⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
«أنَاسيس؟»
بهذا الشكل المفاجئ؟ هكذا فجأة؟
سؤال آبيل، الذي أظهر أنه لا يعرف ولا يفهم، بدا وكأنه يعبّر عن ردة فعل المجموعة بأكملها.
لا أحد في هذا العالم لا يعرف مستحضر الأرواح أنَاسيس.
لكن لماذا تظهر قصة أنَاسيس هنا؟
إنها شخصية لم يُذكر اسمها مطلقًا طوال فترة إقامة سيمون في هذا القصر، فلا علاقة لها به.
مدّت سيمون يدها نحو لويس بصمت.
ناولها لويس الرسالة التي أحضرها من عائلة إيليستون وشرح للمجموعة في الوقت نفسه:
«لقد أوصلتُ رسالة الآنسة سيمون إلى دوق إيليستون بالأمس، أبلغه فيها عن الطبيعة المشبوهة لهذه العائلة».
«هكذا إذًا».
«وأنت أيضًا جلبت الطعام، يا رين».
«مضمون الرسالة كان طلبًا بالتحقيق في جميع الذين لهم علاقة بالأنشطة الخارجية للفيكونت ديلانغ».
كانت سيمون قد لاحظت شيئًا غريبًا بشأن الفيكونت ديلانغ منذ البداية، فأحالت الأمر إلى دوق إيليستون الذي لا يمكنه التحقيق من داخل القصر.
عادةً لا تطلب سيمون مساعدة مباشرة من دوق إيليستون بعد بدء عملية فك اللعنة.
لكن بما أنها أرسلت رسولًا في أثناء جولتها، يبدو أن دوق إيليستون أخذ المسألة بجدية وبحث فيها بسرعة.
«الخادم الذي جاء ليُقدّم وجبة اليوم أعطاني إياها. يبدو أنه بحث في الأمر مع مركيز بارينغتون».
فتحت سيمون الرسالة وتصفّحتها بسرعة.
[منذ زيارته لجمعية السحر الخفي، لم يقم الفيكونت ديلانغ بأي نشاط خارجي سوى ذهابه إلى المدرسة.
المركيز بارينغتون، الذي شكّ في أنشطة الفيكونت ديلانغ، طلب من مخبره معلومات عن جمعية السحر الخفي. قيل إنهم كانوا منشغلين بأمر مهم مؤخرًا ويعقدون اجتماعات سرية كل ليلة.
والمصدر ذكر أيضًا أنهم باتوا يذكرون اسم «العملاق» كثيرًا في الآونة الأخيرة.
إذا لزم تحقيق أكثر تفصيلًا، يُرجى التواصل مع رين.]
«يا إلهي، في الدفتر الذي تركه الساحر المظلم كُتبت عبارة “الإله أنَاسيس”. هذا يعني أن هناك من يعتبر أنَاسيس إلهًا».
«…»
«وهناك هذا النمط؛ أن تُعطي شخصًا جوهرة فيفقد عقله. ألم تروْا هذا من قبل؟»
تمتم لويس بخفوت ردًا على سؤالها:
«رغبة القديسة».
أومأت سيمون. في الأسطورة، أرسلت أنَاسيس جوهرة إلى القديسة، مما جعلها تجنّ وتحبّ الجواهر فقط.
وهذا يتشابه كثيرًا مع حالة الفيكونت ديلانغ الذي فقد عقله بعد أن حصل على الجوهرة.
«همم».
شخصية عظيمة إلى الحد الذي يجعل جمعية السحر الخفي مستعدة لتقديم تضحيات كهذه لاستدعائها.
عينان حمراوان تتوهجان حتى وسط السواد والبياض.
قبل استلام هذه الرسالة، كانت سيمون تفترض فحسب أن المقصودة هي أنَاسيس. لكن الآن، باتت متأكدة.
جمعية السحر الخفي تسعى إلى إحياء أنَاسيس.
ولأجل استدعاء أنَاسيس، ضُحّي بكل من في القصر.
«أنَاسيس، التي استُدعيت بهذه الطريقة، أعادت أرواح الفيكونت ديلانغ وخدمه بنية ما، وأعادت تمثيل لحظة معينة قبل موتهم».
«…ما السبب برأيك؟»
أوركان، الذي بدا وكأنه فهم كل شيء حتى الآن، أبدى شكوكه لأول مرة.
لقد فهم أن جمعية السحر الخفي حاولت استدعاء أنَاسيس ونجحت.
لكن لماذا؟ لماذا قامت أنَاسيس المستدعَاة بإحياء ديلانغ وخدمه وجعلتهم يتعذّبون بتلك الظواهر الغريبة؟
سيمون استطاعت أن تجيب بسهولة مفاجئة:
«لتستدعيني إلى هنا».
«تقصدين… سيمون؟»
«نعم».
أومأت سيمون بلا مبالاة، كأنها تقول بوضوح للحاضرين الذين رمقوها بدهشة: نعم، هذا صحيح.
(لم يخطر ببالي قط أن الأمر سيكون هكذا).
شعرت وكأن نجمة عالمية شهيرة جاءت تركض لتراها بينما كانت تجلس في زاوية غرفتها تصنع «الدالغونا».
سيمون أيضًا في البداية تساءلت عن سبب إعادة أنَاسيس للفيكونت ديلانغ، لكنها حين تذكرت ما قالته تلك المرأة الغريبة ذات العيون الحمراء –والتي يُفترض أنها أنَاسيس– أيقنت تقريبًا:
(أخيرًا أتيتِ. للأسف لا أستطيع أن أستحوذ على جسدك الآن وسأختفي).
أنَاسيس كانت تنتظر هذه المسرحية لتجذب سيمون إلى القصر.
لِمَ؟
«لأنها تحتاج إلى وعاء يحتوي روحها المستدعَاة».
استُدعيت أنَاسيس من قِبل جمعية السحر الخفي.
لكن الاستدعاء كان ناقصًا، إذ لم يكن هناك وعاء لروح أنَاسيس.
وفوق ذلك، لم يكن من السهل إيجاد جسد يستطيع أن يحتوي روحًا ضخمة مثل روحها.
عندها تذكّرت الجمعية مستحضرة الأرواح الصغيرة التي حاولوا سابقًا استرجاعها من دار الأيتام وفشلوا.
شعر الفيكونت ديلانغ بالقلق، فأخبر بذلك مركيز بارينغتون، الذي نقل بدوره الأمر إلى سيمون على شكل طلب.
«لذلك كان الخدم يكررون الأفعال نفسها».
أومأ أوركان وقد بدأ يفهم أخيرًا.
«صحيح».
«لكن لماذا جلبت أنَاسيس سيمون الآن، رغم أن الاستدعاء لم يكتمل بعد؟»
«هذا يتطلب شرحًا طويلًا، سأخبركم لاحقًا. باختصار، الوضع الحالي هو»
ما هو هذا الوضع؟
انصبّ انتباه المجموعة على كلمات سيمون.
لخّصت سيمون الوضع بكلمة واحدة:
«نحن محاصرون. هذا ما في الأمر. لذا… اهربوا!»
«…هاه؟»
«آه!»
«…ماذا؟»
ركلت سيمون الباب وبدأت تركض.
(ما الذي يحدث؟)
لويس وآبيل، اللذان بقيا يحدقان بدهشة، أفاقا متأخرَين ولحقا إلى الغرفة التي كانوا يقيمون فيها.
حادثة تتعلق بأنَاسيس.
وفوق ذلك، إن كانت الحادثة تستهدف سيمون عمدًا عبر فخ مُدبّر، فهذا يعني أنهم أمام واقع صعب للغاية.
ليس فقط لأنهم لا يملكون المهارات الكافية لهزمها، بل لأنهم جاؤوا لاستطلاع خفيف ولم يستعدوا لمواجهة.
بصعوبة جمعوا أمتعتهم ولحقوا بسيمون خارج القصر.
«مهلًا، هل أهرب هكذا فقط؟»
«وما العمل إذن؟ كيف سنفوز في معركة ضد أنَاسيس؟»
فالمشهد كله مجرد فخ. وإذا غادرت سيمون القصر، فسيختفي الفيكونت وخدمه وكل الظواهر التي خلقتها أنَاسيس.
الشيء الجيد الوحيد أن أنَاسيس حين واجهوها بدت غير مستقرة، وقالت إنها ستختفي قريبًا لأنها لم تُستدعَ كاملةً دون التضحية بعشرات البشر.
لكن من طبيعتهم ألا يتركوا فريستهم بسهولة بعد أن تطأ أرضهم.
والدليل؟ خلفهم، كان الخدم بعيون جاحظة يقتربون منهم بسرعة أشبه بالزومبي.
«أاااه!»
«هذا جنون! ماذا نفعل؟»
«ماذا غير أن نركض أسرع!»
«أوه… أوه… لقد بلغتُ حدّي».
دوّي! دوّي!
اندفع آبيل أمامهم يركل كل ما يعترض الطريق، بينما كانت بيانكي تركض وهي تحمل أوركان –ساحرًا عظيمًا– على ظهرها، ترمقه بأسى لضعف لياقته وبطئه.
«ألم أقل لك أن تتمرّن؟»
«أنا مشغول بأبحاثي! هل تفهمين؟»
«لا أفهم يا ولد! تمرّن!»
حتى وسط هذه الفوضى، يظل جدالهما كما لو كانا بطلين رئيسيين في قصة.
(آه… أشعر أني بدأت أتعب أيضًا).
أحسّت سيمون بأنها تتأخر عن رفاقها أكثر فأكثر، فنظرت خلفها.
طَقطَقة- طَقطَقة-
كان الخدم يركضون بجنون، يسقط بعضهم بسبب السرعة، لكن الذين خلفهم اندفعوا فوقهم، يسحقون عظامهم ويفرشونهم أرضًا، ثم يواصلون مطاردتهم لسيمون ورفاقها.
«يا إلهي! هذا القصر لا ينتهي….سيمون!»
عند نداء آبيل، التفتت سيمون أمامها.
ثم تجمّدت في ذهول.
(اللعنة، بحق الكلاب…)
في الزاوية التي تركض نحوها، برزت وجوه الفيكونت وخدمه من خلف الجدار، مطوية بزاوية 90 درجة، وهم يضحكون عاليًا في وجه سيمون ورفاقها.
زاوية يستحيل على البشر الوصول إليها.
(إلى أين تذهبون؟ أنهوا الطلب أولًا، ثم ارحلوا. لا يمكنكم المغادرة قبل ذلك).
عضّت سيمون شفتها.
(لقد حُوصرنا. ماذا نفعل؟)
حتى الآن لم تفكر إلا في الهروب.
لكن رأسها توقف عن العمل أمام هذا الموقف غير المتوقع.
«سيمون، لنقاتل».
«…ماذا؟»
أمسكها لويس وآبيل، اللذان لحِقا بها، ووضعاها بجانبهما. أخرجا التعويذات التي صنعتها سيمون وثبّتوها على أسلحتهما.
فعلت بيانكي الشيء نفسه بخنجريها بعد أن وضعت أوركان أرضًا، بينما أوركان لم يضع تعويذة على عصاه لكونها غالية وثمينة، لكنه بدأ يتمتم بتعويذة.
«إذا وضعتم التعويذة على أسلحتكم، ربما تنجح ضدهم. أليسوا مجرد أرواح شريرة صُنعت للعرض؟»
ابتسم آبيل ابتسامة ساخرة وحدّق في الخدم والفيكونت وهم يطوّقونهم.
نظرت إليهم سيمون بقلق، ثم أومأت بجدية.
«صحيح. إنهم شياطين».
(لم أمرّ بتجربة كهذه من قبل. الأمر مختلف تمامًا، ولا أريد أن يتكرر).
شكّلت سيمون كرة مانا بين يديها.
«لنبدأ».
عند كلمات آبيل، اندفعت المجموعة من جديد، ولوّح آبيل بسيفه بقوة.
كانت تلك أول معركة تخوضها سيمون في حياتها.
م.م: سأكمل ترجمة باقي الفصول باعتماد اسم أناسيس و ليس أنسيس، أعتقد أنه أفضل
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 88"