⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
سببُ عيش سيمون في قصر السيّد، مرتديةً الفساتين الجميلة، ومتمتّعةً بالحماية والرعاية،
وسببُ إغلاق دوق إيليستون لدار الأيتام فجأة،
هو أن سيمون تُقرضهم قوّتها وتعيش معتمدةً عليهم.
على الأقل بالنسبة لهم، تلك الطفلة التي كانت المديرة تتجاهلها وتزدريها، أصبحت شخصًا مهمًا وثمينًا للغاية.
«تلك الطفلة أنقذت أيضًا الدوقة الكبرى والأمير.»
أتدرين ما معنى ذلك؟
ارتجفت المديرة، ناسيةً حتى الألم، أمام نبرته المنخفضة الباردة.
شعرت أنها تعرف جيدًا ما يعنيه ذلك.
«علينا أن نكسب ودّ تلك الطفلة حتى نرفع جميع اللعنات عن هذا القصر.»
قيل إن حتى داخل هذا القصر، صارت في موضع يمكّنها من التأثير على الدوق الكبير نفسه.
«هي… فعلت كل هذا وحدها؟»
هل تلك الطفلة مستحضِرة الأرواح عظيمة لهذه الدرجة حتى تستحق أن تُعامَل هكذا؟
المديرة لا تعرف، لأنها لم تفكّر يومًا في قدرات تلك الطفلة.
ففي نظرها، سيمون ليست سوى طفلة غبية، خجولة، منحوسة، يسخر منها الجميع.
«لذلك، سأجعل حياتك بيد سيمون، لأكسب ودّها.»
م.م: الدوق يحترم سيمون أو يتحملها؟؟؟؟!
«…ماذا؟»
سألت المديرة بذهول، لكن دوق إيليستون نهض وغادر دون أن يضيف شيئًا آخر.
«…»
«…»
تبادلت المديرة والمعلمون النظرات.
ماذا يعني أن يترك مصيرهم لسيمون؟
ولم يطل بهم الأمر حتى أدركوا ما قصده الدوق.
أليس ما يقوله هو أنه إن أرادت أن تعيش، فعليها أن تقنع سيمون أو تتوسّل إليها؟
«تريدني أن أتوسّل إليها؟»
تخيّلت المديرة المشهد للحظة، ثم هزّت رأسها رافضة حتى مجرد الفكرة.
«هذا مضحك!»
فالمديرة والمعلمون قد راقبوا سيمون منذ ولادتها.
لقد مرّ سبعة عشر عامًا وهم يربّونها ويجعلونها تؤدي الأشغال.
الزمن الذي انقضى طويل جدًّا ليغيّروا موقفهم لمجرّد أن الظروف انقلبت.
والآن يُطلب منهم أن يتوسّلوا من أجل حياتهم؟ كيف يكون ذلك ممكنًا؟
كل ما في الأمر أنه سيكون مزعجًا بعض الشيء.
«لتأتِ إذن. لن أتركها وشأنها.»
وكما اعتادت، ستكيل لها الإهانات وتُهدّدها بالشكوى، مانحةً إياها مخرجًا للهروب.
ولا تنسَ أن تصفعها على وجهها على الأقل!
لكن بعد أيام قليلة، تخلّت المديرة والمعلمون عن تلك الفكرة تمامًا.
سيمون لم تأتِ.
وبما أن الدوق قال ذلك، توقّعوا بطبيعة الحال أن تأتي لرؤيتهم مباشرة. بل توقّعوا أن تأتي لتسخر منهم.
لكن مهما طال انتظارهم، لم تظهر.
وما دامت لم تأتِ، لم يكن هناك طعام كذلك.
حينها أدركوا.
عالم سيمون قد اتسع لدرجة أن أناسًا مثل المديرة لم يعودوا حتى كجرحٍ أو صدمة في حياتها.
حتى لو توسّلوا إليها بأيديهم وأرجلهم، هل سيعنيها الأمر أصلًا؟ سيمون لا تهتم بالانتقام، ولا حتى بفضول معرفة ما حلّ بالمديرة والمعلمين.
وفي الحقيقة، كانت سيمون آنذاك منشغلة بتنفيذ مهمة للماركيز بَرينغتون، وحتى لولا ذلك، لما فكّرت فيهم أصلًا.
والدوق الكبير لم يتخذ أي إجراء ضدهم ما لم تتكلّم سيمون.
حتى الخدم لم يعيروهم اهتمامًا عندما صرخوا يطلبونها.
كلما جاء خادم ليتفقّد حالهم، يقطّب حاجبيه قائلًا: «تلك الفتاة؟» ثم يغادر.
لكن ذلك لم يستمر طويلًا.
حين أحسّ الثلاثة أنهم سيموتون جوعًا، عرفوا.
أن الخدم لم يأتوا ليتأكدوا إن كانوا يتوبون، بل ليتحققوا إن كانوا ما يزالون أحياء أم ماتوا.
بعد ثلاثة أيام من الجوع والمرض والبرد، لم يحتمل المعلّمون أكثر، وبدؤوا بالصراخ:
«أحضروها، من فضلكم…»
«أحضروها! سأطلب الصفح…»
ومع ضجّتهم، انهارت المديرة بدورها وبدأت تتوسّل.
وبعد كل ذلك الدعاء الجنوني، عادت سيمون إليهم أخيرًا.
نظرت إليهم وهي جالسة على السرير، ساقاها متقاطعتان.
«أرجوكِ أنقذيني. كنت مخطئة.»
«كل ما فعلته بكِ من قبل، وحتى هروبي بعد أخذ الإعانة…»
راقبتهم سيمون لحظة، ثم قالت بهدوء بوجه خالٍ من الانفعال:
«هل أرسلكم إلى جمعية السحر الغامض؟»
ارتاع الثلاثة وبدأوا بالبكاء.
لقد فعلوا من المظالم ما لا يُمحى باعتذار قصير.
تمتمت سيمون وكأنها تحدّث نفسها:
«أظن أن من عاشوا مع الأشباح بأنفسهم سيجدون مكانهم هناك.»
هزّت المديرة والمعلمون رؤوسهم بجنون:
«لااااا! ليس جمعية السحر الغامض!»
ابتسمت سيمون بخفّة:
«ولمَ لا؟ أنتم حاولتم أن ترسلوني إليها.»
رغم أنهم كانوا يعرفون أن الذهاب إلى هناك يعني فقدان إنسانيّتهم إلى الأبد، حاولوا بيع سيمون إليهم.
الإنسان لا يُعاد كتابته، هكذا يُقال منذ القدم.
إنهم أناس بلا فائدة حتى لو غُفر لهم، وهي سيمون من يملك الحق في العفو، لا هم.
تذمّرت سيمون وهي تراهم يبكون ويثيرون الضجيج:
«هممم… ماذا أفعل بكم؟»
جلست تفكّر دون ذرة تردّد.
«هممم… ماذا كنت سأفعل في الماضي؟»
في تلك اللحظة، رفعت المديرة رأسها ببطء لتنظر إليها.
«…أنا القديمة؟»
لو كانت سيمون القديمة، لقالت حتمًا:
«أرجوكم، لا تفعلوا هذا… أنا بخير…»
لكن سيمون أمامها الآن كانت تبتسم بمرح، كأن الأمر مسلٍّ، رغم أن راشدة مثلها تركع أمامها.
ارتجف قلب المديرة.
لا يمكن أن يتغيّر إنسان هكذا في بضعة أشهر…
حين لمحت المديرة ذلك، ابتسمت سيمون ابتسامة أوسع.
واتّسعت عينا المديرة بدهشة.
«انتظري لحظة…»
عينان حمراوان تبتسمان بثبات، ابتسامة مشرقة تتجاهل كل الألم.
هذه ليست الطفلة التي عرفتها. هذه إنسانة كاملة نضجت بمرارة العالم، تعرف كيف تُعذّب الآخرين.
قالت المديرة مذهولة:
«…أنتِ لستِ سيمون.»
ابتسمت سيمون أوسع، ثم قالت بعبارة لم تكن سيمون لتقولها يومًا:
«أين ترفعين رأسك؟ هل تريدين أن تموتي؟»
نعم، لم تكن سيمون. كانت سو هيون-جونغ التي استعارت جسدها.
وسو هيون-جونغ ليست كَسيمون؛ لا تخاف ولا ترحم الأشرار.
«الآن وقد عرفتِ أنني لست سيمون، فأنتِ تعلمين أن لا فائدة من توسّلك، صحيح؟»
نهضت سيمون من السرير.
لهذا لم تكن تريد المجيء أصلًا. فمَن يُصرّ على لقاء المذنبين هو مَن يتهيّأ لمسامحتهم.
أمّا هي، فلا يعنيها أمرهم، ولا حتى أن تضيّع وقتها بلقائهم.
«انتظروا! لحظة فقط!»
صرخت المديرة والمعلمون المرهقون جوعًا، لكن سيمون غادرت دون أن تلتفت.
وقالت للقيّم الواقف خارجًا:
«أخبِر الدوق الكبير أن يتصرّف فيهم وفق القانون الإمبراطوري.»
«حسنًا.»
وفي طريق عودتها إلى غرفتها، توقّفت فجأة.
«…آه.»
«لماذا تتبعني؟»
كان جايْس مختبئًا خلف عمود يراقبها.
وبينما كان لويس وآبِيل بارعين في إخفاء وجودهم، كان من الواضح أن جايْس يتلصّص.
اقترب منها بتردّد، أقصر منها قامةً على الرغم من صغرها، بعدما بالكاد تعلّم المشي بفضل معجزة القدّيسة.
«هل لديك ما تريد قوله؟»
«آه، ذاك…»
كان متردّدًا إلى حدّ يثير الضيق، حتى أنه لم يستطع رفع عينيه إليها.
لكن بعد تردّد طويل، قال بصوت خافت يكاد لا يُسمَع:
«كنت فقط… فضوليًّا.»
فضوليًّا حول منقذته السوداء كلّها، كأنها لا تنتمي إلى هذا العالم.
فضوليًّا عن صوتها، وكلامها، وعن كلّ شيء فيها.
«أي نوع من الفضول؟»
«فقط… كل شيء.»
أجاب الطفل الوريث بنبرة صبيّ لم يتجاوز السابعة، رغم أنه وريث عرش الدوقية.
ثم تردّد لحظة وقال:
«سمعتُ أنك رفعتِ لعنة القصر.»
«نعم، صحيح.»
«شكرًا لكِ…»
«أنا ممتنّة أيضًا، فأنا أفعل هذا لأنني أتلقى شيئًا من والدك، الدوق.»
«نعم…»
وبينما كانت سيمون تسير، تبعها جايْس تلقائيًّا.
«هل تشعر بتحسّن؟»
«آه! نعم، بخير. بفضل سيمون.»
ابتسم بخجل، ثم أردف على عجل حين وصلا إلى غرفتها:
«أنا أيضًا! أريد أن أعرف ما تفعله سيمون!»
«نعم؟»
«أنا أيضًا، شخص يجب أن يعتاد على اللعنات وما شابه… عندما ترفعين لعنة، هل يمكنني أن أرافقكِ…؟»
م.م: انضم جايس لنادي معجبين سيمون 😊
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 77"