ابتسم إيستين بثقةٍ، وفي الوقت ذاته اقترب كبير الخدم من بعيد حامِلًا سلّةً وقدّمها له.
ما إن فتح الغطاء، حتّى انتشرت رائحةٌ زكيّة من ساندويشاتٍ طازجة وفواكهُ منعشة ملأت السلّة بالكامل!
“واو! ما كلّ هذا؟! يا إلهي، يبدو لذيذًا جدًّا!”
اتّسعت عينا مييلا بدهشةٍ وسعادة.
هزّ إيسْتين كتفيه بخفّة وقال:
“وجبةٌ خفيفة.”
“لا يُعقَل! تسمي هذا وجبة خفيفة؟! هذا كثير جدًا!”
صرخت مييلا بدهشةٍ، وقد كانت منهمكةً في العمل حتى نسيت جوعها.
لكن منظر تلك الساندويشات الشهيّةَ جعلها تسيلُ لُعابًا.
“كُلي بسرعة قبل أن تصبح رطبةً. هذه السّلة محفوظة بسحرٍ يحافظ على الطعام طازجًا، لكن بعد فتحها يبدأ التغيُّر تدريجيًّا.”
“حاضر!”
أجابت مييلا بحماسْ، وعضّت قضمةً كبيرة من الساندويش. كان فمُها الصغير يمضغ كأرنبٍ صغير.
وبعد أن أكلت نصف القطعة، قالت بدهشة:
“هذا يشبه الطّعام الذي أكلتُه في الفيلا ذات مرّة… أنهُ… لذيذ جدًا!”
“هذا طبيعي، فالطاهي هو نفسهِ.”
مجرد رؤية مييلا وهي تأكل بسعادةٍ، جعلت قلبَ إيسْتين دافئًا.
تلك الجملة التي تقول ‘أنا شبعان حتى لو لم آكل’ بدت وكأنّها حقيقيّةً اليوم.
وفي مكانٍ بعيد، كان كبير الخدم يُراقبُ المشهد، وعلى وجهه ابتسامةٌ راضيةٌ.
‘هذه أوّل مرة أرى فيها السيّد الصغير يبتسم بهذا الشكل.’
إيسْتين، الذي كان غارقًا في لعنةٍ تتفاقم يومًا بعد يوم، والذي أصبح دائم التّذمُّر والغضب، كان منذ انتقاله للقصر يقضي معظم وقته إمّا نائمًا أو يحدّق صامتًا من النّافذة.
ثم، في أحد الأيّام، خرج من القصر دون أن ينبس بكلمةٍ.
وعندما عاد، كان معها… تلك الفتاة.
‘لم أكن لأتوقّع أبدًا أن يكون ذلك اليوم نقطةَ تحوُّل في حياته.’
وبعد فترة، نظرت مييلا إلى السلّة الفارغة وتنهدت بأسى:
“هاه… انتهى الطعام…”
“أحسنتِ. سأُحضِر لكِ المزيد لاحقًا.”
“ماذا؟! حقًا؟!”
عادةً كانت لتقول ‘لا داعي’، لكن عينيها المتألّقتينَ فضحتَ مدى إعُجابها.
ضحك إيسْتين بسخرية خفيفة، لكن ما إن رأى مييلا تلتقط أداة الزراعة مجددًا، تنهد بامتعاضٍ:
“هل حقًّا ستكملين قطف باقي الجزر؟”
“نعم! لو عملتُ بجد، سأُنجزُ بسرعة!”
“آه، حسنًا… افعلي ما يحلو لكِ.”
رغم نبرته الساخرة، إلّا أنّه لم يبرح مكانهُ.
كان قلقًا من عودة أولئك الأولاد لإزعاجِ مييلا إن هو غادر.
ثم، بما أنّه يُدَوِّن ملاحظات عن صفَاتها، فقد تكون هناك أمور أخرى لكتابتِها أيضًا.
بعد أيّام قليلة…
عاد إيستين مجددًا لزيارة مييلا.
هذه المرة، كانت تعمل في تنظيِف الإسطبل.
إسطبل صغير متّصل ببيت الضيافة الوحيد في القرية، الذي كان يُستخدم كفندقٍ ومطعمٍ.
“أُف.”
فتح الباب المتداعي، فانبعثت منه رائحةٌ خانقة من روث الخيول.
عبس إيسْتين من شدّة الرائحة، فلم يكن قد تعرّضَ لمثل هذا من قبل.
“أهلاً، تيتي!”
لكن عندما رأى مييلا تُلقي عليه التحيّة، أسرع بتعديل ملامحهِ.
“سؤال خطر ببالي، مييلا… هل لديكِ حلم؟ هدف تودّين تحقيقه؟”
في الحقيقة، لم يكن سؤالًا عفويًا. لقد فكّر فيهِ منذُ أيام.
حتى لو نجح في إقناع والدته بأخذ مييلا للقصر، فربّما هي نفسها لا تَرغب بذلك.
‘ربّما لديها حلمٌ تُريد تحقيقهُ هنا في القريةِ…’
لكن برأيه، هذه القرية لا تصلحُ لشيءٍ.
“هدفي…؟”
اهتزّت نظرات مييلا فجأةً.
كان يعلمُ ما يعنيه ذلك: يوجد جواب، لكنّه صعب النُّطق.
“إن كان من الصّعب عليكِ الإجابة، فلا بأس.”
“أُمم… في الحقيقةِ…”
تردّدت مييلا، فقال مجددًا:
“لا بأس إن لم تريدي القول.”
“هدفي… أن أُصبحَ خادمةً في قصرِ دوق فَالوار.”
❀_❀_❀_❀_❀_❀_❀_❀
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً في واتباد وقناة الملفات،
حسابي واتباد : _1Mariana1_
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 16"