الفصل 7 _تلك القمامة كانت أنا
………………………🌷…………………….
لقد كانَ أحد الأشـخاص القلائل الذين اهتـموا
بتوليا أكثرَ بِقـليلٍ من كوريكو.
ولأنهُ مُخـلصٌ لعائلة فلاير، فقد توجـه أهتـمامهُ نحو حفيـدة دوق فلاير توليا، وليس نحـو زوجة أبن فلاير والتي هي كوريكو.
وحتى عندما كانت جمـيعُ الشخـصياتِ في لعـبة <خبز القمح> تكرهُ توليا، كان لوك كيلفور مُـهذبًا معـها حتى النـهاية.
“يمكنكِ التحدثُ بِشكلٍ مُريحٍ يا آنسة توليا، لقد جئتٌ فقط لنقل أوامرِ صاحب السمو الدوق الأكبر.”
“ما الذي قالهُ جدي لكَ…”
شعرتُ بالتوترِ الشديدِ في هذه اللحظاتِ المعدودةِ، فسألتُ مرة أخرى، ولكن بعد ذلك غيرت سؤالي لأنني كنتُ قلقة مما قد يحدث.
“هل كنتَ تنتظرُ عند البابِ ؟”
“نعم.”
“كم من الوقت كنتَ تنتظرُ ؟”
“لقد أنتظرتُ لحواليَّ ساعتين.”
لم أستطع سوى أن أُصَدم مِن هذا.
قبل بضعةِ أيامٍ فقط، كان عليَّ أيضًا أن أعملَ بِدوامٍ جزئي لمدة تسعة ساعات يوميًا لدفعِ إيجار الشقة التي أعيشُ فيها فقط.
“شكرًا بِحق لعملكَ الشاق.”
رمش لوك عدة مرات كما لو أنه سَمِعَ شيئًا غير متوقع.
وسرعان ما ظهرت ابتـــسامة لطيـــفة على شفتيهِ.
“هذه أوامر صاحـــب السمو الدوق الأكبر،
ولكن مع ذلك، أشكـــــركِ على اهتمامك آنستي.”
ثم واصلَ كلماتهُ وهو يمسك بالوثائق التي كان يحملها.
“لقد قام صاحب السمو بدعوتك للبـــقاء في
القلعة، لأنهُ في المقام الأول، كيف يُمكن جعل أفراد عائلةِ فلاير ذوي النسل المُباشرِ والشـــرعي، العـــيشُ في مثل هذا المـــكانِ الرثَّ والقديـــم الذي يمكنُ أن ينهارَ في أيَّ لحظةً حتى…؟”
تحدث لوك بِشكلٍ مُهذبٍ ومد يدهُ إليَّ.
بِسلوكهِ المُهذب والمُستـــقيمِ، لقد بدا كالفارسِ المـــغوارِ.
“لنذهـب.”
كانت ذلك غريـبًا.
وبصرف النــظر عن الآداب غيـر المألوفة وكونِ
هذا العالمَ مكانٍ غريبًا، شـعرتُ بالأمان للحـظةً معهُ.
كانت المشاعر التي شعرتّ بها لأول مرة
منذ فترة طويلة شيئًا غير مألوفٍ بِحق.
حتى عندما طُـردت مِن مـنزلي وعشتُ في شقةِ استوديو، كنتُ دائمًا قلقـة من أن يأتـي إخوتـي الأكبر سـنًا ويفـعلوا بي شـيئًا سيـئًا.
[توضيح/المَثْـوَى أو الشـقة الصغيرة وهي شقة صغيرة تجمعُ ما بين غرفة المعـيشة وغرفة النوم، ومطبخ صغير فـي غرفـة واحـدة.]
هل أشعرُ بِهذا لأنهُ قد مضـى وقتٌ طويلٌ
مُـنذ أن احترمني شخـصٌ ما ؟
أم أن ذلك الشـعورِ كان بسـبب الحمايةِ والاحترام اللذان قدمهُما ليَّ هذا الشخص باعتباريَّ جزءًا من عائلة فلاير؟
وبينما كنـت أمشـي وأنا أمـسكُ بيدِ لوك، بدأتُ
أشعرُ بالانتـعاشِ بِشـكلِ غريب.
‘أوه، أشـعر وكأنني أصبـحتُ بالفـعلِ آنسةً نبيلةً.’
بسبب الضـجة الهائلة التي حدثـت بالأمس، لم يتمكن ليليوس من العـودة إلى الطابق الأول، الذي قام بتزيـينهِ على عجـلٍ بأمـوالهِ الخاصـة.
لذا فعلى عكـس الطابـق الثاني المُتهالكِ، كان
الطابق الأول لامـعًا وجمـيلًا للغايةِ.
مثل الفجــوة ما بين العلـيةِ المُتـهالكةِ التي تسكنُ فيها سندريلا وقـصرُ الأميرِ.
وبفـضل ذلك، في اللحـظة القصـيرة التي نزلتُ فيها على الدرج، خفـقّ قلـبي بدا أن قلبيَ قد تم أسـرهُ مِن قبلِ ذلك المـنظرِ الساحـرِ.
بالطبع، كانت ملابس النوم التي كنت
أرتديها كانت سيئةً ورديئةً للغاية.
“سيدة توليا، بالأمس، رأيت أنك
تناديـنَ صاحب السمو بـجدي.”
“لا يُمكنني مُناداته بجديَّ، أليس كذلك ؟”
عندما نظرتُ إليهِ بِشكٍ وأنا أقولُ
ذلك، انفجرَ لوك ضاحكًا.
“نعم، لقد مرَ وقتٌ طويلٌ مُنذ أن سمـعتُ
شخـصًا يناديهِ بِهذا.”
قال لوك ذلك فقـط وأبقى فمهُ مُغـلقًا.
ومع ذلك، فإنَ الابتسامة الخـفية على وجهه، والتي تنقل شعورهُ بالبهجةِ، كانت واضـحةً لكلِ مَن ينـظرُ إليه.
فهمتُ ما قصده لوك بعد فترةً قصيرة.
‘آه، في الأصل، أشـار أحفـاد الدوق
فلاير إلى الدوق الأكبر باسـم الجد.’
ومعظمُ النبلاءِ في هذه الإمبراطورية يطلقونَ على والديهما بأسميَّ ‘أبي’ و ‘أمي’ ونفس الشيء بالنسبة للعائلة الإمبراطورية.
وقد كانت عائلةُ فلاير عائلةً ضخمة مِن حيثِ القوةِ والثروة، تنافسُ العائلة الإمبراطورية، على أيَّ حال، أليس هو الدوق الأكبر الوحيد في الإمبراطورية ؟
لذلك كان أبنـاءُ الدوق الأكبر فلاير ينادونـه ب ‘أبي’ تمامًا مِثلما كان ليليوس يناديـهُ طوال الوقـتِ بالأمس.
لقد كان نوعًـا من الآداب.
ولكن لم يكن هناك سوى ابن واحد لم يكن كذلك.
‘الماركيز فلاير .’
والد توليا.
وللإشارة فإن العلاقة بين الدوق الأكبر فلاير
والماركيز فلاير كانت هي الأسوأ على الإطلاق.
هل ينبـغي أن نقـول أن علاقتهـم أقربُ إلى
الإعـداء مِن مُجـردِ أبًا وابنٍ حتى ؟
-النمر الذي بدأت أسـنانهُ بالتـساقطِ لا يسـتطيعُ
حتى التعاملَ مع مهامهِ اليومـية بِشـكلٍ صحيحٍ.
الشخصُ الذي كان يسـتطيعُ التـحدثَ بِهذه الطريقةِ إلى الدوق الأكبر فلاير الـبـارد كان والد توليا.
لذلك الماركيز الذي لا يلتزمُ بالآداب مع
الدوق الأكبر، لم يناديهِ أبدا بـ’أبي’.
‘لذلك كان أمرًا طبيعـيًا أن يقولَ لوك بأنهُ
اسمٌ أو لقبٌ لم يسـمع بهِ مُنذ فترةً طويلةَ.’
حتى لو التقـيتُ الدوق الأكبر مرةً أخرى، لم أكن أعتـقد أنه سـتكونُ هناك أيَّ حاجةٍ لتغـييرِ اللقب الذي أناديهُ بهِ.
ومع ذلك، كانت توليا لا تزال لديها شكوكٌ صغيرةٌ حولَ ما إذا كانت من عائلةِ فلاير حقًا.
لو كان بإمكانـي الإشـارة إلى وجودِ تشـابهٍ بيني وبين الماركيز فلاير، حتى في هذه النقاط البسـيطة، لكان ذلك مفيـدًا بالنسـبة إليَّ، إنـهُ بالتأكـيدِ لن يكونَ أمرًا سـيئًا.
‘ولو كان الدوق الأكبر يعتـقدُ بأننـي
وقحـةٌ لكان قد قطـعَ رأسي بالفعلِ.’
كنتُ مُمتنةً لأن رأسي لم يُفـصل عن جسدي بعد.
‘لا أعلمُ متى سَتختفي نافذة الحالة هذه من أمامي.’
زفرتُ بأحباطٍ بيـنما أنظـرُ إلى إحصائـياتِ
الثـروة التي كانت لا تزال تتلألأ بعددٍ سالـبٍ.
“همم، لوك.”
“نعم آنستي.”
“حسنًا، متى سيـتمُ دفـع ميزانيـتيَّ بِشكلٍ صحيحٍ ؟”
“سوف تعرفـين ذلك عندما تذهبـينَ إلى القـلعة.”
***
في الواقعِ، لم يكن مساعدُ الدوق الأكبر يكذبُ بكـلماتهِ.
لم يكن الأمر كما لو كان هناك كنـزٌ مكـدسٌ
فـي غرفة النوم الجـديدة.
ومع ذلك، كانت هناك عدةُ وثائقٍ
مُلقاةً على الطاولةِ الخشـبية.
كان المَبلغُ هو الأهم بالنسبةِ ليَّ، لذلك بِمُـجردِ
أن أغلقـتُ بابَ غرفةِ النوم، أسرعت نحو الظرفِ مُباشـرةً.
فتحتُ الظرفَ السميكَ بِحذرٍ، وأنا أنظرُ إليهِ
بِلهفةً، حتى بدأتُ في قراءة محتوياتهِ بِسُرعةً.
“أنا سعيدةٌ لأنني أستطيعُ قراءة هذه الكتابة.”
وبينما كنتُ أقرأ الحروفَ الصغيرة المُعقدة
سطرًا سطرًا، اتسعت عينايَّ تمامًا عندما وصلت إلى النهاية الظرفِ.
“واحد، عـشرة، مائـة، ألف، عـشرة آلاف، مائـة ألف، مليـون، عشـرة ملاييـن، مائة مليـون، مليـار……”
كانت الوثيـقةُ تحتـوي على مَبـلغٍ هائـلٍ
مِن المالِ جعلَ قلبيَ يرفـرفُ بِسـعادةً.
أخذتُ على عجلٍ وثيـقةُ الدينِ التي
تلقـيتها من الفيكونت ليليوس.
قبل أن يتـم نقـل ملكـية الأرض بالكـامل، حيثُ
كان الموعد النـهائي ضيـقًا.
وفي اللحظة التي سلمت فيها الوثيقةَ المختومة للمـساعد الذي تركته واقفًا خلفـي.
بدأت نافـذة النظامِ تومـضُ أمام عينيَّ،
حينها اجتاحني شعور غريب بالبهـجة والإثارة.
[⬪النـظام⬪] تم تحقـيق الثـروة 8- !
[⬪النـظام⬪] تم تحقـيق الثـروة 7- !
[⬪النـظام⬪] تم تحقيـق الثـروة 6- !
[⬪النـظام⬪] تم تحقيـق الثـروة 0 !
كم كانَ حجـمُ الدين الذي وعلى الرغمِ من هذا المـبلغ الكبير، إلا أن الثروة لم تتجاوز المستوى 1 ؟
في ذلك الوقتِ عندما كنتً أهز رأسي وأنا أفكرُ بِذلك.
ظهر ضوءٌ لنافذةِ حالة جديدة أمام عينيَّ.
[⬪النـظام⬪] سيـتمُ منحكِ 1000 قطعةً
نقديةً إضافية كمُكافأةً.
[⬪النـظام⬪] العُـملاتِ المعدنية المُحتفظ بها:
0 → 1000
-∞-التقـييم العام الحالـي ⦂ F
◌❉◌مقطعٌ ثاني للدوق الأكبر◌❉◌
كان الدوقُ الأكبر فلاير ينـظرُ من النافـذةِ بيـنما يفـكرُ.
كانت عينـاهُ شرسـةً مثل عيون الوحـش البـري، مما جعل من الصعـبِ التـفكيرُ فيهِ كرجلٌ عجوزٌ هَرمٍ.
“أنتَ لا تزالُ صغـيرًا لدرجـة أنك بالفـعل تتـجرأُ على أن تتنـمر على ابنة عمك التي ليـس لديها ما يكفـي مـن المال حتى…”
كان لانتـزاعِ القـلادةِ من تيدريك فلاير
تأثيرًا أكبرَ من المُـتوقعِ.
إلا أن السـبب لم ينـتشر بالتـفصيل، حيثُ قد أشيعَ
إنهُ كان فقط بسبـب استـياء الدوق آسيس.
كان هناك سـببٌ لوجودِ عددٍ قليلٍ فقـط من الأشخاص هناك بالأمـس، وذلك لأن المُـساعد المباشر للدوق الأكبر قد اهـتم بالأمر ومـنعَ دخـول أيَّ شخـصٍ آخر.
ليليوس، والد تيدريك والابن الأصغر للدوق الأكبر فلاير، كان من المـؤكد بأنه سيـعمل بجـد أكثر للتغطية والتـستر على أخـطاء ابـنه.
ولكن توليا فلاير…
“إنها وحيـدةٌ.”
كانت توليا واحـدةً من أحفاد الدوق الأكبر
فلاير الذين يخافـونَ بِشـكلٍ خاصٍ من الدوق الأكبر.
حيثُ كانت ترتجـفُ دائمًا ولم تتمـكن حتى من إلقاء التـحيةِ بِشكلٍ صحيحٍ دومًا، لذا فقـد مرَ وقـتٌ طـويلٌ مُنذ أن رأى عيون توليا.
حتى إنهُ لم يتمكن من تذكر لون عيون توليا.
وكل ما كان يتـذكرهُ بوضـوح هو اليأسُ والخـوف في عيون حفيدتهِ التي كانت ترتجفُ خوفًا وهي تنـظرُ إليه.
شعورٌ يائسٌ لا يتنـاسب مع طـفلةً تبلغُ
مِن العُمرِ خمـسة عشر عامًـا فقـط.
في بادئ الأمـر اعتـقد بأن مسـؤولية
تربية أحـفادهِ كانت على عاتق أولادهِ.
فقد بذل الدوق الأكبر قصارى جهـدهِ فـي تربيـة أطـفالهِ، لذلك اعـتقد أنهُ من الصـواب ترك شؤون أطفالهـم بأيـديهم.
اعتقد أنهّ كان واجب الأبوين.
كانت توليا تحت رعاية عمتها هياسنثيا التي ماتـت بالفعلِ، ، إلا أنها مازالت أبنـة أبني الثاني، الذي كان على قيـد الحـياة وبصـحةً جـيّدةً.
ومع ذلك، كان هناك شيءٌ غريبٌ.
جذبته أعينُ توليا، المُمتلئةِ بالرغبةِ في إنقاذها، مثل سقوطِ طلاءٍ على قطعةِ قِماشٍ بيضاء.
“صاحب السمو.”
دخل مُساعد الدوق الأكبر لوك كيلفور.
“لقد جاءت الآنسة توليا.”
في تلك اللحظة، عقد الدوق الأكبر فلاير حاجبيهِ.
كما رأت هانا فـي اللعـبة، كان الدوق
الأكبر فلاير شخـصًا ذو طباعٍ حـادةً.
كما أنهُ يكـرهُ القيـل والقال بين أقاربـهِ، ويرى بأنه من المُثيرِ للشـفقةِ الذهاب بعد أنتـهاء كل شـيء والأشتـكاءُ من أن ذلك كانَ غير عادلٍ بعد صـدورِ الحُـكمِ.
لذلك لا ليليوس، الذي غادر على عجل أمسٍ بوجهٍ غاضبٍ، ولا زوجتهُ أوبري، يجرؤانِ على زيارتهِ.
“قل لها أن تعـود.”
“نعم. لقد ذهبـت.”
“……؟”
“لقد ذهبـت الآنسة توليا بالفـعلِ.”
اندهـشَ الدوق الأكبر فلاير قليـلًا مـن كلمانِ لوك.
“إذن لماذا قد أتت إلى هنا ؟”
وعندما استـدار، رأى أن لوك كيلفور
لم يكن خاليَّ الوفاض.
فقد كانَ يحـملُ سلةً صغـيرةً مُغـطاة
بِقطعة قُماشٍ بيـضاء.
“طلبـت منـيَّ الآنسة أن أعطـي لسموك هذا.”
يتبع…..
………………………🌷…………………….
ترجمة : يوي
تدقيق : كاريبي
التعليقات لهذا الفصل "7"