أدركتُ أن المجادلة لا جدوى منها.
من خلال حواري مع مافيوس، علمتُ أنه ليس إنسانًا، وربما لهذا كان يتحدث بجرأة أحيانًا.
يجرح دون اكتراث، أو يطلبُ دون الأهتمام.
والآن أيضًا، وضع علامة على رقبة الطفل دون أي شعور بالذنب…
‘هاه، لا مفر من ذلك، أليس كذلك؟’
بالمناسبة، ما اسم ذلك الطفل؟
استعدتُ في ذهني حواري مع مافيوس أثناء عقد صفقتنا.
* * *
“في الحقيقة، حماية ذلك الشخص هي مسألة ثانوية. الحقيقة أن قوة عظيمة كانت تسكن آلة تتحكم بمعدل التناسخ قد سُرقت بعد وقوع تلك المشكلة مباشرة.”
“سُرقت؟!”
“تحدثي بهدوء، نعم، سُرقت. القوة العظيمة لم تُرد بعد، رغم أن الجاني أُلقي القبض عليه وسُحب إلى إيڤيرو.”
“لكن ما علاقة ذلك؟”
“نشعر بالقوة متواجدةً في آومور، المكان الذي ستذهبين إليه قريبًا، يا آنسة إيون. كل القوى الخمس التي كانت مثبتة في الآلة.”
“كلها؟”
“يبدو أنه ألقاها في آومور قبل أن يُقبض عليه. كان تابعًا لي قبل أن يصبح مجرمًا.”
انخفض صوت مافيوس إلى همس كصوت بعوضة وهو ينحني.
“لذلك توقفت الآلة عن العمل الآن، مما يؤخر عملية تناسخ الناس تدريجيًا. كل ما عليكِ فعله هو العثور على تلك القوى الخمس، التي نسميها ‘الريشات’، وتسليمها لي.”
“أنا من يجب أن يجدها؟”
“نعم. لا أستطيع الذهاب بنفسي، لكنني أشعر بمواقع الريشات، لذا ما عليكِ سوى اتباع تعليماتي. الأمر ليس صعبًا. وحتى تجدينها جميعًا، احمي ذلك الشخص. إذا قبلتِ عرضي، سأدعمكِ أيضًا.”
“… وإن رفضتُ؟”
“إذا رفضتِ طلبي، سترسلين، يا آنسة إيون، إلى حياتكِ الجديدة بمليون عملة ذهبية فقط، وستضطرين للأعتماد على نفسك وتولي أموركِ من الصفر.”
“…….”
“وسيعيش ذلك الشخص في عذاب أكبر من عذابكِ، ليموت قبل أن يبلغ العاشرة.”
“… ماذا؟”
“لقد تحمل كارما شخص ارتكب شرورًا أكبر بكثير من ذلك الشخص الذي تحملتي الكارما الخاصة به. وبالطبع، لن تحصلي على دعمي أيضًا.”
توقفتُ عن الرد وانتفضتُ مفزوعة.
“مـ.. مهلًا. إذا كان سيموت قبل العاشرة، فكم عمره الآن؟”
ظهرت فجأة ورقة غريبة في يده، وعرضها أمامي كأنه يتباهى وقال:
“كاليستو رينتاين. عمره الحالي سبع سنوات. الطريق أمامه طويل بعض الشيء.”
طفل صغير كهذا سيموت بعد ثلاث سنوات؟
نهضتُ فجأة.
كيف يستطيع الحفاظ على تعبير هادئ كهذا؟
طفل في السابعة يحمل كارما شخصٍ شرير جدًا!
بل قال إن كارما ذلك الشخص قد وصلت إلى أعلى مستوى!
ألن يذهب إلى الجحيم بعد موته؟
أو يصبح مثلي!
لم أستطع كبح استيائي وتنفستُ بغضب.
* * *
‘إذن، سأراقب الوضع أولًا.’
يبدو أن كاليستو يعيش في هذه المنطقة، وبما أنني أستطيع تتبع موقعه، لن أحتاج إلى مراقبته أكثر اليوم.
‘عندما يتواصل معي مافيوس مجددًا، سأجده حينها.’
بينما أفكر هكذا، استرد كاليستو أنفاسه، نهض وهو ينفض الغبار عن نفسه، وبدأ يسير مبتعدًا.
حين حاول السيد وايت متابعته، أمسكتُ يده لأوقفه.
“الآن، أعتقد أنه من الأفضل تركه وشأنه.”
“ألا نحتاج إلى مراقبته؟ ملابسه مبللة بالماء.”
“سيكون بخير. إذا ساعدناه أكثر، قد يظن أننا سنطلب مقابلًا، فيصبح أكثر حذرًا.”
“…….”
لم يرد، فالتفتُ لأنظر إلى السيد وايت.
كان ينظر إليّ بعينين غامضتين.
“لماذا تنظر إليّ هكذا؟”
“… لا شيء، يا صغيرتي. فقط، تتحدثين كمن مر بذلكَ.”
ارتجفتُ وهززتُ رأسي.
“آه، فقط سمعتُ ذلك من مكان ما.”
في الحقيقة، ما قاله مافيوس بعد ذلك هو ما دفعني لقبول هذا الأمر أكثر.
– لهذا أطلب منكِ ذلك، يا آنسة إيون. أود لو أستطيع حل كل شيء بنفسي، لكنني لستُ إنسانًا، ولا يمكنني التدخل في شؤون العالم. لن يمر وقتٌ طويل حتى موعد موته في العاشرة.
“……”
– كان من المفترض أن تُعاد تهيئة معلوماته مع موته في العاشرة، لكن إذا ساعدتِنا في إعادة كل شيء إلى نصابه حتى ذلك الحين، سيتحرر هو وأنتِ أيضًا وستحصلين على تعويض يتيح لكِ عيش حياة مترفةٍ مدى الحياة، أليس ذلك رائعًا؟
“ألم تقل إن هناك خطأ؟ فليصل من أخطأ هذا الخطأ إذن.”
عندها، أظهر مافيوس ابتسامة ساخرة وغامضة.
“هل تعرفين لماذا تواجد عالم مثل آومور؟”
“لماذا؟”
“لا أعرف، لن تستطيعي الفهم على أي حال.”
“… ماذا؟”
“لكن ما يجب أن تعرفيهِ معاناتكِ، أو معاناة ذلك الشخص الذي ستنقذينه، ليست شيئًا تستطيعين من فهم أسبابة، ولا حتى انا، لذا لا نستطيع التدخل بتهور.”
“هـ- هذا، غير عادل.”
دون وعي، شددتُ قبضتي.
لم ينتبه مافيوس إلى يدي المشدودة.
فجأة، تحرك بصخبٍ، غطى وجهه بيده،
وفركه كمن يغسل وجهه، ثم تنهدَ.
“لكنني، أشرف على آومور مباشرة، لا أستطيع الوقوف مكتوف الأيدي. لستُ إنسانًا، لكنني لستُ عظيمًا أيضًا لكي اتحكم بكل شيء، فكيف أرى البشر يموتون هكذا؟”
“…….”
“مع ذلك، من بين آلاف، بل عشرات الآلاف الذين يموتون ويولدون يوميًا في آومور، اكتشاف مثل هذه الأخطاء نادرٌ جدًا.”
“إذن، هذا ما يعنيه الأمرُ؟”
“بالضبط. إنها فرصة ذهبية لإنقاذ شخص مثلكِ، يا إيون. الوقت محدود. ما رأيكِ؟”
كنتُ بحاجة إلى وقت للتفكير لإتخاذ القرار، لكن الوقت الضيق جعلني أعض شفتيّ بتوتر.
لقبول الأمر، كنتُ بحاجة إلى مبرر يعوض كبريائي.
يمكنني اعتباره مجرد مهمة بسيطة…
وبعد لحظات، فتحتُ فمي.
“امنحني المزيد إذن.”
“هذا مستحيل. خمسون مليون عملة ذهبية هو الحد الأقصى الذي يمكنني دعمكِ به دون أن يُكتشف…”
“إذن أرفض. أنا أعرف كل شيء، أليس كذلك؟ هذا أمر خطير جدًا! ضاعفه.”
“سيظل هذا صعبًا، لكن يمكنني تقديم دعم آخر.”
“قلتُ رأيي بالفعل.”
وهكذا، من مليون عملة ذهبية إلى مئة مليون، حدث ذلك.
بينما أتذكر هذا، شددتُ قبضتي دون وعي مجددًا، لكن صوتًا لطيفًا جانبي قاطعني.
“ألا يجب أن نجفف ملابسه على الأقل؟”
ملابس… بالفعل، كان الماء يتقاطر من كاليستو وهو يبتعد.
كان مبللًا لدرجة أنه لن يجف حتى الليل.
“… هل تستطيع فعل ذلك أيضًا؟”
“بالطبع. أنهُ أمر بسيط.”
فرقع السيد وايت أصابعه، فجفت ملابس كاليستو في لحظة.
توقف كاليستو متعجبًا.
نظر إلينا من بعيد، ثم استدار وركض مبتعدًا بسرعة.
كأنه يهرب منا.
نظرتُ إلى كاليستو وهو يركض بعيدًا.
‘إنه حقًا مثلي.’
كنتُ كذلكَ أيضًا.
لم يكن لدي من يجفف ملابسي، لكن على الأقل جففنا ملابسه، وهذا جيد.
“هل نذهب الآن؟”
انحنى السيد وايت ليلتقي بعينيّ وسألني.
كان محقًا.
إذا بقينا أكثر، سيهبط الليل قريبًا.
قدماي تؤلمانني، وأنا مرهقةٌ أيضًا.
اليوم هو بداية حياتي الجديدة،
لكنه كان متعبًا للغاية.
احتضنتُ آلة السحب الكبيرة وركضتُ بجدٍ، كدتُ أتعرض لحادث عربة، تناولتُ طعامًا باهظًا وفاخرًا، وأنقذتُ كاليستو.
نظرتُ خلسة إلى السيد وايت.
‘والتقيتُ بأب… غريب.’
مجرد التفكير بكلمة “أب” في داخلي جعلني أشعر وكأن الدغدغة تنتشر في جسدي.
فركتُ صدري بقوة دون سبب.
شكرته من قبل، لكن يجب أن أفعل ذلك بطريقة لائقة.
“شكرًا لمساعدتكَ اليوم. حقًا.”
استدرتُ بالكامل نحو السيد وايت وانحنيتُ بأدب.
عندما رفعتُ رأسي، كان ينظر إليّ بدهشةٍ.
مددتُ يدي وسحبتُ يده المتجمدةَ.
“هـ.. هيا نذهب الآن حقًا.”
كنتُ محرجةً وأشعرُ بالدغدغة لدرجة الموت.
“آه.”
كان هناك شيء آخر متبقٍ.
“بقي شيء واحد آخر.”
تركتُ السيد وايت ينظر إليّ بفضول،
واستدرتُ بسرعةٍ إلى الخلف.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات