شعرت ليريوفي بقلبها يهوي فجأة، وقد كان يخفق بقلقٍ منذ قليل.
دون اكتراث بيأسها، بدأ الأطفال في قاعة الطعام بالخروج واحدًا تلو الآخر.
كان جميع من جاء بهم سحرة برج السحر الشماليّ من الخارج أيتامًا بلا أهل، وكانوا قد أُغروا بالطعام فأطاعوا الأوامر بسهولة.
“تعالي، يا كاليونا. لنخرج بهدوء قبل أن يلاحظونا.”
اختلطت ليريوفي بين الأطفال لتخرج من القاعة، ثم استغلت لحظة غفلة السحرة لتسلك طريقًا آخر بسرعة.
“ليري، انتظري لحظة!”
بالطبع، بدت كاليونا مرتبكةً من تصرّف أختها الغريب المفاجئ.
“أنتِ غريبة منذ قليل. أخبريني ما الذي يحدث؟ هل بسبب أولئك الصبية؟ هل هذا سبب رغبتكِ في المغادرة؟”
“ليس هذا.”
“إذن لماذا؟”
لكن ليريوفي كانت أكثر ارتباكًا.
“أنتِ من لا تعرف؟ هذا المكان…”
“يا فتاتان! لماذا تتسكّعان في الممر؟”
عندما فتحت ليريوفي فمها في إحباط، رنّ صوتٌ حادّ من نهاية الممر.
توقّفت خطوات الفتاتين السريعتين.
اقتربت امرأة ذات مظهر صلب ترتدي رداءً أزرق، وكان على صدرها الأيسر جناحان مطرّزان، مما يشير إلى أنّها ساحرة أعلى رتبة من الذين رافقوا الأطفال إلى القاعة.
“أليس من المفترض أن يبدأ حفل الاستقبال قريبًا؟ ألم تسمعا أنّه يُمنع التجوّل خارج القاعة حتى نناديكما؟ ألم يكن الطعام في القاعة كافيًا؟”
هل يجب أن يكون الحلم واقعيًا إلى هذا الحد؟
كانت ليريوفي تعتقد أنّ هذا المكان، حيث التقت بكاليونا مجدّدًا، هو الجنّة، لكن ربّما كانت مخطئة.
إن كان هذا عالم ما بعد الموت، فقد يكون أقرب إلى الجحيم منه إلى الجنّة.
وإلا، كيف يمكن أن تعود الأختان إلى هذا عش النمل المسمّى برج السحر الشماليّ بمحض إرادتهما؟
تذكّرت ليريوفي ذكريات الماضي المروّعة، فشعرت بالغثيان من اشمئزازٍ غريزيّ.
كلّ ما شغل ذهنها كان التفكير في الهروب مع كاليونا من هذا المكان الخطير والمقزّز بأسرع ما يمكن.
في الحقيقة، كانت ليريوفي الصغيرة تبدو كملاكٍ في عيون الجميع.
حتّى إنّ وجه الساحرة، الذي كان يحمل برودةً قاسية، خفّت حدّته قليلًا.
“حقًا…؟ إذن كنتِ تبحثين عن من يساعدكِ؟”
“لا، كنا فقط ذاهبتين إلى الحمّام لتبريد يديها بالماء البارد.”
تدخّلت كاليونا، التي كانت تراقب الوضع بقلقٍ خوفًا من أن تُعاقب أختها.
“أنا من أخرجتها. لم تكن ليري من اقترحت ذلك. لم نرد إزعاجكم، فحاولنا حلّ المشكلة بأنفسنا، لكنّنا ضللنا الطريق… إن كنتم غاضبين، فأنا آسفة.”
لحسن الحظ، تفحّصت الساحرة الأختين بالتناوب، ثم سامحتهما كنوعٍ من التساهل.
“هاه، حسنًا. سأتغاضى هذه المرّة فقط. حفل الاستقبال سيبدأ قريبًا، سآخذكما إلى مكانه. اتبعاني.”
شعرت ليريوفي بنظرات كاليونا القلقة وهي تعضّ شفتيها.
لكن، في الوقت الحاليّ، لم يكن لديها خيار سوى اتباع الساحرة.
كان الأمر غريبًا، لكن هذا الحلم بدا واقعيًا بشكلٍ مخيف، ولم تظنّ ليريوفي أنّ بإمكانها الهروب من البرج بسلام بأيّ وسيلةٍ الآن.
“ليري، هل أنتِ بخير؟”
فجأة، اشتدّت قبضة كاليونا على يدها.
ربّما انتقل قلق ليريوفي إليها، أو ربّما شعرت بشيءٍ مريب في تصرّفات الساحرة، فبدت كاليونا متوترةً وهي تهمس.
كانت أيدي الأختين مبلّلةً بعرقٍ بارد، دون أن تعرفا يد من تعرّقت.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 3"
عجبتني غيمة ذي . تصرف منطقي نوعا ما تحاول تهرب