⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
العشاء.
واجهت سيمون ورفاقها من جديد الفيكونت ديلاّنج، الذي عاد إلى قصره بعد أن أنهى عمله.
قال مباشرة بعد أن جلس على كرسيه، وكأنه لا داعي للإطالة:
«هل اكتشفتِ شيئًا؟»
ابتسمت له سيمون:
«للأسف، ليس بعد. هل مضت ليلتك بسلاسة يا فيكونت ديلاّنج؟»
تجهم الفيكونت من جوابها بأنها لم تكتشف شيئًا ليلة البارحة، ثم تذكّر فجأة أنه هو نفسه لم يشهد شيئًا غريبًا، فأومأ.
«لم يحدث شيء.»
«لم تسمع أي طرق على الجدار البارحة؟»
«هذه أول مرة منذ أن سمعتُ ذلك الصوت. هل هناك خلل عندي بحيث لم تفهموا أنتم شيئًا أيضًا؟»
أومأت سيمون:
«يبدو ذلك.»
«إذن، ما احتمالية أن تكون المشكلة قد حُلّت هكذا ببساطة؟»
«لا أستطيع الجزم، ما دمت لم أرَ أي ظاهرة بعد.»
قالت سيمون بعبارة مبهمة وهي تشير بإبهامها نحو الباب:
«إن كنت تظن أنها انتهت، فهل نُعلّق الطلب حتى تعود الظاهرة للظهور؟»
أي أنها تقترح العودة إلى قصر إيليستون.
تردد الفيكونت قليلًا في الرد، ثم هز رأسه وقال:
«ابقوا هنا حتى تتأكدوا من حقيقة الأمر.»
«حسنًا، إذن لنقضِ الليلة بطريقة مختلفة. سأبيت في غرفتك.»
«أنتِ؟»
«نعم.»
ورغم أن الفيكونت بدا مترددًا في السماح لغرباء بدخول غرفته، إلا أنه وافق على مضض:
«لا خيار، فقد كان هذا شرطًا. لكن حاولي ألّا تعبثي بشيء، فقط استمعي للصوت.»
«تمام. وأنت يا سيدي عد إلى غرفتك، لكن لا تغادر القصر.»
«نعم. حقًا أتمنى أن نكتشف شيئًا الليلة.»
أنهى الفيكونت كلامه بعجلة وقد بدا عليه الإرهاق، وغادر قاعة الاستقبال.
بقيت الغرفة للاجتماع بين أعضاء الفريق فقط.
بدأت سيمون تتحدث عن خطتها لهذه الليلة:
«هل تذكرون أدواركم اليوم؟»
«نعم.»
«بالطبع.»
«حسنًا!»
«أشكر لكم تعاونكم، وأيضًا يا رين وآبيل، راقبا مكان وجود الفيكونت من وقت لآخر…»
توقفت سيمون فجأة ونظرت إلى النافذة المغطاة بالستائر.
لم تكن وحدها، بل التفتت عيون الجميع إلى النافذة في نفس اللحظة.
لقد شعروا به.
شعروا بعشرات الأعين تحدّق بهم بصمت.
نظرت سيمون إلى أوركان دون أن تنبس بكلمة، فأومأ وأغلق عينيه وبدأ يتلو تعويذة في ذهنه.
بعد لحظات، هبّت ريح قوية، فانفتحت الستائر بسرعة، ولم يتمالك الفريق نفسه من الذهول.
«…»
رمشت سيمون فقط، فاغرة الفم من المشهد خلف النافذة.
عشرات من خدّام آل ديلاّنج محتشدين هناك، يحدّقون بهم بعيون متسعة.
«…»
«…»
تبادلوا النظرات في صمت.
وضعت سيمون يدها على قلبها الذي يخفق بعنف، تراقب بوجه مدهوش ما سيفعلونه بعد ذلك.
ثم فجأة، اتسعت عيون الخدم أكثر، ثم ابتعدوا بهدوء عن النافذة واختفوا، وكأنهم عادوا إلى أشغالهم.
ذلك كان سر النظرات التي أحست بها منذ البداية.
«…ما الذي حصل للتو؟»
«هل كانوا يراقبوننا؟»
«أهم بشر فعلًا؟»
انهمرت الأسئلة المحرجة من الجميع، لكنهم في قرارة أنفسهم كانوا يعرفون الإجابة.
الخدم الذين كانوا يراقبونهم لم يكونوا بشرًا.
لقد كانوا متدلّين على النوافذ بأوضاع مستحيلة، كأن شيئًا ما قد تلبّسهم.
وحتى والستائر مسدلة، كان الجميع قد شعروا بتلك القشعريرة.
هل يمكن لبشر عاشوا حياة طبيعية أن يطلقوا مثل تلك الهالة؟
طعام بلا طعم، خدم يكررون أفعالًا بلا معنى وهم يراقبون بعيون واسعة، وعائلة الفيكونت المختفية.
…هل هذا القصر قصر الموتى؟
(فماذا عن الفيكونت ديلاّنج نفسه؟ ماذا عن صوت الطرق على الجدار؟ ماذا عن العيون التي رآها؟)
ما الذي يكونه هذا القصر بالضبط؟
«سيمون، لا نُرهق أنفسنا بالتفكير الآن.»
أوقفت سيمون شرودها على كلمات آبيل الهادئة.
«حين تتعقد الأمور، يكفي أن تعالج المشكلة التي أمامك. التفكير الزائد يضعك في متاهة.»
«حكيم الكلام.»
تمتم لويس وهو ينقر بلسانه، لكنه كان كلامًا صائبًا. فمهما أرهقت عقلها، فلن تجد الجواب بما لديها من شذرات.
قررت سيمون أن تتبع نصيحة آبيل.
«نعم. إنها فقط الليلة الثانية. إذا بقينا ليلة أخرى فسنكتشف المزيد.»
فقط في يومين تأكدت من غرابة هذا القصر. وإذا قضوا أسبوعًا كما هو مخطط، سيصلون إلى الإجابة.
«وفوق هذا، الليلة يمكننا تفتيش غرفة الفيكونت من الداخل.»
قالت سيمون بعزيمة.
في الحقيقة، وعدها بألا تلمس متعلقات الفيكونت كان مجرد كذبة.
كانت تنوي الليلة أن تستدعي بيانكي – اللصة السابقة – إلى غرفته لتفتيشها بعناية بحثًا عن أي شيء مريب.
«أولًا…»
قالت سيمون بلهجة عابرة وهي ترمق النافذة، وقد بقي لديها شعور غير مريح بعد ما حصل.
«فلنرتح قليلًا في غرفنا، ثم نحدد غرفة الفيكونت التي سنمكث فيها ونبدأ عملنا.»
«حسنًا.»
«إذن، سأخرج قليلًا الليلة لأتواصل مع خدّام آل إيليستون.»
قال لويس وهو ينهض، مغادرًا أولًا.
في الآونة الأخيرة أصبح الأمير لويس هو المتكفل بإيصال وجباتهم ورسائلهم إلى آل إيليستون.
وبدأ الجميع يغادرون غرفة الاستقبال متجهين إلى غرفهم.
حلّ الليل تمامًا.
الفيكونت، الذي بدا شديد القلق من ترك غرفته لغيره، ظل فيها طويلًا ولم يغادرها إلى غرفة أخرى في الطابق الثاني إلا بعد منتصف الليل.
وبمجرد أن خرج، أسرعت سيمون إلى غرفته.
«إنها أبسط مما توقعت.»
بخلاف غرفة الدوق الكبرى الفخمة، بدت هذه أشبه بغرفة باحث متواضع من العصور الوسطى.
كانت أكبر قليلًا من شقة صغيرة، أرضيتها خشبية، فيها سرير بزخارف بسيطة، مكتب، طاولة، وأكوام من أوراق وأبحاث وكتب.
لم يكن فيها ما يثير الريبة، بل لولا الظلام لكانت غرفة دافئة مريحة.
أدارت سيمون نظرها في الغرفة ثم وقفت عند الجدار.
ذلك الجدار حيث قال الفيكونت إنه يسمع طرقًا متكررًا.
الجدار عادي تمامًا بلا زينة، لكن عند رأس السرير فجوة أكبر قليلًا من وجه إنسان، تكشف عن منظر مظلم في الخارج.
هل نام الفيكونت البارحة والريح تدخل من هذه الفتحة؟
طرقت سيمون الجدار، حدقت عبر الفتحة، ومدّت يدها لترى إن كان سيحدث شيء.
منتصف الليل. الوقت الأنسب لظهور أي شيء.
جلست سيمون على كرسي المكتب وحدقت في الفتحة.
هناك طرق على الجدار، وعينان تنظران من خلالها إلى الداخل.
لو فكرت ببساطة…
(أليسوا أولئك الخدم؟)
ذلك منطقي.
المخلوقات التي كانت متشبثة بالنوافذ في أوضاع غير بشرية.
يصعدون الجدار هكذا، يطرقون ويراقبون ردود الفعل.
قد يكون الأمر كذلك.
لكن، لماذا؟
ربما أرواح الخدم الذين ماتوا من بطش الفيكونت قد عادت لتنتقم.
كانت غارقة في استنتاجات بسيطة حتى فُزعت بدخول بيانكي فجأة دون طرق.
«وصلتُ – لماذا كل هذا الفزع؟»
تقدمت بيانكي بخفة، حاملة بعض أوراق الفيكونت.
«…كنت أفكر في أولئك الخدم، وظننتكِ عدتِ ثانية.»
«أنتِ لطيفة. تبدين هادئة دومًا، لكنكِ ضعيفة أمام ما يشبه البشر؟ أما أنا فقد اعتدت على رؤيتهم حتى لم أعد أخاف.»
تصفحت بيانكي الأوراق سريعًا ثم أعادتها إلى الطاولة كأن لا شيء مهم فيها.
«آبيل ينغمس في كل ما هو غريب. يقول إن وجوده معي يجعله يرى كل أنواع العجائب.»
قهقهت بيانكي، نصف جد ونصف مزاح، ثم مدت يدها لتنهض سيمون.
«حسنًا، نبدأ البحث؟ لهذا دعوتني، صحيح؟»
قادتها لتقف أمام المكتب:
«سيمون، فتشي هذا المكتب حتى تسمعي الطرق. أما أنا فسأبحث في باقي الغرفة.»
المكتب كان المكان الأقل جهدًا، والأكثر احتمالًا لإخفاء أشياء مشبوهة.
أومأت سيمون وبدأت تنبش في محتوياته حسب إرشادات بيانكي.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 84"