كانت الأطعمة التي أحضرها ساين وفيرةً للغاية، وتضمّنت الحساء والسلطة واللحم.
قامت مييل بتقسيم جزء منها، وضعت فيه حصتها وحصة كوسيليكو معًا في طبقٍ واحد.
“مييل، أسرعي!”
“كوكو، انتظر قليلًا.”
هدأت مييل طائرها الصغير الذي كان يستعجلها، وبدأت توزع الطعام له بسرعة.
اختارت أصغر وعاء بين الأواني ووضعت فيه حصته من الأصناف المختلفة.
“هاك، وضعت لك من كل نوع، اختر ما يعجبك.”
“همم… ضعي لي الحساء هنا أيضًا!”
أشار كوسيليكو إلى الحساء وهو يتدلّل، فتنهدت مييل بصوت خافت وملأت له الوعاء.
“ها هو. هل تحتاج شيئًا آخر؟“
أشار كوسيليكو إلى عصير البرتقال هذه المرة، فلبّت مييل طلبه بدورها.
‘على الأغلب سيكون شديد الحساسية طَوال اليوم، لذا من الأفضل أن أعتني به بهذه التفاصيل على الأقل.’
أما كوسيليكو، فلم يكن يعلم شيئًا عمّا يجول بخاطرها، وكان مستمتعًا بوجبته فحسب.
“ممم، لذيذ!”
ضحك الصغير بسعادة، وعندها فقط بدت السعادة على وجه مييل.
بدأت تأكل طعامها على مهل، في حين ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي الرجلين اللذين كانا يراقبانها بصمت.
سكب جايد لها عصير البرتقال، بينما قدّم لها توروي بعض الخبز واللحم.
“أوه، شكراً لكما.”
شكرت مييل بابتسامة خفيفة، فاحمرّت أطراف آذان كلٍّ من جايد وتوروي قليلًا، رغم أنهما حاولا جاهدين إخفاء ارتباكهما ومواصلة تناول الطعام بهدوء.
ثم نادى جايد مييل بصوت منخفض وسط تناولهم للطعام.
“مييل.”
رفعت نظرها نحوه بعد أن ارتشفت قليلًا من العصير.
“نعم، يا معلمي.”
قال بنبرة جدية:
“حين نذهب إلى الكنيسة لاحقًا، علينا أن نبقى معًا قدر الإمكان.”
أومأت مييل بجدية كذلك، وقال توروي من جانبه:
“أتفق مع هذا الرأي يا آنسة مييل. فالكنيسة من أكثر الأماكن التي ينبغي علينا توخي الحذر فيها حاليًا.”
هزّت مييل رأسها موافقة، ثم قالت:
“نعم، لنبقَ نحن الثلاثة معًا طوال الوقت.”
ارتاحت ملامح جايد قليلًا عند سماع ذلك، ثم شرب قليلًا من الماء وأضاف:
“نحن لا نعرف حتى الآن كمية الطاقة المقدسة في الكنيسة…”
“صحيح، لم أفكر في ذلك.”
أومأت مييل ببطء. فقد كانت الطاقة المقدسة في الكنيسة شبيهةً إلى حدٍّ ما بتركيز الطاقة السحرية في برج السحر.
تحدث توروي:
“صحيح، في برج السحر تتدفق كميات كبيرة من المانا كذلك. لكننا اعتدنا عليها، لذا لا تزعجنا.”
أومأ جايد موافقًا وأخذ قضمة من اللحم ثم تابع:
“لكننا لا نعلم بعد كيف يمكن للطاقة المقدسة في الكنيسة أن تؤثر علينا، لذا علينا أن نكون حذرين أكثر.”
نظر جايد إلى توروي بجدية، فتبادلا النظرات بتفاهم وكأن كليهما توصلا إلى الفكرة نفسها:
‘علينا حماية مييل مهما كلّف الأمر.’
ثم أومآ لبعضهما بصمت، فيما كانت مييل تتابع طعامها دون أن تدرك ما يجول بينهما.
“علينا أن نكون حذرين يا مييل.”
في هذه اللحظة، جلس كوسيليكو وقد أنهى طعامه وبدأ يربّت على بطنه المنتفخ بجناحيه.
“نعم، سأكون حذرة. وأنت ستكون معي، أليس كذلك؟“
“طبعًا! سأحميك قدر ما أستطيع!”
نهض كوسيليكو منتصبًا بثقة، فما كان من مييل إلا أن ضحكت بلطف من شكله الطريف.
“حسنًا، شكرًا لك يا بطلنا الصغير.”
ربّتت برفق على رأسه.
وفي تلك الأثناء، قال توروي بعد لحظة من التفكير:
“قالوا إن عربةً ستُرسل من الكنيسة بعد قليل… لذا علينا أن نكون متيقظين من لحظة ركوبها.”
قالها وهو يحدّق في مييل بعينين جادتين، فأومأ جايد موافقًا:
“أتفق معك. لا نعرف إن كانت هناك تعاويذ موضوعة على العربة، لذا… الأفضل أن نتجنب التحدث عن أي شيء مهم فيها، ونتبادل الحديث بالإشارات أو العبارات المواربة.”
“فلنحدد بعض الإشارات البسيطة مسبقًا.”
شرع الاثنان في وضع بعض الإشارات المتفق عليها:
حركات بالرأس، وبعض الإشارات العامة التي يمكن فهمها بينهم.
قال جايد:
“من الأفضل أن نكون صامتين قدر الإمكان داخل الكنيسة… لكن تحسبًا لأي طارئ، يجب علينا استخدام تعاويذ وقائية قبل الانطلاق.”
وافقه توروي:
“تعاويذ لا يمكن كشفها بسهولة ستكون أنسب لتأمين الحماية من تأثير الطاقة المقدسة.”
“نعم، سنستخدم ما يخفف من تأثيرها علينا قدر الإمكان.”
وحين أنهوا نقاشهم حول السحر، كانت وجبة الفطور قد انتهت.
“بما أن وقت وصول العربة قد اقترب، فلنستعد بسرعة.”
بكلمات توروي، غادرا جايد ومييل كلٌّ إلى غرفته.
جمعت مييل أولًا أغراضها الثمينة، ثم ارتدت عباءتها.
وما إن خرجت حتى وجدت توروي وجايد في انتظارها، وقد ارتدى كلاهما عباءته أيضًا.
ابتسمت مييل وهي تنظر إليهما.
“أعتقد أن العربة على وشك الوصول، أليس كذلك؟“
أومأ توروي برأسه. وفي اللحظة نفسها، سُمِع طرق على الباب.
“ساين هنا.”
رد توروي:
“أه، تفضل.”
دخل ساين مؤدبًا وبدأ يشرح لهم بهدوء، بينما كوسيليكو الذي لا ينبغي أن يُرى، اختبأ بسرعة في حضن مييل دون أن يلحظه أحد.
“وصلت العربة التي ارسلتها الكنيسة. إن كنتم مستعدين، يمكننا المغادرة الآن.”
أومأ توروي، ثم أرسل إشارة بعينيه إلى جايد ومييل، فارتديا على الفور قلنسوة عباءتيهما.
وهكذا، تبعت المجموعة ساين وخرجت من المبنى.
مييل، التي كانت تشعر بحركة كوسيليكو على كتفها، فكّرت في سرّها:
‘من الأفضل ألّا أتكلم إطلاقًا داخل العربة.’
ثم همست له بخفة لا يكاد يُسمعها:
“كوكو، فقط في حال حدوث شيء، لا تُظهر نفسك داخل العربة أيضًا.”
“حسنًا، فهمت.”
أجابها بصوت خفيض، فابتسمت بخفة وهي تسمعه.
بعد قليل، عبروا باحة المبنى الملحق، فظهرت أمامهم عربة كبيرة بيضاء بالكامل، حتى الجياد التي تجرّها كانت بيضاء اللون.
وأمامها، وقف رجل في منتصف الأربعينات يرتدي زيّ الكهنة. انحنى احترامًا وقال:
“تحياتي لكم. أنا ألبير، كاهن من الكنيسة، وقد أُرسلت بناءً على أمر البابا لأرافق الضيوف الكرام.”
أومأ توروي برأسه تحية له:
“شكرًا لقدومك.”
قال الكاهن بأدب وهو يفتح باب العربة:
“تفضلو بالصعود.”
اقتربت المجموعة من العربة، وبينما كانوا يصعدون، انحنى ساين مودّعًا:
“أتمنى لكم ذهابًا آمنًا.”
أومأ له توروي سريعًا، ثم صعد أولًا، تليه مييل ثم جايد.
وما إن دخلوا حتى أُغلق باب العربة.
وكان من الداخل أوسع مما بدا عليه من الخارج.
جلس كلٌّ منهم في مكانه، وفور جلوسه، مدّ جايد يده بخفة ليجسّ محيط العربة.
ثم نظر إلى توروي ومييل وأومأ بهدوء.
وكما توقّع، كان في داخل العربة تركيز لا بأس به من الطاقة المقدسة.
قال بصوت خفيض:
“نتحدث بأقل قدر ممكن.”
وكان يعني بذلك هناك أثر لطاقة مقدسة هنا.
—–
ترجمة : سنو
الحسابات صارت تنحذف من الواتباد ، وإذا مالقيتو حسابي لا تلوموني فهذول الكوريين يحذفونها ، فمنشان هيك تعو تيليجرام عامله جروب انشر فيه الروايات ملفات وإذا انحذف حسابي مراح ارجع له.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 99"