معلمي قد جُنّ [ الفصل 77 ]
“ما هذا …؟ “
أخذ جايد الميدالية الذهبية من السيد جونغ وسلّمها إلى مييل، التي نظرت إليها بدهشة واضحة.
راح جايد وتوروي يتأملانها بعناية.
بينما اكتفى السيد جونغ وابنته جونغ يونسو وهانليم بالتبسم وكأنهم يعرفون تمامًا ما تعنيه تلك القطعة.
“ ما هذه بالضبط يا سيدي؟“
سألت مييل وهي تحدّق في الميدالية، غير قادرة حتى على تخمين كيفية استخدامها.
عندها ضحك السيد جونغ ضحكة خفيفة وقال:
“ إن كنتِ تحملين هذه، فستُستقبلين بالترحاب في أي مكان في مملكة سوسون.”
“ ماذا؟!”
اتسعت عيناها بدهشة، فتابع اللورد شرحه:
“ ببساطة، يمكنكِ دخول أي متجر أو مطعم مجانًا. وسأتكفّل أنا بجميع التكاليف.”
“واو …!”
اتسعت عيناها أكثر من فرط المفاجأة.
“ وطبعًا، يمكنكِ زيارتنا في أي وقت تشائين.”
ضحك السسد مجددًا حين رأى رد فعلها.
بديا جايد وتوروي متفاجئين أيضًا، فهذا أشبه بهدية استثنائية نادرة.
صحيح أن فوائدها تقتصر على مملكة سوسون، لكنها لا تزال هدية مذهلة.
‘ يمكنني استخدامها لاحقًا إذا عدتُ إلى هنا باستخدام ختم الحكيم!’
( م. من نسي ماهو ختم الحكيم فهو نفسه ختم ساريم وهو أيضاً اسم الكنز الثالث وسيتم تسميته بعد الان هكذا)
تألقت عينا مييل بحماسة.
“ شكرًا جزيلًا يا سيدي!”
انحنت له تعبيرًا عن امتنانها الصادق، بينما أومأ كل من جايد وتوروي باحترام.
“ هاها، لا داعي للشكر. أنا من يجب أن يشكركم. لقد أنقذتم ابنتي. أتمنى لكم عودة آمنة.”
وهكذا، ودّعهم السيد جونغ عند باب قصره، وغادر الثلاثة مييل وجايد وتوروي.
تبعهما كل من هانليم وجونغ يونسو.
“ مييل، وأنتَ أيضًا يا جايد والسيد توروي… شكرًا من القلب.”
انحنى هانليم باحترام عميق، كما فعلت يونسو بجانبه.
“ شكرًا جزيلًا لكم جميعًا.”
“ لا داعي للشكر يا آنسة.”
أجابت مييل بابتسامة، ثم أمسكت يد يونسو بها فجأة.
“ هاها، مييل عليك أن تزورينا في القارة الشرقية مرة أخرى، حسنًا؟ حينها سأكون قد تعافيت تمامًا، ويمكننا التنزه سويًا.”
ضحكت مييل بسعادة:
“ بالتأكيد! سآتي دون شك!”
فبادرتها يونسو بعناق دافئ.
ومع ازدياد إشراقة وجه مييل، ارتفعت حاجب جايد قليلًا، بينما تجهم وجه توروي بلا قصد.
“ حسنًا، سننطلق الآن!”
لوّحت مييل بيدها مودّعة.
جايد وتوروي تبعاها بصمت دون قول شيء.
وبعد أن ابتعدوا قليلًا عن القصر، علّق جايد:
“ كان من الأفضل أن تطلبي منهم عربة توصلنا.”
وكان يشير إلى رفض مييل سابقًا لطلب وسيلة نقل من السيد جونغ.
“ لا حاجة لذلك.”
قالتها بثقة، ثم اتجهت إلى أحد الأزقة الفارغة في حيّ راقٍ قليل الحركة، مكان مناسب تمامًا لما كانت تخطط له.
“ لكن، لماذا جئنا إلى هنا؟“
سأل جايد، وهو يحدّق في المكان.
حتى توروي بدا عليه الارتباك هذه المرة.
“ آنسة مييل؟ ما الذي… ؟“
لم يُكمل توروي سؤاله، فقد كانت مييل قد أخرجت وسم الحكيم المعلّق في عنقها، والذي كانت تخفيه تحت ثيابها.
أمسكت القلادة بكلتا يديها وقالت:
“ ضعا أيديكما على كتفي، من فضلكما. لكن احذروا الجهة اليسرى، فكوكو موجود هناك.”
ابتسمت وهي تتكلم.
لم يفهما جايد وتوروي ما تنوي فعله، لكنّهما فعلا ما طلبت.
“ حسنًا، لننطلق الآن.”
أغمضت مييل عينيها بهدوء، وتخيلت في ذهنها المكان الذي تبدأ منه عادةً رحلاتها للبحث عن الكنوز:
الباب الخلفي لبرج السحر.
فجأة، انبعث ضوء ساطع من القلادة، وتوسّع ليغمر الثلاثة تمامًا.
وفي لحظة… اختفوا من المكان.
***
وفي الوقت ذاته، عند الباب الخلفي لبرج السحر—
“ما هذا …؟ “
“ هذه الطاقة… ؟“
وصل الثلاثة إلى نقطة انطلاقهم المعتادة.
عندها طار كوسيليكو من تحت عباءة مييل وهو يرفرف بجناحيه.
“ يا له من شعور رائع، أليس كذلك يا مييل؟“
ضحك كوسيليكو بينما بدا أنه الوحيد الذي فهم تمامًا ما حدث.
حدّقا جايد وتوروي مطولًا في القلادة بين يدي مييل.
“ تنقلنا هذه القلادة لمسافة كهذه، وتُرافقنا جميعًا دون أي آثار جانبية… هذا أشبه بالمعجزة.”
كان في صوت جايد نبرة من الدهشة الحقيقية.
وأومأ توروي بعدما أدرك حقيقة ما جرى:
“ حقًّا… لا عجب أن تُعتبر من كنوز الحكيم العظيم.”
ابتسمت مييل بهدوء، رغم أنها كانت تدرك أن هذه القلادة لها حدود، فقط استخدام واحد في اليوم.
تمامًا ككتاب المعرفة، استخدام واحد يومي…
لكنها كانت تعلم أنها تملك قدرة هائلة رغم ذلك.
حتى جايد أُعجب بها.
‘ ستكون ذات فائدة كبيرة في الرحلات القادمة. ستوفّر وقت العربات، ويمكنني الذهاب إلى أي مكان سبق أن زرته…’
وبينما كانت تفكر، لاحظت أن جايد وتوروي ينظران إليها مبتسمين.
“ حقًّا أمر مذهل. قوة الحكيم تبدو وكأنها تتجاوز حدود السحر العادي.”
علّق تورزي، فردّت مييل مبتسمة:
“ هكذا تشعر؟“
“ نعم. جرعة تشفي المحتضر، وكتاب يجيب على كل الأسئلة ويترجم كل اللغات… والآن قلادة تنقلنا عبر مسافات خيالية بلحظة.”
حدّق توروي بها مطولًا وهو يفكر:
“ لماذا؟ لماذا يمنحها الحكيم كل هذا؟ هذه القوى تتجاوز قدرات أي ساحر.’
ثم شعر بقلق غامض، لكنه لم يُفصح عنه.
‘ ربما مجرد أوهام…’
واكتفى بالتحضير للعودة إلى القصر الإمبراطوري، فقد كانت أمتعته معهم بالفعل.
أحضر حصانه من برج السحر، ثم توجّه إلى مييل وقال:
“ رجاءً، أخبريني حين تجهزين للبحث عن الكنز القادم يا آنسة مييل.”
نظرت إليه وابتسمت:
“ نعم، يا صاحب السمو. عُد سالمًا.”
“ أراكِ لاحقًا يا آنسة مييل.”
لوّح لها ثم ركب حصانه وانطلق نحو الأفق.
بقيت مييل وجايد يراقبان رحيله بصمت.
وبعد أن اختفى تمامًا عن الأنظار، التفت جايد نحوها:
“ مييل، هل لهذه القدرة قيود؟“
“ نعم، يمكنني استخدامها مرة واحدة فقط في اليوم.”
لم تكن لتنطق بذلك عادة، لكنها أرادت أن يعرف.
فقد كانت فضولية بشأن رأيه.
قطّب جايد حاجبيه للحظة، ثم سرعان ما تلاشت عقدته.
“ مرة واحدة فقط؟ هذا يجعلها أكثر روعة.”
“ أحقًّا؟“
“ نعم. ليست الميزة في مجرد نقلنا جميعًا. بل في أنها أوصلتنا تمامًا إلى المكان الذي حددتِه أنتِ.”
“ آه… هذا صحيح. لكن يجب أن أكون قد زرتُ المكان سابقًا.”
“ هذا أمر سهل. فقط قومي بجولة حول العالم، وستتمكنين من الذهاب لأي مكان.”
ضحك جايد وهو يحدّق بالقلادة من جديد.
“ ما يذهلني هو الدقة. أن تنقلنا بدقّة إلى الموقع المحدد… ليس بالأمر البسيط. أنا أستخدم سحر الانتقال أحيانًا، وأعرف مدى صعوبة تحديد الإحداثيات.”
ظل يحدّق في القلادة، قبل أن يخطر بباله شيء.
‘ لا يكون… الحكيم العظيم…’
رفض أن يصدق أن مثل هذه القوى قد تُمنح ببساطة كهدية ميلاد.
‘…مستحيل .’
هزّ رأسه ليطرد الفكرة، ثم التفت إلى مييل.
“ اذهبي لترتاحي. لا بد أنكِ مرهقة.”
“ حاضر. وأنتَ أيضًا يا معلمي ارتح جيدًا.”
حيّته وانطلقت برفقة كوسيليكو نحو برج السحر، بينما بقي جايد يراقبها بصمت.
‘… وإن كان الحكيم العظيم يمرّ فعليًّا بأمرٍ ما…’
‘ فماذا ستفعلين يا مييل؟‘
————
ترجمة : سنو
فتحت جروب تيليجرام يضم هذه الرواية PDF وأقسام طلبات لرواياتي ومستقبلاً نسوي فعاليات وهيك قسم للسواليف عن الروايات ويمديكم ماتسولفون وبس تقرأون ♥️ .
بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee
او هذا اللينك : https://t.me/snowestellee
واتباد : punnychanehe
واتباد احتياطي : punnychanehep
التعليقات لهذا الفصل " 77"