أشار جايد بيده، فاقترب الأطفال الآخرون وربطوا ليريوفي وكاليونا.
سُرقت حقيبة الأغراض التي كانت تحملها ليريوفي بالطبع.
“آه، يا للدهشة! ما هذا؟ أفعى؟!”
كان من الطبيعيّ أن يتفاجأ أحد الأطفال الذي كان يفتّشها عندما وجايد الأفعى الميتة في حضنها.
“سأطرح عليكِ بعض الأسئلة البسيطة. إذا كذبتِ بجرأة، سأحرق أصابعكِ واحدًا تلو الآخر. هل فهمتِ؟”
أومأت ليريوفي برأسها بهدوء أمام التهديد الحادّ الذي بدا مألوفًا له.
“من أين أتيتِ؟”
“من مكانٍ ظهرت فيه علامةٌ غريبة فوق رأسي…”
“أسألكِ عن الموقع بالضبط. هل تريدين أن تجعليني أكرّر؟ أسأل فقط للتأكّد، فلا تتعبي نفسكِ بالتفكير وأجيبي.”
“…خلفي هناك ثلاث شجرات مكسورة متجمّعة. إذا اتّجهتَ يسارًا من الشجرة اليسرى ومشيت مباشرة، ستصل إلى مكانٍ به حفرةٌ كبيرة في الأرض. هناك.”
كان بإمكانها إعطاء موقعٍ خاطئ لتضليلهم، لكنّها قرّرت عدم المخاطرة.
على أيّ حال، لم يكن جايد سيصدّق كلامها بالكامل، وسيجد آثار رفاقه قبل نهاية اليوم إذا بحث في المنطقة.
لذا، كان من الأفضل أن تقدّم بعض المعلومات التي يحتاجونها كطعم.
“رفاقي ذهبوا إلى حيث ظهرت العلامة، فلا بدّ أنّهم التقوا بكِ هناك، أليس كذلك؟”
“ربما…”
“ربما؟ لِمَ إجابتكِ غامضة؟ هل إحراق إصبعٍ سيجعلكِ تتحدّثين بوضوح؟”
عبس جايد، غير راضٍ عن إجابتها، وقرّب كرة النار من يدها مهدّدًا.
لو كان شخصًا مثل الفتى ذي الشعر الأحمر، لكان إظهار الضعف مفيدًا هنا.
لكن أمام هذا الوغد، إظهار الضعف يعني أن تصبحي فريسة.
“لا أعرف شيئًا. بعد انتهاء طقس الاستقبال (من الحين حعمل بدل حفل طقس) ونقلي إلى هنا، سمعتُ فجأة أصواتًا تقترب، فهربتُ.”
حتّى مع النار أمام وجهها، بقيت ليريوفي هادئة دون أيّ أثر للخوف، فأضيق جايد عينيه.
“إذن، كيف تشرحين وجود هذه الحقيبة التي تحملينها؟”
“وجدتها ملقاةً فحسب.”
“وجدتِها؟ أين؟”
“أثناء هروبي، سمعتُ أصوات قتالٍ من الخلف، ثم ساد الهدوء فجأة. بدافع الفضول، عدتُ إلى المكان، فلم أجد سوى هذه الحقيبة ملقاة، كأنّ أحدهم أسقطها بالخطأ، ولم يكن هناك أحد.”
أضافت ليريوفي أنّها أخذت الأغراض لأنّها بلا مالك.
“إذن، تقولين إنّكِ لم تؤذي رفاقي ولا تعرفين ما حدث؟ وتتوقّعين منّي تصديق ذلك؟”
“قلتُ الحقيقة فقط.”
نظر جايد إليها من الأعلى إلى الأسفل كأنّه يقيّمها، ثم انتقلت عيناه إلى كاليونا بجانبها.
“تشبهان بعضكما. هل أنتما أختان؟”
“…”
“يبدو أنّكما مقربّتان، إذ لم تتخلّي عنها حتّى في هذا الوضع.”
تشوّهت الندبة على فم جايد بابتسامةٍ ماكرة.
“جميل، أختان متعاطفتان.”
ثم أمر رفاقه: “خذوهما معًا.”
* * *
“ادخلا!”
“آه!”
جُرّت ليريوفي مقيّدة مع مجموعة جايد وأُلقيت في مكانٍ ما.
“آه!”
“مجدّدًا، أُسروا.”
“هذه المرّة اثنتان…”
عندما رفعت رأسها لهمساتٍ خافتة، التقت عيناها بأعينٍ تراقبها.
اختلط الخوف والشفقة والراحة في أعينٍ عديدة، ثم تحوّلت الأنظار بعيدًا كأنّها تتجنّبها.
كان المكان الذي جُرّت إليه كهفًا طينيًّا مفتوحًا من الأمام والخلف.
في الأمام، فتحةٌ متوسطة الحجم تتطلّب الانحناء للدخول، وفي الخلف، فتحةٌ صغيرة مغطاة بشكلٍ عشوائيّ لكن يمكن الزحف من خلالها.
ربما اختاروا هذا المكان عمدًا لتسهيل الهروب في حالات الطوارئ.
كان الداخل أوسع بكثير من المكان الذي أخفت فيه كاليونا والفتى ذي الشعر البنيّ.
في زاويةٍ منعزلة حيث أُلقيت ليريوفي، كان هناك ثلاثة أطفال بمظهرٍ رثّ.
لم يكونوا مقيّدين مثلها، لكنّهم كانوا يتكوّمون عند الجدار بوجهٍ مكتئبٍ وخائف.
اثنان منهم كانا مصابين بجروحٍ متفرّقة، وكان لدى الثالث طفحٌ جلديّ كأنّه يعاني من حساسيّة.
[هل هذا الوضع على ما يرام؟]
شعر الصوت في رأسها بالقلق من الوضع غير الطبيعيّ وسأل بهدوء.
حاولت ليريوفي رفع جسدها المقيّد وأجابت باختصار.
‘ليس جيّدًا.’
[لِمَ لا يزال هذا الفتى هنا، رغم أنّه يعرف استخدام السحر؟ ما هي شروط الخروج من هذا المكان؟]
‘هذا…’
بينما كانت ليريوفي على وشك الردّ على الصوت الممزوج بالاستياء والشك، اقتربت فتاةٌ من الزاوية بحذر.
“آه… هل أنتِ بخير؟ تبدين متعبة، دعيني أساعدكِ على النهوض.”
توقّفت عينا ليريوفي على فتاةٍ بشعرٍ برتقاليّ قصير، عليها آثار كدمات على وجهها وجسدها.
للحظة، ارتجفت عيناها كأنّها رأت شيئًا مألوفًا.
“…شكرًا. هل يمكنكِ جعل أختي تستلقي بشكلٍ مريح؟”
“آه، بالطبع.”
تفاجأت الفتاة من هدوء ليريوفي رغم كونها غريبة في مكانٍ كهذا، لكنّها سرعان ما بدت فضوليّة وسألت وهي تنظر إليها بحذر:
“هل أُسرتِ وأنتِ مع أختكِ فقط؟”
“نعم.”
“حسنًا… لا بدّ أنّكِ تفاجأتِ بجرّكِ إلى هنا هكذا؟”
“نعم.”
“هل أصبتِ في مكانٍ ما؟”
“نعم.”
لكن على عكس إجاباتها، بدت ليريوفي خالية من أيّ انفعال، فتوقّفت الفتاة عن الكلام كأنّها أُسكتت.
“اممم، ما اسمكِ؟ وكم عمركِ؟ أنا ميلينا، أبلغ من العمر أربعة عشر عامًا.”
استعادت الفتاة رباطة جأشها وبدأت تقدّم نفسها دون أن يطلب منها أحد.
“الاثنان هناك، الذي على اليسار اسمه كارم، والذي على اليمين فينيس. آه، قد يبدو فينس مخيفًا، لكنّه لا يعاني من مرضٍ معدٍ، فلا داعي للقلق.”
بالطبع، لو كان مرضًا معديًا، لكانت مجموعة جايد قد تخلّصت منه منذ زمن.
نظرت ليريوفي إلى الثلاثة بناءً على تعريف ميلينا.
كارم، فتى نحيف بشعرٍ رماديّ قصير وملامح عصبيّة.
فينيس، فتى سمين بشعرٍ بنيّ كثيف يبدو مكتئبًا.
وميلينا، فتاة خجولة بشعرٍ برتقاليّ قصير ونمشٍ على وجهها.
من بينهم، كانت ميلينا الوحيدة التي لا تزال عالقة في ذاكرة ليريوفي بوضوح.
[همم؟ هذه الفتاة لا تبدو مميّزة بأيّ شكل، فلِمَ؟ يبدو أنّ شخصيّتها ليست سيّئة. هل كنتِ صديقتها عندما كنتِ في هذه المجموعة سابقًا؟]
كان هذا استنتاجًا سخيفًا.
سبب بقاء ميلينا في ذاكرة ليريوفي كان…
-“أ-أقول، لكن… أنتِ أيضًا، لا تقولي إنك وقعتِ في حب جايد، صحيح…؟”
-“…….”
-“مـ-مع أنه لا عجب لو أُعجِب به أحد، فجايد رائعٌ فعلًا… لكن جايد ليس لشخصٍ واحد فقط، إنّه للجميع. لذا التعلق به أكثر من اللازم سيجرّ لكِ المتاعب… ستؤذين نفسكِ فقط. من الأفضل أن تتخلي مبكرًا عن مشاعرٍ لن تتحقق. تفهمين قصدي، أليس كذلك؟”
السبب هو أن ميلينا كانت مهووسةً بجايد إلى حد العمى، لدرجة أن ذوقها في الرجال لا يتجاوز باطن قدميها.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات