أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
تجمدت سيمون في مكانها وهي لا تزال تمسك بالجوهرة.
“…هاه؟”
ما الذي حدث للتو؟
كان الأمر مفاجئًا للغاية لدرجة أنها لم تستطع استيعاب الموقف.
وقفت سيمون متجمدة لفترة طويلة، تسترجع ما فعلته وما حدث بعدها.
لويس اتجه نحو الباب ليغلقه، بينما استخدم آبيل قوته الهائلة لقلب الأثاث رأسًا على عقب.
وكانت بيانكي تستعمل مهاراتها لفتح خزنة الإمبراطور الموصدة بإحكام، في حين وضع أوركان يده على الجدار استعدادًا لإطلاق تعويذة استشعار.
وفي تلك اللحظة، ظهرت جوهرة مألوفة في الدرج الذي فتحته سيمون. وما إن التقطتها حتى اختفى الجميع فجأة كالغبار…؟
حتى بعد أن أعيد التفكير في الأمر، لا يزال غير منطقي.
لا، هذا جنون.
أخيرًا تمالكت سيمون نفسها ونهضت من تصلب جسدها. عادت حركتها إلى طبيعتها، لكن قلبها ظل يخفق بعنف.
لماذا اختفوا؟
بهذه السرعة؟ كما لو أنهم عالقون في انفجار نووي في فيلم، يتبخرون دفعة واحدة دون أن يتركوا عظمًا؟
الوضع كان سخيفًا إلى أقصى درجة.
بدأت سيمون تتلفت في أرجاء الغرفة، رافضةً تصديق ما تراه.
كان هذا انهيارًا نفسيًا كاملًا.
والأدهى أنهم لم يختفوا في العدم فحسب، بل تفتتوا كالغبار أمام عينيها مباشرة.
لا… مستحيل. هذا لا يمكن أن يكون صحيحًا.
هؤلاء هم الأبطال.
لا يعقل أن يختفوا هكذا بسبب جوهرة.
واجهوا أشياء أشد خطرًا من هذا في رحلتهم، ومع ذلك تغلبوا على كل المحن وهزموا ملك الشياطين في النهاية.
فلماذا سيختفون الآن؟
إذن، إنها لعنة.
حدقت سيمون في الجوهرة التي بيدها. لا شك أنها وقعت في فخ جديد.
تمامًا كما حدث في قصر الفيكونت دي لانغ، وقعت في شركٍ نصبته جمعية السحر الغامض.
…
لكن بعد انتهاء الأمر، سيعود الجميع.
“…فووو.”
استعادت سيمون رباطة جأشها أخيرًا.
عندما فكرت في الأمر كلعنة، شعرت بالاطمئنان أكثر.
تنفست بعمق مرة أخرى وخرجت من الغرفة ببطء.
إن كان الأمر لعنة، فلن يحل البقاء هنا.
أولًا، عليّ أن أجد من يساعدني في التحقيق داخل القصر.
هل الماركيز بارينغتون في مكتبه؟
إن علم أن ولي العهد اختفى بفعل لعنة، فسيساعد بلا تردد.
هذا سيئ حقًا.
جلست سيمون بوجه شاحب لا تدري كيف تصف شعورها.
هل هو فراغ؟ أم كأنها تقف وحيدة وسط محيط شاسع لا نهاية له؟
لم تكن تعرف، لكنها شعرت بالتيه التام.
لا أحد.
لم يبقَ أحد في هذا القصر الضخم.
تذكرت منظر القصر لحظة وصولها أول مرة.
كان يعجّ بالنبلاء والخدم، حتى أنها تذمرت: “هناك الكثير من الناس. القصر مكان صاخب حقًا. لا بد أن الأمر مرهق.”
لكن الآن… الجميع اختفوا.
لا يوجد من تطلب منه المساعدة، ولا من يعاونها على معرفة ما يجري.
طافت سيمون القصر ثلاث مرات كاملة. بل دخلت الأماكن المحظورة على العامة علّها تجد أحدًا، لكن لم يكن هناك أحد.
ولا حتى خيط واحد يفسر ما حدث.
كل شيء بدأ منذ أن التقطت الجوهرة.
الدليل الوحيد هو هذه الجوهرة، جمعية السحر الغامض.
لا أكثر.
فهل يمكن أن تكون هذه الجوهرة سببًا في سيطرة الروح على جسد الإمبراطور؟ وبأي طريقة؟
توقفت سيمون لحظة، ثم رفعت رأسها ونظرت إلى الممر الطويل الممتد أمامها.
لا أعلم.
إن ساءت الأمور، فهي تسوء تمامًا.
ما الذي يمكنني فعله الآن؟
قبضت سيمون على الجوهرة بيدها بقوة.
لا داعي للذعر أو الخوف. كل اللعنات التي مرت بها بدأت بهذا الشكل.
لابد أن هناك مخرجًا.
تا-دا-دا-داك!
رفعت سيمون رأسها فجأة عند سماع وقع خطوات.
خطوات!
كان صوت شخص يركض على عجل.
شعرت سيمون بالارتياح والريبة في آنٍ واحد وهي تحدق في نهاية الممر.
الخطوات تقترب.
إن كان إنسانًا، سأتحدث معه. وإن كان شبحًا، سأهرب.
الممر واسع، وهناك مجال كافٍ للفرار.
وبينما كانت تترقب، ظهر شخص عند الزاوية بسرعة، شعره أشقر كالذهب، ثم اختفى.
“هاه؟”
هتفت سيمون من غير وعي، مذهولة.
لم تره بوضوح، لكنه كان أشقر الشعر.
شعر نادر، لامع كأشعة الشمس.
لويس.
خطت سيمون نحوه تلقائيًا.
في العادة، ملاحقة شخص مجهول تحتاج إلى تفكير.
لكن ماذا سأفعل إن لم أتبعه؟
هل أجلس مكتوفة اليدين وأنتظر أن يتغير الوضع وحده؟
في الحقيقة، لم تحتج لتبرير مطوّل، فقد كانت قدماها تتحركان بالفعل في اتجاهه.
هذا المكان خاوٍ تمامًا.
ومهما يكن، فذلك الشخص ربما الوحيد القادر على إعطائها خيطًا لفهم ما يحدث.
كرك- كرك-
مرة أخرى.
كرك- كرك-
صوت آخر يقترب، لكن سيمون لم تلحظه.
“هاه.”
قهقهت سيمون بمرارة.
“يا للروعة… إنه يختبئ.”
جابت القصر مرات أخرى، لكن الشاب الأشقر اختفى كما لو كان وهمًا.
حتى نداءاتها المتكررة: “يا صاحب السمو، يا صاحب السمو!” لم تجلب أي نتيجة.
بدأت سيمون تنهار نفسيًا.
إلى متى ستظل تدور في أرجاء القصر؟
لكن وسط هذا الدوران، اكتشفت بعض الأمور.
أولًا: الأبواب والنوافذ.
أبواب القصر الداخلية تُفتح وتُغلق بحرية، لكن الأبواب المؤدية إلى الخارج مغلقة بإحكام، وكذلك النوافذ.
بمعنى آخر: سيمون محبوسة داخل القصر.
ثانيًا: المشهد خارج النوافذ.
رغم أنها قضت وقتًا طويلًا تجوب القصر، ظل المشهد كما هو.
الشمس مشرقة، والعصافير تزقزق، لوحة طبيعية جميلة.
مع أنه كان يجب أن يحل الظلام منذ وقت طويل.
“هذا جنون! بحق السماء.”
تمتمت سيمون وهي تهوي على كرسي في أحد الممرات.
هذا عالم آخر.
تذكرت قصص الرعب القديمة عن الانتقال لعالم آخر بضغط زر مصعد أو بالتغطية بالبطانية حتى الرأس ثم اكتشاف أنك في مكان يشبه غرفتك لكنه ليس غرفتك.
ما الذي يحدث بحق الجحيم؟
وبينما كانت مستلقية منهكة، سمعت وقع خطوات غير منتظم.
“هاه؟”
رفعت رأسها نحو مصدر الصوت.
صوت أحذية… مختلف عن صوت الشاب الأشقر الذي كان يركض حافيًا.
هل يوجد شخص آخر؟
وبتركيزها، رأت امرأة تترنح قادمة من بعيد بفستان أحمر.
“هاه؟”
اقتربت؟ نهضت سيمون لا إراديًا.
أين رأيت هذه المرأة من قبل؟
امرأة بفستان أحمر قانٍ كدم، وحذاء أحمر…
كرك- كرك-
وسكين مطبخ في يدها.
اتسعت عينا سيمون.
تلك المرأة…
المرة الرابعة والأربعون: إن قابلتَ امرأة ترتدي فستانًا أحمر، اهتف عاليًا “الدوق الأكبر خرج” واهرب.
امرأة الفستان الأحمر، لعنة قصر إيليستون.
لكن… لماذا تظهر هنا؟
ما إن ارتبكت سيمون حتى اندفعت المرأة بكل قوتها، رافعةً سكينها في الهواء وطاعنةً سيمون بلا رحمة.
“آااااه!”
مزق السكين جسد سيمون بقسوة، والدماء تناثرت لتغمر القصر.
وهكذا… ماتت سيمون.
م.م: وهنا أعزائي القراء تنتهي الرواية الأصلية 💔
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 104"