أستغفر الله العظيم واتوب اليه
⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
وقفت سيمون بلا حراك تحدّق في المشهد المرعب أمامها.
“هذا! لماذا لا تتفادينه؟!”
يُقال إن ولي العهد لويس لم يكن بهذا التوتر في أي من الكتب الخمسة عشر، لكن سيمون لم تهتز.
لماذا؟ لأنها يجب أن تُؤكَل.
صرخت وقد امتزج في صوتها الانزعاج والخوف:
“تبا! الرائحة!”
كان الوحش الذي ظهر مقززًا وبشعًا أكثر مما توقعت، وكانت الرائحة أسوأ.
ربما الجلد والعينان والشعر واليدان والقدمان التي يلتف بها الوحش مصنوعة من جثث الذين التهمهم.
وكأنه حاول أن يقلّد شكل إنسان… لكنه مجرد قرف.
هيهيهي! هييي!
اقتربت الأغصان الممدودة من سيمون.
لم تحاول سيمون إبعادها، وقالت بصوت مرتجف موجهة كلامها للويس:
“قلت لك، أليس كذلك؟ إن ابتلعني وعاد إلى الشجرة عند البوابة الأمامية… حينها ستقطعها.”
اختفى كل الهدوء من وجه لويس. الأغصان العفنة غطّت كامل جسد سيمون.
كان يعلم أنه يجب أن ينتظر. لكن إن انتظر، فستُلتهم سيمون…
لكن سيمون ابتسمت له.
“إن كنا سنمضي حسب الخطة، فعليك أن تقفز الآن.”
على الرغم من ارتجاف صوتها، كان تعبيرها هادئًا. حتى وجسدها ووجهها يُغطيهما الغصن تلو الآخر، لم يكن مظهرها مختلفًا عن حين كانت تقرأ الوثائق قبل قليل.
“اللعنة.”
قبض لويس على سيفه بقوة. ثم، بعد لحظة من التردد، سألها:
“ألا يؤلمك هذا؟”
“يمكنني احتماله.”
لم يكن الأمر بلا ضغط، لكنها توقعت حدوثه، ولهذا غطّت جسدها بهالة مانا مثل درع.
طوال الأسبوع الذي أتيح لها، تدربت ليلًا ونهارًا على تكوين درع باستخدام مانا الموت.
لقد كان أسبوعًا كاملًا من أجل هذا. فهي لا تحب الألم أصلًا.
وبعد تدريب قاسٍ حتى كادت أن تموت وهي تتخيل أن تُسحق أو تُمزق بمجرد أن تمسكها الشجرة، أصبحت الآن بارعة في خلق درع يقيها.
وبفضل ذلك، كانت قادرة على الصمود.
بعد سماع جوابها، أومأ لويس وتوجه إلى الشرفة.
“آمل أن تملكي القوة الكافية لحماية نفسك.”
ثم قفز من فوق الشرفة بلا تردد.
هييي! هيههاها!
وبمجرد أن ابتعد، اختفت سيمون تمامًا بين أغصان الشجرة.
“تبا… أي رائحة هذه!”
ترددت شتيمتها وسط الهواء.
“ما هذا بحق الجحيم!”
ارتد صوت لويس الغاضب في أرجاء الحديقة الشاسعة.
حتى بعد أن رأى بعينيه، لم يستوعب ما يحدث.
شيء يرتدي جلد البشر… ليس بشرًا.
وسكان القصر لم يستيقظوا رغم كل هذا الضجيج.
أما العميلة التي التقطها الوحش…
“إذن شائعات عائلة إيليستون كانت صحيحة فعلًا.”
هل هذا ممكن؟
من تكون تلك المرأة التي لم تُبدِ أي خوف حتى وهي تُسحب إلى داخل وحش آكل للبشر؟
كلما اقترب أكثر من الشجرة، ازدادت أفكاره تعقيدًا. لكنه لم يتوقف عن الركض.
فإن لم يقطع تلك الشجرة قبل أن تُؤكَل سيمون حقًا…
هييي! غغغغ… هييي!
توقف لويس فجأة عند سماع ضحكة خلفه.
صوت مُقزز يصاحبه سحقٌ ولزوجة.
انخفض سريعًا واختبأ.
ذلك الوحش… كان عائدًا إلى عرينه.
إن أُمسك بسيمون ثم أُمسك هو أيضًا، فكل شيء انتهى.
– إن قام ذلك السياف بعمله جيدًا، ستختفي الشجرة صباح الغد.
– ماذا لو فشل؟
– بالطبع، سنصبح أنا وذلك السياف طعامًا للشجرة.
عاد إلى ذهنه حديث سيمون مع دوق إيليستون الكبير.
إن تم القبض عليهم، ينتهي الأمر. وتفشل المهمة.
كان عليه أن يبقى يقظًا رغم الارتباك.
اختبأ يراقب الوحش. الرائحة كانت تصل إليه حتى هنا.
ظهر الوحش، أحدب الظهر ومنتفخ. لا شك أن سيمون محبوسة بين تلك الأغصان الغليظة.
“لم تمت بعد، صحيح؟”
تسلق الوحش نحو البوابة الأمامية، عبر سيقان كثيرة تتدلى منها ملابس ممزقة.
ثم مدّ أغصانه قليلًا قليلًا ليتصل بجذع الشجرة العملاقة هناك.
ارتبك لويس أكثر، لكنه فكّر: “حين يكتمل اندماجه… سأقطعها.”
أخذ نفسًا عميقًا ورفع سيفه.
لكن فجأة، تجمّد الوحش وهو يتلوى.
“ما هذا؟”
عبوس ارتسم على ملامح لويس. لم تكن هالة طيبة.
ثِقل لا يُطاق، خوف خانق، إحساس بالرهبة لم يشعر به من قبل.
انبعثت هالة سوداء من بين الأغصان.
تألم الوحش لكنه واصل الاندماج بالشجرة حتى عاد تدريجيًا إلى شكله الشجري الملتوي.
لكن الهالة السوداء كانت تتسرب بغزارة، تكاد تنفجر.
لم يعرف لويس ماهيتها، لكنه استجمع نفسه. الوقت مناسب للقطع.
وأخيرًا، اكتملت الشجرة. وعاد الجذع العملاق صلبًا كما كان، وكأن شيئًا لم يحدث.
وقف لويس أمامها، يكاد يختنق من التوتر.
الهالة السوداء وحدها أثبتت أن ما رآه لم يكن وهمًا.
رفع سيفه، ثم قطع.
دوك! تشقّق!
“ها؟ ماذا؟!”
انشقت الشجرة بسهولة مذهلة، كأنها ورق. حتى الأشجار العادية أصعب من هذا.
لكن فجأة…
كيييييييييييييييييييييييي!!!
صرخة حادة جعلته يغطي أذنيه.
بدأت الأغصان تذبل وتلتوي من أثر الضربة، وتدفقت الهالة السوداء من الجرح.
“ما هذا بحق السماء!”
تراجع خطوتين. من بعيد لم يستطع تمييزها، لكن الآن عرف.
ليست مجرد هالة… إنها مانا.
مانا الموت. مانا مستحضر الأرواح – السحر الممنوع الذي اختفى منذ 300 عام.
انسكبت بغزارة حتى جفّت الشجرة بالكامل، ثم…
بووووم!!!
انفجرت. تطايرت الأغصان اليابسة وسقطت أرضًا.
ومن بين الدخان الأسود، سقطت فتاة.
شعرها أسود، وعيناها حمراوان، تحدقان به بهدوء وسط هالة الموت التي تحميها.
“أحسنت العمل.”
“… هاه؟”
اقتربت سيمون بخفة بعد أن مسحت بقايا الغبار.
“أنت…”
“ما الأمر؟”
تردد لويس. مظهرها تغيّر، لكن بدل أن يواجهها سأل:
“هل كنتِ أنتِ من فجّر ذلك الوحش؟”
ابتسمت سيمون:
“ألم تكن أنت من قطعه؟ بفضلك نجوت. لقد كدت أتقيأ.”
ذلك العفن… لا يُوصف. أن تُدفن بين الجثث… تجربة مروعة.
حتى مع درع المانا، كان ألمها شديدًا.
“… فهمت.”
تنهد لويس عميقًا.
“إذن، انتهى كل شيء. يبدو أننا أنهينا الطلب.”
نظر حوله. البوابة محطمة، والحديقة غارقة في الفوضى.
“على الأقل أنت بخير.”
لقد زال اللعنة التي استمرت 300 عام.
لكنه لا يعرف من هي سيمون حقًا. ومع ذلك، سيكتشف لاحقًا.
أما الآن…
تأملها مرة أخرى.
شعرها الأسود، عيناها الحمراوان… ليست مجرد فتاة.
إنها مستحضرة أرواح.
“ظننتهم انقرضوا منذ 300 عام…”
بدا الاهتمام يتقد في عينيه بدل القلق.
لو كانت مستحضرة أرواح…
ربما… حتى والده…
“آه، لقد انتهى كل شيء.”
قطع صوت سيمون أفكاره. بعينين نصف نائمتين، أشارت له أن يعود.
“لنذهب إلى غرفتنا.”
“لا مشاعر لديك على الإطلاق. لقد أنجزتِ عملًا عظيمًا.”
“ما الأمر الكبير؟”
كانت فقط تحاول النجاة.
“شكرًا على مجهودك. ارتح. سأستحم وأنام… هذه الرائحة! أوغ!”
تقيأت قليلًا وهي تسرع نحو غرفتها.
“ارتاح.”
انحنى لويس بابتسامة خفيفة.
في هذا القصر، التقى بمخلوق لم يتوقعه أبدًا.
لقد كان محظوظًا.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
التعليقات لهذا الفصل " 10"