⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
ارتطام—ارتطام—كوااانغ—ارتطام!
كان صوت مكتوم يتردّد بانتظام، يتبعه صراخ مؤلم لامرأة عالقة في الهواء.
“يا إلهي…”
وقفت سيمون ورفاقها يراقبون هذا المشهد الغريب بصمت، وتبادلوا النظرات فيما بينهم.
بدت على وجوههم جميعًا علامات الحيرة، وكأنهم يسألون سيمون: ما العمل الآن؟
حدّقت سيمون بالمرأة التي تطفو في الهواء وقالت:
“فلننزلها فقط. إنها مجرد إنسانة.”
في البداية، ظنّت أنها قد تكون شبحًا مات جوعًا بسبب مظهرها البشع وأكلها العصيدة الفاسدة بيديها، لكنها الآن تراها بوضوح. لم تكن كذلك.
إنها إنسانة، بلا أي أثر للموت عليها.
“إنسانة؟”
نظر لويس مجددًا إلى المرأة المعلّقة في الهواء، وكأنه لا يصدق.
بهذا الشكل؟ تطفو في الهواء وتصطدم بالجدران والأرض؟ أيعقل أن تكون إنسانة؟
“كيف يمكن أن تكون إنسانة؟”
هل هناك بشر يمكنهم الطيران؟ صحيح أن ساحرًا بارعًا مثل أوركان يستطيع استخدام سحر الطفو، لكن حتى لو كانت هذه المرأة ساحرة، هل كانت ستطفو بهذه الفوضى وتؤذي نفسها؟
“آآآه! أوه! أوه! أ، أنقذوني!”
لم يتحرّك لويس نحوها إلا بعد أن سمع صرخاتها المتألمة من جديد.
“آبيل!”
“حسنًا.”
سواء كانت شبحًا أو إنسانة، المهم أن ينقذوها أولاً.
قفز آبيل عاليًا، أمسك بالمرأة، فسقطت سريعًا بين ذراعيه.
رغم نحولها، إلا أنها بدت ثقيلة، وهذا يؤكد أنها بشر.
“انظروا هناك.”
أشار أوركان نحو الفراغ.
تبعت سيمون اتجاه إصبعه.
“ما هذا؟”
قطّب آبيل جبينه. بعض خصلات شعرها الممزّق كانت لا تزال تطفو في الهواء.
أعاد الجميع نظرهم إلى سيمون. لا يعرفون ماذا يعني هذا، لكن سيمون بالتأكيد تعرف الجواب.
“همم.”
ما هذا بحق السماء؟
شعرها يطفو في الهواء رغم أنها سقطت بالفعل.
(لا… مستحيل.)
فكّرت سيمون لحظة، ثم مدّت يدها بسرعة، وأطلقت مانا نحو الشعر.
فجأة—بانغ!
تناثرت المانا بصوت ارتطام قوي، وظهر في مكانها رأس رجل يمضغ خصلات شعر المرأة في فمه.
كان وجه الرجل المستدير المتشقّق جلدُه يبدو كالشبح بوضوح.
مقلتا عيناه فارغتان بلا مقلة، والأهم أنه كان يطفو بلا جسد، مجرد رأس مقطوع.
عندما ظهر هذا الكيان، أخرج الجميع أسلحتهم على الفور.
“سيمون، هل أستطيع سحقه؟ إن ضربته سيختفي، صحيح؟”
“لا أعلم إن كان شبحًا يمكن لمسه بسهولة. لكنني أستطيع لمسه أنا.”
فحتى الآن، لم يروا الشبح ذو الأذرع التسعة الذي كان جاثمًا على كتف سيمون، وهذا يعني أن الأشباح ربما تمرّ عبر البشر العاديين بلا أثر.
“لا أعلم. إذن سأجرّب بنفسي.”
في اللحظة التي همّ فيها آبيل بضرب الرأس العائم بسيفه، رفعت سيمون يدها لتوقفه.
“انتظر.”
“هاه؟”
توقّف آبيل بحركة غريبة، بينما كانت سيمون تحدّق بالوجه.
وجه رجل لا يزال يمضغ خصلات شعر امرأة في فمه.
إنه شبح تعرفه سيمون، رغم أنه بدا أبشع مما كان عليه.
“هذا الشبح… شبح أعرفه.”
“تعرفين أشباحًا؟”
“إنه شبح كنت أراه كثيرًا حين كنت أعيش في هذا الميتم.”
“أكنتِ من هذا الميتم؟”
تفاجأ آبيل ورفاقه، وقد علموا الحقيقة متأخرًا بعد لويس. فأومأت سيمون، مشيرة إلى كتفها.
“لقد اختفى الآن، لكن ما إن وصلت إلى هذا الميتم حتى جلس شبح ذو تسع أذرع على كتفي.”
“…منذ أن وصلنا؟”
“قد تكون عيناي فقط من رأته، لكنه الشبح الذي ظل يلاحقني منذ أن كنت في الميتم وحتى قبل دخولي القصر، وحتى عندما ذهبت إلى قرية هيرتين.”
كان شبحًا يختفي فجأة، لكنه دائمًا ما يعود ويلتصق بسيمون كلما غادرت القصر.
“خلال وجودي في القصر، كنت أشعر وكأني ما زلت في الميتم. وعندما أغادره، أشعر وكأن الشبح يعود ويلتصق بي مجددًا. القصر مكان مرعب للغاية، حتى أن روحًا ضعيفة مثل شبح التسع أذرع لا يجرؤ على دخوله.”
قال أوركان بهمس بعد أن استوعب كلامها:
“بالمناسبة… لقد سمعت من الماركيز بارينغتون أن من بين الأشباح التي تظهر في هذا الميتم، هناك واحد له تسع أذرع.”
“إذن الشبح الذي رآه الناس هو نفسه الذي كان على كتف سيمون؟”
أومأت سيمون:
“صحيح. وهذا الشبح هو نفسه الذي ظل يطاردني منذ أن كنت في الميتم.”
تذكّرت سيمون ماضيها.
في يوم ما، لاحظت أن شعرها بدأ يقصر تدريجيًا. فبقيت مستيقظة طوال الليل، فرأت رأس الرجل وهو يمضغ شعرها.
أخبرها أحد الأشباح “اللطفاء” الذين يجيدون الكلام أن هذا الرأس إذا ابتلع شعر إنسان كاملًا، سيفترس رأسه ويضع وجهه مكانه ويستولي على جسده.
ومنذ ذلك اليوم، كانت تخفي شعرها تحت الوسادة كل ليلة كي تبقى على قيد الحياة.
أومأ آبيل بعد أن استمع:
“حسنًا، ولماذا لا نقتله إذن؟ إنه شبح على أي حال.”
“لماذا منعتِني من القضاء عليه؟”
هزّت سيمون رأسها:
“لم أمنعكم، فقط أريد أن ننهي الأمر دفعة واحدة.”
“ماذا؟”
كل الأشباح التي ظهرت حتى الآن، هي ذاتها التي رآها سيمون مرارًا في الميتم، والتي عذّبتها.
وهذا يعني أن جميع الأرواح التي رآها الناس هي على الأرجح أشباح الميتم.
“سيكون هناك الكثير منها. على الأقل عشرون. سأجمعها كلها في هذه الغرفة ونتخلص منها مرة واحدة.”
“إذن اليوم فقط سنحصي عددها؟”
“لكن ماذا عن هذه المرأة؟”
تحوّلت أنظار الجميع إلى المرأة المنهارة على الأرض، تلهث بصعوبة.
كانت تحدّق بهم، وخاصة بسيمون.
تلك العيون المرتعشة… عرفت سيمون من خلالها الحقيقة.
هذه المرأة…
“إنها مديرة هذا الميتم.”
صمت الجميع فجأة، وأصبح الجو ثقيلًا.
إنها هي، المديرة التي لطالما تجاهلت سيمون وعذّبتها وأطعمتها وحدها طعامًا فاسدًا.
“إذن، سآخذ هذه المرأة وأحتجزها. فهي مجرمة تستحق عقاب الإمبراطورية.”
قال لويس ببرود. فأومأت سيمون، بينما بصق آبيل على الأرض وسحب المرأة لتجلس.
“آآخ!”
تأوّهت المديرة بألم، وكأن عظامها تحطمت من الضرب الذي تعرّضت له. فحصتها بيانكي، ثم أخرجت حبلًا وربطت يديها إلى العمود.
“سنعود لاحقًا—فانتظري هنا—”
“أرجوكم… أرجوكم أنقذوني… أرجوكم…”
لكن سيمون ورفاقها تجاهلوا توسلاتها، وغادروا المطبخ.
التفتت سيمون إلى رأس الرجل السمين.
“لا تقترب منها.”
رغم أنها تعلم أنه لن يستمع، فحتى عندما كانت في الميتم لم يستجب يومًا لرجاءاتها.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات