“لا يصح ذلك. فقط تخيّل… ولي عهد إمبراطورية هاغوران التي تسيطر على أوسع أراضٍ في القارة الشمالية، ومعه سيد برج السحر المعروف كأعظم ساحر، كلاهما يزوران الإمبراطورية المقدسة في الوقت ذاته؟ ألا يبدو وكأن شيئًا كبيرًا يحدث؟“
أومأ كوسيليكو ببطء موافقًا.
“أجل، معك حق. وأنا أصلاً لم أكن أفكر في مكانتهما أثناء تجوالنا معهما. لكن واضح الآن أن دخولهما بشكل علني سيكون مشكلة.”
“بالضبط. مكانتهما رفيعة للغاية داخل الإمبراطورية. ولو زارا الإمبراطورية المقدسة معًا، فالخبر سينتشر في أرجاء فيرهون… بل وحتى في هاغوران نفسها.”
“وحينها سيصعُب البحث عن الكنز، أليس كذلك؟“
“تمامًا. والأسوأ من ذلك، أن الناس لن يتركوهما وشأنهما. لا تنسَ أنهما لا يظهران أمام العلن وكأن بينهما علاقة جيدة.”
أومأ كوسيليكو مرة أخرى.
“صحيح يا مييل معك حق. علينا إيجاد طريقة أخرى.”
“لكن المشكلة… لا أعلم إن كانت هناك طريقة بديلة فعلاً.”
هبطت كتفا مييل قليلًا، ثم ما لبثت أن رفعت رأسها بثقة.
“لا، لا بأس. إن كان الأمر بيد معلمي وسمو ولي العهد، فلا بد أن هناك حلاً.”
كانت تثق أنهما سيفكران بطريقة لم تخطر لها بعد.
طرق… طرق…
انطلقت طرقات خفيفة على الباب، وسرعان ما اختبأ كوسيليكو.
فُتح الباب ودخلت سيلّا بوجه باسم.
“مييل!”
“سيلّا؟“
“الأميرة جاءت! قالت إنها تريد رؤيتك!”
أشرقت ملامح مييل على الفور.
“حقًا؟ أين هي الآن؟“
“في قاعة الضيافة. أسرعي!”
اتجهت مييل فورًا إلى القاعة، بينما كانت سيلّا تبتسم خلفها.
***
في قاعة الضيافة، كانت روبينا قد وصلت بالفعل وتحتسي شاي الأعشاب بهدوء.
ثم فُتح الباب بقوة.
“سموكِ! متى وصلتي؟“
بدا الفرح واضحًا على ملامح مييل.
رغم أنها التقت مؤخرًا بجميلة مذهلة تُدعى يونسو في القارة الشرقية، إلا أنها فكرت:
‘لكن، تظل الأميرة روبينا هي المفضلة لدي.’
اقتربت منها مبتسمة، فنهضت روبينا لتعانقها فورًا.
“مييل! كنت أفتقدك، فجئت لرؤيتك!”
جلستا معًا على الأريكة، وقدّمت روبينا لها كوبًا من شاي الأعشاب.
“هذا شاي التفاح الذي تحبينه. طلبت تحضيره خصيصًا.”
“شكرًا… لا أحد يفكر بي مثلك.”
احتستا الشاي بابتسامة، ثم سألت مييل بلطف:
“لكن، هل جئتِ لرؤيتي فقط؟ لا أظن ذلك.”
ضحكت روبينا وأجابت:
“جئتُ بسبب أمور تتعلق بالحدود. بفضل برج السحر تمكّنا من إعادة الاستقرار هناك.”
“آه، صحيح.”
في الواقع، لم تلعب مييل دورًا كبيرًا في ذلك، لكن رؤية سعادة روبينا جعلتها تشعر وكأنها أنجزت أمرًا شخصيًا.
“والأجمل أن سيد البرج لم يطلب أي مكافأة. لذا فكرت في تقديم الشكر له ولسائر السحرة، ورؤية وجهك الجميل أيضًا.”
“فكرة رائعة. ما رأيك أن أرافقك لرؤية معلمي وكبار السحرة الذين ساعدوا في حماية الحدود؟“
“ممتاز! سأكون ممتنة.”
قادت مييل الأميرة في جولة، وكان أول وجهتهما مكتب سيد البرج.
وما إن وصلتا حتى فُتح الباب من الداخل قبل أن تطرق مييل.
“ادخلي.”
كان جايد يراجع بعض الوثائق، وما إن رأى الزائرتين حتى خفّ تركيز عينيه.
“مييل… وسمو الأميرة.”
قالت مييل بابتسامة:
“سمو الأميرة جاءت لتقديم الشكر على جهودك في أمر الحدود.”
ابتسمت روبينا أيضًا وانحنت بأدب، فاكتفى جايد بالإيماء برأسه.
“معلمي، سأعود إليك مساءً. لدي أمر أود مناقشته معك.”
“مناقشة؟ حسنًا، سأنتظرك.”
ظهر على شفتيه ما يشبه الابتسامة الخفيفة، رغم أنها لم تدم سوى لحظة.
بعد ذلك، طافت مييل مع روبينا أنحاء البرج.
كان كبار السحرة متفرقين في أماكن متباعدة، لذا استغرقت الجولة عدة ساعات.
وحين حان وقت المغادرة، ودّعت مييل الأميرة أمام العربة الملكية.
“قضيتُ وقتًا ممتعًا يا مييل.”
“يسعدني سماع ذلك.”
“شعرت وكأني في جولة داخل البرج… رأيت زوايا لم أكن أعرف بوجودها.”
“في المرة القادمة سأريك أماكن أكثر جمالًا.”
“إلى اللقاء يا مييل!”
لوّحت روبينا وهي تستقل العربة التي انطلقت خارج الصحراء بسرعة.
***
بعد مغادرتها، تناولت مييل وجبة خفيفة جمعت بين الغداء والعشاء، ثم جهّزت طبق كوسيليكو أيضًا، وذهبت مجددًا إلى مكتب معلمها.
صرير—
فتح الباب بنفسه دون أن تضطر للنقر.
“أهلاً، أنتِ وحدك هذه المرة.”
كان جايد قد أزاح أوراقه جانبًا بالكامل، في إشارة واضحة إلى تخصيص انتباهه لها.
اقتربت مييل، فابتسم لها.
“ما الأمر؟“
نهض من مقعده واقترب منها، لكن دون أن يتجاوز حدود الراحة، واتجه نحو النافذة وفتحها منتظرًا حديثها.
“عرفتُ من كوكو أين يوجد الكنز التالي.”
“هاه، وأين هو؟“
نظر إليها بفضول.
“في… الإمبراطورية المقدسة فيرهون.”
رفع حاجبه بدهشة.
“فيرهون؟ في القارة الغربية؟“
“نعم.”
تغيرت ملامحه قليلًا.
“همم… أولئك الذين يستخدمون الطاقة المقدسة… مزعجون.”
تذكّر مثلها حادثة أرض الثلج، وحكاية القديسة والمرأة الثلجية، وكان من الطبيعي أن يكون لديه نفور تجاههم.
“علاقتهم ببرج السحر شبه معدومة. لا يطلبون خدماتنا، ولا نعني لهم شيئًا.”
ضاقت عيناه بتفكير.
“يرون أن السحر فرع من طاقة الحاكم مع أن العكس قد يكون صحيحًا. في الأساس هما شيئان مختلفان.”
اتسعت عينا مييل قليلاً.
“لكني ظننت أن وجود الحاكم مؤكد…؟“
“الحاكم؟ من يدري. في فيرهون يقولون إنهم يتلقّون وحيًا، لكن لم يرَ أحدٌ الحاكم نفسه. هذا الكلام وحده كفيل بإثارة غضبهم هناك.”
“لكن الطاقة المقدسة…؟“
“ربما ليست سوى شكل متطور من السحر. لا يمكن الجزم بمن هو على حق ومن يخطئ.”
“آه… فهمت…”
قررت التوقف عن التفكير في الفروق بين السحر والطاقة المقدسة.
في النهاية، هذا العالم لا يخضع لمنطق أصلاً…
لاحظ جايد أنها لم تتوتر كثيرًا، فابتسم برضا.
‘هذا جيد… توازنها النفسي ميزة مهمة.’
“على كل حال، إن أردنا الكنز التالي، فعلينا دخول فيرهون…”
تمتم بذلك وهو يغرق في التفكير.
فالوضع الحالي هناك صعب.
الحدود مغلقة، وهويتهما لا يمكن كشفها علنًا.
الأمر لا يُحل بسهولة كما كان من قبل.
“في هذه الحالة… من الأفضل سؤال ولي العهد.”
“سموّه؟“
“نعم. رغم كل شيء، هو ولي عهد إمبراطورية عظمى. لا بد أنه يملك طريقة ما.”
ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه جايد، وكأنها فرصة نادرة للاستفادة من الأمير.
“مييل، تواصلي معه. واطلبي منه زيارة البرج قريبًا.”
“حسنًا يا معلمي، تصبح على خير.”
غادرت بعد أن ودّعته، بينما كان يراقبها بصمت، حتى اختفت تمامًا.
ــــــــــ
ترجمة : سنو
فتحت جروب تيليجرام يضم هذه الرواية PDF وأقسام طلبات لرواياتي ومستقبلاً نسوي فعاليات وهيك قسم للسواليف عن الروايات ويمديكم ماتسولفون وبس تقرأون ♥️.
بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee
اوهذااللينك : https://t.me/snowestellee
واتباد : punnychanehe
واتباداحتياطي : punnychanehep
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 79"