أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
اللحظة التي سمع فيها الدوق الأكبر إلستون كلمات لويس العاجلة، تحرك فورًا. لم يطرح الكثير من الأسئلة عن الوضع.
لقد توجه مباشرةً إلى غرفة الدوقة الكبرى. قبل أن يدرك الأمر، كانت قدماه تتحركان دون أن يجد وقتًا للتفكير.
“ماذا! رين، ماذا تقصد—”
تحدث كبير الخدم العجوز نيابةً عن سيده الصامت، لكن بحلول الوقت الذي تكلم فيه، كان الدوق الأكبر ولويس قد غادرا غرفة المكتب.
“سيدي؟”
لم يستوعب كيلّ الفوضى المفاجئة إطلاقًا. وحتى بعد أن ركض سيده بعيدًا، لم يستطع أن يتحرك للحظة.
فقد كان كيلّ هو من شاهد الدوق الأكبر الحالي لإلستون منذ أن وُلد، حتى أصبح شابًا قويًا يتزعم هذه العائلة الملعونة.
ومع ذلك، لم يسبق له أن رأى سيده يركض بمثل هذه العجلة، قفزة بدت طائشة في بعض النواحي.
ظل كيلّ يحدّق في ظهر الدوق الأكبر ولويس. ولم يخطُ خطوة إلا بعدما استدارا عند الزاوية واختفيا تمامًا عن نظره.
لقد وقع حادث كبير في القصر لا يعرف عنه شيئًا. وهذا جعل الخادم العجوز يشعر بقلق شديد.
“سيدي، مولاي؟”
“أوه! يا إلهي! مولاي؟”
الموظفون الذين كانوا منشغلين بمهامهم، ارتبكوا حين رأوا الدوق الأكبر إلستون يركض، فنادوه بقلق.
لكن الدوق الأكبر إلستون لم يلتفت إليهم، بل اندفع فقط نحو الغرفة التي توجد فيها فلورييه. لم يكن الوقت مناسبًا للقلق بشأن الكرامة أو المظهر أو اللياقة.
تلك الغرفة كانت مكانًا بالغ الخطورة، لدرجة أن الدوق الأكبر إلستون نفسه لم يجرؤ على النظر بداخلها مطلقًا.
كان يعلم جيدًا ما حدث لأولئك الذين اختفوا هناك.
سأل وهو يرمق رين بنظرة سريعة بينما يركض بجواره:
“هل تنوي رفع اللعنة؟”
“ذهبت لأتفقد الوضع قبل محاولة رفعها.”
توقف الاثنان أخيرًا عند الدرج المؤدي إلى غرفة فلورييه. بدأ لويس يشرح الوضع كما لو كان ينتظر هذه اللحظة.
“هنا، اتفقنا على خطة بسيطة، وعندما فتحنا الباب، وجدنا الدوقة الكبرى واقفة. بدا وكأنها سمعت حديثنا.”
قبض الدوق الأكبر إلستون على سيفه في لا وعيه.
“ثم جرّت سيمون إلى الداخل. حدث كل شيء بسرعة كبيرة فلم أتمكن من رد الفعل في الوقت المناسب.”
“…هل تفقدت الوضع بالداخل؟”
توقف لويس، الذي كان يتجه تلقائيًا نحو الباب، عند كلمات الدوق الأكبر. ثم نظر إليه بارتباك.
سيمون في خطر الآن، فهل الوضع الداخلي أهم من حياتها؟ سأله لويس بصراحة:
“أتقصد جايس؟”
“…”
“كان الظلام دامسًا فلم أستطع رؤية ما إذا كان هناك أحد، لكن بصراحة، حتى لو وُجد أحد، لم يبدُ أنه قادر على الصمود وهو على قيد الحياة.”
“…صحيح.”
“لماذا لا ترى بنفسك؟”
والحقيقة، على الرغم من أنه سمع القصة من سيمون، إلا أن لويس لم يستطع تصديق وجود شيء كهذا.
هل يعقل؟ أن تُنسى حياة شخص تدريجيًا حتى يختفي تمامًا؟ لو لم يعرف سيمون أو سر هذا القصر، لما صدّق مثل هذه الحكاية الغريبة.
لكن ما كان يزعجه أكثر هو موقف الدوق الأكبر إلستون تجاه ابنه المنسي.
ألا يتحدث الدوق دائمًا مع فلورييه كما لو كان قلقًا عليها؟ إذًا، ألن يكون من الأفضل أن يتحقق بنفسه؟
وبحسب كلامه الآن، بدا وكأنه لم يرَ ابنه منذ فترة طويلة.
ابنه في تلك الغرفة، على وشك الموت، ومع ذلك يتصرف وكأنه لم يكلف نفسه عناء النظر إليه.
“إنه ابنك يا دوق، ألا تعرف حالته؟”
“انتبه! كيف تتحدث مع سيدك بهذه الطريقة؟”
وبّخ كيلّة لويس وهو يلهث بعد أن لحق بهما، لكن الدوق الأكبر أوقفه بيده.
“لا. هو على حق.”
نظر كيلّة إلى سيده بدهشة، وكأنه لا يفهم ما يقصده.
“لقد مضى وقت طويل منذ أن رأيت ذلك الفتى بنفسي.”
ما الأمر بحق السماء؟ هل تبخرت الذكريات؟ أم أن سيده… أم هو نفسه قد فقد عقله؟
لم يكن كيلّ يفهم لماذا يستمر ذكر اسم شخص غير موجود يُدعى جايس.
أراد أن يسأل حالًا عما يحدث، لكنه لم يستطع.
رغم جهله، كان يعلم أنه لا مكان له في هذا الموقف.
قال الدوق الأكبر بجدية، ثم هز رأسه وبدأ يصعد الدرج.
“سنتحدث في هذا لاحقًا. لا، ليس مهمًا أن تعرف. الآن، علينا التركيز على إخراج سيمون من الغرفة.”
وأخرج إلستون سيفه من غمده.
شخص واحد بعد الآن.
“أآآه!!”
ارتخت ذراعا سيمون. أنفاسها لم تخرج بشكل طبيعي وبدأت بالتقطع.
كانت فلورييه تخنقها.
فقط شخص واحد آخر.
“غغغ!”
كان ظهرها ملتصقًا بالحائط فلم تستطع الهرب، وفلورييه تتمتم بكلمات غامضة، بينما تضغط على عنق سيمون بقوة أكبر وأكبر.
(لقد وقعت في ورطة حقيقية.)
قطبت سيمون حاجبيها، وضغطت على يد فلورييه. لم يكن هذا مجرد تهديد، بل محاولة قتل حقيقية.
“غغغ! ككك!”
ازدادت سعلتها المكبوتة، ومع كل نفس يائس حاولت التقاطه، كان هواء ملوث برائحة كريهة يملأ فمها.
حاولت سيمون أن تستعيد تركيزها، وتحركت لتخفض يد فلورييه.
لكن كيف لإنسان أن يكون بهذه القوة؟ حتى حين ضغطت بكل ثقلها، لم تتحرك يدها أبدًا. والأسوأ أن فلورييه كانت تستخدم يدًا واحدة فقط.
(تبًا، لا يهم!)
“بام! بام!”
بدأت سيمون تركل جسد فلورييه بكل قوتها.
كانت تتمنى إنهاء الموقف دون أذى بما أنها دوقة كبرى، لكن بدا أنها ستموت أولًا إن استمر الأمر.
لكن فلورييه لم تهتز قيد أنملة. شعرت وكأنها تركل جذع شجرة أو حجرًا لا إنسانًا.
(…انتظري، إن متّ هكذا، هل أعود إلى عالمي الأصلي؟)
فكرت سيمون، وقد أوشكت على فقدان وعيها من شدة الألم في عنقها، أن هذا جنون. لا، ليس هكذا.
إن كان لا بد أن تموت، فعلى الأقل دون ألم. ألم تُغامر حتى وصلت هذا القصر لتتجنب موتًا بائسًا؟
لا، لن تموت هنا.
انهمرت دموع لا إرادية من عينيها، وفي النهاية سقطت يدها التي قاومت بها.
(ههههه! لديك مانا أكثر من الآخرين! هذا هو! هههههه!)
ضحكة خفيفة لا تليق بلقب دوقة كبرى خرجت من فلورييه وهي تحدق في سيمون دون أن ترمش.
“أغغغ!”
فكري! حتى لو كان رأسك مشوشًا… ماذا يمكن أن يحررك؟
(فقط شخص واحد آخر، جايسييييي!!!! جايس حي!!!!)
ثم دوّى صوت مدوٍ، “بووم!”
اهتز الباب بقوة كما لو أن وحشًا يضربه بعنف.
وفي تلك اللحظة، ضعفت قبضة فلورييه فجأة عن عنق سيمون. فالتقطت أنفاسها بصعوبة، وعاد الدم يتدفق إلى رأسها.
(آه، سأعيش قليلًا بعد.)
تنفست سيمون بارتياح للحظة، قبل أن تفلت فلورييه قبضتها كليًا.
ثم اندفعت بحماس نحو الباب وهي تصرخ:
“من هناك!!!! لا تُزعجوني!!!! آآآه!!!! مزعجون!!!”
انهارت سيمون جالسة على الأرض.
“هاااه! هه… كحح!”
مسحت دموعها وسعالها المتواصل، وحدقت في فلورييه بغضب.
“كنتِ ستموتينني! كح! تبًا لكِ!”
تدفقت الشتائم التي كبتتها طوال الوقت بلا توقف. لا شك أنه لويس هو من يضرب الباب بعنف الآن.
وبينما استشعرت سيمون بعض الأمان لنجاتها، بدأت تتأمل الغرفة.
لحسن الحظ، تعودت عيناها على الظلام والرائحة أثناء اختناقها، فأمكنها إدراك الوضع.
كان هناك شيء كثيف ولزج على يديها وقدميها وملابسها… لم ترد أن تفكر ما هو.
الأثاث محطم، وهياكله مدمرة بالكامل.
وفي وسط الغرفة، كانت هناك هيئة هزيلة معلقة بشيء ما.
بلا شك، كان جايس.
استدارت سيمون نحو فلورييه بجانب الباب، ثم نظرت إلى يدها.
‘آه.’
في اليد الأخرى التي لم تكن تخنقها، كان هناك خنجر حاد.
لو لم يطرق لويس الباب، لكانت إما اختنقت أو طُعنت حتى الموت.
(نعم… فقط ابقي مشغولة بالباب…)
بدأت سيمون تزحف ببطء. حاولت تجاهل ما يلطخ يديها وثيابها، وتقدمت نحو جايس.
(طالما جايس بخير، فسيضعف تأثير فلورييه تلقائيًا—)
لكن لحظة وصلت أمام جايس، وهمّت بإخراج صندوق جواهر القديسة…
استدارت فلورييه نحوها فجأة، وحدجتها بعينيها.
“ما الذي تفعلينه؟”
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 33"