“هذه هي المدفعية المثبتة على السفينة تينيسي. زاوية الإطلاق والمدى مقارنة بأسطول الإمبراطورية يوليسيس…”
كان أدريان، بملامحه الماكرة، يتحدث بثقة دون أن يتزحزح، كأنما لم يُلقِ بالاً لأي محاولة لإحراجه. بالطبع، كل ما قاله أدريان لم يكن سوى معلومات سبق وأن نُشرت في صحف المملكة.
لو كانت السفينة تينيسي سرًا عسكريًا محضًا، لما تم تقديمها أصلًا إلى وفدي شولتز توغراخان وشليرد
. في الحقيقة، لم يتم الكشف عن السفن القتالية الأقوى من تينيسي أبدًا، لأن تينيسي نفسها صُممت لتكون قوية بما يكفي لتفرض هيبة سيبيا دون أن تثير مخاوف الدول الأخرى. كانت قوتها محسوبة بدقة لتكون كافية للدبلوماسية والتجارة دون أن تُشكل تهديدًا مباشرًا.
لذا، كان من السهل على أي شخص مهتم ولو قليلًا بالبحرية أو السفن القتالية في سيبيا، حتى لو كان مدنيًا، أن يعرف عن تينيسي. بل إن الأمر وصل إلى حد أن أطفال روسيريكا الذكور، عندما يلعبون ألعاب الحرب، كانوا غالبًا يختارون اسم تينيسي لسفينتهم المفضلة.
لكن أن يعرف أدريان أوبرون كل هذه التفاصيل عن تينيسي؟ هو، الفارس الشمالي الذي طالما ازدرى البحرية؟ كيف له أن يقدم عرضًا تقديميًا متكاملًا عن السفينة دون أن يترك لإليسا أي فرصة للتدخل؟
هذا لا يُعقل!
لم تعد إليسا تشعر بالغضب من أدريان بقدر ما شعرت بالذهول من هذا الموقف. وبينما كانت غارقة في دهشتها، أنهى أدريان شرحه لشولتز توغراخان وعاد إلى جانبها.
لم تستطع إليسا الرفض أكثر، فمدت يدها وقبلت الصندوق الكبير. شعرت بنظرة أدريان الساخطة وهي تتسلمه.
* * *
بعد انتهاء الجدول الزمني، توجهت إليسا إلى القاعدة حاملة الصندوق الكبير من توغراخان. لكن صوت خطوات تتبعها أثار استياءها. لم تتحمل أكثر، فالتفتت فجأة.
توقف صاحب الظل الطويل، أدريان، على بعد نصف خطوة منها. كان يرتدي زيًا أبيض رسميًا، وخلفه غروب الشمس يلون شعره الأشقر الشفاف بألوان قرمزية. سيقانه الطويلة، قوامه الرياضي، وملامحه المنحوتة كانت تجذب الأنظار، لكن عينيه الحمراوين كانتا الأكثر لفتًا لنظر إليسا. وجهه الهادئ، الخالي من أي تعبير، بدا غير بشري.
شعرت بالضيق.
“إلى أين ستتبعني؟”
“ألا يجب فحص تلك الهدية؟ إنها من ملك أجنبي، أليس من الغريب قبولها دون شك؟”
رد أدريان بسخرية، فتجهم وجه إليسا.
“ألا ترى أنني أحملها إلى القاعدة البحرية؟ هل تعتقد أنني سأذهب بها إلى جلالة الملكة أو أعرضها على المدنيين؟”
“…”
“هل ابدو في عينيك كأنني لا أميز بين الصواب والخطأ؟ لقد أقسمت الولاء أمام جلالة الملكة مثلك تمامًا، وعندما كنت تقود فرسان الشمال، كنت أنا أبني البحرية الجنوبية.”
“أعلم.”
“وإذا كنت تعلم، فلماذا تتحدث بهذا الشكل؟”
“…”
“إن لم يكن لديك ما تقوله، فاخرج.”
عندما همت إليسا بالمغادرة، اقترب أدريان بخطوات واسعة وانتزع الصندوق من يدها.
“ما الذي تفعله؟”
“يجب أن أرى ما بداخله.”
“ولمَ تراه أنت؟”
“أنا خطيبك الآن، والرجل الذي سيتزوجك. أليس لي هذا الحق؟”
كان واثقًا بنفسه بشكل لا يصدق. نظرت إليسا إليه بدهشة، لكن عينيه الحمراوين لم تُظهِرا أي نية للتراجع. بدأ يمشي عبر الشاطئ الرملي بخطوات واثقة دون انتظار ردها.
عندما وصلا إلى المقر، استمر أدريان بنفس التصرف. وقف ثابتًا كأنما يرفض مغادرة المكان حتى يتأكد بنفسه من محتويات الصندوق، وكأنه لا يثق بإليسا.
“ألا تريدين فتحه؟”
شعرت إليسا بالإحباط من تصرفه المتعجرف، لكنها استسلمت أخيرًا. فكل ما سيخرج من الصندوق سيُبلغ عنه إلى الملكة، وأدريان سيجد طريقة لمعرفة كل شيء بسلطته.
مدت يدها إلى الصندوق الخشبي الفاخر، المصنوع من خشب البولونيا المطلي بالزيت، بقفل ذهبي نقي مزين بنقوش تقليدية من شليرد. عند فتحه، انفتح القفل بصوت خفيف.
كان الصندوق مليئًا بالجواهر الأجنبية. لفت انتباه إليسا أولاً دبوس مصنوع من حجر العين النمر، الذي يُستخدم حصريًا من قبل العائلة المالكة في شليرد.
كما رأت أقراطًا من حجر الطاووس الأزرق النادر، وهو من كنوز شولتز، إضافة إلى قلادة مرصعة بالألماس الصغير، وخاتم ياقوتي، وخلخال من الزفير.
لكن إليسا، بعد فحص كل قطعة بعناية، وضعتها جانبًا دون أي إعجاب أو رغبة. كانت تتفقد المحتويات فقط للتأكد من عدم وجود أي شيء خطير أو ممنوع.
انغمست في عملها بجدية، ناسية وجود أدريان بجانبها، حتى أصبح الصندوق شبه فارغ.
فجأة، قال أدريان: “هل أعجبك شيء؟”
انتبهت إليسا لوجوده أخيرًا، وكادت ترمي دبوس الياقوت الذي كانت تمسكه نحوه، لكنها تمالكت نفسها.
“هل تظنني في متجر مجوهرات؟ ألا ترى أنني أفحص الأغراض بحثًا عن شيء خطير؟”
أغلق أدريان فمه أخيرًا، فلم يجد ردًا. استأنفت إليسا فحص الجواهر، متمنية لو يغادر أدريان. عندما رفعن سوارًا من الزمرد، لاحظت ورقة بيضاء صغيرة في قاع الصندوق.
التقطت الورقة بحذر، وفتحتها لتجد بداخلها مسحوقًا رماديًا ناعمًا. عندما فركته بأصابعها، تناثر المسحوق كالضباب في الهواء.
“هذه… كانت الهدية الحقيقية.”
─── ・ 。゚✧: *. ꕥ .* :✧゚. ───
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 14"