أستغفر الله العظيم واتوب اليه 

⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁

 

في صباح اليوم التالي، وصل المركيز بارينغتون إلى القصر بعد أن تواصل معه دوق إيليستون.

 

تحول وجه المركيز بارينغتون إلى الشحوب التام عندما سمع القصة كاملة.

 

“إنه بسببي حدث هذا…”

 

كان الفيكونت ديلانغ صديقًا مقربًا له لدرجة أنه خاطر بحياته من أجل زيارة جمعية السحر المظلم لأجله.

 

كم يجب أن يكون عظيمًا ذنب فيكونت كهذا، الذي مات وهو يحقق طلب صديقه، وروحه الآن لا تستطيع أن ترتاح بسلام؟

 

طبعًا، إن لم يكن رد فعله هذا مجرد كذبة.

 

نظرت سيمون إلى ملامحه المتألمة بوجه خالٍ من التعبير.

 

بما أن السبب الأول لذهاب الفيكونت ديلانغ إلى جمعية السحر المظلم كان المركيز بارينغتون نفسه، فمن الممكن أن يكون أيضًا على صلة بها.

 

في مذكرات الفيكونت ديلانغ، كتب أن المركيز، الذي اعتاد أن يحدد مواعيد لقاءاته قبل أشهر، زاره فجأة.

 

“لقد بدا الأمر غريبًا.”

 

كان المركيز بارينغتون يغسل وجهه مرارًا.

 

“آخر مرة رأيته فيها لم يكن له تعابير.”

 

“ما معنى تعابيره؟”

 

“لم تكن هناك ابتسامة، ولا ذلك الارتياح المعتاد الذي يظهره وهو يتحدث معي. كان وجهه مليئًا بالقلق والتوتر فقط.”

 

ظن المركيز بارينغتون أن ذلك كان بسبب ضغط العمل أو أمر طارئ في ذلك الوقت.

لكن لم يكن الأمر كذلك.

فالفيكونت ديلانغ كان ميتًا منذ ذلك الحين.

 

سيمون، وهي تراقب ملامحه بهدوء، فتحت فمها وقالت:

 

“ما الذي يجب أن نفعله؟ هل عليّ أن أحل الأمر؟ أم نترك فقط آخر أثر لصديقنا؟”

 

“…”

 

لم يستطع المركيز بارينغتون أن يعطي جوابًا سهلًا.

 

إن حلوا مشكلة الفيكونت ديلانغ، فإن عائلة ديلانغ ستصبح فعلًا شيئًا لا يوصف في هذا العالم.

 

وبصفته صديقًا، فقد كان يأمل على الأقل أن يبقى بعض الأثر له.

 

قالت سيمون:

 

“بالطبع، حتى لو تركنا تلك الأرواح وحدها، فإنها ستختفي مع الوقت. أناسيس، التي أسرت أرواحهم، قد اختفت الآن بعد أن انحل طقس الاستدعاء.”

 

“أنا آسف.”

 

بعد تفكير طويل، حسم بارينغتون أمره وقال:

 

“أرجوكم، حلّوا الأمر. إن كانت الآثار ستختفي على أي حال، فأنا أريد أن أحررهم بأسرع وقت ممكن.”

 

“حسنًا.”

 

أومأ المركيز بارينغتون، ثم نهض بخطوات متثاقلة وغادر نحو الباب.

 

“لا تقلقي. سأعود بعد أن أكون قد حزنت على صديقي بما يكفي. لن أجعلكم تنتظرون طويلًا.”

 

بعد أن غادر المركيز بارينغتون، بقيت سيمون وحدها بوجه جاد.

 

كنت أظن أنني إذا تجنبت فقط مغامرات آبيل ورفاقه، فسأتمكن من رفع اللعنة والعيش بهدوء.

 

هل لأن رحلتها الشخصية تغيّرت بالكامل؟

 

لقد تمكنت من تفادي علم موتها الحتمي، لكن بدلًا منه ارتفع علم خطر آخر.

 

أنـاسيس.

 

إن كان عدو آبيل ورفاقه هو ملك الشياطين، فهل أصبح عدو سيمون الآن أنـاسيس؟

 

جمعية السحر المظلم ستسعى بالتأكيد لإحياء أنـاسيس.

 

بتقديم تضحيات أكبر، أو قرابين أعظم.

 

“…هاه؟”

 

لماذا جسدي هكذا؟

 

بدأ جسد سيمون يرتجف، وقلبها يخفق بجنون.

 

كان التغير المفاجئ مؤلمًا لدرجة أنها شعرت بألم رغم عدم وجود جروح.

 

لماذا أنا هكذا فجأة؟

 

لكن سيمون كانت تعرف السبب.

 

إنه الخوف.

 

متى سيأتي اللقاء القادم مع أنـاسيس؟

 

مجرد تبادل النظرات يزرع الرعب في قلبها، فيجعل عضلاتها وأعصابها تتصلب، وشعرها يقف من الهلع.

 

كان الأمر أشبه برؤية كائن عملاق، أعلى بدرجة من الأشباح التي اعتادت رؤيتها دومًا.

 

إن تكرر الأمر مجددًا، المرة القادمة سيكون بعث أنـاسيس كاملًا.

 

فهل ستتمكن من النجاة والهروب كما فعلت هذه المرة؟

 

بمجرد أن فهمت سيمون القصة كاملة، أصبح حل قضية عائلة ديلانغ أمرًا سهلًا.

 

“هل أنتم مستعدون؟”

 

“نعم، أنا مستعد.”

 

“أوه.”

 

“إذن-!”

 

أجاب لويس وآبيل بثقة، وكل منهما يمسك سلاحه وهو يحدق بالقصر أمامهما.

 

قصر الفيكونت ديلانغ.

 

في الداخل، كان الفيكونت وخدمه قد لاحظوا وصولهم بالفعل، فوقفوا مصطفين عند النوافذ يراقبونهم كما لو أنهم يدعونهم للدخول.

 

سرعان ما ستبدأ الفوضى مثل المرة السابقة عندما هربوا.

 

“سأركض فقط.”

 

عند كلمات سيمون، أومأ لويس قائلًا لها أن تفعل ما تراه مناسبًا.

 

“سوف نحميكِ. لكن إن رأيتِ أنني في خطر، من فضلك انفخيني بعيدًا.”

 

“رين، لا تزعج سيمون بمزحاتك السخيفة.”

 

تذمر أوركان من لويس، فرفع لويس كتفيه.

 

“سأحاول أن أصمد قدر ما أستطيع، فتعالي وابحثي عني لتخرجيني بسرعة.”

 

أومأت سيمون. كان هدفهم اليوم واضحًا.

 

الجوهرة التي حصل عليها الفيكونت ديلانغ من جمعية السحر المظلم.

 

اعتقدت سيمون أنه تمامًا كما أزالت لعنات فلورييه وجايس بتحطيم كرة الساحر الأسود، يمكنها أيضًا إزالة لعنة عائلة ديلانغ بالطريقة نفسها.

 

أخذت سيمون نفسًا عميقًا وأطلقته ببطء.

 

“لنذهب.”

 

بدأت الجولة السريعة الآن.

 

ما إن أنهت سيمون حديثها حتى اندفعت المجموعة داخل القصر.

 

ــ!!

 

في اللحظة نفسها، اندفع عدد لا يحصى من الخدم نحوهم، فأطلقت سيمون قنبلة مانا في منتصف الردهة لتفتح طريقًا، ثم ركضت بجنون عبره.

 

“سيمون! بأسرع ما يمكن!”

 

“سيمون! اذهبي!”

 

تعمدت المجموعة إصدار ضجيج عالٍ لجذب انتباه الخدم بعيدًا عن سيمون، ثم بدأوا يقطعونهم واحدًا تلو الآخر.

 

وفي هذه الأثناء، أسرعت سيمون نحو غرفة الفيكونت ديلانغ وبدأت تبحث في أرجائها.

 

فرقعة! تحطّم!

 

نسفت المانا السرير الرخامي بعنف، نظرت تحته، حطمت الأدراج واحدًا تلو الآخر.

 

سيمون… أحضرت… طعامًا…

 

“اصمت!”

 

لم تلتفت سيمون حتى إلى مصدر الصوت، بل نسفته فورًا بالمانا.

 

ولم تجد الجوهرة إلا بعد أن حطمت الغرفة كلها إلى أشلاء.

 

كانت الجوهرة ملتصقة بالجدار في زاوية السرير، نصفها ذائب.

 

جوهرة زرقاء صافية وجميلة. كان من الصعب إبعاد النظر عنها، سواء بسبب طاقة المانا أو لجمالها الطبيعي.

 

جميلة…

 

هل هذا ما شعر به القديس الذي هجره الإله ووقع في حب الجواهر؟

 

حدقت سيمون في الجوهرة وكأنها مسحورة، لكنها سرعان ما أفاقت ورفعت المطرقة الثقيلة التي أحضرتها معها.

 

لقد جئت مستعدة هذه المرة.

 

المطرقة الكبيرة في يدها كانت من غرفة التخزين في القصر، جلبتها خصيصًا لتحطيم الجوهرة.

 

عليّ أن أحذر كي لا أُصاب.

 

بدلًا من إهدار مانا الموت لمنح الجوهرة قوة، سددت سيمون ضربتها بكل ما لديها من قوة. انطلقت من الجوهرة ومضة قوية قبل أن تتحطم وتختفي.

 

وبعد لحظات…

 

كيييياااااااه!

 

أوووووووه…

 

دوّى صراخ مرعب اخترق الآذان في أرجاء القصر.

 

هرعت سيمون إلى الخارج لتجد الفيكونت ديلانغ وخدمه، الذين كانوا يمزقون جلد المجموعة بأسنانهم وأظافرهم، قد تجمدوا فجأة، ثم صرخوا وذابوا تمامًا كطين يذوب تحت المطر.

 

“أوه… انتهى الأمر؟”

 

“تبًا… يدي تمزقت.”

 

“…من الآن فصاعدًا، أنتم اهتموا بأنفسكم. أنا لست بارعًا بالقتال الجسدي!”

 

تمتم أوركان بتذمر، فضحك آبيل وربت على ظهره.

 

“هاها! ألم تقل إننا نذهب سويًا إلى أي مكان؟ لقد اعتدتَ على هذا كثيرًا، صحيح؟”

 

“المشكلة أنك تزداد اعتيادًا على هذا الجنون!”

 

أما البقية فكانوا منهكين، يلهثون بثياب ممزقة، بالكاد قادرين على الوقوف.

 

“لقد وجدت الجوهرة وحطمتها.”

 

قالت سيمون وهي تقترب من لويس وتنظر حولها.

 

الآن، اختفى الفيكونت ديلانغ.

 

تحولت المساحة التي كانت مشرقة وهادئة إلى مكان مغطى بطين أسود مجهول، يحجب ضوء الشمس ويجعل الجو باردًا كئيبًا.

 

قصر مخيف، ساكن، بلا مالك.

 

استدارت سيمون متأملة المشهد بمرارة.

 

بعد أن حُلت قضية عائلة ديلانغ، تمكنت سيمون من قضاء بعض الوقت وحدها.

 

طقطقة، طقطقة…

 

“سيمون، هل تشعرين بالملل؟”

 

بينما كانت تحدق خارج النافذة بملامح شاردة، تعبث بقشة مشروبها المثلج، أطلت آنا بوجهها وسألت.

 

هزت سيمون رأسها بنعاس.

 

“لا، فقط أشعر بالنعاس.”

 

بعد ظهر هادئ نادر، وحدها. في الآونة الأخيرة، دائمًا ما تشعر بالنعاس في هذا الوقت.

 

المركيز بارينغتون لم يزر القصر بعد، ربما لا يزال تحت صدمة حادثة الفيكونت ديلانغ، بينما آبيل ورفاقه ولويس ذهبوا إلى قرية أخرى في إمبراطورية لوان لجمع المعلومات عن ملك الشياطين.

 

“لقد ساعدتِ في هذه المهمة، لذا عليكِ أن ترافقينا، سيمون.”

 

لكن أوركان أوقف آبيل، الذي كان مصرًا على اصطحابها، وربت على كتفه.

 

“لا يزال الأمر في مرحلة التحقيق، فلا داعي لأن تذهب سيمون! لا تُهدر المساعدة الثمينة التي قدمتها في تحقيق تافه.”

 

“لكنني ما زلت أريد الذهاب معها! سيمون! فقط كوني شريكتي الحقيقية-“

 

“اخرس! على أية حال، سأخرج الآن، سيمون.”

 

جرّ أوركان آبيل الذي كان يتذمر مصرًا على الذهاب مع سيمون.

 

لن يعودوا على الأرجح قبل عشرة أيام.

 

لأن أحداثًا جديدة ستقع في تلك البلدة أيضًا، وسيتعين عليهم التقدم في الحلقات المؤدية إلى ملك الشياطين.

 

وبذلك، كانت سيمون وحدها لأول مرة منذ زمن طويل.

 

م.م: مرحبا يا أحلى قراء، شو رأيكم بالأحداث؟ و شو تتوقعوا رح يصير بعدين؟

نلتقي الأسبوع القادم 💜

 

Sel

للدعم :

https://ko-fi.com/sel08

أستغفر الله العظيم واتوب اليه