في دهاليز الوهم الكُسول، يظن الكثيرون أنهم الألق الأكثر سطوعاً، وأن نزع الوشائج العائلية هو مفتاح الصلابة المُنحوتة والثقة المُنبرجة. قد يصدق هذا الزعم إذا كانت تلك الأسرة مجرد غَيْمَة قَتَام مُحبطة.
لكن، مهلاً! ماذا إن كانت تلك العشيرة رِبَاط أَمْن، ولو بـ أُطُر صَارِمَة؟
العائلة هي ذلك الحَرَم المُقَنَّن؛ أمانٌ لا غبار عليه، لكنه محكوم بـ شرائع غير مُتهاوِنة، تماماً كالوطن. الوطن هو السرب الأكبر لنا جميعاً، بيد أن ليست كل بُقعة أرض تستحق لقب “الوَطَن”.
هنا يكمن الجمال السامي: أن نرتشف نخب الامتنان على نعمة أوطاننا الشاسعة.
فالبلدان التي تغيب عنها رحمة المُتصيَّد هي تلك التي تفتقر إلى المداميك والقواعد. هي ليست حرة، بل هي مُكبَّلة بـ شَنَاشِل الفساد المُطْلَق.
لا تَأصِيل ولا تَخُوم، لا نَمَاء ولا فلاح. القيد الحقيقي ليس في القواعد، بل في التَّسَيُّب المَاجِن الذي يُعطِّل الفطرة ويخنق النماء.
التعليقات لهذا الفصل " 4"