Chapters
Comments
- 3 - القلب يأبى و العقل يأمر 2025-12-02
- 2 - يا أنا يا أنا أنا وكتاب 2025-11-30
- 1 - مضت بحلوها و جمالها 2025-11-30
عرض المزيد
لطالما حلمتُ بها، بتلك العلاقة التي تُترجمها كلمات “صديقتي، رفيقتي، ربيعتي، خليلتي”. حلمتُ برفيق درب أشاطره الأسرار، نتقاسم معه جنون الأصدقاء: تطابق الخلفيات، أسماء في النبذة، صور مشتركة، وتداخل العائلات. والأهم، علاقة تمتد جذورها لأكثر من عقد.
وقد وجدتُ أشخاصًا! علاقة تخطت حاجز الثماني سنوات. ظننتها صداقة، ظننتها الأمان.
لقد كانت قاعدة علاقتنا بسيطة: أنا ظهرها، أما هي…فمشغولة .
لم أستوعب هذه الحقيقة القاسية طوال تلك السنوات، إلا مع بداية هذا الأسبوع.
في البداية، حين ألمت معدة إحداهن، هببتُ لنجدتها. لم أتركها، اشتريت لها بمالي كل ما يخفف عنها، وبقيت بجوارها حتى تعافت. وعندما زال الألم، تركتني وذهبت إلى رفيقة أخرى لم تكن موجودة حين كانت تتألم. لم أعلّق.
بعدها بفترة قصيرة بذات اليوم، وبسبب إصابتي بفقر الدم، شعرتُ بدوار عنيف، وأظلمت الدنيا أمامي. كنتُ على الدرج، وصديقتي المزعومة جواري، غارقة في محادثتها مع رفيقتها.
تمددت يدي لتلمس ذراعها، بحثًا عن سند. فنظرت إليّ باشمئزاز وسؤال مهين:
“ما بلكِ؟ لِمَ تتصرفين كالسكرانة؟” وأبعدت يدها وكأنني شيء مُدنَّس.
بصوت بالكاد يخرج، قلتُ لها:
“أنا فقط أشعر بالدوار ولا أرى شيئًا، لذا أمسكتكِ… علكِ تكونين سندي كما كنتُ ظهركِ.”
لم أكن قد أنهيت كلامي، لكنها كانت قد بلغت آخر الدرج. تركتني واقفة، أكاد أقع، وذهبت. جلستُ بإرهاق حتى زال دواري.
.
.
.
في ذلك الهدوء المفاجئ، استوعب القلب ما كان يأبى تصديقه طوال ثماني سنوات:
“ليس كل من نكون له أخلاء، يكون لنا خليل.”
و قد قال الإمام الشافعي تغمده الله بواسع رحمته و غفر ذنبه :
صَديقٌ لَيسَ يَنفَعُ يَومَ بُؤسِ قَريبٌ مِن عَدوٍّ في القِياسِ
وَما يَبقى الصَديقُ بِكُلِّ عَصرٍ وَلا الإِخوانُ إِلّا لِلتَآسي
الدرس مؤلم ،لكنه ثمن تقدري الذات. فليس الصديق الحقيقي من يحصد جهودك وقت راحته، بل انه من يعتبرك أول و أهم أشغاله
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 3"