قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
قالت كايلي وهي تنظر إلى سيمون بريبة:
“سيمون… لا تقولي إنكِ تفكرين في أمر لا يعقل.”
رفعت حاجبها وأضافت:
“ألا تخطر ببالك فكرة توظيف ذلك المعالج كـ خادم في القصر؟”
رمقتها سيمون بنظرة جانبية.
“ما الذي تقولينه؟”
أجابت كايلي بإصرار:
“كنتِ تنظرين إليه باهتمام.”
هزّت سيمون رأسها نافية. صحيح أنها فكّرت في أنّه سيكون من المريح أن يوجد شخص بتلك المهارة بجانبها حتى لا تتأذى مجددًا كما حصل، لكن الأفضل تركه وشأنه، ما دام اختار أن يكرّس حياته لغاية أسمى.
لقد كانت دهشتها منه فقط لأنه من غير المتوقع أن يوجد معالج بتلك الكفاءة في قرية نائية كهذه.
قالت بهدوء:
“كايلي، اسألي كبير الخدم عن اسم هذا المعالج. قد أحتاج لرؤيته مجددًا قريبًا.”
“مفهوم.” أجابت كايلي، ثم بدأت ترتّب الطاولة.
لكنها توقفت فجأة عندما أبصرت الدم وقد تسرّب من خلال القماش الأبيض المفروش فوقها.
قبل قليل فقط، كانت سيمون تبكي بحرقة والألم يعتصرها بعدما تهشمت أصابعها تمامًا… أما الآن، فهي تحتسي الشاي وكأن شيئًا لم يكن.
‘لا بد أنه كان مؤلمًا للغاية…’ فكّرت كايلي، وتغيّرت ملامحها للحظة.
كل ذلك حدث لإنقاذ آنا. لإنقاذ خادمة ضعيفة، كانت سيمون على استعداد لمواجهة لعنة بشعة.
اعتدلت كايلي في وقفتها، شدّت على قطعة القماش في يدها، وقالت بنبرة مخلصة:
“سيمون… شكرًا لكِ. لولاك، لماتت آنا لا محالة.”
لطالما كرهت كايلي برودة سيمون وقسوتها، بل كانت تظنها كاذبة تسلّلت إلى هذا القصر بخداع… لكن الآن، لم تعد تراها وقحة، بل واثقة.
عادت بذاكرتها إلى مشهدها وهي تركض خلف الوحش ويديها مضرّجتان بالدماء.
أي شخص يعرّض نفسه للخطر من أجل القصر يستحق أن يُعامل بهذا الاحترام.
همست بأسى:
“وأيضًا… آسفة. قلتُ كلمات قاسية آنذاك.”
سيمون ابتسمت بهدوء:
“آه، تقصدين حين قلتِ شيئًا عن عامة الشعب؟”
ازداد انقباض كايلي خجلًا من ماضيها. أرادت لو تصرخ في وجه نفسها القديمة.
قالت سيمون مبتسمة:
“لا داعي للشكر. أنقذتُ آنا لأنني أردتُ ذلك فقط. لو كان شخصًا آخر غيرها، لاتّبعتُ التعليمات وتظاهرتُ بعدم المعرفة.”
كانت آنا الوحيدة التي استقبلت سيمون بودّ منذ دخولها القصر، ولهذا خاطرت بحياتها من أجلها.
ارتجفت كايلي عند سماعها هذا. ماذا لو كنتُ أنا من وقع في قبضة الوحش بدلًا من آنا؟
لربما متّ، وسيمون ما كانت لتطرف لها عين.
أدركت حينها أن سيمون تملك القدرة على أن تنقذ أو تهلك أي شخص في هذا القصر… وتغيّرت ملامح الفتاة في نظرها. لقد بدأت تخاف منها.
لكنها قالت متسرّعة وهي تلمّ الطاولة:
“على كل حال… أنا ما زلتُ ممتنّة.”
لقد كان قلب الإنسان متقلّبًا وخادعًا.
كم كرهتها من قبل… فكّرت كايلي وهي تغادر الغرفة بهدوء، تخفي ارتباكها.
أما الآن، فقد كان عليها أولًا أن تنفذ وصية سيمون: معرفة اسم ذلك المعالج.
بعد أيام قليلة، استعادت آنا عافيتها وعادت إلى عملها.
لكن حين رأتها سيمون، وجدتها شاحبة ومرهقة أكثر من ذي قبل، رغم أن يدها المصابة قد شُفيت تمامًا.
قالت آنا بفرح طفولي:
“كل الفضل للمعالج! عندما استعدت وعيي، وجدت يدي معافاة كليًا!”
نظرت إليها سيمون بجدية:
“صحيح أن يدك بخير، لكن ألا يجدر بكِ أن ترتاحي أكثر قليلًا؟”
هزّت آنا رأسها مبتسمة:
“لا أستطيع أن أترك العمل للأخريات إلى الأبد!”
تنهّدت سيمون، ثم سألتها:
“هل أنتِ بخير حقًا؟”
“طبعًا! أنا بخير تمامًا.”
ابتسمت سيمون قليلًا وقالت:
“إذن، لنذهب.”
“إلى… إلى أين؟” سألت آنا بدهشة.
أجابت سيمون وهي تنهض:
“لقد وعدناكِ من قبل. سنتجوّل في القرية معًا.”
“آه! صحيح!” صاحت آنا بسعادة، ثم هرعت لتغيّر ثيابها.
قالت سيمون بابتسامة:
“سأنتظرك.”
وحين خرجت آنا مسرعة، اقتربت كايلي من سيمون وقالت:
“سأترك حقيبتي هنا، وأذهب لإحضار مرافقة.”
رفعت سيمون حاجبيها:
“مرافقة؟ ولماذا ذلك؟”
أجابت كايلي بجدية وهي تتأمل ثياب سيمون:
“القرية أخطر مما تظنين. خصوصًا على النساء، أو من يظهرن وكأن لديهن مال. وأنتِ، سيمون، تجتمع فيكِ الحالتان.”
فهمت سيمون أن في قريةٍ عانت الفقر طويلًا، يوجد دائمًا من ينهب أو يسرق بلا تردد. الفقر يصنع قلوبًا جريئة لا تخشى شيئًا.
تابعت كايلي:
“آنا لوحدها تستطيع أن تتخفّى وتمشي كما اعتادت، لكن بوجودك، لن يكون الأمر ممكنًا. لذا، لا بدّ من حراسة مسلّحة، حتى لو لمجرد المظهر.”
قالت سيمون بتردد:
“إذن فليكن. أيمكننا الخروج مع الحراس الواقفين عند الباب الآن؟”
أومأت كايلي، ثم خرجت لتطلب الإذن من كيلّي كبير الخدم.
بعد وقت قصير، عادت وهي تحمل كيسًا ممتلئًا. أعطته لسيمون بيدين مرتجفتين.
سألت سيمون بفضول:
“ما هذا؟”
أجابت كايلي:
“مال نثرية… من السيد كيلّي. إنه المال الذي كان قد أودعه لصرفك عندما طُرِح موضوع خروجكِ من قبل.”
فتحت سيمون الكيس، لتجد داخله ذهبًا كثيرًا.
هذا كثير… فكّرت بدهشة، وإن لم تفهم بعد قيمة العملة في هذا العالم.
قالت كايلي:
“أخبرني أن أبلغك أن تشتري ما تريدين، سواء كان ملابس أو أشياء أخرى.”
أسرعت سيمون تخفي الكيس في حقيبتها، بعدما رأت نظرات كايلي المعلقة عليه.
“شكرًا لك.”
حينها، عادت آنا تركض بمرح وهي تحمل حقيبة صغيرة:
“أنا جاهزة! فلننطلق!”
اقتربت كايلي من آنا وقالت محذّرة:
“آنا، إياكِ أن تسلكي طرقًا خطرة. ولا تنسي، يجب أن تعودي قبل حلول الظلام. أمان سيمون أهم من كل شيء.”
ارتسمت على وجه آنا ملامح جديّة وقالت بحماس:
“أعدك! سأحميها بنفسي!”
ابتسمت كايلي، لكنها في داخلها بقيت قلقة.
فالآن وقد زالت الشجرة الملعونة عند مدخل القصر، تغيّرت نظرة القرويين إلى آل إيليستون… وربما لم تعد القرية كما كانت.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 23"