لم يستطع جايد منع ابتسامته من الظهور وهو يرى تعبيرها المتنعّس.
“لا بد أنكِ مرهقة جدًا. لكننا سنصل إلى الحدود الشمالية قريبًا.”
“نعم…معلمي.”
اعتدلت مييل في جلستها وفركت عينيها.
تابع جايد حديثه بهدوء وهو يراقبها تتثاءب:
“ما سأفعله عند الحدود هو إنشاء حاجز واقٍ.”
“حاجز؟“
“نعم. إنه أكثر وسيلة فعّالة للتصدي للهجمات الواسعة النطاق.”
كان صوته جادًا.
“الإمبراطورية محصنة بجدرانٍ متينة على جميع حدودها، والمفتاح هو الحفاظ على صمود تلك الجدران. الجنود منتشرون للدفاع، لكن يصعب عليهم الجمع بين الهجوم والدفاع في آنٍ واحد.”
مرّر يده بين شعره وتابع:
“حتى الآن، الجنود كانوا يتولون الهجوم والدفاع معًا. لكن الوضع الحالي طارئ. مجرد التصدي للوحوش سيستنزف كل الجهود.”
“فهمت.”
“بالضبط. لذا سأقوم بإلقاء حاجز حول الجدار، حاجز يمكنه الدفاع والهجوم معًا. وإن لزم الأمر، سأتصدى للوحوش بنفسي.”
“حاجز مزدوج الوظيفة؟ يدافع ويهاجم؟“
نظرت مييل إليه بتعجّب، فأومأ ببطء.
“نعم. الهدف الأساسي هو الحماية، لكن من الأفضل أن تتوفّر خصائص إضافية.”
“لكن تغطية الجدار بالكامل بحاجز كهذا…”
استهلاك المانا سيكون مهولًا.
ولهذا السبب وُزّع أربعة سحرة على الأقل في كل الحدود باستثناء الشمال.
ضحك جايد ضحكة خفيفة، ثم تبدلت ملامحه إلى الحزم.
“حتى مع تعويذة الحكيم العظيم التي وُضعت عليّ، ما زلتُ ساحرًا عظيما.”
ضحك مجددًا وقال:
“أقلقة على معلمكِ؟“
“…وكأنك لا تعرف.”
تمتمت مييل بصوت خافت، وابتسم جايد ابتسامة أعمق.
“لا تقلقي. إلقاء حاجز كهذا لن يقتلني. أنا أمتلك مانا أكثر بكثير من الساحر العادي.”
وكانت مييل تعرف ذلك جيدًا.
فالساحر العظيم لا يعاني من نقص المانا، كما أنها تدرك أن والدها وضع تعويذة على جايد.
‘والآن بعد أن عرفت بعضًا من ماضي والدي… أشعر أن عليّ الاعتذار…’
وكأن جايد قرأ أفكارها، ردّ عليها:
“لا حاجة لأن تعتذري لي. ما هذا إلا أحد مقالب الحكيم العظيم.”
عدل من ياقة ملابسه وسوّى شعره.
“لكن… أعتقد أن لديه شيئًا يودّ قوله لي.”
تذكّر جايد ما ورد في رسالة الحكيم العظيم.
ومنها، بات متأكدًا….
‘الحكيم العظيم يعلم بأمر عودتي في الزمن.’
وربما… ربما كل شيء بدأ من هناك.
“على أي حال يا مييل. هناك أمر واحد أود توضيحه.”
أغلق جايد أفكاره وحدّق إليها مباشرة.
“عندما نصل إلى الحدود الشمالية، لن تحتاجي إلى استخدام قوتك. وعلى الأغلب، لن تضطري إلى ذلك أصلاً.”
نظر إليها بعينين جادتين، فاتسعت عيناها قليلاً مما زاد من براءتها.
“بالطبع، إن ظهرت وحوش فجأة وهددت حياتك، يمكنكِ استخدام قوتكِ. لكني لا أظن أن الأمر سيصل إلى ذلك.”
لينت ملامحه وابتسم ابتسامة هادئة.
“لأني سأحميكِ.”
____________
ترجمة : سنو
فتحت جروب تيليجرام يضم هذه الرواية PDF وأقسام طلبات لرواياتي ومستقبلاً نسوي فعاليات وهيك قسم للسواليف عن الروايات ويمديكم ماتسولفون وبس تقرأون ♥️.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 54"