أستغفر الله العظيم واتوب اليه 

⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁

 

أبيل ورفاقه، وكذلك لويس، حدّقوا في الخدم بوجوه مذهولة.

 

شعرت سيمون وكأنها تشاهد الخدم وهم يبكون ويتوسّلون ويتضرعون إلى الإله، تمامًا مثل أتباع الطوائف الذين رأَتهم من قبل على اليوتيوب.

 

لا يوجد مشهد أكثر إحراجًا من هذا.

 

قال أبيل وهو يوجّه سيفه نحو الخادم الممسوس:

“هل يمكنكِ حل هذا؟ أجيبي بسرعة قبل فوات الأوان.”

 

ابتسم الروح الشرير وهو ينظر إلى سيمون:

“أنتِ أيضًا، اعبديني وسأقبلكِ كابنتي وأحقق أمنيتك.”

 

ضحكت سيمون باستهزاء. من تكون هي حتى ترغب أن يحقق أحد أمنياتها؟

 

أمنية سيمون، أو بالأحرى سيو هيون-جونغ، هي أن تعود إلى عالمها الأصلي.

 

حتى هي تعرف أن إلهًا دنيئًا كهذا لا يمكن أن يحقق تلك الأمنية.

 

مدّت سيمون يدها نحو الشيطان مرة أخرى.

 

أبيل ورفاقه راقبوا حركاتها بصمت.

 

“ريح.”

 

هبت ريح قوية عبر شعر أبيل في القبو الذي بلا نوافذ.

 

الريح كانت قادمة من سيمون. شيء أسود بدأ يتصاعد منها ببطء.

 

“ما هذا؟”

 

كانت هالة مشؤومة ومهددة بشكل لم يسبق أن رأوا مثله من قبل. أعمق وأشد تدميرًا من هالة الإله الشرير الذي يفقس أتباعه مثل بيض الحشرات.

 

إلى درجة أنهم لم يعودوا قادرين على التمييز من هو الشر الحقيقي.

 

كنتُ أظن أن لديها قوة غريبة، لكن…

 

ضرب أبيل كتف أوركان بخفة:

“مهلاً، ما هذا؟”

 

لكن أبيل لم يسمع أي جواب.

 

كان أوركان يحدق في سيمون بعيون باهتة ومرعوبة.

 

“هذه الطاقة…”

 

نيكرومانسر.

 

إنها روح مُستحضر الأرواح الذي اختفى من الإمبراطورية.

 

بالطبع، لم ير أوركان نيكرو مانسر منذ وُلد. فقد سمع أنهم يُعدَمون فور ولادتهم داخل الإمبراطورية، وحتى القليلون الذين وُجدوا خارجها كانت تحميهم دولهم نظرًا لخطورتهم.

 

ومع ذلك، ورغم أنه لم يرهم قط، استطاع أوركان أن يؤكد أن سيمون نيكرو مانسر من خلال ما دُوّن عنهم في الكتب.

 

ذلك المستوى من مانا الموت لا يمكن أن يصدر إلا عن خدم إله الموت.

 

وبينما كان أوركان يرتّب أفكاره، بدأت النسمة الباردة تتحول إلى هواء أكثر برودة ثم راحت تدور بسرعة لتتخذ لونًا أسود.

 

وووش!!! وووووش!!!!

 

هبت ريح عاتية اجتاحت الغرفة بضوضاء حادة.

 

“أآخ! ما هذا؟!”

 

احتضن أبيل بسرعة أوركان وبيانكي وأخذ يحدق في سيمون.

 

من بين دوّامة الرياح، بدا وكأن هيئة شخص تُرى في الخلفية.

 

انفجر المانا الأسود من جسد سيمون، وشعرها يتطاير بجنون.

 

الخدم، الضعفاء أصلاً، لم يحتملوا الصدمة، فارتدت أعينهم وسقطوا فاقدين الوعي.

 

إنسان؟ لا، بل شبح أو إله.

 

نعم، إنه تجلٍّ للإله.

 

أقوى مني…

 

لم يسبق لأبيل أن شعر بقوة أعظم من هذه.

 

قال أوركان وهو يتلعثم:

“إنها… إنها نيكرو مانسر.”

 

أوركان، الذي يملك حساسية عالية للمانا، وضع يده على كتف أبيل واتكأ عليه وكأنه بالكاد يستطيع الوقوف.

 

“نيكرو مانسر؟”

 

“نعم، مستحضر الأرواح الذي عقد اتفاقًا مع إله الموت.”

 

حين يعقد أول نيكرو مانسر اتفاقًا مع إله الموت ويُنجب، تنتقل قوة الاتفاق إلى الابن بشكل أضعف قليلًا.

 

ولهذا تكون قوة أول من عقد الاتفاق هي الأقوى، ومع تعاقب الأجيال تضعف القوة حتى تختفي.

 

ومن هنا جاء اختلاف القوة بين النيكرو مانسرز، وهو اختلاف لا يمكن تجاوزه.

 

وحسب ما ورد في الكتب المحرمة عنهم، فالأرجح أن سيمون إما من الجيل الأول الذي عقد الاتفاق أو الجيل الثاني على الأقل.

 

لا أستطيع تحمل قوة هذا المانا…

 

حتى أوركان، أحد أقوى السحرة في إمبراطورية لوان، شعر بالعجز.

 

ولم يكن له أن يشعر بغير ذلك.

 

فقد كانت سيمون تطلق الآن كل مانا جسدها دفعة واحدة.

 

قليلًا بعد… قليلًا بعد فقط!

 

كلما انتشر المانا الأسود أكثر، بدأ جسد الخادم الذي يسكنه أوساسانيساساو يصرخ ويعوي.

 

تمامًا كأنها مشاهد طرد الأرواح الشريرة، غطّت الأوردة الحمراء وجه الخادم، وبدأ الدم يتفجر من عينيه وأنفه وفمه وأذنيه.

 

بعد قليل فقط.

 

انفجرت مانا سيمون مرة أخرى.

 

كياااااااااا!!!

 

صرخ أوساسانيساساو من الألم.

 

وسيمون تتمايل بجسدها المتعب وكأن طاقتها كلها استُنزفت حتى كادت تسقط.

 

لكنها شدّت على أسنانها وأطلقت المانا من جديد بعنف نحو الروح الشريرة.

 

أنا لا أعرف كيف أستخدم السحر الدقيق مثل أورجان.

 

فهي لا تعرف شيئًا عن السحر، ولم تجد طريقة أخرى للهجوم سوى الانفجار المباشر للمانا.

 

“آآخ!”

 

لو كان شبحًا عاديًا لانتهى الأمر، لكن الخصم هنا إله.

 

لا يمكن طرده بورقة تعويذ كما يُفعل مع الأشباح.

 

إذن، هل يعني هذا أن لا سبيل للبشر لمواجهة إله؟

 

ليس الأمر كذلك.

 

فحسب الرواية الأصلية، هذا العالم مثل عالم سيو هيون-جونغ، حيث تُقسّم الآلهة إلى رُتب.

 

إثنا عشر إلهًا، يتربع في أعلاهم إله الخلق، وتحته إلها الحياة والموت، ثم آلهة النور والظلام، الشمس والقمر، يحكمون العالم.

 

لكن بالإضافة إلى هؤلاء، وُجدت آلهة وُلدت من آلهة أخرى أو من البشر، لكنها لم تُعترف كآلهة، وظلّت مطرودة من السماء لتعيش مختبئة بين البشر.

 

الإله الشرير أوساسانيساساو، الذي حلّ الآن في هذا الخادم، هو أحد تلك الآلهة المولودة من البشر.

 

إله وُلد من شوائب الكراهية والضغائن، يسعى لتكثير أتباعه كي يصعد إلى السماء.

 

بالمختصر، مجرد إله ضعيف لا يستطيع حتى أن يصعد بنفسه.

 

لا أعلم عن آلهة السماء، لكن مثل هذا يمكنني إبعاده بقوتي.

 

ولماذا؟

 

لأن مستحضر الأرواح هو من عقد اتفاقًا مع إله الموت!

 

وبحسب النظام الكوني، مرتبة إله الموت تأتي مباشرة بعد إله الخلق.

 

وحسب الرواية الأصلية، سيمون ليست ابنة نيكرو مانسر، بل إنسانة عادية ولدت هكذا، ما يعني أنها نيكرو مانسر من الجيل الأول، عقدت اتفاقًا مباشرًا مع إله الموت قبل أن تولد.

 

فماذا لو كانت إنسانة عادية، لكنها أقوى نيكرو مانسر تلقّت حماية إله الموت مباشرة؟

 

عندها يمكنها بكل بساطة أن تطرد مثل هذا الإله الصغير.

 

حتى لو لم ينجح الأمر، فلا بد من المحاولة.

 

فهذا هو السبيل الوحيد لإنقاذ الخادم دون أن يتأذى.

 

غيااااااه!!!

 

اخترق المانا الأسود الأجساد مثل إعصار.

 

أقام أوركان بسرعة درعًا يحمي مجموعته ولويس.

 

أبيل ولويس وبيانكي نظروا إلى سيمون بوجوه جادة.

 

وجهها مشقوق بماناها، شعرها يتطاير بجنون في الرياح، وحتى حين كان الخادم ينفجر بطاقة شريرة ولعنات، بقيت هي بعيون حمراء متوهجة، بلا أي تعبير، تطلق ماناها بقوة.

 

تااانغ! بانغ!

 

في النهاية، لم يحتمل الباب قوة العاصفة فاقتُلع، وطار الخدم المتساقطون وسقطوا على الأرض بأصوات مكتومة.

 

وارتج المبنى كله وهو يتصدع من قوة الرياح، حتى أن الخدم الصغار الذين هرعوا ليحلّوا محل المفقودين توقفوا مصدومين.

 

“سيمون…؟”

 

“لا تقتربوا، الأمر خطير!”

 

صرخ لويس.

 

“ما الذي يحدث بحق السماء…”

 

خلف الخدم المرتعبين، وقف الدوق والدوقة جامدين يراقبان الفوضى.

 

بانغ! ووشششششش!!!!

 

آآآآه!!!!!! كيااااهه…

 

تشقق الجدار، وسرعان ما انهارت الجدران الخارجية تحت قوة رياح المانا.

 

“…”

 

قوة هائلة ومرعبة إلى حد يعجز اللسان عن وصفه.

 

كانت تلك أول مرة يرون قدرتها الحقيقية.

 

الجميع التزم الصمت أمام قوة فتاة في السابعة عشرة من عمرها، لم تتعلم بعد أي شيء، لكنهم لم يستطيعوا سوى التحديق في سيمون.

 

وفي تلك اللحظة، لاحظت سيمون أن ملامح وجه الروح الشرير بدأت ترتخي.

 

الإله يرحل.

 

غير قادر على تحمّل رهبة الموت، أخذ يتلاشى تدريجيًا.

 

وكانت صرخته الأخيرة مجرد نضال يائس، قبل أن يحدق في سيمون بعجز ثم يترك جسد الخادم.

 

سقوط.

 

انهار الخادم الذي كان ممسوسًا بلا حراك.

 

“لقد… انتهى…”

 

سرعان ما هدأ المانا الأسود المتفجر من جسد سيمون، وتوقف الريح، وسقط شعرها المبعثر يغطي عينيها.

 

“هل انتهى الأمر؟ أوركان، أزل الدرع وافحص حالة ذلك الخادم الذي سقط.”

 

“آ- حاضر.”

 

“سيمون، هل أنتِ بخير؟”

 

سمعت سيمون صوت لويس القلق على حالها وحال المجموعة، لكنها لم تستطع الرد.

 

“آنا، اجمعي كل الخدم وانقلي من في الغرفة إلى الخارج. أما الخادم الأخير الذي سقط، فعزليه وأقفليه، لدي الكثير من الأسئلة له.”

 

“ن- نعم!”

 

عقب ذلك، دوى صوت دوق إيليستون وآنا.

 

“سيمون، هل أنتِ بخير؟”

 

آه، أنا مرهقة…

 

وبهذه الكلمات الأخيرة بصوت فلورييه، غاص وعي سيمون في هاوية مظلمة عميقة.

 

Sel

للدعم :

https://ko-fi.com/sel08

أستغفر الله العظيم واتوب اليه