كانت قوة السوار الأبيض بسيطة في ظاهرها، لكنها لم تكن بسيطة في جوهرها.
فقد غمر جسد مييل بالكامل نورٌ أبيض نقي انبعث من السوار.
‘هذه الطاقة…؟’
أغمضت مييل عينيها وبدأت تتقبل تلك القوة.
تحول النور الأبيض إلى مئات بل آلاف من الجزيئات الصغيرة حتى تجاوزت القدرة على العد، وبدأت تتغلغل إلى داخل جسدها لتتشكل في النهاية كطاقة واحدة.
وكانت تلك الطاقة…
“آه…”
تألمت مييل قليلًا بينما كانت طاقتها السحرية تتفاعل مع القوة الجديدة التي تتسلل إلى جسدها.
ولم يكن ذلك غريبًا، فالقوة التي كانت تدخل إليها لم تكن طاقة سحرية، بل كانت طاقة مقدسة.
‘كيف تمكّن والدي من تخزين قوة كهذه داخل كنز؟’
وفيما كانت تتساءل، أحسّت أن القوة المقدسة قد استقرّت بالكامل داخلها.
فتحت عينيها ببطء، وشعرت بشيء غريب.
‘عجيب… أستطيع أن أشعر بالسحر والقوة المقدسة يتدفقان في جسدي في الوقت نفسه.’
كان الإحساس غريبًا، وكأن قوة أخرى انضمت إلى ما تملكه من قبل، لكن دون أن تصطدم أو تتنافر مع طاقتها السحرية، بل اندمجت معها بانسجام مدهش، فكل قوة وجدت لنفسها مكانًا في جسدها دون أن تتعدى على الأخرى.
“حقًا غريب…”
تمتمت مييل، ورفعت يدها لتستدعي تلك الطاقة المقدسة، فانبثق منها نور صافٍ دافئ مختلف تمامًا عن برودة السحر المعتادة.
كان إحساسه أقرب إلى الدفء والسكينة.
‘هل يوجد أحد في هذا العالم يستطيع التحكم بالسحر والطاقة المقدسة معًا؟’
تساءلت مييل في نفسها، لكنها لم تعرف أحدًا كذلك.
‘هل أكون الأولى؟’
راودها هذا الظن، لكنها ما لبثت أن هزت رأسها نافية.
‘لا بد أن أحدًا سبقني إلى ذلك… ربما والدي؟’
كان ذلك منطقيًا، فوالدها هو الحكيم العظيم.
وإذا ما كانت هذه الطاقة المقدسة محفوظة داخل كنز تركه، فلا بد أنه امتلك القدرة على استخدامها.
‘أجل… ربما لأنه كان يملك السحر والطاقة المقدسة معًا، تمكّن من وضعها في هذا الكنز.’
تابعت مييل تفكيرها وهي تتجه نحو السرير، حيث كان كوسيليكو نائمًا بهدوء قرب الوسادة.
وبعد لحظة من النظر إليه، تحركت نحو مكتبها.
‘لقد جمعت قطع اللوحة سابقًا…’
أخرجت قطع الصورة التي ظهرت لها مع كل كنز من الكنوز، وألصقتها مع القطعة الجديدة التي خرجت من الكنز الأخير.
‘كما توقعت… إنها هي.’
حدّقت في صورة المرأة الجميلة.
لم يتبقَّ سوى قطعتين صغيرتين على طرف اللوحة، لن تُغيّرا شيئًا مهمًا… ربما تكمّلان ذراع المرأة فقط.
طفلة رضيعة وامرأة… والطفلة تشبهني تمامًا.
بقيت تتأمل المشهد قليلًا، ثم عادت إلى السرير واستلقت على الجانب الآخر من حيث ينام كوسيليكو.
‘الآن بعد أن وجدت كنزين… هل سأحلم مجددًا؟ ربما بحلمين هذه المرة؟’
غطّت نفسها باللحاف وأغمضت عينيها، وسرعان ما اجتاحها النعاس.
***
استفاقت مييل داخل فضاء مظلم تمامًا.
كان جسدها ما يزال نائمًا، لكنها كانت واعية كليًا.
‘أنا في الحلم…’
وبعد لحظات، تغيّر المشهد من حولها، وظهرت أمامها غرفة نوم قاتمة الإضاءة، مألوفة في أحلامها.
وهناك، كما في كل مرة، رأت ذلك الرجل وتلك المرأة.
لكن هذه المرة لم يكونا وحدهما. كان هناك عدد من النساء أيضًا يقفن حول السرير حيث كانت المرأة مستلقية، فيما وقف الرجل بعيدًا يراقب بقلق.
‘هذا…’
فهمت مييل على الفور.
لم يكن مشهدًا عاديًا، بل كانت لحظة ولادة.
كان وجه المرأة مشوهًا بالألم، والنساء من حولها يساعدنها، بينما الرجل لا يجرؤ على الاقتراب، يقبض يديه توترًا وقلقًا.
‘إنه يشعر بالقلق، لكنه متحمّس في الوقت ذاته…’
استطاعت أن تشعر بمشاعره، وكأنها تقف إلى جواره.
ثم، وبعد قليل، وُلد الطفل.
وما إن خرج المولود بأمان، حتى أسرع الرجل إلى المرأة.
كانت أول كلماتها:
“أين الطفل؟”
وما إن احتضنت طفلها، حتى بدأن النساء بتنظيفه.
ولما انكشف مظهره، ظهر أنه فتاة صغيرة ذات شعر فضي.
نظر كل من الأب والأم إليها وابتسما.
ثم قالت الأم:
“اسم الطفلة…مييل.”
وبتلك الكلمة، استيقظت مييل من الحلم.
***
كان الفجر قد بدأ يلوح، ففتحت عينيها على اتساعهما وجلسَت فورًا وتذكرت الحلم.
كان كوسيليكو لا يزال نائمًا قرب الوسادة، أما هي، فمرّرت يدها على وجهها كما لو كانت تغسل همومها.
‘إذًا… تلك المرأة التي كنت أراها دومًا… هي أمي، وذلك الرجل… هو أبي.’
أدركت أخيرًا أن الأحلام التي تراودها منذ بدأت رحلتها في البحث عن الكنوز، واللوحة التي تظهر معها في كل مرة… كانت تشير إلى والديها.
‘واللوحة كانت صورة أمي… رسم زيتي تركه والدي لي.’
كانت كل الأحلام قطعًا من قصة حب، لقاء، ثم ولادة طفلة، وكانت هي نفسها.
‘هل كان هذا تدبيرًا من أبي؟’
تساءلت في نفسها.
بدا الأمر وكأن والدها ترك لها تلك الذكريات عمدًا، شيئًا فشيئًا كلما اقتربت أكثر من الحقيقة.
وما إن خطرت تلك الفكرة في بالها، حتى بدأت دموعها تنهمر بصمت.
دفنت وجهها بين كفيها وبكت بهدوء.
‘لم يكن لدي أي ذكرى عن أمي…’
لكن الآن، بدأت تلك الذكريات تولد.
كانت دائمًا تتساءل عنها، لكنها لم تجرؤ يومًا على سؤال والدها مباشرة.
فقد اعتادت على غياب والدتها منذ كانت صغيرة.
‘ولم أكن أريد إحراجه بالسؤال. لم يحدث قط أن تحدّث عنها…’
ومع ذلك، بدا أن والدها كان يعلم.
كان يعلم تمامًا أنها تتساءل وتتوق لمعرفة أمها.
‘ولذلك أراد أن يُريني… بهذه الطريقة.’
مسحت مييل دموعها، وأخذت منديلاً لتجفيف وجهها.
‘شكرًا يا أبي.’
وكانت تتمنى أن تبلغه ذلك بنفسها.
‘بقي كنزان فقط… عندما أجدهم، سأقابله أخيرًا.’
لم يعد الطريق طويلاً.
“مييل؟”
توقف تفكيرها حين سمعت صوت كوسيليكو الذي استيقظ وفرك عينيه الصغيرتين واقترب منها.
“هل كنتِ تبكين؟”
“هممم؟ لا، لا شيء.”
ضمّته إلى صدرها، لكنه سرعان ما قال بقلق:
“لكن عيناك حمراوان…”
“حسنًا… ربما بكيت قليلًا. حلمت حلمًا عرفت فيه كل شيء.”
“كل شيء؟”
سألها بدهشة، فأجابته بابتسامة حزينة:
“رأيت أمي… وعرفت أن اللوحة التي كانت تظهر مع كل كنز… كانت صورتها.”
نظر إليها الطائر الصغير برقة، ثم ابتسم.
“إذًا… اكتشفتِ الحقيقة أخيرًا.”
—–
ترجمة : سنو
الحسابات صارت تنحذف من الواتباد ، وإذا مالقيتو حسابي لا تلوموني فهذول الكوريين يحذفونها ، فمنشان هيك تعو تيليجرام عامله جروب انشر فيه الروايات ملفات وإذا انحذف حسابي مراح ارجع له.
بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee
او هذا اللينك صوروه وادخلو له من عدسه قوقل: https://t.me/snowestellee
واتباد : punnychanehe
واتباد احتياطي : punnychanehep
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 117"