أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
شعرت سيمون، التي تذكرت محتوى العمل الأصلي، بالاضطراب.
لقد مرّ الوقت، وابن الدوق الأكبر والدوقة الكبرى المنسي، جايس، بلغ الثامنة عشرة هذا العام.
ومع أنه يكبر سنًّا، فإن حالته لا تُظهر أي علامات تحسّن، بل تزداد سوءًا فقط. ولهذا، فإن الدوقة فلورييه وكذلك الدوق الأكبر إيلستون، حتى لو لم يظهرا ذلك، فلا بدّ أنهما قلقان للغاية.
(من الأفضل اتخاذ إجراء قبل أن تسوء الأمور أكثر. لكن…)
المشكلة أنّ رفع هذه اللعنة يتطلّب قوة علاجية شديدة، على مستوى القديسين.
ولسوء الحظ، رغم أن قوة مستحضري الأرواح (النيكرومانسر) عظيمة جدًّا، إلا أنها قوة تدميرية صِرفة. ولا وجود لشيء مثل قوة الشفاء، حتى لو بحثت عنها بعينيك حتى يدمعا.
(ولهذا السبب لم تستطع سيمون في القصة الأصلية أن تكسر لعنة جايس…)
لأنها لا تملك قوة الشفاء ولا تعرف الكيفية.
وها هي الآن، تواجه شبح الموت مجددًا لنفس السبب.
(لا يوجد قديسون أو قديسات في إمبراطورية رُوان حاليًا…)
وحتى لو وُجد أحدهم، فإن الطفل الذي يختاره الإله يولَد ثم تأخذه الإمبراطورية لتحميه منذ أن يتعلّم الكلام، وبالتالي لن يكون بمقدوره مقابلة سيمون أو الدوق الأكبر الذي تُنكره الإمبراطورية بسهولة.
لم يكن هناك أي معالج بالغ بالقوة المطلوبة، لذا في الواقع لم يكن هناك أي سبيل لرفع هذه اللعنة داخل الإمبراطورية.
«… هُمم.»
(إذن لا يوجد حلّ سوى ذاك…)
كان الأمر مزعجًا للغاية، لكن مهما فكرت فلم تجد حلًا آخر.
«آه…»
لقد أظلم الليل بالفعل.
عقدت سيمون حاجبيها وهي تأكل الكعكة التي أحضرتها لها آنا.
(إنه أمر خطير، ولأكون صريحة، لست واثقة تمامًا، لكن…)
ثم اقترب منها أحد الخدم وسألها بقلق:
«سيمون، هل لم تُعجبك الكعكة؟»
«لا. الكعكة لذيذة جدًّا.»
لكنها كانت قلقة أن تكون هذه الكعكة آخر حلوى تتذوقها.
«هاه…»
حدّقت سيمون في الشوكة المغطاة بالكريمة. كان الماس الشفاف الذي يزيّن طرفها يلمع.
عندها تذكرت جملة من العمل الأصلي:
[«يقولون إن عجوزًا من قرية على حافة البحر كانت تحتفظ به. لا أعلم إن كان سيفيدك يا آベル، لكن على الأقل إمبراطوريتنا لا تحتاج إلى أحجار سحرية دنسة كهذه.»
ابتسم آبل قليلًا.
«شكرًا لك يا لويس. هذا بالضبط ما كنت أحتاجه.»
التقت عينا آبل ولويس وكانتا مليئتين بالثقة المتبادلة.]
هذا النص ظهر حين سلّم لويس عن طيب خاطر إلى آبل الجوهرة الأسطورية التي زلزلت أساس إمبراطورية رُوان.
وكانت سيمون تخطط للحصول على هذه الحجر السحري قبل لويس وآبل.
اسم الحجر: رغبة القديس.
إنه حجر كريم مشهور لأنه أيقظ الرغبة حتى في القديسين الذين كرّسوا حياتهم لله دون شهوة.
منذ 300 عام، أُرسلت جوهرة حمراء من شخص مجهول جعلت القديسة تنسى هويتها وتنغمس في بريقها.
وحين استخدمت كل قواها لتجعل الجوهرة أكثر بريقًا بدافع شهواتها، نزع الله قوتها وطُردت من المعبد، وظلت تعيش حتى ماتت لا تنظر إلا إلى تلك الجوهرة.
بعد اختفاء القديسة، ظهر مستحضر الأرواح أنسيس، خائن الإمبراطورية، ولذلك انتشرت الشائعات أنّه هو من أرسل الجوهرة الحمراء إلى القديسة.
ويُقال إن الجوهرة ألقيت في البحر بعد موتها، ثم في وقت لاحق من القصة، وقعت بيد لويس الذي أصبح إمبراطورًا، ثم أعطاها لآبل.
كانت رغبة القديس الحجر الوحيد في الإمبراطورية الذي يحوي قوة قديس، في زمن خلت فيه الإمبراطورية من القديسين.
(حتى لو كانت قوة قديسة مشوَّهة بالرغبة…)
لكن في النهاية، القديس يبقى قديسًا.
إنسان يمتلك أنقى قوة شفاء يمكن القول إنها فريدة من نوعها.
لم تكن سيمون تعرف مقدار ما تبقّى من هذه القوة داخل الجوهرة، لكن إن أضافت إليها أثرًا من قوتها، فقد تتمكّن من شفاء جايس.
بالطبع، لم تكن متأكدة إن كان هذا سينجح…
لكن على أي حال، إذا لم ترد أن تُطرَد من القصر، فلا بد أن تتعلق بهذه الإمكانية الضئيلة.
وإن كانت مخطئة، فستُطرَد على يد إيلستون الغاضب، تمامًا كما في القصة الأصلية.
(لكن… من السهل جدًّا أن أجدها؟)
ففي النص الأصلي، ذُكر فقط أنها مع «عجوز في قرية على حافة البحر»، بلا أي إشارة أخرى.
لا بد أن العجوز قد أخفتها جيدًا.
بعد أن فكّرت قليلًا، هزّت سيمون رأسها وذهبت إلى الشرفة.
(لا… هل هناك داعٍ لأن أتحمّل عناء البحث عنها؟)
إن كان لا بد من البحث، فهناك من هو أقدر منها: شخص يعرف جغرافيا هذه الأرض وتاريخها أفضل منها، هي الغريبة عن هذا العالم… الدوق الأكبر إيلستون.
إن أخبرته أنها بحاجة إليها لكسر اللعنة، سيجلبها لها بلا تردّد، سواء بنفسه أو عبر نقابة المغامرين.
هكذا يمكن الحصول على «رغبة القديس»…
(وحتى لو لم يكن لأجل الجوهرة، فالأجدر إنقاذ الناس.)
لكن لحلّ اللعنة بجدية، تحتاج سيمون إلى مساعد.
شخص جدير بالثقة وقادر.
فإن استعانت بخبير مختلف في كل مرة، سيكون من الصعب إخفاء هويتها، فضلًا عن أن مهاراتهم قد لا تكون مضمونة، لذا من الأفضل أن يكون معها شخص ثابت.
قالت آنا فجأة:
«سيمون، هل هناك شيء أستطيع مساعدتك فيه؟»
«آه؟»
«تبدين متعبة…»
هزّت سيمون رأسها. كانت تفكّر في تكليف آنا بمهام بسيطة غير خطرة ولا تتطلب قتالًا.
«أحتاج إلى صبغة شعر سحرية.»
«صبغة شعر سحرية؟»
دارت عينا آنا وقالت بفرح:
«نعم! سأجلبها لك. الآن أصبح ممكنًا أن تختاري اللون الذي تريدينه!»
فالدوق الأكبر إيلستون كان قد قال لسيمون: افعلي ما تشائين.
«ولحسن الحظ، يا سيمون، لدينا ميزانية كبيرة، أعتقد أننا سنشتري منها الكثير!»
«إذن، فقط اجعليها تدوم طويلًا. اللون لا يهم.»
«نعم، إذن…»
توقفت آنا فجأة وهتفت:
«سيمون! إن لم تمانعي، ماذا لو ذهبنا سويًا؟»
«معًا؟»
«نعم! هكذا ستختارين اللون بنفسك!»
بدا عليها الحماس.
«ثم يا سيمون، بما أنك لا تعرفين الكثير عن هذه القرية بعد، ألا يفيدك أن تتجوّلي قليلًا فيها؟ قد يساعد ذلك في رفع لعنة القصر!»
لم تفهم سيمون العلاقة بين الأمرين، لكنها أومأت.
«حسنًا.»
فقد كان هناك شيء تريد التحقق منه على أي حال.
ابتسمت آنا بفرح.
«إذن أخبريني متى شئتِ! سأجهّز للخروج.»
«شكرًا لكِ دائمًا.»
قالت سيمون، ثم وضعت شوكتها.
«لكن قبل ذلك، عليّ مقابلة الدوق الأكبر إيلستون.»
«يبدو الوضع جيدًا.»
زارت سيمون الدوق الأكبر بعد أسبوع من تدميرها أول وحش شجرة ملعون.
لقد مرّ وقت منذ رآها آخر مرة، ويبدو أنها تكيفت جيدًا مع القصر.
اختفى الهزال عن جسدها، ونما لحمها ليبدو متوازنًا.
لم يعد هناك وجه شاحب، ولا بشرة خشنة، ولا شعر مبعثر، ولا رائحة كريهة، ولا أثر للمعاناة التي عانت منها.
من كان سيتذكر ماضيها من هذا المظهر؟ من كان سيظن أن تلك الفتاة مستحضرة أرواح؟
لولا شعرها الأسود وعيناها الحمراوان، لاعتقد الناس أنها فتاة عادية بلا قوى مشؤومة.
قالت:
«هذا كله بفضل الدوق الأكبر. بفضلك آكل جيدًا وأنام جيدًا.»
«…صحيح.»
هو نفسه من اعتنى بكل شيء لها، يأمرها أن تأكل وتنام وتستريح، ومع ذلك لم يعرف لماذا كان في مزاج سيئ.
«لقد مرّ أسبوع بالفعل منذ ذلك الحين. أظن أنك فكرتِ في اللعنة التالية، أليس كذلك؟»
«جئت لأحدثك بهذا. لدي طلب.»
«قولي.»
أغلق الدوق الأكبر الكتاب الذي كان يقرأه. بدا الآن أكثر تعاونًا من ذي قبل.
«أرجو أن تجد لي جوهرة واحدة.»
«جوهرة؟»
«حجر سحري، بالتحديد.»
اتسع وجه إيلستون جدية.
فالأحجار السحرية، وإن بدت جواهر جميلة، إلا أنها خطيرة للغاية، إذ قد يتأثر المرء بالطاقة المخزونة فيها بمجرد لمسها.
فقد احترق البعض حالما لمسوا حجرًا يحوي طاقة النار، وآخرون أصيبوا بأمراض مميتة بعد فترة، بل إن بعضهم انتحر بعد إصابتهم بالهلاوس.
لكن سيمون كانت بحاجة إلى حجر خطير كهذا.
«أي حجر سحري تعنين؟»
قرر إيلستون أن يستمع أولًا. فقد تعلّم أن عليه الاستماع لكلام سيمون حتى النهاية.
قالت بجدية:
«رغبة القديس. أحتاجها لرفع اللعنة التالية.»
أمال إيلستون رأسه.
«هل يوجد هذا الحجر أصلًا؟»
لم يستطع إلا أن يشك. فـ«رغبة القديس» حجر من الأساطير لم يُعرف وجوده قط.
لكن كيف يكون ما لا وجود له ضروريًّا لكسر لعنة؟
«على حد علمي، هذه قصة من الأساطير. وحتى لو وُجد، فسيكون من الصعب العثور عليه من دون دليل.»
فالإمبراطورية الرُوانية هي أوسع بلاد القارة كلها.
من ذا الذي سيفعل حماقة البحث عن جوهرة صغيرة كهذه بلا خيط يدل عليها؟
ولو كان العثور عليها ممكنًا، لوجدها أحدهم منذ زمن بعيد.
ذلك أن «رغبة القديس» حجر شفاء يُقال إنه يبرئ أي مرض أو جرح.
لا بد أن عددًا لا يُحصى من الناس بحثوا عنها لقرون.
لكن سيمون قالت بحزم:
«سيد الموت هو من تكلّم.»
«…ماذا؟»
«رغبة القديس. تنام في أعماق البحر.»
الإله الحقير؟ كل ما فعلته سيمون هو ترديد ما قرأته في الكتاب وكأنه وحي.
لكن حين يُذكر «إله الموت»، تغيرت ملامح إيلستون.
فـ«مستحضر الأرواح» شخص يعقد عقدًا مع إله الموت ليسيطر على مانا الموت.
لم يكن أمامه إلا أن يصدق أن النيكرو مانسر الوحيدة في العالم تلقت وحيًا من إلهها.
قالت بجدية:
«أعرف الموقع التقريبي. ولرفع اللعنة، نحتاج إلى تلك الجوهرة ذات قوة الشفاء.»
ثم أضافت:
«اللعنة كُتبت في نهاية الكُتيّب.»
تصلّب جسد إيلستون.
«لرفع لعنة صاحبة السمو الدوقة الكبرى، والابن الأكبر لعائلة إيلستون، جايس كارل إيلستون.»
وانساب من فمها اسم شخص نُسي وجوده منذ زمن طويل.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 13"