⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“آمل أن تكون صحة جلالته بخير مؤخرًا؟”
شحب وجه مركيز بارينغتون، الذي كان يستقبل المجموعة بحرارة، وابتسم بمرارة عند سؤاله عن حال الإمبراطور.
“لا زلتُ أفتقد ذلك الرجل… لقد كان صديقًا قديمًا بحق.”
ظنّت سيمون أنه بارع في كبح مشاعره، لكن يبدو أن الأمر ليس كذلك.
“…”
لم تكن قد سألت لتخلق مثل هذا الجو الثقيل، بل لأنها رأت أنه كان في مزاج جيد.
وعندما لم تستطع سيمون الإجابة واكتفت بلعق شفتيها، ابتسم المركيز بتكلف كأنه يحاول تغيير الأجواء وحك مؤخرة عنقه.
“كنتُ أفكر بالمجيء لزيارتك ثانية، لكنني سمعت أن سمو ولي العهد طلب منكِ أولًا أن تتولي شؤون جلالة الإمبراطور. والآن، بما أننا هنا، فلندخل.”
طرقات. طرق مركيز بارينغتون الباب بيده، فيما الأخرى وراء ظهره، وحين سُمح لهم بالدخول فتح الباب بنفسه.
دخل أولًا وانحنى احترامًا لمن في الغرفة.
“سموكم، لقد أحضرت الآنسة سيمون والمغامرين.”
نهض لويس، الذي كان جالسًا إلى الطاولة، مسرعًا نحوهم حين رآهم. ثم أشار إلى مركيز بارينغتون وڤيسكونت رانجل بأن بوسعهما الانصراف.
“مركيز، وڤيسكونت رانجل، شكرًا لمرافقتكما لهم إلى هنا. سأتولى الأمر من الآن.”
“حسنًا، استدعني متى احتجت. سأكون في مكتبي.”
تابعت سيمون بصمت تبادل الحديث بين الرجلين بينما كانت تتجه نحو الطاولة التي وُضعت عليها المرطبات.
لقد بات الأمر مؤكدًا الآن، فالمركيز و لويس يعرفان بعضهما منذ زمن.
وبما أن سيمون عرفت الحقيقة كاملة، فقد عاد مركيز بارينغتون لأسلوبه المعتاد في مخاطبة ولي العهد بأقصى درجات الاحترام واللياقة.
انتظر لويس خروج المركيز من الغرفة ثم التفت إلى رفاقه:
“أدرك الآن فقط كم صُدمت عندما التقيت بكم أول مرة في قصر دوق إيليستون.”
“فعلاً. في كل مرة يرى فيها المركيز يفرّ هكذا.”
ضحك آبيل ورفاقه قائلين.
بالنسبة للويس، لم يكن أمامه سوى مراقبة ملامح وجه المركيز.
فهو يعرف أن لويس عضو في نقابة المغامرين ويجمع المعلومات، لكنه لم يكن يدري أنه موظف لدى نيكرومانسر.
ومن منظور مركيز بارينغتون، الذي يعرف لويس منذ أن كان رضيعًا، كان مؤلمًا أن يرى ولي العهد يعمل تحت إمرة أحدهم، حتى لو كان الأمر مجرد تنكّر.
وفي النهاية، لم يكن بوسعه تجنب المواجهة إلى ما لا نهاية، فحين التقيا مجددًا في القصر، اضطر لويس إلى كشف الحقيقة له.
“لماذا قمتَ بأمر متهوّر وغريب كهذا؟! بما أن جلالته الإمبراطور أصبح على هذه الحال، فعلى سموك أن تحافظ على موقعك على الأقل. موظف عند نيكرومانسر؟ تعمل في بيت ذلك الدوق! توقف عن هذه المخاطرات واستعد هيبتك وكرامتك كولي عهد!”
لم يسبق للويس أن رأى المركيز غاضبًا إلى هذا الحد.
بل وكانت تلك أول مرة يرفع فيها المركيز صوته على ولي العهد، المعروف بلطفه وتفوقه في كل شيء.
“واو، غرفة ولي العهد هذه واسعة جدًا. أكبر من غرفة سيمون!”
“حين أرى لويس بصفته ولي العهد، أشعر بشيء مختلف.”
سألت سيمون لويس، وهي تراقب الجميع يتحدثون بشكل متقطع:
“ما جدولك اليوم؟”
توقفت المجموعة فجأة عن الكلام وركزت على لويس.
عادةً عند رفع اللعنات، كانت سيمون تقدم مخططًا موجزًا وتوزع التعليمات، لكن ليس هذه المرة.
فهذا مفهوم، إذ أن القصر الإمبراطوري مكان لا يسمح بالتحرك بحرية مثل قصور النبلاء الآخرين. حتى ولي العهد نفسه مقيد في تصرفاته، فكيف بالعامّة الضيوف؟
هنا، في حصن الإمبراطورية، عليك أن تطيع بلا اعتراض، وإلا انتهى بك الأمر إلى السجن.
لذلك، اليوم سيكون لويس هو المسؤول عن إدارة المجموعة والإشراف عليها.
طلب لويس من سكرتيره أن يقرأ جدوله، ثم رمق سيمون وهي تقضم البسكويت بدهشة، وقال وكأنه مجبر:
“أولًا، سيدخل علينا بعض النبلاء قريبًا.”
“أوف! لماذا!”
صرخ آبيل مستاءً. فقد كان يشعر دائمًا بعدم ارتياح تجاه النبلاء. ربما لأنه كثيرًا ما تعرض للتجاهل والاستغلال والتشكيك منهم خلال مغامراته.
ابتسم لويس، وكأنه يفهمه، وقال:
“هذه المرة الأمر مختلف. إنهم نبلاء موثوقون، وقد وافقوا على التعاون معنا.”
إنهم أوفياء للإمبراطور، مستعدون لعدم خيانته حتى لو وضعت السيوف على رقابهم. وهم الآن يتحركون مع لويس والمركيز بارينغتون في تحقيقاتهم حول الظواهر الغريبة.
نظر لويس إلى سيمون:
“معظمهم يعمل في القصر. وربما شهدوا ‘ذلك’ أكثر مني، لأنني كثير التنقل مع نقابة المغامرين ومع الآنسة سيمون. لذا رأيت أن نستمع لشهاداتهم. ما رأيك؟”
رغم أن لويس هو من وضع الجدول، إلا أن الكلمة الأخيرة لسيمون.
حتى بعد أن كشف هويته كولي العهد، ظل يتصرف كما لو كان موظفًا عندها.
“لا بأس. من المهم أن نعرف كيف تصرّفتم.”
“جيد جدًا. إذن نتناول العشاء ثم نتجه إلى غرفة جلالته.”
“غرفة جلالته؟ أيمكن ذلك؟ الدخول دون إذن؟”
هزّ لويس رأسه ردًا على سؤال أوركان.
“بالطبع ليس طبيعيًا. لكن الآن ممكن. فجميع من في القصر ممّن لهم أي صلة بجلالته هم إلى صفنا.”
كان معنى كلامه أن سلوك الإمبراطور بات غريبًا لدرجة أن أي شخص التقاه في القصر لاحظ ذلك.
ثم تابع:
“سنبحث هناك عن آثار لجمعية الشعائر الخفية. فوفقًا لما فعله ڤيسكونت ديلانغ، إن وُجدت بقايا لعملهم، فستكون غالبًا في غرفة النوم.”
“صحيح.”
“بعدها، سنختم بجولة خفية في القصر لملاحظة أحواله بدقة. ما رأيكم؟”
هزّت سيمون رأسها وأشارت بإبهامها للأعلى.
“ممتاز. لنفعل ذلك.”
كما توقعت من ولي عهد، فقد خطط لكل شيء بإتقان. إن جاء طلب آخر مستقبلًا، يمكنها ترك أمر التخطيط له.
… بالطبع، ما إن ينتهي هذا كله، سيعود لويس إلى موقعه الطبيعي كولي عهد، تمامًا كما في الأصل.
قرمشة
كان صوت البسكويت وهي تقضمه مزعجًا على نحو غريب.
بينما خرج لويس لبعض شؤونه، وضعت سيمون ورفاقها أمتعتهم واستمتعوا بالراحة في القصر.
ورغم أنها من العامّة، إلا أنها جاءت ضيفة ولي العهد، لذا كانت غرفتها أنيقة، والمرطبات متنوعة وشهية.
وكان المشهد من النافذة بديعًا، فخمًا ومهيبًا، على عكس حديقة إيليستون الكئيبة أو حديقة ڤيسكونت ديلانغ الصغيرة.
حديقة كهذه لا تكفي لو وصفتها بألف تعبير. جمالها كان يفوق التصور.
(إذن فكل بطلات الروايات اللواتي يُبعثن في جسد أميرات يعشن في أماكن خلابة كهذه؟)
شعرت سيمون بالغيرة من شخصيات لا وجود لها أصلًا.
“سيمون، بم تفكرين؟”
“بمكائد القصر.”
“… ماذا؟”
(أريد أن أكون أميرة أيضًا – اجعلوني أميرة –)
م.م: سيمون انت أصلا مميزة بروايتك، ما نحتاج أميرة أخرى بصراحة
راحت سيمون تتخيل وتلاعب الهواء بيديها كمن يلاكم ظلًا، وقد اعتراها حزن بلا سبب.
طرقات.
دخل أحدهم بعد أن طرق الباب.
كان لويس أول الداخلين، وتبعه النبلاء واحدًا تلو الآخر، ووقفوا.
“…”
على غير عادته، لزم آبيل الصمت أمام النبلاء.
أما سيمون فلم تكن من النوع الذي يبادر بالكلام مع الغرباء.
“آه، مرحبًا.”
وكان أول من تحدث إلى النبلاء هما بيانكي وأوركان، المعروفان بأبحاثهما، وكانا يعرفانهم من قبل.
“مر زمن طويل.”
“نعم، لم أتوقع أن نلتقي ثانية لأمر كهذا. يبدو أن لديكم خبرة في هذه الأمور.”
دار الحوار خاصة مع أوركان، أما سيمون ورفاقها فشعروا ببعض الحرج والخوف، إذ لم يعتادوا على محادثة مثل هؤلاء.
وهذا طبيعي، فطرفٌ نيكرومانسر والآخر سيّد سيف…
في هذه الأثناء راحت سيمون تعدّ عدد النبلاء بعينيها.
(كم عددهم؟)
ظنت أن اثنين أو ثلاثة فقط قد يتعاونون، لكن بدا الأمر كما لو أنهم جمعوا كل نبلاء القصر.
والخلاصة واضحة:
كان هناك عدد لا بأس به من الأوفياء للإمبراطور، كما أن سلوكه الغريب بات متكررًا لدرجة أن جميعهم لاحظوه.
“… أنتِ نيكرومانسر.”
بعد حديث طويل مع أوركان، تجرأ النبلاء أخيرًا على النظر نحو سيمون وبدأوا واحدًا تلو الآخر يواجهونها بنظراتهم.
أزاحت سيمون تعبيرها اللامبالي ورسمت ابتسامة.
“مرحبًا.”
ورغم أنها بدت متطلبة الطبع، إلا أنها ما زالت متعاونة.
نوت أن تعاملهم بكل لطف حتى يتعاونوا معها بجدية.
م.م: مرحبا يا أحلى قراء، يوم الأحد خاص بسيمون و رفاقها، و ستتم ترجمة فصلين في فصل واحد لذلك ستلاحظون أن الفصول أطول من المعتاد
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 102"