وأخيرًا، استقرّت نظرة الفتى الرمادي المشوّشة على الأختين غير بعيدتين.
* * *
‘رأسي يؤلمني.’
هزّت ليريوفي رأسها قليلاً كما لو كانت تتخلّص من الصداع الذي بدأ في رأسها.
لكن الألم الحاد، كوخز الإبر، لم يتلاشَ بسهولة.
كانت هذه أعراض نمطيّة تظهر عند البقاء في مكان ملوّث لفترة طويلة.
بالإضافة إلى الصداع، كانت هناك قشعريرة، دوار، قلق، وسواس، ومشاكل جسديّة ونفسيّة تزداد خطورة.
وفي أسوأ الحالات، قد تؤدّي إلى الموت.
كما يمكن رؤيته من لون الأرض وبقع الزهور، كانت هذه الغابة الزرقاء الرماديّة قد بدأت تتلوّث بالفعل.
لكن، كان لا بدّ من المرور بها للوصول إلى الوجهة، مما يكشف عن خبث بيليغوت.
كان هذا هو السبب في تخلّي العديد من الأطفال عن محاولة الوصول إلى المنطقة الداخليّة عبر المخارج.
مثلما تصبح الأراضي المقدّسة الملوّثة أكثر خطورة كلّما اتّجهت نحو المركز، كانت هذه الأراضي الخارجيّة تزداد خطورة كلّما اقتربت من الشجرة المركزيّة حيث يوجد المخرج.
إذا كنتَ تخاف الموت، يمكنك البقاء في منطقة آمنة نسبيًا مثل منطقة الأوم.
لكن، هذا سيجعل الهروب من المنطقة الخارجيّة أمرًا بعيد المنال، مما يعني أنّ التخلّي يؤدّي إلى الموت فقط.
كان هذا اختبارًا للإرادة والشجاعة والرغبة في تحقيق ما تريد، كإعلان أنّ من لا يخاف الموت فقط هو من يستحقّ دخول برج السحر.
[ركّزي أكثر. إنّ دائرة السحر لن تستمرّ طويلًا.]
‘أنا أحاول… بجهد.’
على أيّ حال، بسبب الآثار الجانبيّة المذكورة، كان على أيّ ساحر يريد دخول الأراضي المقدّسة الملوّثة إتقان سحر الحماية الأساسي وسحر التطهير.
كان الأطفال يعتقدون أنّ سحر التطهير من دوائر السحر في صندوق الإمدادات يشبه سحر النظافة، فلم يعيروه أهميّة…
لكن، كان سحر التطهير أهمّ من سحر الهجوم للنجاة في المنطقة الخارجيّة.
لو كان هناك من يتقن هذا السحر، ولو سطحيًا، في مجموعة جايد، لكانت نسبة بقائهم قد ارتفعت بشكل كبير.
كانت ليريوفي، تحت توجيهات أودر المستمرّة، تستخدم هذين السحرين بشكل غير كامل الآن.
بفضل تعليمات أودر الدقيقة، استطاعت ليريوفي نشر درع حماية يكفي لحماية شخص واحد، وإن كان بصورة مبتدئة.
[لكن، يبدو أنّ اتّجاه سحركِ…]
كان هناك سبب لردّ فعل أودر المتردّد.
كان درع ليريوفي يستهدف كاليونا وليس نفسها.
لكن حماية أختها الفاقدة للدفاع، التي تعاني من كوابيس، كانت أمرًا طبيعيًا جدًا بالنسبة إلى ليريوفي.
ومع ذلك، كان السحر غير المألوف ينقطع بين الحين والآخر، وكان الصداع يزداد سوءًا.
“كلّ هذا خطأكِ…! أنتِ من حاولتِ خيانتي أولاً، لذا اضطررتُ إلى إلقاء اللوم عليكِ! لكن، ليس كلّ ما قلته كذبًا، أليس كذلك؟ أنتِ أيضًا أردتِ الهروب من جايد سرًا، أليس هذا صحيحًا؟!”
التعليقات لهذا الفصل " 42"