شعرها زهري اللون وعيناها خضراوان كالزمرد، وكانت شديدة الجمال، إلا أن طبعها كان أطيب ما فيها.
قال لياد وهو كأنه يستحضر تلك اللحظة:
“تلك المرأة هي أرييل، أمكِ يا مييل.”
تمتمت مييل باسم والدتها بهدوء وهي تصغي إليه.
“كانت أرييل تملك قوة مميزة. كانت تملك طاقة سحرية، لكنها بالكاد تستطيع استخدام السحر.”
“حقًا؟”
“لكن بدلًا من ذلك، كانت تملك قدرة خاصة، وهي أخذ حياة الكائنات أو منحها.”
اتسعت عينا مييل قليلًا عند سماع ذلك، فهذه القدرة تشبه ما تملكه هي نفسها.
تابع لياد:
“كان من المستحيل ألا يقع في حُبها وهي جميلة ودافئة وقوية القدرة.”
“وقعنا في الحب، وكانت النتيجة أنكِ وُلدتِ يا مييل.”
ابتسم لياد لها بحنان، ثم واصل:
“بعد ولادتكِ عشنا زمنًا سعيدًا، لكن الشقاء لا يأتي مع إنذار.”
ظهر حزن عميق في عينيه. وتابع ببطء:
“حين كنتِ صغيرة، وفي سن لا تذكرينه، ضعُف جسدكِ.”
اتسعت عينا مييل ليكمل هو بكشف صادم:
“كان لدي في ذلك الوقت تلميذ… ساحر يُدعى ديريك. لقد أحب أرييل بشدة، لكنها اختارتني أنا، فاختفى ديريك بعدها.”
“لكن بعد وقت قصير، وُلد السحر الأسود. تجمعت طاقة شريرة ونمت بطبيعتها، وخلقت وحوشًا سحرية.”
ازدادت دهشة مييل، لكنه واصل:
“بالطبع، ديريك لم يعد موجودًا. لقد أنهيت أمره بنفسي.”
“ماذا؟ إذًا لماذا ما زالت الوحوش موجودة؟”
“هكذا هو السحر. طاقة السحر الأسود ما زالت منتشرة في أرجاء العالم، وهي السبب في بقاء الوحوش. لكنها لم تعد بالقوة التي كانت عليها، ومع الوقت ستختفي من تلقاء نفسها.”
ثم قال بصوت ثقيل:
“لكن السبب الأكبر في قتلي لديريك، أنه تسبب في موت أرييل.”
كانت عيناه خاوية وهو يقولها.
تنفس بعمق وأردف:
“لأنه لم يحصل على أرييل، ألقى عليكِ لعنة مستخدمًا أكثر من نصف قوته.”
“ماذا؟!”
قال بعينين يملؤهما الأسى:
“كانت لعنة خبيثة جدًا يصعب فكها سريعًا، وكنتِ صغيرة جدًا، ولم يكن هناك وقت كافٍ. ولهذا أرييل…”
توقف لحظة ثم أكمل:
“أرييل ضحّت بحياتها لتنقذكِ. منحتكِ كامل طاقتها الحياتية وسحرها، ولهذا ورثتِ قدرتها. صحيح أن قوتكِ ما زالت ضعيفة، لكن…”
تجمد وجه مييل، فقد عرفت الآن سبب موت والدتها وأصل قدرتها.
“لكن يا مييل لا تلومي نفسكِ. كان هذا اختيار أرييل، لقد أرادت حمايتك وأحبتك كثيرًا.”
قالها وهو ينظر إليها بصدق.
“لكن أمي…”
اغرورقت عينا مييل بالدموع، فاقترب منها توروي وجايد، ووضع جايد يده بلطف على كتفها.
“لا بأس يا مييل، لقد كان اختيارها. كانت تريدك أن تعيشي.”
ثبت لياد نظره عليها وقال ببطء:
“ولهذا، لا تشعري بالذنب وأنت تسمعين بقية القصة، فالأمر ليس ذنبكِ.”
بعد ذلك، واصل لياد حديثه قائلًا إنه حين فقد زوجته فجأة، جنّ جنونه.
لم يستطع حماية من أحبّها بشدة، وفقدها، فاستبدّ به شعور الفقد، واستولى عليه الجنون.
ولهذا ارتكب ما لا ينبغي له ارتكابه، فابتكر بنفسه سحرًا محرّمًا، غايته إحياء الكائنات الحية.
لكن السحر كان يفشل في كل مرة، إذ إن إعادة الحياة تناقض سنّة الكون.
حتى هو بصفته أعظم حكماء العصر، لم يستطع تحقيقه.
ومع كل محاولة، كان جسده وعقله يتآكلان شيئًا فشيئًا.
ابتلعت الظلمة عقله وجسده، وكانت تلك الظلمة من صنعه، إذ جاءت كنتيجة لآثار السحر المحرّم، فصار انهياره أمرًا محتومًا.
وجرت كل تلك الأحداث في منطقة غير مستكشفة، حيث قتلت طاقة سحره الممسوسة جميع الكائنات الحية من حوله، فلم يعد أحد يجرؤ على الاقتراب.
بل إنه في تلك الفترة نسي حتى ابنته مييل، التي كانت ما تزال طفلة، وظلت مهملة طوال ذلك الوقت.
ثم في لحظة ما، استعاد وعيه وخشي أن يفقد عقله مجددًا وينسى ابنته، فألقى عليها تعويذة توقف الزمن لديها.
“…آسف يا مييل، في ذلك الوقت كنتُ غارقًا في الجنون، ولهذا أوقفتُ زمنكِ لبعض الوقت.”
كانت مييل طوال حديثه عاجزة عن إخفاء صدمتها، لكنها لم تجد أفعاله بلا مبرر.
“…لا بأس يا أبي.”
شعر لياد بالراحة قليلًا وأكمل.
ظل حبيسًا طويلًا، ربما ثلاثين عامًا أو أكثر، يتأرجح بين الجنون والعقل في كهف بالمنطقة الموحشة.
وفي تلك الفترة ازدادت قوته حتى استطاع ابتكار سحر يعيد الزمن إلى الوراء.
لكن كان لذلك حدّ، لم يستطع إعادة أكثر من خمس سنوات.
ومع ذلك، كانت قوة تضاهي الحكام.
لكن بالنسبة له، لم يكن هذا المهم، لأنه لم يستطع إعادة أرييل.
“وحينها فقط، استطعت أن أودع أرييل. أليس مؤسفًا؟ أن يكون أبوك هكذا؟”
قالها بتهكم على نفسه، لكن مييل هزت رأسها:
“لا، لم يكن بيدك خيار…”
كانت دموعها تنهمر، لا من لومه، بل من الحزن.
فأدرك لياد ذلك، وارتعشت عيناه بدموع كادت تسقط.
قال وهو يحبسها:
“حين ودعتُ أرييل، حسبت ما تبقى لي من وقت وقوة. وقبل أن يفوت الأوان، صنعت كنوزًا وخبأتها في أنحاء العالم من أجلك.”
طهّر قوته التي لوثها الظلام، وصنع الكنوز الأثرية، واستغرق ذلك خمسين عامًا أخرى، قبل أن يعيد تدفق زمن مييل.
كما ألقى عليها عدة تعاويذ حتى لا تلقى مصير والدتها، وكان من بينها سحر الزمن.
“سحر زمن؟”
اتسعت عينا مييل، لكنه لم يفسر فورًا، بل تابع حديثه.
ربّاها بحب كبير، أكثر مما سمحت له الظروف سابقًا.
منحها المعارف التي قد تنفعها لاحقًا، وجال معها العالم.
وحين علم أن القوة المحرّمة سترتد عليه، أودعها في برج السحر، حيث أكثر الأماكن أمانًا.
“أردت أن أهبكِ القدرة على العيش بمفردك حتى لو لم أكن موجودًا.”
ابتسم بخفة وتابع الحديث .
“حين تبلغين سن الرشد، خططت لأن أطلعكِ على الحقيقة وأسلمكِ الكنوز عبر رحلة بحث.”
“لكن في لحظة ما، تعويذة الزمن التي وضعتها لكِ قد فُعّلت.”
—–
دموع اقسم بالله. الفصل الجاي بكره.
ترجمة : سنو
الحسابات صارت تنحذف من الواتباد ، وإذا مالقيتو حسابي لا تلوموني فهذول الكوريين يحذفونها ، فمنشان هيك تعو تيليجرام عامله جروب انشر فيه الروايات ملفات وإذا انحذف حسابي مراح ارجع له.
بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee
او هذا اللينك صوروه وادخلو له من عدسه قوقل: https://t.me/snowestellee
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 121"