⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“…”
فتحت سيمون عينيها.
ومجدداً، كانت هذه غرفة نوم الإمبراطور. لمست الموضع الذي طعنتها فيه المرأة ذات الفستان الأحمر، ولعنت.
“تبا… هذا مؤلم.”
لقد كانت تجربة موجعة بحق. ألم السيوف وهي تخترق جسدها في الزمن الحقيقي، تقطع العضلات والأعصاب.
الموت السابق كان الأخير.
لن تفكري بالموت مجدداً.
تنهدت سيمون وارتمت على السرير.
مستلقية هكذا، كان الجو جميلاً. وكأنها تقضي وقتها بعد ظهر عادي بلا أحداث.
وبينما بقيت سيمون مستلقية تتنفس بعمق، خرجت مشاعرها الصادقة من دون وعي.
“… أريد أن أتوقف.”
اغرورقت عيناها بالدموع. ليس فقط بسبب ألم الموت الأخير، بل لأن حياتها كانت صعبة للغاية، وكل المشاعر التي تراكمت منذ أن فتحت عينيها أول مرة في الميتم انفجرت دفعة واحدة.
لماذا عليّ أن أمر بكل هذا العناء؟
هي فقط ستموت وهي تحاول رفع اللعنة.
لقد كان رفع لعنة إيليستون وحده صعباً بما يكفي.
كان عليها أن تبقى ساكنة فحسب.
لماذا هي عالقة هنا من دون أن تعرف حتى كيف تخرج…
لكن سيمون توقفت سريعاً عن الرثاء.
الندم والحزن لا ينفعان في وضعها الحالي.
وربما سيكون الأمر نفسه حتى لو خرجت من هنا.
هذا العالم قاسٍ جداً على سيمون. عليها أن تركض للأمام بلا تذمر لتستطيع النجاة.
“آه.”
فلنكتفَ بالاستراحة القصيرة التي مُنحت لنا لرفع اللعنة.
قفزت سيمون من سريرها.
“لنحاول مجدداً. لنبدأ بالبحث عن طريق العودة مع الإمبراطور.”
لكنها لم تغادر الغرفة فوراً هذه المرة، بل أخذت تتفحصها بعينيها.
في الحقيقة، لم يكن سبب موتها مجدداً مجرد وجود وحش عند الباب.
ذلك الوحش كان سريعاً لدرجة أنه سيقتلها بمجرد تحركها، لكنها إن أحسنت التوقيت واستخدمت “مانا الموت”، لكان بإمكانها الدفاع والهجوم بما يكفي.
لكن السبب الحقيقي لموتها وعودتها كان “المتغير”.
أولاً، بعد سماعها كلام الإمبراطور عن الموت والعودة مراراً، أدركت أن عودتها للحياة ليست صدفة.
لأسباب مجهولة، كانت هي والإمبراطور يعيشان انحداراً زمنياً لا نهائياً، يموتان ويعودان للحياة في المقطع نفسه.
لكن سيمون رأت أن مبدأ العودة للحياة بعد الموت عند زمن محدد بدا غريباً.
فهي تعود دوماً من نفس النقطة.
وكأنها لعبة تبدأ من نقطة حفظ سابقة، ما يعني أن الأحداث التي وقعت في المرة الأولى والثانية يجب أن تكون متطابقة.
لكن ما عاشته في المرة الأولى والمرة الثانية كان مختلفاً تماماً.
المرة الأولى، ظلت تدور في القلعة طويلاً قبل أن تلتقي بالمرأة ذات الفستان الأحمر، ولم تقابل الإمبراطور حتى.
أما الثانية، فما إن فتحت الباب حتى واجهت الإمبراطور والمرأة في الوقت نفسه.
وقبل مغادرتها غرفة النوم، سقطت الساعة فجأة، بينما لم تسقط أبداً في المرة الأولى.
ما معنى هذا؟
“لا أعرف لماذا، لكن في كل عودة زمنية يظهر متغير جديد.”
وبالتالي، من خلال تكرار العودة، يمكنها جمع معلومات جديدة بفضل هذه المتغيرات.
لذلك ماتت مرة أخرى لتصنع متغيراً جديداً وتتعلم شيئاً جديداً.
بالطبع، الألم شديد في كل مرة تموت فيها، ولهذا قررت أن تكون هذه الأخيرة.
راحت سيمون تتجول في الغرفة بلا هدف كما فعلت في المرة الثانية، تنتظر المتغير الذي سيظهر في غرفة النوم خلال الرجوع الثالث.
وبينما تنتظر، أخذت تتذكر حديثها مع الإمبراطور سابقاً.
لقد حصلت على الكثير من المعلومات المخفية منه.
أولاً، الإمبراطور كان مسجوناً هنا، لكنه حين استيقظ في عالم آخر اختفى مرضه وشعر بخفة في جسده.
أما سيمون فكانت تطاردها امرأة بالفستان الأحمر، بينما الإمبراطور كان يرى قاتلاً مقنعاً بالأسود.
وهذا يعني أن ما تراه سيمون لم يكن لعنة تبعتها من قصر إيليستون، بل شيئاً آخر يظهر بشكل مختلف لكل شخص.
بووم… طراخ!
توقفت سيمون فجأة، التفتت إلى مصدر الانفجار.
“…”
الساعة على الطاولة وقعت وتحطمت، وتناثرت قطع الزجاج في كل مكان.
مع أنها لم يلمسها أحد، وكانت تبعد عنها عشرة خطوات.
وكذلك في المرة الثانية، سقطت بنفسها.
“هل هناك شيء ما؟”
اقتربت سيمون من الساعة، وفجأة سقطت اللوحة فوق الأريكة وتفككت من إطارها.
“…هاه؟”
لقد سقطت اللوحة أيضاً؟
في المرة الثانية، سقطت بسبب اهتزازات طرق المرأة بالفستان الأحمر على الباب.
أما الآن فسقطت من دون سبب.
هذا إذاً هو المتغير في هذه المرة.
وكما توقعت، تزداد المتغيرات كلما تكررت العودة.
تنفست سيمون الصعداء لثبات صحة حدسها، واتجهت نحو اللوحة. عندها
صفير! طاخ!
“آه!”
طار دفتر ملاحظات من مكان ما مباشرة نحوها، أصابها ثم سقط أرضاً.
على عكس الأشياء الأخرى، بدا وكأن أحدهم ألقاه عمداً أمامها لتراه.
م.م: يمكن رفاقها هم الذين يرمون هذه الأشياء لكي تستفيق ؟؟؟
“أليس هذا مقصوداً أكثر من اللازم؟”
أهذا ما يسمونه ظاهرة “بولترغايتس”؟
انحنت سيمون والتقطت الدفتر بعين مرتابة.
وما إن فتحت صفحته الأولى حتى تغير تعبير وجهها.
“هذا هو…”
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها كمن أدرك شيئاً، ثم أسرعت إلى الساعة المحطمة والتقطتها.
ابتسمت بثقة.
الأرقام على الساعة غريبة.
عند الساعة 12 [1452]
عند الساعة 4 [9653325]
عند الساعة 5 [0]
عند الساعة 7 [2]
وعند الساعة 9 أرقام سخيفة مثل [38287].
ثم فحصت اللوحة الساقطة.
لكنها عن قرب بدت ممزقة بالكامل، ملامح الوجه وزينة الملابس مشوشة.
وكأنها تجسيد لذاكرة ضبابية.
رفعت سيمون بصرها نحو النافذة. الخارج ما يزال مشرقاً بشكل لا يُصدق.
“آه…”
قهقهت سيمون.
الآن فهمت.
لماذا ظهرت المرأة ذات الفستان الأحمر، التي كان من المفترض أن تكون في القصر، داخل القلعة. ولماذا تعود للحياة في نفس الموضع مهما تكرر موتها.
الساعة الساقطة، اللوحة، والدفتر الطائر… كلها كانت إشارات تدلها على حقيقة هذا المكان.
“لقد مت مراراً فقط لأفهم هذا!”
ضحكت بهستيريا، أمسكت بالساعة وغادرت الغرفة.
الآن وقد فهمت كل شيء، لم يبقَ سوى العثور على الإمبراطور والخروج من هنا.
سيمون، أو بالأحرى “سيو هيون-جونغ”، عندما كانت في المدرسة الثانوية…
كانت هناك أمور شائعة آنذاك.
الأولى: المعادلة التي تحقق الأحلام “R=VD”.
والثانية: “الأحلام الواعية”.
الأحلام الواعية: أن تدرك أنك تحلم أثناء الحلم.
الفكرة أن وعيك بكونك تحلم يتيح لك تحقيق ما تعجز عنه في الواقع.
وقد قيل إنه ممكن بالتدريب، لكنه يرافقه آثار جانبية، إلا أن سيو هيون-جونغ لم تجربه.
لكنها تعرف بعض قصصه، وأشهرها “اختبار الواقع”.
بعض الطرق لمعرفة هل أنت في حلم أم لا:
إذا لوّيت يدك ورأيت أصابعك تمر عبر راحة اليد، فأنت في حلم.
إذا أغلقت أنفك واستطعت التنفس، فأنت في حلم.
وإذا لم تُعرض الأرقام بشكل صحيح، فأنت في حلم.
الدفتر الذي عثرت عليه سيمون كان يوميات الإمبراطور.
وفي صفحته الأولى، كان التاريخ مكتوباً هكذا: [3316322390085.112554.1542].
كذلك أرقام الساعة غير طبيعية، واللوحة كانت مرسومة فقط بقدر ما تذكرته سيمون حين نظرت أول مرة لغرفة الإمبراطور.
بكلمات أخرى: هذا المكان الآن مجرد “حلم”.
سيمون والإمبراطور عالقان في حلم اصطناعي صنعته الجوهرة.
“ما غاية أولئك الأوغاد من جمعية السحر؟”
تلك الجوهرة نسخة مطابقة لجوهرة أناسيس، ومن المؤكد أنها تخص الجمعية كما في حادثة الفيكونت ديلانغ.
ماذا يريدون من حبس الإمبراطور في حلمه؟
الجواب سيتضح حالما تستيقظ وتتحدث مع رفاقها.
ألقت سيمون نظرة على الممر ولوّحت بيدها لرجل أشقر يركض نحوها من بعيد.
“جلالتك! لقد اكتشفت الحقيقة! هنا!”
حان الوقت الآن لإنقاذ الإمبراطور من أحلامه، وهو مطارد من تلك المرأة المجنونة ذات الفستان الأحمر.
م.م: مرحبا يا أحلى قراء، هنا نهاية دفعة هذا الأسبوع 🥹 نلتقي في الدفعة القادمة 💜
التعليقات لهذا الفصل " 106"