⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
نظرت سيمون إلى الباب الذي جاء منه الصوت بوجه متوتر.
تعال.
شيء غريب في وجوده نفسه جاء ليزور سيمون.
شعرت أن كل النعاس قد تلاشى. لقد أعدّت نفسها مسبقًا، ولكن عندما حانت اللحظة، انسد حلقها ولم تستطع إخراج حتى صوت واحد.
طرق.
ما يمكن سماعه في الصمت الخانق هو صوت طرق خافت على الباب.
ضغطت سيمون شفتيها وحدّقت في الباب بصمت. قبضت يدها من دون وعي.
طرق… طرق.
سُمِع طرق آخر من وراء الباب الهادئ.
على نحو متقطع.
طرق… طرق.
على نحو غير منتظم.
طرق… طرق.
وتوقف الطرق المستمر على الباب عند نقطة ما. ثم…
خشخشة.
تراجعت سيمون خطوة إلى الوراء دون أن تشعر. كان هناك شيء يهز مقبض الباب.
خشخشة، خشخشة.
ذلك الشيء الذي ظل يطرق ويهز الباب بدأ يتصرف بشكل أعنف وأسرع عندما لم تستجب سيمون.
طرق! طرق! طرق! طرق!!!
خشخشة! خشخشة! خشخشة!!!!
مع كل اهتزاز للمقبض، كانت الأرض تهتز. ومع كل طرقة على الباب، يتسع الشق وكأنه على وشك التحطم. ومن خلاله رأت سيمون جلدًا باهتًا وجافًا ومتشققًا.
“ها…”
أصدرت سيمون صوتًا بالكاد وهي تزفر. شعرت حقًا وكأن قلبها سيسقط من مكانه.
ومع ذلك، حاولت أن تكبح خوفها، فنهضت من الكرسي ومشت ببطء نحو الباب.
حتى لو كان الأمر مخيفًا، عليها أن تواجهه. لأنه من الأفضل أن تتغلب على الخوف مرة واحدة بدل أن تموت.
حاولت سيمون أن تتمالك نفسها مرة أخرى.
كااانغ! دووم!
وقفت سيمون بهدوء أمام الباب الذي ظل يُضرب بلا توقف. في تلك اللحظة…
دووم! تَك!
توقف صوت الضرب على الباب.
“هي… هي…”
سُمع صوت فتاة رقيق. عيناها الحمراوان القانيتان كانتا تنظران إلى سيمون وتبتسمان من خلال شق الباب الذي بالكاد صمد.
“هُناك…”
وفجأة تغيّر الصوت الرقيق للفتاة إلى صوت شيخ عجوز.
“هيهيهي! هييي! كان هناك… كان هناك أيضًا… هييي!”
ذلك الشيء خارج الباب مدّ رأسه أكثر قليلًا من خلال الشق ونظر إلى سيمون وكأنه يتدلل عليها.
نظرت سيمون إلى تلك النظرات بلا أي تعبير. لا، لم تستطع أن تُظهر أي تعبير.
كان المنظر مقرفًا ودمويًا لدرجة أنها لم تستطع حتى الرد.
“علي أن أبقى هادئة. هادئة.”
لا يجب أن أتوتر. لا داعي لأن أخاف. لقد خفت بما فيه الكفاية، لكن ماذا سيحدث لي إن ازداد خوفي؟
إنه لم يأتِ هنا عبثًا، بل انجذب إلى قوتي الهائلة. سيحاول الاستيلاء على هذه القوة الخاصة بالموت. إن خسرت، سيفترسني. هذا كل ما يجب أن أفكر به.
وبينما ظلّا يتبادلان النظرات من خلال الشق، تحرك الجلد المتشقق وابتسم ابتسامة قبيحة.
“هل كنت هناك؟”
أخذت سيمون نفسًا عميقًا.
“الباب… الباب… افتحي الباب!!!”
بووم!!! كاااانغ!
بدأ بالصراخ والطرق على الباب بجنون أشد.
كان الأمر غريبًا حقًا. مع كل هذا الضجيج، ألن يأتي أحد ليتفقد المكان؟
وكأن الجميع قد وُضع تحت تعويذة نوم.
ذلك الصمت المخيم على المكان لم يُكسره إلا ذلك الشيء وسيمون.
“افتحي الباب! افتحي الباب!!”
كان يصرخ ويطرق الباب.
لا، لم يكن ذلك طرقًا، بل تدميرًا متعمدًا.
أنت تعرف بالفعل أنك ستصبح فريسة.
لا يجب أن أخاف.
حتى لو كان كل ما بيننا مجرد باب خشبي واحد.
وقفت سيمون أمام الباب ويداها المرتجفتان مشدودتان في قبضتين.
“افتحي الباب! افتحي الباب! افتحي الباب!!!”
وفجأة ساد الصمت.
لم تعد هناك أصوات ولا طرقات. اختفى المشهد المريع لعينيه الحمراوين الممتلئتين بالدماء، وأُغلق الباب مرة أخرى.
(ما هذا؟)
نظرت سيمون حولها بغير وعي.
عادة في أفلام الرعب، عندما تظن أن الشيء قد ذهب، تشعر بالارتياح. لكنه يكون بالفعل في الغرفة، أليس كذلك؟
“واو، أنا خائفة جدًا؟”
عندها سُمع صوت آخر من وراء الباب.
“افتحيه.”
تجمدت سيمون. تحول صوت الفتاة الشاب إلى صوت رجل عميق مهذب.
صوت غريب لكنه مألوف.
لقد كان صوت الدوق الأكبر لإلستون.
طرق.
“افتحيه.”
بالطبع، كانت سيمون تعلم أن من يقف وراء الباب ليس الدوق الأكبر حقًا.
فتحت فمها بحذر.
“من أنت؟”
عبست سيمون. يبدو أن هذا لم يكن الجواب الذي يريده.
زفرت قليلًا، ثم أجابت على مضض بما يريد سماعه.
“هل أنت الدوق الأكبر؟”
“نعم، أنا الدوق الأكبر.”
كان الصوت صوته بالفعل، لكنه بدا متكلفًا، كطفل يتعلم الكلام للتو.
سألت سيمون بهدوء:
“أي دوق أكبر أنت؟”
“أنا الدوق الأكبر إلستون.”
“وماذا تفعل الليلة؟”
“لدي ما أقوله. افتحي الباب من فضلك.”
طَق.
صدر صوت من المقبض. نظرت سيمون إليه، ثم مدت يدها وأمسكت المقبض بإحكام وقالت بثبات:
“آسفة، لا أستطيع أن أفتح.”
عندها خرج صوت فتاة محرَج:
“لماذا؟”
قالت سيمون بنبرة متثاقلة وكأنها نعسانة:
“أنا نعسانة جدًا الآن.”
“هذا أمر من الدوق الأكبر.”
هذه المرة بصوته ونبرته.
“إذن عد بعد أسبوع. عندها سأفتح الباب.”
“حقًا؟”
هذه المرة كان صوته، لكن بلهجة طفل. أومأت سيمون برأسها تجاه ما لا يُرى، ثم تركت المقبض واستدارت.
“تصبح على خير.”
“…”
ساد الصمت.
هل هو متردد؟ أم وافق وعاد؟
“… هل ذهبت؟”
خشخشة!!!
“آآآه!!”
طرق.
طرق.
وعندما لم يخرج أي صوت رغم عدة طرقات، عبث ذلك الشيء بالمقبض مرة أخيرة قبل أن يختفي بصمت.
“ها…”
زفرت سيمون وأرخَت جسدها المتصلب. بدا أن الجو الموحش الذي خيّم على المكان بدأ يستعيد دفئه.
سارت مترنحة نحو سريرها ويديها المرتجفتين لا تزالان باردتين.
“انتهى…”
على الأقل فعلت كل ما يجب مسبقًا. تأكدت أنه لا يتحرك إلا عندما يكون الجميع في القصر نائمين، كما قرأت في الرواية.
الآن…
(علي فقط أن أُدير ماناي جيدًا لأسبوع.)
إذا تمكنت من إتقان أبسط أساسيات قدراتها كـ “مستدعٍ للموتى” بناءً على ذكريات سيمون ومعلومات الكتاب، فستستطيع مواجهة هذا النوع من اللعنة بسهولة.
بمصطلحات الألعاب، هذا الوحش الشجري يعادل وحشًا أمام القرية في المستوى الأول.
إنها جبانة جدًا فتخفي نفسها، لكنها تعرف أن مجرد مراقبته يكفي.
ذلك الشيء تافه هكذا بالنسبة لمستدعٍ للموتى.
إذن، حان وقت النوم.
“…أنا مرهقة.”
سارت مترنحة إلى السرير.
العمل المرهق يظل عملًا مرهقًا، سواء في كوريا أو هنا.
أدارت رأسها ببطء إلى الساعة، فإذا بها الرابعة صباحًا.
لقد مر الوقت سريعًا وهي تنتظر وصوله.
لقد استهلكت سيمون كل طاقتها بالفعل منذ هروبها من الميتم…
“آه…”
وما إن استلقت على السرير، حتى غرقت في نوم عميق.
وفي صباح اليوم التالي…
“سيمون.”
فتحت سيمون عينيها على صوت آنا الخافت المليء بالعطف.
“صباح الخير؟”
أومأت سيمون ومسحت جانب البطانية الناعم بوجه جاد.
يا إلهي.
“لقد نمت بعمق، حقًا.”
أليس النوم علمًا؟ بعد الهروب من الميتم، واستخدام قوة الموت لأول مرة، والانتظار طوال الليل حتى الفجر، بل وحتى مواجهة شبح…
التعب الذي كان ينهشها اختفى فجأة، كما يذوب الثلج تحت الشمس.
“كيف يمكن ذلك؟”
“عفوًا؟”
لم أجربه من قبل، لكن هل هذا هو شعور الأسرّة في فنادق السبع نجوم في دبي؟ حتى في هذا العالم الحديث، هل يعقل أن التعب الذي لا يزول مهما استرحت يختفي كله في ليلة واحدة؟
“هاها.”
وعندما أدركت آنا أن قلق سيمون الجاد ليس ذا أهمية، ابتسمت براحة.
لم يكن الخدم الآخرون يحبون سيمون كثيرًا، لكن من وجهة نظر آنا، فهي نبيلة جاءت لرفع اللعنة عن القصر، لذا أرادت أن تعاملها جيدًا.
“سأجهز لك الفطور في غرفتك كما فعلت أمس.”
“هل حصل شيء البارحة؟”
“نعم.”
كانت آنا تسأل عن نومها.
لكن سيمون أجابت بجواب غير متوقع.
“الشجرة عند البوابة ستختفي صباحًا بعد أسبوع كما هو مخطط.”
“ماذا؟”
شجرة؟
التفت رأس آنا تلقائيًا نحو النافذة.
شجرة حمراء تسد البوابة الأمامية، لم تمر منها منذ اليوم الذي بيعت فيه لهذا القصر.
كانت تظن أنها لن تختفي أبدًا ما دامت تعمل هنا.
لكن الفتاة أمامها قالت بخفة إنها ستزول بعد أسبوع.
هل يمكن أن تُرفع اللعنة التي عزلت هذا القصر لثلاثمائة سنة بهذه السهولة؟
(كم هي عظيمة قوة مستدعٍ الموتى…)
هل هذا ممكن؟ حجم تلك الشجرة وحده يستغرق أسبوعًا لاقتلاعها.
(لا أصدق، لكن…)
لكن آنا لم تُظهر أفكارها.
فهذا أمر ستتكفل به سيمون التي ذكرت الموضوع أساسًا.
سواء صدقت خادمة واحدة أو لم تصدق، فالنتيجة المقررة لن تتغير.
وُضعت مائدة مليئة بالأطباق.
قد تبدو كثيرة في الصباح، لكن كالعادة، بدأت سيمون تتناولها ببطء حتى أنهت الوعاء.
“سيمون، بعد الإفطار، سُمح لك بالتجول في القصر بحرية حتى يناديك الدوق الأكبر.”
“شكرًا لإخباري.”
لم يكن الدوق الأكبر صارمًا كما توقعت.
كانت سيمون تظن أنه سيستدعيها فورًا بعد الإفطار ليطلب تقريرًا عن ما حدث البارحة.
“سأقوم بتدوين أوقات نوم جميع من في القصر!”
“آنا، شكرًا لك كثيرًا.”
الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها هنا هي آنا. ابتسمت آنا بعينين متلألئتين وقالت:
“واجبي أن أعتني بسيمون!”
أنهت سيمون الحديث برضا وأكملت طعامها.
ولمدة أسبوع بعد ذلك، حبست نفسها في غرفتها.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 6"