تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
قد يكون الأمر مجرد لعنة صغيرة في البداية، لكن الآن لم يعد ذلك مهمًا.
الشخص الذي جعل اللعنة الصغيرة تكبر وتتحول إلى شيء هائل لم يكن سوى فلورييه، سيدة عائلة إيليستون.
كيف يمكنها أن تشرح قصة السنوات السبع الماضية للويس؟
قالت سيمون:
“اللعنة نفسها ليست بالأمر الكبير حقًا.”
قد يكون من الممكن تدميرها بتميمة بدائية صنعتها سيمون.
المشكلة هي: كيف يمكن حل ما فعلته فلورييه؟
سألها لويس:
“من خلال الوضع، يبدو أن الأمر صعب جدًا ومعقد. ماذا ستفعلين الآن؟”
“هممم…”
ترددت سيمون لحظة، ثم وقفت فجأة.
“لنذهب أولاً.”
“نعم؟”
رفعت سيمون الصندوق الذي يحتوي على جوهرة رغبات القديس، وأشارت إلى لويس كي يتبعها.
سارع لويس للحاق بها وسأل بقلق:
“تعنين الآن فجأة؟”
“هل تحتاج إلى أن تهيئ نفسك نفسيًا؟”
“…لا حاجة. لنذهب.”
هؤلاء أناس اجتمعوا أساسًا للقيام بأعمال خطيرة، فلا داعي لإضاعة المزيد من الوقت.
وبينما كان يتأكد من أن لويس يتبعها، بدأت سيمون تتحرك ببطء نحو وسط الممر.
كانت هناك سلالم منحنية تقع على جانبي الممر الطويل.
الفخامة التي كانت يومًا ما مفخرة القصر غطاها الآن غبار عالق كثيف.
“… يبدو أن لا أحد قد لمس المكان على الإطلاق.”
لويس عبس وهو يلوّح بيده في الهواء ليبعد الغبار المتطاير.
أكثر ما يلفت الانتباه في هذا القصر البراق أنه يخلو من أي أثر للتنظيف.
قالت سيمون وهي تشير إلى الأبواب الضخمة المزدوجة في نهاية الدرج:
“هذه غرفة السيدة فلورييه.”
كان هذا المكان في الأصل غرفة الدوق الأكبر وزوجته قبل سبع سنوات. لكن الآن أصبح ملكًا لفلورييه وجايس.
لويس تراجع خطوة للخلف دون أن يشعر.
هل بسبب رطوبة الغبار القديم؟ أم ربما بسبب ما قالته سيمون للتو؟
شعر وكأن دخان الموت يتسرب من شقوق الباب. مجرد النظر إليه أشعره بخطر قاتل يجعله يريد الفرار.
“هل ستدخلين الآن حقًا؟”
التفت لويس فجأة نحو سيمون هاربًا من النظر إلى الباب. فأومأت سيمون وهي تقبض على صندوق الجوهرة بقوة.
“سأبلل قدمي فقط قليلاً.”
“هل هذا ممكن؟”
إن شعرت بالخطر، ستخرج فورًا. فقط لمراقبة الوضع مؤقتًا.
فحتى إن فكرتي بخطة، كيف يمكن تسميتها خطة وأنتِ لا تعرفين ماذا يوجد داخل الغرفة؟ سيكون مجرد وهم.
“فلنكتفِ برؤية الوضع من الداخل.”
“… حسنًا. إذن سأدخل أولاً.”
ابتعدت سيمون قليلًا لتفسح له المجال. لويس أمسك مقبض سيفه وتقدم خطوة. ثم توقف وسأل فجأة:
“هل علي أن أطرق الباب؟”
“… ماذا؟”
أي كلام هذا؟
حين نظرت إليه سيمون بوجه حائر، أضاف لويس كما لو أن الأمر بديهي:
“أليست هذه غرفة الدوقة الكبرى؟ يجب أن نطرق، أليس كذلك؟”
ارتسمت خطوط حادة بين حاجبي سيمون.
“إذا طرقت، هل ستفتح لك الباب؟ في هذا الوضع؟”
“هذا صحيح.”
عندها فقط واصل لويس التقدم. على أي حال، من الأفضل أن يكون مؤدبًا في موقف كهذا. فهو ما زال ولي العهد حتى لو أخفى هويته.
صعد الدرج وهو متأثر بنظرة سيمون المليئة بالشفقة.
آثار أقدام.
وقعت عيناه على بصمات الأحذية على الدرج.
هذا المكان تحديدًا كان مغطى بالغبار ولم يلمسه أحد، وكأنه لا يُستعمل أبدًا. ومع ذلك، آثار الأقدام كانت واضحة، وكأن شخصًا واحدًا فقط اعتاد المرور.
“أليست الدوقة الكبرى محبوسة في غرفتها؟”
“لا. قيل إنها تخرج لتتجول في القصر متى أرادت.”
لقد وقعت بالفعل مواجهات معها. صحيح أنها ليست كثيرة، لكن الخدم صادفوها أحيانًا.
مثل سيمون في البداية، بدا لويس متشككًا في أن فلورييه، التي يُفترض أنها محبوسة، تتجول بنفسها.
فشرحت سيمون:
“مما سمعت، فهي تخرج عادة للتحدث مع الدوق الأكبر. لم أسمع التفاصيل، لأن الجميع كانوا يتجنبون الكلام عنها.”
“آه.”
تبعت سيمون خطواته وصعدت الدرج. كان عاليًا ومفعمًا بطاقة مشؤومة أكثر مما توقعت.
رغم أن الباب عادي، إلا أنه بدا مهيبًا بشكل غريب.
أخيرًا، حين وصلا إلى أعلى السلالم، وضع لويس يده على المقبض.
افتح.
أرسل إشارة بعينيه إلى سيمون، ثم فتح الباب بحذر.
“هـاه!”
لم يتمكن أيّ منهما من قول شيء. توقف أنفاسهما. كل ما خرج من فمَيهما كان أنينًا متفاجئًا.
كانت فلورييه واقفة أمام الباب المفتوح مباشرة، كما لو أنها كانت تستمع لحديثهما كاملًا.
فتحت عينيها المحمرتين من الدم وحدقت في لويس.
تراجع لويس خطوة.
“… المعذرة.”
وبدون وعي، شد على ذراعه ليغلق الباب من جديد.
سيمون لم توقفه. هي أيضًا فوجئت بظهور فلورييه المفاجئ.
بالطبع، توقعت أن تكون فلورييه في الغرفة، لكن لم يخطر ببالها أنها ستقف عند الباب بعينيها الحمراوين.
لكن لويس لم يتمكن من إغلاق الباب.
لأن فلورييه مدت يدها من خلال الشق وأمسكت الباب، مانعة إياه.
ثم حولت نظرها نحو سيمون.
نظرت سيمون إليها مصدومة. ومر وقت بدا طويلًا بينما تلاقت نظراتهما.
فجأة، وبقوة هائلة، جذبت فلورييه الباب من الداخل. لو تمسك لويس بالمقبض أكثر، لكان قد اندفع إلى الداخل بالقوة.
خرجت رائحة مقززة من الغرفة. إنها رائحة الموت. مجرد الدخول هناك… شعور بالاختناق حتى قبل حدوث أي تهديد.
تراجع لويس خطوة ليتفادى نظرتها.
لكن لم يكن الهدف هو لويس.
اتسعت عينا سيمون. فلورييه كانت تقترب منها بسرعة، تنبعث منها تلك الرائحة.
وبلمح البصر، أمسكت يد سيمون بقوة ساحقة وجرتها.
“…هـه؟”
قبل أن تستوعب الأمر وتلتقي عيناها بعيني لويس في ذهول، كان الأوان قد فات.
سُحبت إلى الداخل، والباب انغلق بعنف أمام لويس، تاركًا وراءه رائحة كريهة.
“..هـه؟”
لم يخرج من فم لويس سوى أصوات غبية. لم يقف هكذا مشلولًا من قبل.
كان الموقف مفاجئًا وصادمًا للغاية.
حين بدأ رأسه يستعيد وعيه، أمسك بمقبض الباب وبدأ يهزه بعنف.
رجرجة!
“سيدتي الدوقة الكبرى! افتحي الباب!”
لكن الباب بقي مغلقًا بإحكام. حتى عندما طرقه بعنف كاد يحطمه، لم تُجب فلورييه، رغم أنها كانت تراقبه من الداخل.
صدى الطرقات العالية ملأ الممر، وبدأ الخدم يتجمعون تدريجيًا.
“أ… من هذا؟”
“إنه الفارس مع سيمون!”
“وماذا يهم الآن! أبعدوه عن الباب بسرعة! ذاك المكان…!”
“لك… لكن، الدرج…”
“لا! انزل! أيها المغامر، من فضلك انزل!”
سمع لويس أصوات الخدم المذعورة. لكنه لم يتوقف. ظل يهز المقبض ويطرق.
وأخيرًا، وهو يعض شفته، اندفع هابطًا الدرج وركض في اتجاه آخر.
“آآه!”
هرب الخدم في البداية من شدّة الموقف، ثم لحقوا به. لكن لويس كان أسرع بكثير، فاقتحم بلا تردد باب مكتب الدوق الأكبر.
كان فعلًا مخالفًا لكل آداب القصر. التفتت أعين الدوق وكيل نحوه بحدة.
“ما الذي تفعله؟”
سبق كيل الدوق الأكبر غضبًا، واقترب من لويس بخطوات هادئة.
“صحيح أنني سمحت لك بدخول القصر، لكن لم أقل أبدًا إنه مسموح أن تتصرف بوقاحة. عد أدراجك حالًا.”
رغم تهديد كيل الهادئ، لم يتحرك لويس. لم ينظر إليه حتى. عيناه لم تفارق الدوق الأكبر، بنظرة ملؤها الاستعجال.
وكأنه يطلب إذنًا بالكلام.
إيلستون عقد حاجبيه، تنهد، ثم أومأ برأسه.
“قل.”
“سيمون… سُحبت إلى غرفة الدوقة الكبرى.”
ما إن حصل على الإذن، حتى اندفع بالكلام وكأنه كان ينتظر اللحظة.
م.م: حمااااس 🔥🔥
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات