ردّ جايد بنبرة حادة. ورغم أن ملامحه كانت شديدة الجديّة، إلا أن كلماته بدت باردة إلى أبعد حد.
توروي الذي كان يُصغي إليه، عقد حاجبيه قليلًا.
“صحيح، لا بد أنك تدرك أيضًا أن أماكن كهذه تُكثف حراستها ليلًا، خصوصًا بعد زيارتنا اليوم ومعرفتنا بأمر ذلك الشيء.”
“صحيح، لكن حتى وإن زرناهم اليوم، لا يمكنهم توقع تعرض المعبد للسرقة في الليلة ذاتها.”
“ورغم ذلك… المشكلة الحقيقية هي ماذا لو نشب صدام معهم؟ كيف سنتصرف؟“
“لا أملك خطة واضحة لذلك، لكن…”
“أي تصرّف طائش قد يؤدي إلى أزمة دولية.”
“في تلك الحالة، ألا يجدر بسموك الانسحاب من المهمة؟“
قالها جايد بفتور، فتضيق حاجبا توروي أكثر.
“أتمزح الآن؟ وهل يبدو لك انسحابي خيارًا معقولًا؟“
“… من ناحية القضايا الدبلوماسية، قد يكون هو الخيار الأفضل. وسنسعى بكل جهد لتجنّب إثارة أي مشكلة.”
“أنا أيضًا لا أظن أنكما أنت ومييل ستثيران المشاكل. لكن علينا دائمًا أن نضع أسوأ الاحتمالات في الحسبان.”
“معك حق، لكن المشكلة الأكبر الآن هي ضيق الوقت. علينا أن نتحرك. فسموك بحاجة للعثور على الكنوز ومقابلة الحكيم العظيم، أليس كذلك؟“
أومأ توروي ببطء عند سماعه كلمات جايد.
فقد كانت مهمة الإمبراطور له هي الحصول على توصية خطية بخط يد الحكيم.
“نعم، معك حق… لكن لا يمكنني من أجل اعتلاء العرش، أن أُقدم على ما قد يجرّ ضررًا على المملكة…”
“… على كل حال، ما سنفعله الليلة أمر لا بد منه. وسنسعى ما أمكن لتفادي أي ضرر على الإمبراطورية. سأستخدم السحر أيضًا، فلا داعي للقلق كثيرًا.”
قاله جايد ذلك بوجه جاد، ثم انصرف بخطوات هادئة نحو حجرته.
أما توروي، فقد ظل ينظر إلى ظهره قبل أن يمدد جسده على سريره.
“فلتمرّ هذه الليلة بسلام… دون أية عراقيل.”
***
بعد أن انتهى حديث الرجلين الجاد، كانت مييل قد انتهت من الاستحمام سريعًا في غرفتها.
“مييل، هيا إلى النوم. ليس لدينا وقت كافٍ.”
“هممم، لكن لا بأس، لا يزال أمامنا وقت طويل للنوم.”
كان الوقت المتبقي حتى الموعد المحدد يقارب الست ساعات، فاستلقت مييل على السرير لتحصل على قسط من الراحة، وسرعان ما اقترب كوسيليكو من رأسها.
“تصبحين على خير يا مييل.”
لفّ جسده على نفسه وكأن النوم قد غلبه بالفعل.
“أنت أيضًا، تصبح على خير يا كوكو.”
أغمضت مييل عينيها بصوت ناعم، لكنها لم تستطع النوم بسهولة. فصور والدها كانت تتقافز في ذهنها دون توقف.
‘أبي… هل سيكون بخير؟‘
أين يمكن أن يكون الآن؟ وما سرّ تلك الصور التي كانت تظهر كلما اقتربت من أحد الكنوز؟
‘هذا ليس وقت التفكير… عليّ التركيز على إيجاد الكنز أولًا.’
بعزم هادئ، طردت تلك الأفكار واستسلمت للنوم.
***
عند منتصف الليل، كانت معظم أرجاء القصر الإمبراطوري في فيرهون تغرق في السكون والظلام، بما في ذلك الجناح الجانبي الذي يقيم فيه فريق مييل، غير أن بعض الحركة بدأت تدبّ داخله.
‘حسنًا، يبدو أن كل شيء جاهز.’
راجعت مييل آخر التحضيرات، وأعادت فحص الكنوز التي بحوزتها، ثم تأكدت من وضع قلنسوة الرداء جيدًا فوق رأسها.
“مييل، هيا بنا.”
طاف كوسيليكو نحوها وجلس على كتفها، ففتحت الباب بخفة.
“مييل.”
“آنسة مييل.”
كان جايد وتوروي في انتظارها، وقد أخفيا وجهيهما داخل قلانس الرداء مثلها.
أومآ لها بإيماءة صغيرة.
“لقد استعددتما بسرعة.”
قالتها مييل وهي تقترب منهما، فأومأ جايد مجددًا.
“نعم. وقبل أن نتسلل إلى الكنيسة، هناك سحر يجب أن ألقيه أولًا.”
“السحر ذاته الذي استخدمته بالأمس؟“
سألت مييل، فأومأ جايد برأسه.
“نعم. سيكون مفيدًا جدًا الآن.”
“كان سحرًا يُخفي الحضور، أليس كذلك؟“
سأل توروي بنبرة هادئة، فأجاب جايد بابتسامة خفيفة.
“تقريبًا.”
مدّ جايد يده في الهواء، فانبعث منها سحر أحاط بالأربعة جميعًا، بمن فيهم كوسيليكو الجالس على كتف مييل.
“هذا…”
تمتم توروي وهو يحدق بجسده الذي غلّفه السحر، ثم التفت إلى جايد.
“ما طبيعة هذا السحر بالضبط؟“
“إنه سحر يعمل على إضعاف إدراك الآخرين لنا. أي أنهم لن يلاحظوا وجودنا بسهولة.”
“يُضعف الإدراك، إذن…”
“ببساطة، يمكننا أن نمشي بين الناس دون أن ينتبهوا لنا. بالطبع، لو اصطدمنا بأحدهم فسينتبه، لكن مجرد الرؤية وحدها لن تكشفنا.”
“لا أصدق أن مثل هذا السحر ممكن…”
“من تظنني؟“
قال جايد متفاخرًا وهو يرفع كتفيه، فارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي توروي، وابتسمت مييل بدورها.
“معلمي، ماذا عن سحر الوهم الذي استخدمته من قبل؟“
“آه بالطبع. يجب استخدامه أيضًا، تحسبًا لأي طارئ أو اختراق.”
مدّ جايد يده مجددًا، لينتشر سحره في حجراتهم.
وفجأة، ظهرت في كل غرفة أوهام ثلاثتهم وكأنهم نائمون على أسرّتهم.
اتسعت عينا توروي وهو يرى سريره وقد امتلأ بجسده الوهمي.
“رائع… مدهش فعلًا.”
“هذا السحر سيكون مفيدًا جدًا إن حدث طارئ.”
“لكن، ألا يمكن اكتشافنا بسبب كمية السحر التي استُخدمت؟“
سأل توروي بقلق، فهزّ جايد رأسه نافيًا.
“لا داعي للقلق. استخدمت الحد الأدنى من الطاقة لتحقيق أفضل تأثير. وهناك سحر أخير…”
رفع يده من جديد، فانبعث سحر آخر أحاط بالجميع مرة أخرى.
“هذا السحر يُخفي أثر وجودنا تمامًا. فحتى إن كنا قد خففنا من إدراك الآخرين لنا، فإن إزالة أثرنا بالكامل تجعل المهمة أكثر سلاسة. لكن استخدام المزيد من السحر قد يؤدي إلى انكشاف أمرنا.”
قالها بتردد، فأومأ توروي بهدوء وبدأ بالتحرك يتحسس سيفه المعلّق عند خصره متجهًا نحو الباب.
“مييل، ابقي لصيقة بي وبسموه، ولا تنسي أداة التواصل.”
قال جايد وهو يسير خلف توروي. فمدّت مييل يدها تتحسس ختم الحكيم وأداة الاتصال المعلقة حول عنقها.
“نعم يا معلمي.”
وعندها، تكلّم كوسيليكو أخيرًا:
“مييل، إن حصل شيء، سأساعدك. اتفقنا؟“
نظرت إليه متسائلة عمّا يمكن أن يقدمه طائر صغير مثله، لكنها ابتسمت وأومأت له.
“شكرًا يا كوكو. لكن، ألا تنوي إخفاء نفسك هذه المرة؟“
“لا حاجة لذلك، ما دمت مخفيًا داخل الرداء ومع السحر الذي ألقاه سيد البرج، فلن تكون هناك مشكلة. بل إن هذا السحر أكثر فاعلية من محاولتي للاختباء بمفردي.”
قالها بصوت خافت كي لا يسمعه جايد، فضحكت مييل بخفة.
“حسنًا، لننطلق.”
قالتها بصوت منخفض، وخطت خارج غرفتها.
لقد حان وقت التسلل إلى الكنيسة الكُبري.
—–
ترجمة : سنو
الحسابات صارت تنحذف من الواتباد ، وإذا مالقيتو حسابي لا تلوموني فهذول الكوريين يحذفونها ، فمنشان هيك تعو تيليجرام عامله جروب انشر فيه الروايات ملفات وإذا انحذف حسابي مراح ارجع له.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 109"