‘قلتَ إنّ كاليونا ليست في خطرٍ كبير الآن، أليس كذلك؟’
[نعم.]
‘هذا مطمئن… لكن، ما قصّة “الكأس المكسور” التي ذكرتها؟ لِمَ ناديتَ كاليونا بهذا الاسم؟’
بينما كانت ليريوفي تسأل عن شيءٍ يشغل بالها منذ حفل الاستقبال، لم تفهم شيئًا بعد.
وكان الجواب الذي تلقّته صادمًا أكثر ممّا توقّعت.
[يبدو أنّ هذا المصطلح لم يعد مستخدمًا هذه الأيّام؟ الأشخاص مثل أختكِ، الذين يعانون من عدم القدرة على تجميع المانا بشكلٍ فطريّ، يُطلق عليهم “الكأس المكسور”. يُعرف هذا أيضًا باسم خلل نواة المانا الفطريّ أو فقدان المانا.]
أنكرت ليريوفي ما سمعته بعنفٍ وردّ فعلٍ فوريّ.
‘هذا مستحيل! كاليونا كانت مرشّحةً لتكون سيدة برج السحر القادمة، وكانت الأولى على القائمة. هي عبقريّة القرن! كيف تكون مصابةً بخللٍ في نواة المانا؟ هذا لا يُعقل!’
كم عدد الألقاب الرنّانة التي رافقت اسم كاليونا؟
ساحرة البرق الأسود.
سيّدة السحر المتفجر.
أسرع من اخترق الطابق الخمسين.
تلميذة سالومي، الساحرة العظيمة من الدرجة السابعة التي اشتهرت برفضها قبول التلاميذ، والوحيدة التي اعترفت بها.
عبقريّة بين العباقرة، بلغت الدرجة الخامسة في سنّ العشرين.
وغيرها من الألقاب العديدة، كلّها إنجازات حقّقتها في عشر سنوات فقط منذ دخولها برج السحر الشماليّ.
[حسنًا، حتّى لو كان ذلك قبل عودتكِ بالزمن، لا يمكن أن تكون حالة أختكِ مختلفة… إذا كان شخصٌ لا يملك الإمكانات قادرًا على إظهار قدراتٍ استثنائيّة، فلا بدّ أنّ متغيّرًا كبيرًا قد حدث وقتها له.]
كانت نبرة الصوت وكأنّها تتكهّن، لكن لم يبدُ أنّها تجهل شيئًا.
[متغيّرٌ كبيرٌ بما يكفي ليجعل المستحيل ممكنًا.]
بل بدت النبرة الساخرة تحمل معنى عميقًا لا تستطيع ليريوفي استيعابه الآن.
[على أيّ حال، ستصلين إلى الحقيقة بعد فترةٍ من الوقت.]
ثم اختفى الصوت من رأسها، كأنّه لا ينوي قول المزيد.
حاولت ليريوفي السؤال مرّات أخرى، لكن دون جدوى، فأغلقت فمها مكرهة.
بوجهٍ متجهّم، حملت كاليونا على ظهرها واستأنفت السير نحو وجهتها، وأفكارها في حالةٍ من الفوضى.
كيف يمكن أن تكون ساحرةٌ عظيمة مثل كاليونا تعاني من نواة مانا ناقصة؟ ما هذا الهراء؟
مهما فكّرت، لم تستطع تصديق ذلك.
ربما أخطأ صاحب الصوت في شيء ما؟
كان هذا محتملًا جدًّا.
نعم، إنّه كائنٌ جاهلٌ لا يعرف حتّى عن الأوم الذي يعرفه الأطفال الرضّع!
[لحظة! هل سمعتُ للتو شيئًا وقحًا؟]
‘ماذا؟ هل عادت إليكَ رغبة الكلام؟ يبدو أنّكَ لا تفتح فمك إلّا عندما تسمع شيئًا مزعجًا!’
[أيتها الوقحة الصغيرة، كم مرّة تجاهلتِني بهذا الشكل؟ هل تعتقدين أنّكِ تعرفين من أنا لتتكلّمي بجرأة هكذا؟]
‘لا يهمني. مادمت فتحت فمك، أكمل الحديث عن أختي.’
[يا لها من وقاحة تستحقّ أن تُسحق…!]
بينما كانتا تتجادلان، لم تلحظا الحركة المشؤومة التي اقتربت.
و فجأةً!
“أنتِ هناك، لا تتحرّكي.”
جاء تحذيرٌ بارد من الخلف، كأنّه طوقٌ يلتفّ حول عنق ليريوفي.
تجمّدت غريزيًّا، وتبعه صوتٌ أكثر تهديدًا.
“ضعي من تحملينه على الأرض، واركعي. ارفعي يديكِ فوق رأسكِ. أيّ حركة مريبة، وسأحوّلكِ إلى دجاجةٍ مشوية.”
تدحرجت قطرة عرقٍ على ذقنها.
لم يكن ذلك مجرّد ردّ فعلٍ للتوتر أو الخوف. فقد شعرت فعلًا بارتفاع حرارة الجو فجأة.
“…”
برَدت عينا ليريوفي.
على الرغم من محاولتها الإسراع، كانت متأخّرة.
هل كان بإمكانها تجنّب هذا لو تحرّكت أسرع، أو لو بقيت في مكانها السابق أطول؟
لا…
كان مجرّد مسألة وقت. في هذه الحالة، كانت ستقع في الأسر بأيّ طريقة.
لم تقاوم ليريوفي.
امتثلت للأوامر، واقتربت خطواتٌ منها.
في الوقت نفسه، تحرّك ضوءٌ ساطعٌ لدرجة إصابة العين بالعمى نحوها.
أغمضت عينيها للحظة ثم فتحتهما، فرأت كرة نارٍ مشتعلة تطفو في الهواء.
كان لديه ندبةٌ طويلة على جانب فمه، ونظر إليها بنظرةٍ ماكرة وقال: “هوو.”
“من مظهركِ، لا يبدو أنّكِ هنا منذ زمنٍ طويل. هل أنتِ من الوافدين الجدد؟”
“…”
“كنت أفكّر أنّ موعد حفل الاستقبال السنويّ قد اقترب. لكن أن تكوني واعيةً وبحالةٍ جيّدة، يبدو أنّ لديكِ تقاربًا قويًّا مع المانا.”
ومض بريقٌ في عينيه المشتعلتين بالنار.
“حسنًا، هذا شيء، لكن تلك الحقيبة التي تحملينها تبدو مألوفة جدًّا.”
كانت تأمل ألّا تلتقي بهم، لكن يبدو أنّ التاريخ يعيد نفسه.
“أين رفاقنا الذين التقيتِ بهم؟ إذا لم تردّي الآن، سترين مصيرًا سيّئًا.”
كان جايد، زعيم المطاردين الذين ابتلعهم الأوم الأبيض، الشيطان الأوّل في المنطقة الخارجيّة الذي أصبح كابوس ليريوفي في حياتها السابقة.
* * *
“ليري! هل أنتِ بخير؟ ظننتُ أنّكِ ستُصابين بسوء…!”
في الماضي، في هذه الفترة من حياتها الأولى، استيقظت ليريوفي بعد أيّام من فقدان الوعي بسبب حفل الاستقبال، وسط دموع كاليونا.
كانتا قد أصبحتا جزءًا من مجموعة جايد.
بل، لنكون أكثر دقّة، أصبحتا “عبيدًا” لمجموعة جايد.
لم يكونا وحدهما، بل كان هناك عشرة أطفال آخرين شاركوا في الحفل ذاك.
يقال إنّ مجموعة جايد ظهرت فور وصولهم إلى المنطقة الخارجيّة، وأخذتهم وهم لا يعرفون شيئًا.
كان جايد من أطفال الدفعة السابقة التي خضعت للطقس قبل عام، لكنّه، لسببٍ ما، لم يذهب إلى المنطقة الداخليّة وبقي عالقًا في الخارجيّة.
“أن تلتقي بنا فور وصولكِ إلى المنطقة الخارجيّة، أنتِ حقًا محظوظة. نحن ناجون هنا منذ أكثر من عام، ونعرف كيف نجتاز اختبار المنطقة الخارجيّة. أن نحميكم ونطعمكم، رغم أنّكم عديمو الفائدة، أيّ عملٍ تطوّعيّ هذا؟”
كان يردّد مثل هذه الترهات كلّما سنحت الفرصة.
لكن لم يكن أحد من الأطفال، مثل ليريوفي، يعتبر الانضمام إلى مجموعة جايد حظًا.
بل كان كابوسهم وبؤسهم.
“أنتم، تحرّكوا بسرعة! إذا كنتم تملكون ذرّة من الضمير، يجب أن تقدّموا الحدّ الأدنى من العمل!”
كان السبب أنّ جايد استخدم الأطفال الذين وقعوا تحت سيطرته كأدوات لاستكشاف المخاطر.
المنطقة الخارجيّة مليئة بالأماكن والكائنات الخطرة.
أُرسل طفلٌ لعبور جسرٍ متداعٍ فوق مستنقع، فانهار الجسر وذاب جسده في المستنقع.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات