“الليلة الماضية ، تسبب مساعدو المختبر في انفجار بسبب سوء التعامل مع بلورة العنصر. نتيجة لذلك ، تضررت جزء كبير من بيانات الأبحاث و سجلات التجارب لثلاثة أشهر”

“يا للأسف”

كنتُ على وشك إلقاء نظرة على إحدى الأوراق المتناثرة عندما: “مهلاً! ما الذي تلمسينه الآن؟”

صرخ ساحر بنبرة عصبية.

تفاجأتُ و اعتذرتُ على الفور: “آه ، أعتذر. أنا فريجيا فيوليت ، سأعمل كسكرتيرة للدوق”

“سكرتيرة؟ حتى لو كنتِ كذلك ، امرأة في برج السحر …”

نظر إليّ الساحر من الأعلى إلى الأسفل بوقاحة.

“قد يبدو السحر براقًا و جميلًا بالنسبة لكِ ، لكنه كله رياضيات. رياضيات”

كانت نبرته مليئة بالازدراء.

حتى في الإمبراطورية المحافظة ، كان السحرة مجموعة محافظة بشكل خاص.

‘حتى في الأكاديمية ، كان أساتذة كلية السحر يستبعدون الطالبات علنًا’

لم أشعر بالارتباك لأنني اعتدت على هذا.

فجأة ، جاء صوت قاس من مصدر غير متوقع: “إذن ، هل تسبب شخص متميز مثلك في هذه الكارثة لأنه لم يستطع التعامل مع عنصر واحد؟ يجب أن تكون ممتنًا لأن الدوق في رحلة عمل. لقد أُضيف يوم إلى حياتك”

أطلق آرون سيلًا من الكلام اللاذع.

على الرغم من مظهره اللطيف ، كان بالفعل أقرب مساعدي الدوق.

‘بالمناسبة ، كنتُ أتساءل لمَ لا أراه ، لكن يبدو أن الدوق كرويتز ليس هنا الآن’

أغلق لسان الساحر بعد هجوم آرون.

استغللتُ الفرصة لألقي نظرة أخرى على الأوراق.

بسبب الحرق ، كان من الصعب فهم نصفها.

بينما كنتُ أحدق بعيون متجعدة ، فجأة ، شعرتُ و كأن ضوءًا أضاء في ذهني.

‘مهلاً؟’

يبدو أن …

[منقذتي! منقذتي! هذا!]

قفز بيبي بحماس في جيبي. أومأتُ برأسي.

‘أليس كذلك؟ هناك نمط ، أليس كذلك؟’

رأيتُ نمطًا في البيانات المدخلة في الأوراق.

المشكلة هي أن عدد البيانات التي يجب إدخالها لفهم النمط بشكل صحيح …

نظرتُ إلى كومة الأوراق المتضررة من الانفجار بعيون مرهقة.

كانت كثيرة جدًا.

[منقذتي! هذا سيكون عملًا شاقًا للغاية!]

‘بالفعل.’

لكن من أنا؟

خلال ست سنوات في الأكاديمية ، لم أكن مجرد مغفلة عادية.

‘كنتُ مغفلة مليئة بالإصرار و العزيمة’

مليئة بالعزيمة لجعل خطيبي الأول!

‘لم يكن السهر ليالٍ من أجل هذا الهدف شيئًا بالنسبة لي’

… ليس أنني أفتخر بذلك ، بالطبع.

على أي حال ، دعينا نجرب.

حتى مع مساعدة بيبي ، لا أستطيع ضمان الانتهاء قبل عودة الدوق.

لكن إذا بذلتُ قصارى جهدي ، قد أحصل على فرصة لطلب ‘سلفة’؟

[منقذتي المسكينة! يجب أن تتدحرجي بهذا الشكل … كيف يصادر عمك حتى تكاليف الطعام! عمك حقًا سيء!]

‘بيبي ، عليك أن تتدحرج معي’

[عم قمامة!]

“حسنًا ، الآنسة فيوليت ، لا داعي للإجهاد ، فقط تصفحي الأمور. بما أن هذا ليس يوم عمل رسمي ، يمكنكِ المغادرة دون تقرير”

بفضل كلام آرون المباشر ، تمكنتُ من فحص الأوراق دون إزعاج.

“ما هذه الفتاة؟”

“لا أعرف ، تقول إنها سكرتيرة. ماذا تعرف عن الأرقام لتتصرف هكذا؟”

“سكرتيرة؟ لو كانت سكرتيرة ، يجب أن تعتني بأمور الدوق … دعها ، ستتوقف قريبًا”

كلما سمعتُ أصواتهم ينتقدونني ، كان قلبي ، كمواطنة عادية ، يخفق و أشعر بالحرج.

[منقذتي! خرجت نتائج الحساب!]

بفضل تذكير بيبي المستمر ، تمكنتُ من التركيز على الأوراق بسرعة.

“آه ، أشعر أنني سأموت. لم آكل طوال اليوم ، و معدتي تحترق”

“أنا أيضًا. قالت أمي إن دخول برج السحر سيجعل الفتيات يصطففن من أجلي و ستزدهر حياتي ، لكن ما هذا … لن أتزوج ، بل سأموت من الإرهاق قبل أن أحب”

“لنذهب لتناول الطعام. لم أعد أتحمل”

عندما استعدتُ وعيي ، كنتُ وحدي في غرفة الأوراق.

حتى غروب الشمس ، و صعود القمر و غروبه مرة أخرى ،  

لم تنطفئ أنوار غرفة الأوراق.

* * *

“لقد ارتكبنا خطيئة عظيمة!”

“نعتذر حقًا ، سيدي الدوق!”

انحنى السحرة بلا توقف.

“لكننا سنحاول بأي شكل استعادة كل شيء بأسرع ما يمكن-“

“استعادة؟”

نظر كايين إليهم ببرود.

“بدلاً من إضاعة الأكسجين الثمين ، لمَ لا تقفزون جميعًا من أعلى البرج؟ قد يساعد ذلك في الاستعادة”

“هي ، هييك”

“تك”

نقر كايين بلسانه و صرخ بحدة: “اخرجوا”

“سيدي الدوق … لقد بذلنا قصارى جهدنا حقًا-“

“ألم تسمعوا أمري بالخروج؟ هل آذانكم مسدودة؟ هل أنظفها بنفسي؟”

تحركت يد كايين نحو سيفه عند خصره.

يقال إن لا أحد يرى ذلك السيف يُسحب و يعيش! تذكر السحرة سمعة كايين السيئة و ارتجفوا.

“آه!”

“نعتذر! سنخرج الآن!”

‘أغبياء.’

نظر كايين إلى ظهور السحرة و هم يفرون في حالة ذعر ، ثم محى تعبيره و غرق في كرسيه.

ضغط على صدغيه.

تك—!

استمر ألم كمن يطرق جمجمته بمطرقة.

كان ألمًا سيجعل شخصًا عاديًا يصرخ و يغمى عليه.

‘يزداد الأمر سوءًا.’

نقر كايين بلسانه بضجر و أشعل سيجارة.

هوو—

مع نفث الدخان الأبيض الكثيف ، استرخَ عبوسه تدريجيًا. 

تدلت ساقاه الطويلتان و القويتان على الكرسي بكسل.

لو رأى طبيبه الخاص ذلك ، لأمسك برقبته.

‘أرجوك! فكر في صحتك. قلل من الإرهاق أيضًا! يجب أن تحقق التوازن بين العمل و الراحة!’

مع مساعدين بهذا السوء ، ما التوازن الملعون الذي يتحدث عنه؟

كانوا أطفالًا مدللين يعرفون فقط حفظ نطاق الاختبار ، لكنهم لا يستطيعون حتى إعداد وجبتهم الخاصة.

كان برج السحر مليئًا بهؤلاء الأغبياء.

“ربما يجب أن أفجره؟”

تفاجأ آرون من تمتمة كايين. عندما رأى أصابعه تتحرك كما لو كانت ستنقض ، اصفرّ وجه آرون.

“سيدي ، أعطهم فرصة أخرى!”

“أمزح”

‘عندما تقول شيئًا كهذا ، سيدي ، لا يبدو مزحة!’

صرخ آرون داخليًا بينما ضحك كايين و نهض.

“حسنًا ، لنذهب و نرى الفوضى التي تسببت فيها حشراتي الأليفة”

“ستذهب مباشرة؟ ربما تأخذ نفسًا عميقًا أو تمارس التأمل الخفيف أولاً … لا ، لا شيء”

أغلق آرون فمه تحت نظرة كايين و تنهد سرًا.

‘إذا رأى حالة غرفة الأوراق … هذه المرة ، قد يطير رأس أو اثنين من السحرة’

إضافة تنظيف الجثث إلى قائمة المهام اليومية هي آخر شيء يريده.

تبع آرون كايين بخطوات سريعة ، متمنيًا أن يكون السحرة قد نظفوا شيئًا ولو قليلًا.

كانت غرفة الأوراق صاخبة.

“لا ، كيف تتعاملون مع الأوراق بهذه الطريقة!”

“آه ، لقد وقعنا في مشكلة. الدوق قادم قريبًا …”

كان العديد من السحرة يحيطون بفتاة و يشيرون إليها.

عندما رأى آرون وجه الفتاة التي تقف في المنتصف ، ممسكة بكومة من الأوراق و منحنية الرأس ، فتح فمه بدهشة: “الآنسة فيوليت؟”

عند سماع صوته ، استدار السحرة و ارتجفوا.

“آه ، سيدي الدوق!”

“هيب”

نظر كايين إلى السحرة المرتبكين ببرود.

كانت الفتاة المحاصرة بينهم وجهًا يعرفه.

فريجيا فيوليت.

السكرتيرة الجديدة التي تم توظيفها بعد فترة طويلة.

‘سمعتُ أن يوم عملها الرسمي يبدأ غدًا ، فلماذا هي هنا؟’

من الوضع ، يبدو أنها فعلت شيئًا لم يُطلب منها ، مما جعلها محط انتقاد السحرة.

على أي حال ، سواء أفسدت الوافدة الجديدة الأوراق أم لا ، لم تكن حشراته الأليفة لتنظف بشكل صحيح ، لذا كان الأمر نفسه بالنسبة لكايين. لكن تصرفات السحرة ، الذين تسببوا في المشكلة ثم انتقدوا الوافدة الجديدة ، أزعجته.

فسر أحد السحرة صمت كايين بشكل خاطئ و أشار إلى فريجيا: “لقد استعدنا 13% من الأوراق بصعوبة أمس ، لكن هذه السكرتيرة الجديدة عطلت الترتيب!”

“يا له من إزعاج … بما أن الدوق هنا ، يجب على الآنسة السكرتيرة الجديدة أن تشرح بنفسها!” 

كان الجو يدفع فريجيا لتكون كبش فداء.

كان آرون ، المذهول من وقاحتهم ، على وشك التدخل عندما: “أنا …”

رفعت فريجيا رأسها و فتحت شفتيها المرتجفتين بصعوبة.

“لقد استعدتهم جميعًا”