لم تكن مِييل تعرف على وجه الدقة ما الغرض من هذا الكنز، لكنها شعرت بسعادة غامرة لمجرد أنها عرفت موقع الكنز الثالث.
ابتسمت وهي تربت على رأس كوسيليكو، الذي راح يضحك من فرط السرور.
“هاهاها! ألم أقل لكِ؟ عندما تعود قوى لياد، أستطيع أن أتذكر المزيد!”
“نعم، يبدو أنك محق… شكرًا لك يا كوكو.”
“هاهاها! هذه هي قوّتي، لا تنسي!”
هزّ كوسيليكو كتفيه بفخر، وقد بدا عليه الغبطة.
قالت مِييل مبتسمة:
“يبدو أننا سنضطر قريبًا إلى التوجه نحو القارة الشرقية.”
ثم توجهت إلى السرير.
“هيا ننام يا كوكو.”
“هاها، حسنًا، لننم. يـاااه… أشعر بالنعاس أيضًا.”
تمدّدت مِييل على السرير، ولحِق بها كوسيليكو ليستلقي إلى جوارها.
وما هي إلا لحظات حتى راحت مِييل في نومٍ عميق. وسرعان ما بدأت ترى حلمًا جديدًا.
‘إنه… كالحلم السابق تمامًا.’
في غياهب الظلام، أدركت مِييل أنها تحلم. تمامًا كما حدث يوم التقت بـ سولو.
ومرة أخرى، وجدت نفسها في برج السحر قديمًا.
وكان المكان ذاته… ليلةٌ حالكة، وحديقة سحرية.
“هذا المكان…”
لكن هذه المرة لم يكن هناك أحد.
وحدها الحديقة السحرية التي تنتمي إلى الماضي هي ما ظهَر لها.
راحت تتلفت من حولها.
عندها، فُتح باب الحديقة السحرية ودخل شخصان.
‘إنهما… نفسهما من الحلم السابق.’
لم تستطع رؤية ملامحهما، لكنها أيقنت من هويتهما.
كانا يسيران معًا في الحديقة، يمضيان وقتًا سعيدًا، يتشابكان الأيدي، ويتعانقان من حين لآخر، بل ويتبادلان القبل أيضًا…
‘هل… من اللائق أن أشاهد هذا؟‘
ورغم أنه مجرد حلم، شعرت مِييل بالخجل.
لكن ما كان جليًّا هو شدة الحب الذي جمع بين هذين الشخصين.
لم تكن ملامحهما واضحة، لكن حتى من بعيد، كان يمكن الإحساس بمدى عمق مشاعرهما تجاه بعضهما.
ثم تغيّر المشهد.
تنقّلا معًا في أماكن عدّة، من الحديقة السحرية، إلى الحديقة العادية، إلى ساحة التدريب، فإلى المختبر… في كل مكان كانا معًا، يتبادلان النظرات المليئة بالسعادة والدفء.
‘أهذا ما يُسمّى… بالحب؟‘
حتى مِييل، التي لا تفقه الكثير في الحب، شعرت وكأنها بدأت تدرك معناه من خلال رؤيتها لهذين الاثنين.
وبعد أن رأت مشهدًا آخر من سعادتهما، انتهى الحلم.
وفي فجرٍ لازال يميل إلى الزرقة، استيقظت مِييل من نومها أبكر مما اعتادت.
‘كان حلمًا جميلاً… شعرت بالسعادة وكأنني كنت جزءًا منه.’
ولذا، نهضت بهدوء من سريرها، وربتت على رأس كوسيليكو الذي لا يزال نائمًا، ثم ارتدت كنزة خفيفة وخرجت من الغرفة.
كانت وجهتها الحديقة السحرية، تلك التي طالما ظهرت في أحلامها، والتي كانت كثيرًا ما تلتقي فيها بجايد.
كريك—
فتحت الباب بهدوء، وعندما دخلت، فوجئت بوجود شخص سبقها إلى هناك.
“…مِييل؟“
كان جايد، يتأمل الزهور السحرية.
يرتدي رداءً أسود وبنطال نوم، وكانت فتحة الرداء تكشف جزءًا من صدره.
سارعت مِييل إلى صرف بصرها عنه.
فجسده لا يُشبه أبدًا ما يتوقعه المرء من ساحر.
“أفاقتِ باكرًا؟“
اقترب منها بخطوات واسعة وسريعة.
فارتبكت مِييل وأشاحت بنظرها مرة أخرى.
“نعم، لا أدري كيف استيقظت فجأة.”
“رغم أنك قلتِ إنك مرهقة.”
“كنت سأعود للنوم، لكن لم أستطع.”
“يحدث هذا أحيانًا… على كل حال، تعالي معي.”
ابتسم جايد ابتسامة رقيقة، وأخذ يقودها إلى عمق الحديقة، ثم قطف زهرة بيضاء وناولها لها.
“هذه لك.”
تسلّمتها مِييل وهي تميل رأسها في حيرة.
“هذه الزهرة تساعد على النوم العميق. ضعيها في غرفتك، وستجدين الفرق حتى تذبل.”
“آه… شكرًا جزيلًا.”
“لا عليكِ. ليست بالأمر الكبير.”
قال ذلك مبتسمًا، وتمطّى قليلًا وهو يتنفس بهدوء.
“لديّ اجتماع صباحي بعد قليل. أراك لاحقًا.”
ومرّر يده برفق فوق رأسها، ثم غادر الحديقة.
بينما احمرّ وجه مِييل وهي تهمس لنفسها:
“لمس شعري… مجددًا…”
***
في الوقت نفسه، كان توروي منشغلًا بأعماله في مكتبه.
فرغم عودته من الرحلة، ظلّت المهام تتراكم.
‘في الرحلة الأخيرة…’
شعر وكأنه لم يُساهم بشيء يُذكر.
ولا تزال مسألة تعافي شجرة العالم غامضة.
‘لكن… لا يمكنني التدخل في شؤون برج السحر كما يحلو لي.’
كان يعرف هذا جيدًا، لذا أحس بالضيق. ولكي يشتت نفسه، انكبّ على عمله أكثر.
وبينما الشمس قد أشرقت تمامًا، وبدأ الصباح في القصر الإمبراطوري—
طَرق!
دقّ أحدهم الباب ودخل مسرعًا.
إنه مساعده هافين.
“سموّ الأمير. لديّ تقرير عاجل.”
“ماذا هناك؟“
دخل هافين وهو في حالة غير معتادة من الارتباك، ما دفع توروي إلى التوجّس.
“ترد تقارير متلاحقة من حدود الإمبراطورية. تقول إن تحرّكات الوحوش غير طبيعية.”
“…ماذا؟ الوحوش؟“
“نعم، ظهورها صار أكثر تكرارًا، وعددها ارتفع بنسبة تُقدّر بواحد ونصف مقارنة بالعام الماضي.”
قطّب توروي حاجبيه، وهبّ واقفًا وهو يأخذ معطفه.
“اجمعوا القادة فورًا. سنعقد اجتماعًا حالًا.”
وغادر المكتب مسرعًا.
***
في اليوم التالي، كانت مِييل تستمتع بيوم راحة نادر.
“مِييل، تبدين مشغولة كثيرًا هذه الأيام، أليس كذلك؟“
كانت في حمّام البرج السحري مع سيلّا، تغتسلان وتدردشان في ماء دافئ.
“كانت هناك بعض الأمور، لا أكثر.”
“وما هي هذه الأمور التي جعلتك تختفين هكذا؟ حسب ما رأيت، يبدو أنك ترافقين سيد البرج كثيرًا مؤخرًا، أليس كذلك؟“
لم تتمكن مِييل من الردّ فورًا.
فمهما أخفت، لن يبقى الأمر سرًا طويلًا.
خصوصًا وأن غياب سيد البرج يلفت أنظار الجميع.
“ممم… نعم، صحيح.”
“يا إلهي، ألا يرهقك سيد البرج؟“
“ها… هاها.”
ضحكت مِييل بخجل.
فالواقع أنه لم يُرهقها، بل كانت هي من تتلقى منه المساعدة طوال الرحلة.
“لقد قدّم لي الكثير من الدعم.”
لكن بما أنها لا تستطيع الحديث عن مهمة البحث عن الكنوز، اكتفت بالابتسام.
“بالمناسبة، لم نعد نرى سموّ وليّ العهد مؤخرًا، أليس كذلك؟“
ولم يكن باستطاعتها القول إنه هو الآخر يبحث عن الكنوز معها.
“آه… ربما مشغول.”
أجابت وهي تتفادى نظرات سيلّا.
“ألم يكن يبدو مهتمًا بكِ؟ لا أزال أعتقد أنه يكنّ لك شيئًا.”
“ممم…”
‘اهتمام، هاه…’
“طلب مني أن أكون شريكته في حفل ميلاد الأميرة سابقًا، هذا كل شيء…”
“ماذااا؟! إذن فقد كان مهتمًا فعلًا!”
شهقت سيلّا بحماس، وبدا عليها الحماس أكثر من مِييل نفسها.
“أخبِريني! ماذا فعلتِ وقتها؟“
“هاه؟ لم أوافق طبعًا. هناك كثيرات من بنات النبلاء.”
“هاااا؟! إذن ذهبتِ مع سيد البرج بدلًا من ذلك؟“
“نعم، فأنا من البرج أصلًا. وإن لم أذهب معه، كان سيضطر للذهاب وحده.”
“ممم… من هذه الزاوية، معكِ حق.”
راحت سيلّا تفرك جبينها بتفكير.
“لا بد أن الموقف كان محرجًا لكِ.”
هزّت مِييل كتفيها.
“ليس إلى تلك الدرجة.”
“آهٍ، على الرغم من كل شيء… إنه وليّ العهد! ربما كانت فرصتك لتصبحي زوجة الإمبراطور القادم!”
“أنا لا أهتم بتلك الأمور.”
فالشيء الوحيد الذي تريده مِييل الآن… هو جمع الكنوز.
“كل فتيات الإمبراطورية يحلمن بهذا المقام، وأنتِ ترفضينه… غريبة الأطوار بحق.”
“لا رغبة لي في السلطة.”
ضحكت سيلّا بصوت عالٍ.
“هذا يليق بكِ فعلًا.”
وهكذا، قضت مِييل وقتًا ممتعًا برفقة سيلّا، ولم تغادرها إلا مع حلول المساء.
‘تُرى، هل كوكو مستمتع وحده؟‘
كانت قد تركته في الغرفة ليلعب بينما خرجت.
أسرعت إلى الغرفة، وفتحت الباب.
“كوكو، هل كنت بخير؟“
كان كوسيليكو غارقًا في النوم على السرير بعد أن التهم أطعمة البرج المخصصة له.
“نومٌ هنيء.”
ابتسمت مِييل وهي تنظر إليه.
طَرق.
ثم فُتح الباب.
“مِييل.”
إنه جايد.
“تعالي إلى غرفة الضيوف فورًا. وليّ العهد يريد مقابلتك.”
_____
ترجمة : سنو
فتحت جروب تيليجرام يضم هذه الرواية PDF وأقسام طلبات لرواياتي ومستقبلاً نسوي فعاليات وهيك قسم للسواليف عن الروايات ويمديكم ماتسولفون وبس تقرأون ♥️.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 51"