سُوِّيَ الوضعُ سريعًا.

لكنَّ جيرارد لم يكن يملك ما يكفي من الحبال لتقييد جميع الأسرى، فاكتفى بتقييد ابن الفيكونت باين فقط، بينما وضع فرسان أناتا بجانب بقية الأسرى.

“…”

نظر جيرارد إلى ابن الفيكونت باين، الذي كان فاقدًا للوعي. كان السبب في إبقائه حيًّا بسيطًا: قد يكون أداةً للتفاوض مع الفيكونت باين.

“إذا كان آيدن قد أُسر من قِبلهم، قد نستطيع التفاوض لتبادل الأسرى.”

بدت على وجهه ملامح القلق على فارسه، الذي لم يتلقَّ أيَّ أخبارٍ عنه بعد.

“سأساعدك في نقل الأسرى.”

اقترب هيراس من جيرارد وقال بنبرة جادَّة.

“هل ستفعل ذلك؟ حسنًا…”

هزَّ جيرارد رأسه بالموافقة. لكن في تلك اللحظة، انطلقت سهامٌ أخرى وشقَّت طريقها بينهما.

بفضل لياقتهما العالية، تجنَّب جيرارد وهيراس السهام، لكن أحد الخيول أصيب.

صاح الحصان من الألم ورفع قدميه الأماميَّتين في الهواء.

“انخفضوا!”

أمسك جيرارد بكتف كلوي ودفعها نحو الأرض وهو يصدر أوامره للفرسان. أما هيراس، فقد اندفع سريعًا نحو ليلى، بينما انحنى فرسان أناتا لتجنب السهام.

سارع الجميع للاختباء خلف الصخور والأشجار.

“هل يمكن أن تكون تعزيزات؟”

تمتم جيرارد لنفسه، لكن هيراس هزَّ رأسه بالنفي.

“لا أشعر أن هناك تحرُّكات بهذا الحجم.”

ردَّ هيراس وكأنه يسأل إن كان جيرارد يُشاركه الشعور.

“إذن… يبدو أننا لم نمسك بالمهاجم.”

“لا، ليس كذلك! أنا متأكد أني قبضت على من أطلق السهم!”

احتجَّ أحد فرسان أناتا مشيرًا إلى جهة معينة، لكن يده بدأت ترتخي تدريجيًا.

كان مُطلق السهام الذي يحمل جعبة قد سقط على الأرض، وتبعثرت سهامه حوله.

لكن عند الفحص الدقيق، لم تكن تلك سهامًا مكتملة؛ كانت مجرَّد أعوادٍ من دون رؤوس.

“فخ…”

قال فارسٌ آخر من أناتا:

“يبدو أنهم كانوا مختبئين طوال هذا الوقت. أظن أن عددهم لا يقل عن اثنين أو ثلاثة.”

راقب هيراس السهام الطائرة وعلَّق:

“يبدو ذلك.”

أومأ جيرارد برأسه وأخرج سيفه مجددًا.

“سأتولى الأمر بنفسي.”

قرَّر جيرارد أنه سيكون أسرع إذا ذهب بنفسه. أرسل كلوي نحو هيراس.

بينما كانت كلوي تتحرك بحذر، مستخدمةً ما حولها لتختبئ أثناء توجهها نحو ليلى وهيراس، اعترض طريقها مجموعة من الأشخاص.

“لأجل فيتان!”

استغل الأسرى الفوضى وبدأوا في التمرد. وعلى الرغم من سلب أسلحتهم، أخرجوا خناجر كانوا يخفونها.

بدا أن هذا كان جزءًا من خطتهم منذ البداية.

“كلوي!”

صاحت ليلى وهي تندفع للأمام.

“سيدتي، هذا خطير!”

حاول هيراس منعها. نظر إلى كلوي لبرهة، ثم حول تركيزه مجددًا إلى ليلى.

“هناك الماركيز بلانشت وفرسانه.”

“دعني! أستطيع القتال!”

ردَّت ليلى، ملوِّحةً بالسيف الذي حصلت عليه في وقت سابق.

“أعطيتكِ السيف لتحمي نفسكِ به، سيدتي. حماية الماركيزة بلانشت هي مهمة الماركيز.”

أدرك هيراس مَن تقع عليه مسؤولية حمايته. كلوي بلانشت هي مسؤولية جيرارد بلانشت، بينما ليلى أناتا هي مسؤوليته.

“لكن… كلوي!”

في تلك اللحظة، ألقى أحد المتمردين خنجرًا باتجاههم.

اندفع هيراس بسرعة لينقذ ليلى، لكن الخنجر أصاب كتفها.

“آه!”

“سيدتي!”

أمسك هيراس بجسد ليلى المتهاوي وصرخ. ثم أصدر أمرًا للفرسان:

“احموا السيدة!”

دون أي تردد، قطع عنق المتمرد الذي ألقى الخنجر.

* * *

في مكانٍ آخر،

استيقظت كاثرين فجأة في مساحةٍ مظلمة تملؤها السكينة المقلقة. أدركت على الفور أين هي.

“حُلمٌ آخر…”

حدّقت في الكتاب الذي يطفو أمامها.

“ما الذي تريد أن تُريه لي هذه المرة؟”

كما لو أن الكتاب استجاب لسؤالها، بدأت صفحاته بالتقلُّب.

لكن هذه المرة، كان الأمر مختلفًا عما رأته من قبل. ظهرت خطوط حادة تمحو النصوص السابقة.

“ماذا؟ ما هذا؟”

ثم بدأت كلمات جديدة تظهر فوق السطور المشطوبة بلونٍ مختلف.

[**كاثرين التي رأت الرؤيا قررت أن تسافر إلى القارة الشرقية رغم ترددها، وجمعت شجاعتها لمواجهة عائلتها متغلبةً على خوفها.

كارينا، عند سماعها عن الرؤيا، وجدت صعوبةً في تصديق القصة في البداية، وشعرت بالعزلة عن شقيقاتها. ومع ذلك، تخلّت عن كبريائها.

أما ليلى، فقد اختارت أن تقدم يد المساعدة دون أن تتوقع شيئًا في المقابل. ومرةً أخرى، جمعت بين كلوي وجيرارد.

وأخيرًا، تغلبت كلوي بلانشيت على مخاوفها، ولم تعد تخشى تغيير المستقبل.**]

عكست القصة المكتوبة في الكتاب كل الجهود التي بذلوها لتغيير المستقبل. ويبدو أنه بسبب تصرفاتهم المختلفة عن النص الأصلي، أُعيدت كتابة تسلسل الأحداث.

[ليس كل شيء يمكن تغييره، مثل “القصة الرئيسية”. ولكن “القصة الجانبية” يمكن تغييرها إذا وُجدت النية والإرادة الكافية.]

“القصة الجانبية…؟”

أمالت كاثرين رأسها بتردد، غير قادرةٍ على استيعاب المعنى بالكامل. في تلك اللحظة، بدأ الكتاب يفقد توهجه تدريجيًا. وعندما أُغلق تمامًا، ظهر كتاب آخر بجواره وبدأ بالتوهج.

وكان يحمل عنوانًا جديدًا:

“القصة الجانبية: المصير الملتوي.”

( ( 

   („• ֊ •„) ♡ 

━━━━━━O━O━━━━━━

ترجمة : اوهانا 

انستا : Ohan.a505

الواتباد : Ohan__a505