صاحت بدهشة، ولم تدرك أنها قالت ما كانت تفكر به بصوت مرتفع.
عندها ضحك جايد بخفة، كما لو أن تعليقها أعاده إلى أيام سابقة.
“هاها، مضى وقت طويل منذ أن تحدثتِ بتلك الطريقة يا مييل.”
مرر يده بين خصلات شعره وهو يحدق بها، ثم تابع بجدية:
“لكن، في الواقع، هذه هي الطريقة الأكثر واقعية الآن. لو ذهبنا مرة أخرى إلى الكنيسة، فالبابا أو أحد الكهنة سيلتصقون بنا ولن يتركونا وحدنا. في تلك الحالة، لا فائدة من العودة أصلًا.”
أصبحت نبرة جايد أكثر جدية، وأدركت مييل ذلك، فسكتت مؤقتًا، لكن توروي هو من تحدّث بدلًا منها:
“أفهم منطقك يا سيد البرج، وأنا لا أعارض الفكرة تمامًا. لكن اقتحام الكنيسة ليلًا بدون خطة واضحة، تصرف محفوف بالمخاطر.”
كان توروي يتحدث بنبرة هادئة بينما يربّت على ذقنه بتأمل، وهنا تدخّل كوسيليكو الذي كان يستمع بصمت حتى اللحظة:
“في الواقع، قد تكون فكرة سيد البرج مناسبة.”
وخفق بجناحيه ليقفز من حضن مييل إلى الطاولة أمامهم.
“فكروا بالأمر، زيارتنا للكنيسة لن تتكرر بسهولة، ومدة بقائنا في فيرهون ليست طويلة أصلًا. لذلك، ربما علينا المضي بما قاله سيد البرج.”
ساد الصمت للحظات، ثم قالت مييل بعد تفكير:
“صحيح، لا نملك الكثير من الوقت، ويجب أن نحقق في أمر السوار…”
وحين لاحظ جايد أنها بدأت تميل للفكرة، تابع قائلاً:
“بالضبط. ليس لدينا وقت لنضيعه، ويجب أن نتحقق من أمر السوار في أقرب وقت. وحتى إن تبيّن لاحقًا أنه ليس الكنز، فلا بأس أن نحسم أمره الآن.”
سكن الصمت مجددًا، ثم كسره توروي:
“صحيح، يجب أن نأخذ هذا الاحتمال بالحسبان. لكن التسلل إلى المعبد ليلًا أمر في غاية الخطورة.”
أومأت مييل موافقة، فقال جايد:
“أنا لا أقترح أن نقتحم المكان بشكل أحمق. ما أقصده هو تسلل هادئ باستخدام بعض السحر. وإن اكتشفنا، فبإمكاننا تجنّب المواجهة المباشرة. بصراحة، أنا واثق من أننا لن نُكشف أساسًا.”
عاد التفكير يخيّم على الجميع، خصوصًا مييل التي بدت أكثر تردّدًا.
‘التسلل ليلًا وأخذ السوار… نظريًا هذا ممكن بفضل مهارات معلمي السحرية. لكن…’
ارتشفت قليلاً من الماء وهي تواصل التفكير:
‘قد تكون إجراءات الأمن ليلًا أكثر تشددًا من النهار، وهذا سيصعّب الأمور كثيرًا.’
ومع تجهم تعابيرها، قفز كوسيليكو إلى حجرها، ورفع رأسه الصغير ينظر إليها:
“ما بكِ يا مييل؟ ما الذي يقلقك؟“
بدأت تمسّد ريشه بلطف، وأجابت بهدوء:
“أشعر بالقلق من أن الحراسة في الليل قد تكون مشددة. ماذا لو وقعنا في خطر؟“
كان جايد وتوروي يصغيان إليها بصمت. ثم ناداها جايد:
“مييل.”
مرر أصابعه مجددًا في شعره المبعثر وقال:
“أفهم ما يساورك من قلق، لكن أعتقد أن المخاطرة في هذه المرحلة أمر لا مفر منه.”
جعلها كلامه تبتلع ريقها بصمت.
“أتعرفين، طوال بحثنا عن الكنوز، لم يكن طريقنا خاليًا من المخاطر، أليس كذلك؟“
“صحيح…”
“وعندما قررنا خوض هذه الرحلة، ألم نتعهد بتحمّل كل ما قد نواجهه؟“
اتسعت عينا مييل قليلًا، وما لبث التردد فيهما أن تبدّل شيئًا فشيئًا إلى عزيمة راسخة.
“نعم… هذا صحيح.”
منذ أن سمعت صوت والدها في الحلم، ترسّخت في قلبها الرغبة في إيجاد الكنوز، مهما كلّف الأمر.
“هدفنا هو العثور على الكنز بأسرع وقت ممكن.”
أومأ جايد مؤكدًا:
“تمامًا. لهذا علينا اتخاذ خطوات حاسمة. صحيح أن المخاطر قائمة، لكنكِ لست وحدك.”
رفعت رأسها ونظرت إليه، ثم إلى كوسيليكو، الذي كان يبتسم لها برقة، مائلًا برأسه الصغير.
نقلت بصرها بعد ذلك إلى الرجلين أمامها؛ جايد يبتسم بهدوء وتوروي يبادلها نظرة طيبة.
“آه…”
تبدّل تعبير مييل تدريجيًا، وارتسمت على وجهها ابتسامة صغيرة.
قال جايد بثقة:
“ولو واجهنا أي خطر، سنحميكِ. تعرفين جيدًا من نكون.”
رغم أن كلماته قد تُعتبر تبجّحًا، إلا أن طريقته في القول جعلتها تنضح بالثقة لا الغرور.
أومأت مييل مبتسمة:
“أعرف. كنت أفكر كثيرًا بلا داعٍ.”
ضحك جايد بخفة:
“لا بأس، يحدث ذلك.”
تدخّل توروي أخيرًا وقال بنبرة هادئة لكنها حازمة:
“آنسة مييل، لا تقلقي. رغم أنني لا أؤيد اقتراح سيد البرج تمامًا… إلا أنني سأحميك مهما حدث.”
امتلأ قلبها بالدفء، وابتسمت وهي تقول:
“شكرًا لك يا سموّ الأمير… وشكرًا معلمي.”
ارتسمت على شفتيها ابتسامة مشرقة، فقال جايد:
“لا تقلقي كثيرًا. إذا استخدمنا تعويذة التخفي التي جربناها سابقًا، سنتسلل دون مشاكل. وحتى إن تعرّف علينا أحد…”
اكتفى بضحكة خافتة بدلًا من الإكمال، فشعرت مييل أن قلبها ينبض أسرع.
‘أجل… معلمي ساحر عظيم. والأمير… ماهر في القتال، ويجمع بين السيف والسحر.’
أومأت بحزم:
“حسنًا إذًا… دعونا نتسلل إلى الكنيسة الليلة.”
ابتسم جايد وقال:
“قرار جيد يا مييل.”
ثم تنهد توروي قائلاً:
“كما توقعت، وصلت الأمور إلى هذا الحد. رغم أنني لا أوافق تمامًا، لكن بما أن القرار قد اتُّخذ… فسأتبعكم.”
“شكرًا لك يا سموّ الأمير.”
أشرق وجهها، ونهض جايد من مكانه وهو يصفّق بيديه:
“إذن، سننفّذ الخطة عند منتصف الليل. تكون الحراسة عند الفجر في أضعف حالاتها.”
تساءلت مييل:
“لكن أليس من الممكن أن تكون الحراسة أقوى أيضًا؟“
فأجابها مازحًا بثقة:
“سأتصرف إن حدث ذلك.”
بدا عليه الهدوء والثقة، مما طمأنها، فأومأت قائلة:
“حسنًا، فهمت.”
قال توروي وهو ينهض:
“حتى ذلك الحين، لنستغل الوقت في الراحة. لن نحصل على نوم كافٍ الليلة.”
“أجل، أراكم لاحقًا.”
غادرت مييل نحو غرفتها مع كوسيليكو بعد أن ودّعتهم. بقي الرجلان يحدقان في ظهرها حتى اختفت، ثم تبادلا النظرات.
تمتم توروي بنبرة منخفضة:
“الكنيسة ستكونوحتمًا أكثر خطورة في الليل.”
——
ترجمة : سنو
الحسابات صارت تنحذف من الواتباد ، وإذا مالقيتو حسابي لا تلوموني فهذول الكوريين يحذفونها ، فمنشان هيك تعو تيليجرام عامله جروب انشر فيه الروايات ملفات وإذا انحذف حسابي مراح ارجع له.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 108"