لم تفهم في البداية مقصدهم، لكنها هزت رأسها معتقدة أنهم فقط يوصونها بالاهتمام به باعتباره ما زال طفلًا.
ظل الخدم يراقبون سيمون وجايس بقلق حتى اختفوا تمامًا عن الأنظار.
هل هذه أول مرة تراها منذ أن سمعت بطلب الماركيز بارينغتون؟
خلال انشغالها بحل المهمة، بدا أن شخصية جايس الداخلية قد نضجت بعض الشيء.
لم يعد يتخبط كما من قبل، تعلم أن ينتقي كلماته بعناية، ورغم خجله وحيائه، إلا أنه عندما يبدأ بالكلام يتحدث جيدًا.
“أردت أن أذهب للمدرسة قريبًا، لكنهم قالوا إن الوقت لم يحن بعد. يبدو أنني ما زلت مقصرًا…”
لكن كل كلمة كان يقولها كانت ممزوجة بالقلق وقلة الثقة بالنفس.
“لم يمض وقت طويل على استيقاظك. إن تابعت المنهج ستلتحق بالمدرسة قريبًا.”
كانت فلورييه تفتخر دائمًا أمامهم بمدى سرعة تقدمه.
لكن للالتحاق بمدرسة تناسب سنه، ما زال يحتاج لتعلم الكثير، وقبل كل شيء عليه أن يتحلى بوقار النبلاء.
فهو وريث عائلة إيليستون المثقلة بالعيوب، وأي زلة قد تدفع الآخرين لاستغلاله أو مضايقته.
لذا فإن الدوق الأكبر وزوجته يؤجلان إدخاله المدرسة عمدًا قدر المستطاع.
جايس أبدى أسفًا، لكنه في النهاية هز رأسه مطيعًا لكلام سيمون.
“سيمون… ألا تذهبين للمدرسة؟”
توقفت سيمون فجأة.
“المدرسة؟”
“نعم، سيمون، عمرك سبعة عشر عامًا، يمكنك الذهاب للمدرسة.”
“حقًا؟”
كيف أشرح له؟
في الأصل، من ليسوا نبلاء لا يحصلون عادة على رفاهية الدراسة في المدارس، وسيمون بطبيعة الحال لم تذهب.
ثم حتى لو عُرض عليها الأمر، لرفضت.
‘لقد مر عامان منذ أن تخرجت وبدأت العمل. العودة لمكان الدراسة؟ مستحيل.’
مؤخرًا، كانت فلورييه تلمّح بأنها تريدها أن تدرس مع جايس، لكنها رفضت لأنها منشغلة برفع اللعنات.
“لا اهتمام لي بالتعلم.”
ربما سأل لأنه أراد أن يذهب معها؟
لكن المدرسة التي سيلتحق بها جايس مدرسة خاصة بالنبلاء، وهي لا يمكنها دخولها أصلًا.
فلنترك الأمر لمعلمه سيوضح له لاحقًا.
“آه، فهمت.”
نظر جايس إليها نظرة مترددة، وكأنه يريد قول شيء ليجذب اهتمامها لكنه لا يعرف كيف.
سار بجانبها صامتًا، ثم بدا وكأن فكرة خطرت له.
“هل انتهى طلب الماركيز بارينغتون على خير؟”
آخر مرة رآها، كانت تتناقش حول مهمته، ثم اختفت بعدها أيامًا.
ولم يجرؤ أن يقول لها كم كان قلقًا على سلامتها وسلامة الموظفين.
ابتسمت سيمون له باستخفاف وهي ترى القلق الصادق في عينيه.
“بالطبع! انتهى كل شيء على خير.”
هل كان هناك شخص في هذا العالم أو ذاك يهتم بها بصدق مثل هذا الفتى؟
رغم أن الأمر مثقل قليلًا، إلا أنها لم تشعر بالسوء.
تابعت المشي، وتبعها جايس مباشرة.
وجوده بجانبها ذكّرها بيوم حاولت أن تنساه.
‘تلك الدائرة السحرية التي كانت في غرفة حبس جايس…’
كانت نفس الرمز الذي رسمته جمعية السحر الأسود لاستدعاء أناسيس، وهو نفسه الذي ظهر عندما رُفعت لعنة فلورييه وجايس.
لماذا كان هناك؟
ذلك الساحر المظلم الذي زار القصر سمّى أناسيس بالعملاق، وهذا يعني غالبًا أنه أحد أعضاء الجمعية.
هل حاول استدعاء أناسيس باستخدام جثة الحيوان التي صنعتها فلورييه وجايس؟
‘لكن لماذا جايس؟’
هل كان السبب أن عقله كان الأضعف بفعل اللعنة، فكان الأسهل التضحية به؟
بعد تفكير قصير، أدركت السبب بسهولة.
“أه، ماذا يفعل ذاك الرجل هناك؟”
أشار جايس إلى خادم يدور في مكانه بين الحديقة ومبنى القصر، يضحك بهستيريا.
“آه…”
تجمدت سيمون في مكانها.
البند رقم 52: إذا رأيت امرأة تدور في مكانها، لا تنظر في عينيها واهرب فورًا بالاتجاه المعاكس.
أه، حقًا؟ الآن؟
عضت سيمون شفتها، أمسكت بذراع جايس، وبدأت تركض به بعيدًا.
لماذا لم يُعلِّم هؤلاء الخدم جايس أهم تعليمات البقاء في القصر!
ربما لا يستطيع استيعابها كلها بعد لأنه بدأ الدراسة للتو، لكن كان يجب أن تكون هذه أول ما يتعلمه.
حتى الآن كان الخدم يحمونه دائمًا، لهذا لم يتعرض.
‘آه، لهذا كانوا يوصونني بالاهتمام به بجدية قبل قليل!’
إنه لا يعرف ما هو الكتاب التعليمي؟ يا إلهي…!
الآن فقط فهمت سيمون سبب قلق الخدم الشديد قبل أن تخرج معه.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 91"