“أنا آسفة لأنّني لمْ أخبركِ من قبل. كنتُ أعتقد أنّكِ لنْ تُصدّقيني، لذا لمْ أستطعِ البوح بها حتى الآن.”
انحنتْ مييلا برأسها وهي تعتذر. لكنّ صوتَ دوقة الدوقيّة ارتجف كما لو أنّها لا تُصدّق ما تسمعه.
“هلْ… تعلمين ما تقولينه؟ هلْ تفهمين مَعنى كلامكِ؟”
عضّتْ شفتيها قليلًا، ثمّ أكملت بهدوء:
“……حاولَ أعظم السّحرة وأمهر الأطبّاء أنْ يجدوا علاجًا لتلك اللّعنة، لكنّهم فشلوا.”
أجل، لمْ يُقصّر آل فالوار في المحاولة. لقدْ بذلوا كلّ جهدٍ للتخلّص من اللّعنة، لكنْ دون جدوى.
والحقيقة أنّ هذه اللّعنة لمْ تُصبْ إيستين وحده. بل بدأت مع جدّه، أي الدوق السّابق.
* * *
”ما الذي حدثَ لدوقنا؟! كيف يمكن لهذا أنْ يحصل؟”
رغم أنّه كان في منتصف العمر، إلا أنّ الدوق السّابق كان يتمتّع بلياقةٍ لا تقلّ عن شبابه. ومع ذلك، ظهرت عليه أعراضُ اللعنة فجأة في يومٍ واحد.
”حالته خطيرة يا صاحب السّمو. لعلّك تحتاج إلى راحةٍ عاجلة…”
”لا. يجب أنْ أتحمّل. أولئك الذين لعنوني يُريدونني أنْ أسقط، ولن أُرضيهم.”
بذلَ الدوق كلّ ما بوسعه لحماية عائلته.
لكنّ جسده لمْ يحتمل، فازدادتْ علامات اللعنة يومًا بعد يوم، حتى سقط في النهاية.
”أخشى أنّ هذه لعنةٌ قديمة صاغها ساحرٌ من العصور الغابرة. لا يمكنني علاجها بقواي الحالية.”
رغم البحث المتواصل عن السّحرة القدامى الذين كاد نسلهم ينقرض، إلّا أنّ كلّ المحاولات باءت بالفشل.
لمْ يعرفوا حتّى مَن الذي ألقى تلك اللّعنة. أقصى ما استطاعوا تخمينه هو أنّها من إحدى العائلات النّبيلة التي تعادي فالوار.
عائلة دوق فالوار كانت من أعظم عائلات الإمبراطوريّة، من حيثُ النفوذ والثّروة. وليس من الغريب أنْ تكون محطّ غيرةِ الآخرين.
لقدْ واجهوا مؤامراتٍ ودسائس عديدة، بل واتُّهِموا بالخيانة.
ورغم كلّ ذلك، صمدوا أمام العواصف وخرجوا أقوى.
لذلك، عندما فشلتْ كلّ الأساليب، لجأ العدوّ إلى لعنةٍ خبيثة لاقتلاع جذور العائلة بأكملها.
ومع أنّ الدوق السّابق قاومَ بشدّة، إلّا أنّ اللّعنة تغلّبت عليه، ومات بعدها بفترة قصيرة.
”سأعثرُ على من فعلَ هذا وسأنتقم لكَ يا والدي.”
تعهّدَ الدوق الحالي بذلك أثناء جنازة والده. ولحُسن الحظ، لمْ تظهر عليه أيُّ علامة من علامات اللّعنة.
في البداية، ظنّ الجميع أنّ اللّعنة انتهتْ برحيلِ الجسد الذي حَلّتْ عليه.
”ا-السّيد الصغير… ظهر شيءٌ أسود على ظهره!”
لمْ يمضِ وقتٌ طويل على ولادةِ إيستين، حتّى ظهر على ظهره رمزٌ مُريب.
هل يُعقَل أنّ اللّعنة انتقلتْ عبر الأجيال؟ سقطتْ عائلة الدوق في صدمةٍ كبرى.
ومنذ ذلك الحين، لمْ يدّخروا جهدًا للبَحث عن العلاجِ، دون أنْ يجدوا حلًّا. حتى انتهى الأمر بما هو عليه الآن.
“وما هو هذا الحلُّ إذًا؟”
سألتها ريجينا، تحاول نفي الأفكاَر التي اجتاحتْ ذاكرتها.
بدا لها أنّ شعاع أملٍ يلوح أخيرًا. في الأحوالِ العاديّة، لكانتْ اعتبرتْ كلام مييَلا محضَ هراء.
لكن لسببٍ ما، أرادتْ تصديقهَا هذه المرّةِ.
“أتعلمين تلك الغرفة الكبيرة في قبوَ القصر، التي تُستخدمَ كمخزنٍ؟”
“……بلى.”
تردّدتْ دوقة الدوقية قليلًا ثمّ أومأت. لقدْ كان كلامها صحيحًا، وما صدمها أكثر هو أنّ فتاةً مثل مييلا، التي يفترض أنّها لمْ تخرج من القرية يومًا، تعرف ذلك.
لكن من جهة أخرى، فمَن سبقَ أنْ تَجوّل في القصر، يمكنه معرفته. غير أنّ المعلومة الحقيقيّة لمْ تكن تلك…
“وإذا قُمتِ بتدوير الرفّ العتيق في نهاية الغرفة، تظهر غرفةٌ سرّية أخرى، أليس كذلك؟”
“……!”
هلْ كانت تعرفُ ذلك أيضًا؟ أصيبتْ ريجينا بصدمة حقيقيّة.
‘هذا أمرٌ لا يعرفه إلا قلّةٌ قليلة من أفرادِ عائلَتنا…’
❀_❀_❀_❀_❀_❀_❀_❀
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً في واتباد وقناة الملفات،
حسابي واتباد : _1Mariana1_
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات