أستغفر الله العظيم واتوب اليه ⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
في وقتٍ متأخرٍ من الليل، كانت كايلي تسير في ممرٍّ مظلم لا يضيئه سوى فانوسٍ واحد، وقد قطّبت حاجبيها وهي تنظر بحدة إلى الشخص الواقف خلفها مباشرةً.
قالت: “لن يسقط، أليس كذلك؟”
ردّ الرجل بصوتٍ مرتجف: “آه… الآنسة كايلي…”
فقالت غاضبة: “هل تنوي الاستمرار في قول مثل هذه الكلمات الضعيفة؟ أنت الآن خادم في هذا القصر! عليك أن تتأقلم وتعيش هنا!”
ورغم شهقات الرجل الخائفة، فإن كايلي لم تتوقف عن توبيخه.
“كيف ستصمد وأنت بهذا الخوف؟ خاصةً وأنت ستعمل في غرفة السيدة سيمون!”
“آه، فهمت…”
نظرت كايلي إلى الفتاة الصغيرة الواقفة في حيرةٍ من أمرها، ثم تنهدت وضربت صدرها قائلة: “يا للغضب، كم أنتِ مزعجة!”
لم تكن آنا (إحدى الخادمات) بتلك الدرجة من الضعف. كانت حذرة دائمًا، لكنها كانت تتعامل بلا مبالاة مع اللعنات، بل أصبحت في الآونة الأخيرة أقرب شخصٍ يفهم سيمون.
لكن هذه الفتاة الجديدة، الخادمة جين، كانت خائفةً جدًا إلى حدٍّ جعلها تُذكّر كايلي بكلير، الخادمة المسؤولة عن السيد جايس.
جين، التي دخلت القصر اليوم فقط، كانت مرعوبة منذ لحظة وصولها.
حتى تلك اللحظة، كانت كايلي تتفهم ذلك، فكل الخدم الذين جاؤوا إلى هذا القصر لم يأتوا إليه بإرادتهم.
فالسمعة التي تحيط بهذا القصر والعائلة المقيمة فيه كانت مشؤومة إلى درجة جعلت الجميع يدخلون بخوفٍ وتوجّس.
في البداية، كانت جين خائفة مثل غيرها، أو ربما أكثر قليلًا، لكن بدرجةٍ معقولة يمكن تفهّمها.
لكنها بدأت تتساءل بارتجاف: “هل يوجد… شبحٌ حقًا في هذا القصر؟”
وهذا السؤال يطرحه كل خادمٍ جديد يدخل القصر على الأقل مرة واحدة.
لقد أصبحت حالة جين هكذا بعد حادثة لعنة المرآة التي تم حلّها مؤخرًا.
فكّرت كايلي بأسف وهي تنظر إلى جين ترتعش وتنظر حولها وكأن شيئًا سيحدث: “يا لسوء حظها…”
فحتى في قصر إيليستون هذا، نادر جدًا أن يشهد أحد الخدم لعنة في يومه الأول.
بل لم يحدث أن شهد أيّ شخصٍ ذلك من قبل.
كانت جين هي الأولى. دخلت القصر اليوم ورأت بعينيها اللعنة التي سمعت عنها في الشائعات، وشهدت بنفسها القوة المذهلة لسيمون، السيدة التي ستعمل لديها الآن.
ولا مكان لها تذهب إليه، لذا لا يمكنها إلا أن ترتجف، لكن لو كان الأمر بيدها، لهربت على الفور.
حاولت كايلي أن تقول شيئًا لكنها عضّت شفتها.
(اهدئي… اهدئي يا كايلي.)
ألَم تعد نفسها أن تتحكم في غضبها بعد حادثة أوساسانيساساو الأخيرة؟
كانت قد تأملت كثيرًا بعد تلك الحادثة وأدركت أن أحد أسباب كره الناس لها هو طبعها العصبي.
وعندما سمعت أن خدم أوساسانيساساو قد لعنوا كايلي، صُدمت بشدة.
قالت متصنّعة الهدوء وهي تبتسم ابتسامةً محرجة: “نعم، يمكن أن يكون ذلك منطقيًا.”
ثم ربّتت على ظهر جين قائلة: “اهدئي يا فتاة! لا بأس الآن! ألم تتولَّ السيدة سيمون أمر ذلك الشبح في وقتٍ سابق؟”
قالت جين بتردد: “لكن… قد يكون هناك شيء آخر…”
صرخت كايلي: “هاه! لا! لن يظهر شيء الليلة، هيا تعالي معي. أريد أن أذهب لأنام!”
ورغم وجود تعليمات غريبة هذه الأيام جعلت الجميع في حالة تأهب، إلا أن كايلي كانت تريد إنهاء جولة التعريف سريعًا لتعود إلى غرفتها.
ولذلك، قررت أن تكذب قليلًا على جين لتهدئتها ودفعها إلى السير.
“إذا لم تنهي جولتك التعريفية الليلة، فلن يُسمح لك بالعودة إلى غرفتك.”
صرخت جين: “هذا القصر مرعب جدًا!”
قالت كايلي متنهدة: “حسنًا، فهمت. هيا بسرعة.”
سحبت جين بيدها وهي تقودها نحو نهاية الممر.
في الحقيقة، كانت كايلي تنوي أن تشرح فقط الأجزاء المهمة من دليل الخدم التي لم تقرأها جين بعد، لكنها قررت تأجيل ذلك إلى الغد لأن الوقت تأخر كثيرًا.
(سأكتفي الآن بالأمور العاجلة.)
وأشارت إلى الدليل قائلة وهي تصعد الدرج في نهاية الممر:
“حسنًا، أنظري. لا أدري كم من الوقت قضيتِ في قراءة الدليل اليوم، لكن اسمعي جيدًا. إذا أردتِ أن تبقي على قيد الحياة، فاحفظيه بأسرع ما يمكن! أول شيء عاجل: القصر مكوّن من ثلاث طوابق فقط. لا يوجد طابق رابع. هل فهمتِ؟”
قالت جين مترددة: “نعم…؟”
ثم نظرت إلى الأعلى باتجاه ما كانت كايلي تشير إليه.
“لكن ماذا لو كان هناك طابق رابع… لا يجب أن يوجد؟ يجب أن نهرب فورًا للأسفل. وهناك تعليمات غريبة هذه الأيام…”
شحب وجه جين فجأة.
“آنسة كايلي…”
“ماذا؟”
توقفت كايلي، التي كانت تصعد دون تفكير، حين لاحظت نظرات جين المتجمدة.
“ما الأمر؟”
قالت جين بصوتٍ مرتعش: “هناك… هناك شخص… هناك!”
“ماذا؟”
التفتت كايلي إلى حيث كانت جين تنظر وتجمدت.
على الدرج المظلم الذي بالكاد يُرى، كانت تقف امرأةٌ رجلاها نحيفتان جدًا، حافية القدمين، يتأرجح جسدها للأمام والخلف، بينما كان الجزء العلوي من جسدها مخفيًا في الظلام.
ما هذا…؟
حدّقت كايلي في المرأة بذهول، ثم أفلت منها صوتٌ مرتجف: “هاه!”
ثم نظرت بسرعة للأسفل.
لقد كان الباب المؤدي إلى الطابق الثالث تحتها مباشرة.
دون أن تشعر، كانت كايلي تصعد إلى الطابق الرابع!
وبينما كانت توّبخ جين بشعورٍ من الإحباط، غمرها الرعب.
لقد صعدت دون وعيٍ إلى الطابق الذي لا يجب أن يوجد أصلًا.
نظرت مجددًا إلى المرأة الواقفة في الأعلى نصف جسدها فقط ظاهر، تتأرجح بلا توقف.
ثم تذكرت كايلي التعليمات:
“في المرة المئة، عندما ترين سيمون واقفةً على درج الطابق الرابع… اهربي. وإلا ستموتين.”
صرخت كايلي وهي تمسك بمعصم جين بقوة: “اركضي! اركضي الآن!”
لكنها لم تكد تلتفت حتى ارتجفت فجأة عند رؤيتها شيئًا آخر يصعد من أسفل الدرج، فاحتضنت جين لتحميها.
ثَمّ… ثَمّ… ثَمّ…
ارتفعت خطواتٌ ثقيلة مصحوبة بصوت زحفٍ مريع.
امرأة ذات شعرٍ طويلٍ منساب، وعينين داميتين، تزحف على الدرج بيديها، بوجهٍ خالٍ من التعبير.
“آه… الآنسة كايلي… ماذا نفعل…؟”
كانت شفتاها زرقاوين كأنها كانت غارقة في الماء طويلًا، ووجهها بلا دماء. تمسكت جين بكايلي وهي تبكي.
أما كايلي فحدّقت بذهول في المرأة التي تخرج نصف جسدها من الظلام.
(يجب أن نهرب…)
“عندما ترين سيمون في الطابق الرابع، اهربي فورًا” هذا ما ورد في التعليمات…
لكن الطريقين مغلقان.
في الأعلى تلك المرأة التي تشبه سيمون، وفي الأسفل أخرى بلا نصفٍ سفلي… لا مفر، لا أحد ليساعدهما.
في تلك اللحظة، تذكرت كايلي شيئًا!
“جين، استعدي للهرب!”
“ماذا؟”
أمسكت كايلي يد جين، وأخرجت التميمة التي منحتها إياها سيمون من صدرها.
كانت تلك أملهما الوحيد.
أسرعت كايلي ولصقت ثلاث تمائم متتالية على المرأة عديمة النصف السفلي. اتسعت عينا المرأة، وبدأت يدها تضعف وتفلت ساق كايلي ببطء.
صرخت كايلي: “اركضي الآن!”
“ن-نعم!”
ركلت يد المرأة بقوة وبدأتا الركض بسرعةٍ نحو الأسفل.
ولحسن الحظ، لم تتبعهما الأشباح.
تمكنتا بالكاد من الوصول إلى غرفتهما بسلام.
تلك الليلة، كانت جين خائفة جدًا من العودة إلى غرفتها، فنامت مع كايلي. أما كايلي، فقد بقيت مستيقظة طوال الليل، قلقةً تفكر فيما حدث.
م.م: مساكن ميقدروش يعيشوا يوم عادي 😭😭
Sel للدعم : https://ko-fi.com/sel08 أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 122"