر نحوه كما لو كان أخًا أصغر.
‘في الواقع، من حيث العمر الحقيقي، هو بالفعل أصغر بكثير.’
هذا صحيح، لكنه مختلف قليلًا عن لويس.
جايس له جو بريء ورقيق يجعلك تتخيله مثل “جرو صغير” أو “أرنب صغير” كما يقول الأجداد حين يرون طفلًا محبوبًا. لم تمسه قسوة العالم بعد.
حتى سيمون، التي اعتادت أن تُظهر برودها وانزعاجها للجميع بلا استثناء، كانت تنتبه كي لا تجرحه.
ذلك هو جايس.
والأغرب أن جايس بدوره كان يحب سيمون.
لكن حبه كان أقرب إلى الإعجاب منه إلى أي شيء عقلاني.
هو مشغول دائمًا بالدروس، وهي منشغلة بمهام الماركيز بارينغتون، فلم تتح لهما الفرصة للقاء كثيرًا. لكن كلما التقيا، كانت عينا جايس تلاحقان سيمون.
وهكذا كان هذه المرة أيضًا.
“سيمون، ذاك…”
كان مترددًا، يخشى أن يزعجها بكلامه، ومع ذلك بدا متلهفًا للتحدث إليها.
‘حسنًا، ليس لدي ما أفعله على أي حال.’
ابتسمت سيمون ابتسامة صغيرة وأشارت له.
“ما رأيك أن نتمشى قليلًا؟”
فأضاء وجه جايس على الفور.
“نعم!”
أجاب بحماس.
حينها تقدم الخدم بوجوه جادة عند سماعهم كلام سيمون، وقالوا بجدية:
“آنسة سيمون، أرجوكِ اعتني جيدًا بالسيد جايس. أرجوكِ. أرجوكِ!”
“هاه؟ نعم. ماذا؟”
“بالطبع!”
لم تفهم في البداية مقصدهم، لكنها هزت رأسها معتقدة أنهم فقط يوصونها بالاهتمام به باعتباره ما زال طفلًا.
ظل الخدم يراقبون سيمون وجايس بقلق حتى اختفوا تمامًا عن الأنظار.
هل هذه أول مرة تراها منذ أن سمعت بطلب الماركيز بارينغتون؟
خلال انشغالها بحل المهمة، بدا أن شخصية جايس الداخلية قد نضجت بعض الشيء.
لم يعد يتخبط كما من قبل، تعلم أن ينتقي كلماته بعناية، ورغم خجله وحيائه، إلا أنه عندما يبدأ بالكلام يتحدث جيدًا.
“أردت أن أذهب للمدرسة قريبًا، لكنهم قالوا إن الوقت لم يحن بعد. يبدو أنني ما زلت مقصرًا…”
لكن كل كلمة كان يقولها كانت ممزوجة بالقلق وقلة الثقة بالنفس.
“لم يمض وقت طويل على استيقاظك. إن تابعت المنهج ستلتحق بالمدرسة قريبًا.”
كانت فلورييه تفتخر دائمًا أمامهم بمدى سرعة تقدمه.
لكن للالتحاق بمدرسة تناسب سنه، ما زال يحتاج لتعلم الكثير، وقبل كل شيء عليه أن يتحلى بوقار النبلاء.
فهو وريث عائلة إيليستون المثقلة بالعيوب، وأي زلة قد تدفع الآخرين لاستغلاله أو مضايقته.
لذا فإن الدوق الأكبر وزوجته يؤجلان إدخاله المدرسة عمدًا قدر المستطاع.
جايس أبدى أسفًا، لكنه في النهاية هز رأسه مطيعًا لكلام سيمون.
“سيمون… ألا تذهبين للمدرسة؟”
توقفت سيمون فجأة.
“المدرسة؟”
“نعم، سيمون، عمرك سبعة عشر عامًا، يمكنك الذهاب للمدرسة.”
“حقًا؟”
كيف أشرح له؟
في الأصل، من ليسوا نبلاء لا يحصلون عادة على رفاهية الدراسة في المدارس، وسيمون بطبيعة الحال لم تذهب.
ثم حتى لو عُرض عليها الأمر، لرفضت.
‘لقد مر عامان منذ أن تخرجت وبدأت العمل. العودة لمكان الدراسة؟ مستحيل.’
مؤخرًا، كانت فلورييه تلمّح بأنها تريدها أن تدرس مع جايس، لكنها رفضت لأنها منشغلة برفع اللعنات.
“لا اهتمام لي بالتعلم.”
ربما سأل لأنه أراد أن يذهب معها؟
لكن المدرسة التي سيلتحق بها جايس مدرسة خاصة بالنبلاء، وهي لا يمكنها دخولها أصلًا.
فلنترك الأمر لمعلمه سيوضح له لاحقًا.
“آه، فهمت.”
نظر جايس إليها نظرة مترددة، وكأنه يريد قول شيء ليجذب اهتمامها لكنه لا يعرف كيف.
سار بجانبها صامتًا، ثم بدا وكأن فكرة خطرت له.
“هل انتهى طلب الماركيز بارينغتون على خير؟”
آخر مرة رآها، كانت تتناقش حول مهمته، ثم اختفت بعدها أيامًا.
ولم يجرؤ أن يقول لها كم كان قلقًا على سلامتها وسلامة الموظفين.
ابتسمت سيمون له باستخفاف وهي ترى القلق الصادق في عينيه.
“بالطبع! انتهى كل شيء على خير.”
هل كان هناك شخص في هذا العالم أو ذاك يهتم بها بصدق مثل هذا الفتى؟
رغم أن الأمر مثقل قليلًا، إلا أنها لم تشعر بالسوء.
تابعت المشي، وتبعها جايس مباشرة.
وجوده بجانبها ذكّرها بيوم حاولت أن تنساه.
‘تلك الدائرة السحرية التي كانت في غرفة حبس جايس…’
كانت نفس الرمز الذي رسمته جمعية السحر الأسود لاستدعاء أناسيس، وهو نفسه الذي ظهر عندما رُفعت لعنة فلورييه وجايس.
لماذا كان هناك؟
ذلك الساحر المظلم الذي زار القصر سمّى أناسيس بالعملاق، وهذا يعني غالبًا أنه أحد أعضاء الجمعية.
هل حاول استدعاء أناسيس باستخدام جثة الحيوان التي صنعتها فلورييه وجايس؟
‘لكن لماذا جايس؟’
هل كان السبب أن عقله كان الأضعف بفعل اللعنة، فكان الأسهل التضحية به؟
بعد تفكير قصير، أدركت السبب بسهولة.
“أه، ماذا يفعل ذاك الرجل هناك؟”
أشار جايس إلى خادم يدور في مكانه بين الحديقة ومبنى القصر، يضحك بهستيريا.
“آه…”
تجمدت سيمون في مكانها.
البند رقم 52: إذا رأيت امرأة تدور في مكانها، لا تنظر في عينيها واهرب فورًا بالاتجاه المعاكس.
أه، حقًا؟ الآن؟
عضت سيمون شفتها، أمسكت بذراع جايس، وبدأت تركض به بعيدًا.
لماذا لم يُعلِّم هؤلاء الخدم جايس أهم تعليمات البقاء في القصر!
ربما لا يستطيع استيعابها كلها بعد لأنه بدأ الدراسة للتو، لكن كان يجب أن تكون هذه أول ما يتعلمه.
حتى الآن كان الخدم يحمونه دائمًا، لهذا لم يتعرض.
‘آه، لهذا كانوا يوصونني بالاهتمام به بجدية قبل قليل!’
إنه لا يعرف ما هو الكتاب التعليمي؟ يا إلهي…!
الآن فقط فهمت سيمون سبب قلق الخدم الشديد قبل أن تخرج معه.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 91"