⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
عاد بصر الدوق الأكبر إيليستون إلى يد سيمون مجددًا.
قال ببرود:
“بما أن كل شيء قد انتهى، ابدئي بالعلاج فورًا. إلا إذا كنتِ ترغبين بتلطيخ أرجاء القصر بدمك.”
“نعم؟ آه…”
لم تدرك سيمون إلا في تلك اللحظة أنّ النزيف من يدها لم يتوقف، بل ما زال الدم يقطر بلا انقطاع.
ثم…
“آآه! أوييي! يا للوجع!”
بدأ الألم يتدفق فجأةً بعدما هدأ التوتر. والآن حين فكرت، تذكرت أنّها استعملت يدها لتجميع المانا، ولارتداء الحذاء، وللقتال… وهكذا لم تُعطَ لجراحها أي فرصة للراحة.
أحد أصابعها لم يعد يُشبه إصبعًا، بل بدا مهشمًا ومشوّهًا. أظافرها متخلخلة على وشك السقوط، واللحم قد تمزّق حتى اختفت ملامحه الأصلية.
“آآآه… يا ويلي… بسرعة، أسرعوا بالعلاج…”
الدموع غمرت عينيها من شدة الألم. تنهد الدوق الأكبر ببرود وأشار للخدم:
“خذوا سيمون إلى غرفتها وعالجوها.”
“أمر، يا سيدي.”
انهارت سيمون على الأرض من شدّة الألم، فحملها الخدم شبه مرفوعة. وبينما كانوا يسحبونها نحو غرفتها، صاحت رغم ضعفها:
“ابحثوا عن آنا! إن كانت حية فهي حتمًا في غرفة فارغة بباب مزدوج، في آخر ممر القبو!”
عند سماع كلماتها، رفع الدوق الأكبر حاجبيه بتعجب:
“هل هناك غرفة في نهاية ممر القبو؟”
لم يتذكر أنه زار المكان منذ كان طفلًا يلعب الغميضة مع الخدم. وبحسب ما يعرفه، فإن البناء لا يسمح بوجود غرفة هناك.
فسأل:
“هل يوجد حقًا غرفة في آخر الممر يا روث؟”
انحنى الحاجب روث وقال:
“لا، يا مولاي. في نهاية الممر هناك فقط درج يصعد إلى غرفة الغسيل في الطابق الأول، ومستودع للبقالة.”
فكر قليلًا قبل أن يضيف:
“ثم إن أبواب المستودع والدرج ليست مزدوجة، بل خشبية جانبية فقط.”
تدخل كايل:
“ربما اختلط الأمر على الآنسة سيمون بسبب الموقف العاجل؟”
التفت الدوق الأكبر دون مبالاة متجهًا نحو مكتبه:
“لا بد أنها توهمت. روث، تأكد بنفسك. سمعت أن هناك خادمة تُدعى آنا، أليس كذلك؟”
“نعم… يا مولاي.”
شحُب وجه روث مجددًا وهو يجيب. صحيح أنّ سيمون قالت إن اللعنة رُفعت، لكن القلق ما زال يعصف به. هل من الآمن حقًا البحث عن آنا المفقودة؟
قال الدوق وهو يخطو:
“واستدعوا معالجًا للفتاة.”
كايل تساءل:
“تقصدون سيمون؟”
أومأ الدوق:
“جرحها عميق. والآن بعد أن زالت اللعنة عن مدخل القصر، فلا بد أن هناك من يجرؤ على المجيء إلى هنا.”
“مفهوم، سأستدعيه فورًا. روث، تخلّص من هذا الجرذ ومن آثار الدماء.”**
في الغرفة، كانت سيمون تبكي بحرقة:
“مؤلم… مؤلم حقًا…”
لم يسبق لها أن عانت ألمًا كهذا في حياتها. أصابعها الممزقة بدت وكأنها قد بُترت بالفعل.
قالت كايلي بغضب:
“ما هذا الحال! يجب معالجة يدك أولًا، لا التفكير في مطاردة أحد بها!”
صرخت سيمون وهي تبعدها:
“لا تلمسيني! يزداد الألم حين تلمسين!”
“وكيف أعالجك إن لم ألمس؟”
تنهدت كايلي بيأس. سيمون التي لطالما كانت هادئة وقوية، صارت الآن تبكي كطفلة. لم تتخيل أن تراها بهذا الضعف.
سألتها بعصبية:
“ألا تستطيعين معالجة نفسك؟ أليس لدى مستحضري الأرواح قوى علاجية؟”
حدقت بها سيمون بعينين دامعتين وقالت:
“ما هذا الكلام! لا، مستحضر الأرواح لا يملك أي قدرة على الشفاء.”
“إذن على الأقل أوقفي النزيف بنفسك! ألا ترين أن الدم لن يتوقف؟!”
أطرقت سيمون رأسها بجدية. بالفعل، إن استمر النزيف ستفقد وعيها. لا بد أن تتحمّل العلاج مهما كان الألم.
حين التقطت الشاش بتردد، فُتح الباب بعنف:
“هل المريضة هنا؟!”
دخل شيخ عجوز بثياب بيضاء ناصعة، وجهه يفيض بالوقار، يحمل حقيبة وكتابًا كبيرًا. كان واضحًا أنه معالج.
قال وهو يلهث:
“سمعت أن هنا مريضة في حالة طارئة، فجئت مسرعًا!”
دخل الخادم الأكبر من خلفه ليتأكد:
“المريضة هي هي.”
تفاجأت سيمون من سرعة وصوله. لم تمر نصف ساعة منذ طلب الدوق إحضار معالج! سارعت كايلي لتغطية شعر سيمون بقطعة قماش.
اقترب الشيخ متفحصًا يدها، فشهق بأسى:
“حالها سيء! كيف وصلت إصاباتها إلى هذا الحد؟”
مد يده، وانبعث منها ضوء أزرق لطيف. اختفى الألم تدريجيًا، وبدأت الجراح بالالتئام ببطء.
سألت سيمون بدهشة:
“كيف جئت بهذه السرعة؟”
أجاب الخادم بدلًا عنها:
“لقد بحثنا في القرى المجاورة، ولحسن الحظ وجدنا معالجًا قريبًا، فأُحضر بسرعة مضاعفة الأجر.”
وبالفعل، اختفت الجراح أمام عينيها كأنها لم تكن.
ابتسم الشيخ:
“لقد أتيتِ إلى المكان المناسب. فأنا الوحيد في هذه المنطقة الذي يعرف استخدام تقنيات العلاج السحري. والحمد لله أن جراحك التئمت دون مضاعفات، يا آنسة.”
في تلك اللحظة، قال الخادم بصوت خافت:
“لقد وجدوا آنا.”
ارتفعت عينا سيمون بفرح:
“وجدتموها؟”
أومأ الخادم وأوضح:
“كانت قرب مخزن في نهاية ممر القبو. لم تستعد وعيها بعد، لكن المعالجين يعالجونها الآن.”
سألت سيمون بقلق:
“هل أصيبت؟”
تغير وجه الخادم بجدية:
“إصابتها خطيرة. تمامًا كيدكِ، لكنها أشد وأوسع. ويبدو أنّها تعاني منذ ثلاثة أيام.”
قال المعالج العجوز وهو يواصل عمله:
“إذن سأعالجها أنا أيضًا.”
أكمل علاج يد سيمون تمامًا، ثم وقف بابتسامة مطمئنة.
“إن لم أتدخل، لقال الأطباء إن الأفضل بتر أصابعها. لكني سأحاول إنقاذها.”
صرخت كايلي بخوف:
“لا! إن فقدت يديها فلن تستطيع العمل هنا، وسيطردونها!”
ابتسم الشيخ بحنان:
“ولهذا جئت. سأبذل جهدي. لن يتكلف أحد شيئًا، فأنا لا آخذ مالًا من الفقراء.”
أشرق وجه سيمون:
“إذن… أرجوكَ، عالج آنا.”
صُدم الخادم وناداها معترضًا:
“سيمون! هذا أمر يعود للدوق أو لكبير الخدم، لا لكِ!”
لكن سيمون كانت حازمة:
“قولوا للدوق إنني طلبت ذلك. وسيوافق بلا شك.”
المعالج العجوز ضحك بخفة:
“لا تشغلوا أنفسكم، أنا سأعالجها بلا مقابل. جئتُ لأجل هؤلاء المساكين الذين لا يجدون طبيبًا في هذه الأرض المنسية.”
رفع حقيبته واستدار:
“فلنذهب إليها.”
شهقت سيمون بدهشة صغيرة، فحدقت بها كايلي باستياء. فقد رأت سيمون تتابع المعالج بنظرة مليئة بالإعجاب والفضول.
Sel
حساب الواتباد sel081
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 22"