أخرجت سيمون من صدرها حرزًا نسجته مع خدمها لامتصاص طاقة الموت. ثم زفرت بعمق، اقتربت من فلورييه، ورفعت يدها المرتجفة.
ثم — طَق!
ألصقت التميمة بجبهة فلورييه دون تردد.
“ما هذا!”
صرخ كيل مذهولًا، مندفعًا إليها. كيف تجرؤ أن تضع ورقة على وجه الدوقة الكبرى؟ يا لها من وقاحة!
لكن إيلستون أوقفه بإيماءة حازمة. كان يعني أن يتركوا سيمون تفعل ما تشاء.
وبالفعل، ارتجفت فلورييه لبرهة، ثم فقدت وعيها.
“سأقولها مجددًا، هذا طَلسم يطرد الطاقة الشريرة بأقوى منها.”
اتجهت سيمون نحو النافذة، سحبت الستار، وفتحتها.
اندفعت أشعة الضوء كاشفةً كل شيء بوضوح.
…
تصلّب كيل من هول المشهد، ثم اندفع خارجًا وهو يتقيأ. حتى إيلستون نفسه جمد في مكانه، عيناه ترتجفان من الفزع.
الجثث البشرية والحيوانية متناثرة، أوراق ملطخة بالدم تطفو على الأرض لتشكّل دوائر غريبة، وفي المنتصف لوح خشبي مربوط به جسد نحيل أشبه بمومياء يابسة غارقة في الدم.
أشارت سيمون بصعوبة:
“ها… هذا هو جَيس.”
“… “
“لقد كان ما جرى نتيجة تقصير الدوق بدرجة كبيرة.”
…
أخرجت سيمون صندوق الجوهرة، فتحت الغطاء، ورفعت الحجر المدمى.
“لنَعِش.”
وعند ملامسته جَيس، انبعث منه ضوء أبيض هائل غمر جسده الهزيل.
لم ترَ فيه سيمون وحشًا أو جيفة… بل إنسانًا مظلومًا.
“جَيس.”
تأمل إيلستون ابنه للمرة الأولى منذ سنين، ورأسه يلفّه دوار الذنب.
ما الذي فعلتُه…
بعد وهلة، تمتمت سيمون بصوتٍ منهك:
“اغسلوه وضعوه في مكان مريح… رجاءً.”
م.م: فرحت أكثر من الدوق 😭😭😭
سألها إيلستون بقلق:
“هل زال اللعن؟”
أجابت بهز رأسها:
“ذاكرته لم تعُد بعد.”
…
ثم أوصت:
“مع شروق الشمس، سيعود الشر ثانية. لا تدعوا أحدًا يدخل هذه الغرفة، وأخرجوا جَيس والدوقة الكبرى فورًا.”
فأمر إيلستون:
“كيل، انقل الدوقة الكبرى وجَيس.”
وبتردد أجاب:
“ن- نعم يا مولاي.”
…
وقفت سيمون تحدق في يديها المصابتين، متألمة. فاقترب لويس، أخذ الحجر منها، ووضعه على جرحها.
بلمح البصر التأم الجرح العميق.
“كيف لم تفكري أن تستخدميه لنفسك؟”
“…آه.”
كانت مرهقة جدًا حتى نسيت نفسها. لكنها أصرّت أن يُعطى الحجر لجَيس.
…
هبّت نسمة عليلة من النافذة، مطهّرة الجو. لم يعد هذا المكان غرفة محرمة بعد الآن.
في اليوم التالي، عادت سيمون إلى غرفة الدوقة الكبرى.
تمت إزالة الجثث، لكن آثار المذبحة بقيت كما هي. وبينما كانت واقفة صامتة تحدّق في الغرفة، ارتفع صوت هادئ خلفها.
“كان ذلك حين بدأ جَيس يُمحى من ذاكرة الناس… وقلب الدوقة الكبرى صار هشًا.”
كان الدوق إيلستون.
“في تلك اللحظة، اقترب منها ذلك الرجل… كما قلتِ، وعدها برفع اللعنة.”
تذكّر إيلستون أول مرة التقى به: رجل مجهول الملامح، مغطى بالسواد من رأسه حتى قدميه.
علّم فلورييه السحر الأسود، ثم اختفى بعد عشرة أيام.
ومنذ ذلك الحين، كان ذلك هو الأمل الوحيد الذي تعلّقت به فلورييه… أملًا دعمه إيلستون بنفسه، دون أن يدرك أنه بداية الكابوس.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 34"