⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
بعد فترة وجيزة من عودة سيمون إلى القصر، دخلت آنا إلى الغرفة وهي تحمل بعض المرطبات.
قالت بخفة تنهيدة:
“القرية ما زالت كما هي.”
فأجابتها إحدى الخادمات:
“حتى لو احتجتُ شيئًا، فلن أذهب لتلك القرية أبدًا. كنت أشعر بتوتر شديد كلما ذهبت للتسوق هناك عندما كنت صغيرة.”
كان الخدم يتهامسون بجانب سيمون، فسألتهم:
“إذا لم تشتروا ما تحتاجونه من تلك البلدة، فأين يمكنكم شراءه؟”
أجابتها خادمة أخرى:
“يمكن أن نطلبه من أهلنا في موطننا، أو نطلبه من مدينة بعيدة.”
رفعت سيمون حاجبها:
“ألا تكون الأسعار في المدينة غالية؟”
ابتسم الخدم ابتسامة غامضة.
“نعم، إنها غالية. لكن بما أننا لا نغادر القصر كثيرًا، فليس لدينا ما نصرفه أصلًا.”
وأضاف آخر:
“ثم إن الأجور في الدوقية الكبرى أعلى بكثير من أي مكان آخر.”
ثم نظرت آنا نحوها بقلق:
“سيمون، هل حدث شيء في تلك القرية؟ سمعت أن النبلاء يُسلبون هناك وتندلع مشاجرات!”
هزّت سيمون رأسها:
“لم يحدث شيء يذكر. كنت برفقة فرسان الحراسة.”
لكن كيلي التي كانت تستمع، عبست وتذمّرت:
“ولِمَ تتسلون؟”
ارتبك الخدم: “ها؟”
قالت بحدة:
“لماذا تتلهون سرًا؟ أليس من المفترض أن تعملوا؟”
“لكننا نعمل فعلًا!”
تفرق الخدم بسرعة وبدأوا ينشغلون بأعمالهم، بينما وضعت سيمون فنجان الشاي جانبًا ونظرت إلى كيلي التي كانت تعبس.
قالت بهدوء:
“كيلي.”
“ماذا؟”
“اجلسي قليلًا.”
“لدي عمل–”
“قلت اجلسي.”
تراجعت كيلي أمام الجدية في نبرة سيمون وجلست مترددة قبالتها.
“ماذا هناك؟”
التفتت سيمون إلى الباقين:
“ليس كيلي فقط. تعالوا جميعًا واجلسوا.”
“هاه؟”
“ما الذي يحدث؟”
اقترب الخدم جميعًا، بمن فيهم آنا وكيلي، وجلسوا حول سيمون وقد لاحظوا شيئًا من الحزن في ملامحها، فتهيؤوا بجدية لسماع ما ستقول.
طَق–طَق–
من دون كلمة، رتبت سيمون الأوراق الرقيقة التي اشترتها من القرية اليوم، ووزّعت على كل واحد منهم عشر ورقات.
كيلي قطبت حاجبيها:
“…ما هذا؟”
ابتسمت سيمون ابتسامة باهتة:
“هذا الحد الأدنى من الوسائل لحمايتكم جميعًا.”
“ماذا تعنين بذلك؟”
“من الآن فصاعدًا، سنصنع تعاويذ.”
ارتفعت همهمات الاستغراب. تعاويذ؟! ما الذي جعلها تذكرها فجأة؟
لكن سيمون رفعت يدها لتسكتهم وأشارت إلى الأوراق:
“اقطعوا هذه الأوراق إلى مستطيلات متساوية الحجم. أنتم كُثر، فيكفي أن تقطعوها وتضعوها هنا على الطاولة.”
تذمرت كيلي:
“ولماذا علينا فعل ذلك؟ هذا ليس عملنا. اعتني أنتِ بأمورك يا سيمون.”
فأجابت ببرود:
“وهل هذا عملي وحدي؟”
ألقت الورق على الطاولة مثلها مثل كيلي، ثم نظرت إليها مباشرة:
“كيلي، كفى تذمرًا وتعاوني.”
بعد حادثة الجرذ المتنكر، كانت كيلي أكثر تهذيبًا لفترة وجيزة من الخوف، لكنها سرعان ما عادت إلى طبيعتها الحادة بعد خروجهم إلى القرية. لم يكن بوسعها أن تغير طبيعتها على ما يبدو.
أضافت سيمون بجدية:
“أصنع هذه التعاويذ حتى لا يتكرر ما حدث لآنا حين جرفها اللعنة.”
لقد قررت أن تهدر من طاقتها السحرية لتصنعها لكل شخص في القصر، أولئك الذين تعلقت بهم دون أن تشعر.
صحيح أن السبب العملي هو أن تتوافر عند الحاجة وسيلة وقائية فورية من دون تردد، لكن لو كانت تفكر بنفسها فقط لما اشترت كمية كبيرة من الورق.
صمتت كيلي للحظة، تتذكر مشهد آنا وهي تفقد وعيها من شدة الألم وأصابعها مسحوقة. ارتجفت قليلًا ثم عادت فأخذت الورق.
“إن كان هذا يحمي… حسنًا، سأفعل.”
ابتسمت سيمون برضا:
“جيد. لنبدأ إذن! أول ما سنصنعه سيكون هدية للدوق الأكبر.”
في تلك الأمسية.
اقترب كبير الخدم كيل من الدوق الأكبر إلستون الذي أنهى أعماله مبكرًا وكان يحدق شاردًا من النافذة.
قال باحترام:
“سيدي، ماذا نُحضّر للعشاء؟”
أجابه بهدوء:
“لا حاجة.”
اعترض كيل بقلق:
“سيدي، لا ينبغي أن تهمل وجباتك يوميًا. بصفتك رأس عائلة إلستون، عليك الاعتناء بصحتك.”
ابتسم إلستون ابتسامة شاحبة على نصيحته.
“أنا بخير. هل أُعدّ طعام الدوقة الكبرى؟”
“بالطبع.”
“هل… هل فلورييه تأكل جيدًا؟”
خفض كيل صوته:
“دائمًا ما تترك أكثر من نصف الطعام، لكنها تصر أنها بخير.”
زفر الدوق الأكبر بعمق، فرثى له كيل. لقد مضى وقت طويل منذ أن رأى ابتسامة حقيقية على وجه سيده، ولم يعد فيه أثر لشخصيته المرحة النبيلة التي اشتهر بها حين كان أصغر سنًا.
ماذا يفكر الآن وهو ينظر إلى نجوم السماء؟ أيفكر في زوجته فلورييه التي فقدت عقلها؟ أم في حاله الذي اضطر فيه إلى جلب مستحضِرة أرواح إلى القصر لكسر اللعنة؟
أيًا كان، فليست أفكارًا سعيدة.
بينما كان كيل مطأطئًا رأسه أسفًا، سأل الدوق بصوت منخفض:
“هل من أخبار من نقابة المغامرين؟”
“وصلتنا رسالة من رين…”
“أيعني أنه لا تقدم بعد؟”
لم يتغير وجه إلستون، وكأنه لم يتوقع أصلًا شيئًا. فآخر ما وصله أن رين لم يجد شيئًا في القرية وأنه سيتجه للبحر.
البحث عن جوهرة صغيرة في بحر شاسع! حتى لو كانت “رغبة القديسة” أسطورة صادقة، فالعثور عليها شبه مستحيل.
لكن كيل واصل بحذر:
“يقولون إنهم… وجدوها.”
رفع إلستون رأسه بسرعة:
“…وجدوها؟ تلك الجوهرة؟!”
أضاف كيل بتحفظ:
“لا نعلم إن كانت فعلًا جوهرة القديسة، لكنهم وجدوا جوهرة تشبهها في البحر.”
“ومع ذلك، لماذا لم يُبلّغوني فورًا؟”
“ذهب رين مع النقابة إلى الساحر أوركان ليؤكد إن كانت الجوهرة بالفعل رغبة القديسة.”
قطب إلستون حاجبيه:
“لكن أوركان في رحلة، أليس كذلك؟”
“يبدو أنه على صلة برين. قالوا إنهم سيُرسلون الخبر إليكم متى تبيّن الأمر.”
هز إلستون رأسه:
“إذن سيصلني الجواب عاجلًا أم آجلًا.”
لكن كيل تردد وقال:
“قد يتأخر الأمر… قليلًا.”
نظر إليه إلستون بحدة:
“لماذا؟”
“لأن الجوهرة سُرقت في الطريق إلى أوركان… من شخص ماهر جدًا.”
صرخ إلستون:
“ماذا! أليس رين من أمهر السيافين؟ من يجرؤ على سرقته؟!”
“يقولون إنه استُخدم نفس أسلوب السيف، وتمكن السارق من هزيمة مجموعة المغامرين دفعة واحدة ثم فرّ بالجوهرة. رين يلاحقه الآن، وربما يستعيدها قريبًا.”
جلس إلستون بتعب:
“…لا شيء يسير على ما يرام.”
فلورييه وابنه جيس يفقدان ذواتهما يومًا بعد يوم، والوقت يضغط عليهم بلا رحمة. وحتى أمل الجوهرة يتبخر.
وبينما خيّم الصمت الثقيل، دوّى طرق خفيف على الباب.
طَق طَق.
“الدوق الأكبر، أنا سيمون.”
تنهّد إلستون، وأشار إلى كيل أن يفتح الباب.
دخلت سيمون وهي تحمل بين يديها رزمة أوراق. فنهض إلستون متثاقلًا نحو الأريكة.
“ما الذي جاء بك في هذا الوقت؟ أظن أنه لم يصل خبر عن الجوهرة بعد؟”
ابتسمت ابتسامة صغيرة:
“أتيت لأن لدي شيئًا أقدمه لك.”
“لي أنا؟”
نظر إلى ما بيدها.
“ما هذا؟”
“تعويذة صنعتها بنفسي. خذها.”
وضعتها على الطاولة. عشرون ورقة تقريبًا. كانت قد عانت كثيرًا في غرس طاقتها السحرية فيها، لكنها جلبت فقط ما نجح فعليًا.
رفع إلستون واحدة:
“…هذه طاقة موت.”
كان الشعور ثقيلًا وموحشًا عند لمسها. نظرت إليه سيمون بجدية وأومأت:
“لقد كبست طاقتي في الورق. احتفظ بها معك.”
زم شفتيه:
“شيء مشؤوم كهذا؟”
“صحيح، لكنه سيكون الوسيلة الوقائية الوحيدة التي تحميكم من الأشباح.”
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 28"