⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
رغم شخصيته شديدة الحساسية والتدقيق، بدا الفيكونت دي لانغ بعيدًا كل البعد عن النظافة والترتيب.
فبما أنه كان يرفض بشدة دخول الآخرين إلى غرفته، لم يكن الخدم مسموحًا لهم حتى بلمس مكتبه، لذلك كان المكتب فوضى عارمة.
الغبار متراكم في كل زاوية، والأوراق مبعثرة بلا نظام.
من المدهش أن أي شيء يمكن إنجازه وسط مثل هذا الخلط بين وثائق مهمة.
كنت أظنك دقيقًا… لكن يبدو العكس.
تصفحت سيمون كل الأوراق على المكتب، ثم وضعتها والتفتت نحو الجدار.
رغم أن البحث في المكتب أمر مهم، إلا أنها فكرت أن عليها التحقق من هذا أولًا.
وضعت سيمون يدها على الجدار وأغمضت عينيها.
وكما فعلت في الليلة الماضية، بدأت ببطء في نشر المانا على الجدار.
إن كان ما قاله الفيكونت دي لانغ صحيحًا، فيجب أن يكون هناك شيء غريب يخص هذا الجدار.
ركزت سيمون كل أعصابها على المانا التي تتسرب داخل الجدار وتزحف داخله، حتى وصلت بالنشر إلى نهاياته، ثم فجأة تجهم وجهها وأصدرت صوتًا قصيرًا:
– «هاه؟»
«ما الأمر؟ هل وجدت شيئًا؟»
بيانكي، التي كانت تفتح درجًا مقفلًا بخبرة في زاوية الغرفة، ركضت نحوها ونظرت بين سيمون والجدار.
لكن سيمون لم تجب، بل مدت المانا أكثر، ثم أمالت رأسها.
غريب… أيمكن أن أمدها أكثر هنا؟
لقد انتشرت المانا بالفعل إلى أقصى أطراف الجدار، فإلى أين يمكن أن تمتد بعد؟ لماذا تنتشر بلا نهاية هكذا؟
«سيمون؟»
المانا التي كانت تنتشر بلا توقف وجدت في النهاية حدها الحقيقي، وبدأت ترسم شكلًا.
كما رسم أوركان من قبل بابًا سريًا تحت الأرض بمانا مضيئة، صنعت مانا سيمون السوداء شكلًا معينًا.
وكان الشكل النهائي غرفة مربعة كبيرة مخفية خلف الجدار.
ركزت سيمون أكثر محاولة استكشاف الغرفة المخفية.
أحاطت المانا الغرفة الكبيرة، محاولة نقل صور إلى سيمون كأنها فيلم صامت بالأبيض والأسود.
لم يكن العمل دقيقًا مثل أوركان، إذ كانت الصور تتلاشى وتظهر فجأة، لكنها استطاعت أن ترى ملامحها بشكل غامض.
الجدران بدت من حجر وتراب، في زاوية مدفأة، وعلى نحو مريح وُضعت أرائك وكراسٍ هزازة.
وقطة ملفوفة ببطانية تنام بسلام على الكرسي الهزاز.
ما هذا؟
المكان المهجور المريب بدا وكأنه مجرد غرفة جلوس عادية يمكن أن تراها في أي بيت.
قطبت سيمون حاجبيها وحاولت التدقيق أكثر.
لكنها أدركت متأخرة، وقد لفت انتباهها هيكل الغرفة والقطة، أن الأرضية مغطاة بسجادة.
سجادة تحمل رسم دائرة كبيرة بداخلها نجمة.
رغم أن الأثاث كله يوحي بالراحة والدفء، إلا أن هذه السجادة حمراء على نحو غريب…
«…هاه!»
شهقت سيمون وسحبت يدها بسرعة عن الجدار.
«لماذا؟ ماذا هناك؟ لمَ تبدين خائفة هكذا؟»
سألت بيانكي بدهشة، وقد كانت تراقبها بصمت لتتركها تركز.
لكن سيمون لم تستطع الرد فورًا.
وقف شعر جسدها، راحتاها ترتجفان، وفمها يرتعش.
م.م: نصيحة، لا تقرأوا الرواية بالليل أنا عن نفسي دائما بترجمها نهارا 🙃
غرفة مريحة لا يلفت النظر فيها شيء سوى أنها مخفية.
لكن في اللحظة التي أدركت فيها ما هي تلك “السجادة”، غاص قلبها.
لم تكن سجادة. بل نقشًا مرسومًا بالدم.
ونقش تعرفه سيمون جيدًا. إنه نفسه الذي صنعته فلورييه من أوراق مغطاة بالدماء حين حلت لعنة جايْس وفلورييه.
«ما هذا بحق…»
«ماذا؟ ماذا؟ أريد أن أعرف أنا أيضًا! ما الأمر؟»
عند إلحاح بيانكي، تماسكت سيمون وأوضحت أخيرًا ما رأت:
«هناك غرفة أخرى مخفية وراء هذا الجدار. لا أعلم إن كانت وهمًا بلا شكل أو حقيقة، لكنها بدت عادية لأول وهلة…»
«عادية؟ لكن لماذا ارتعبت إذن؟»
«على أرضيتها نقش مرسوم بالدم».
مزقت سيمون ورقة من أوراق الفيكونت دي لانغ، ورسمت شكل النقش وسلمته لبيانكي.
«سأتحقق أكثر، لكن عليكِ أنتِ أن تري أوركان هذا النقش وتعرفي ما يعنيه».
«تمام! سأعود بسرعة—»
وغادرت بيانكي الغرفة مسرعة.
أما سيمون، فنظرت حولها وأغلقت الستائر بعد أن تأكدت من غياب الخدم، ثم عادت لتواجه المكتب.
الغرفة المخفية لم يكن فيها أحد.
ماذا لو لم تكن مجرد تقليد لغرفة معيشة حقيقية، بل بالفعل غرفة حقيقية في مكان ما؟
ربما غادر صاحب الطرق على الجدار تلك الغرفة، لذلك لا يمكن مقابلته الآن.
نظرت سيمون من خلال ثغرة في الجدار.
لا أحد خلفه الآن، لذا لا يُسمع طرق.
هل الأمر كذلك: إذا دخل ساكن الغرفة الحقيقية وأخذ يطرق على الجدار، تنكشف الغرفة وما فيها تلقائيًا، دون الحاجة إلى تعويذة استشعار؟
إن صح ذلك، فالطرقات التي تسمع من الجهة المؤدية إلى الحديقة قد تكشف تلقائيًا الداخل وصاحب الطرق.
إذن فلنؤجل التحقيق في تلك الغرفة، ونركز الآن على هذه.
عادت سيمون لتفتش مكتب الفيكونت.
وكلما كشفت، ازدادت حيرتها.
[هوية الطارق على الجدار والغرفة خلفه.
– النقش مطابق لما ظهر في حادثة فلورييه وجايس، ومن المرجح أن وراءه ساحر أسود.
هوية الفيكونت دي لانغ.
– حي أم ميت؟ هل هو شخص طبيعي لم يلحظ شيئًا، أم أنه نفسه غريب؟
علاقة الفيكونت بالغرفة المخفية.
– هناك شيء مريب بشأنه أيضًا. هل كان استدعاء مستحضر الأرواح مسألة منفصلة عن الغرفة، أم أن كل شيء مترابط؟]
ربما يخدعوننا.
«…لنجد شيئًا أولًا».
أي شيء قد يساعد على تجميع الخيوط.
تنهدت سيمون وأسندت يديها على المكتب.
شــرخ—
«هاه؟»
طعطعة!
غطاء المكتب انزلق من يدها، وتساقطت الأوراق أرضًا بفوضى.
يا للمصيبة.
حاولت سيمون إعادته بسرعة، لكنها توقفت مصدومة.
واتسع وجهها ذهولًا، ثم احمر خجلًا وارتجف:
«يا إلهي…»
كانت هناك كتابات محفورة على سطح المكتب، مكررة بجنون:
الغرفة قادمة، الغرفة قادمة، الغرفة قادمة…
مكتوبة مئات المرات بخط متشنج بعيد عن الخط الأنيق الذي رأته سابقًا في طلب الاستدعاء.
توقفت عقلها من هول المفاجأة، لكنها تمكنت من إعادة الغطاء وإخفائها.
«…»
اللعنة، ما هذا؟
هل كتبه الفيكونت نفسه؟
وبينما لم تزل مصدومة، بدأت تفتش الأدراج والرفوف في توتر، تسابق الوقت.
لو اكتشف الفيكونت أو خدمه أنها لاحظت هذه الأمور، لا يُعرف كيف سيتصرفون.
لم يكن هناك وقت طويل.
واصلت البحث حتى وجدت أخيرًا دليلاً.
دفتر صغير في درج بمكتبة تركته بيانكي.
مذكرات الفيكونت دي لانغ.
«أوه…»
أخذت سيمون تقلّبها، وبعد لحظات، ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها.
ثم أخرجت أداة التواصل وربطت الجميع معها.
– نعم، سيمون. هل وجدت شيئًا؟
– آنسة، أنا خارجة الآن؟
– ها، قولي لنا.
– نعم.
تحققت سيمون من اتصالهم جميعًا، ثم تحدثت بخفوت:
«اجتمعوا في غرفة الفيكونت دي لانغ فورًا. لقد وجدت خيطًا. أعتقد من الأفضل أن نلتزم معًا وننهي الأمر بسرعة».
الآن، صار لديها أسرار هذا القصر.
فلتُحل كل الألغاز سريعًا قبل أن تكتشف عائلة دي لانغ أن سيمون ورفاقها عرفوا السر.
وبعدها، يختفون.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 85"