كما قال الكتكوت ، فيليكس قد ركب بالفعل على طريق الورود. لن يكون من السهل إسقاطه.

ما لم أقم بتدمير فوضويّ و مبتكر حقًا …

أمسكتُ رأسي و فكّرتُ بعمق.

كما قال الكتكوت ، أنا مغفّلة ، خادمة ، ممسحة أقدام.

عشتُ حياتي كلّها بشكل سلبيّ ، خجولة ، مرتبكة ، أنظر إلى آراء الآخرين فقط.

‘التدمير الفوضوي ، كيف أفعل ذلك؟’

حتّى لو وضعتُ خطة بعناية ، في الواقع ، سيبدأ صوتي بالارتجاف مثل الماعز ، و سيرتجف جسدي و أفشل.

في تلك اللحظة: [منقذتي ، هل لديكِ هموم؟]

اقترب الكتكوت و هو يميل رأسه.

“كتكوت”

التفتُّ إليه بحدّة.

“قلتَ إنّكَ ستجعل حياتي أكثر راحة و كفاءة ، أليس كذلك؟”

[صحيح!]

“هل يمكنكَ مساعدتي في التدمير الفوضوي؟ أعني ، مثل الشريرة”

[هذا …]

لأوّل مرّة ، بدا الكتكوت متردّدًا.

انكمشت أجنحته الصغيرة.

[هذا ربّما مستحيل …]

“لماذا؟”

[أستطيع فعل أيّ شيء ، لكن فقط ما تعلّمته. كلّ ما تعلّمته الآن هو ذكرياتكِ …]

“تقصد أنّه بما أنّني مغفّلة و خادمة و ممسحة أقدام ، لا يمكنني ذلك؟ لأنّ التربة سيّئة فلا يمكن أن تنبت ثمرة شريرة؟”

[منقذتي ذكيّة حقًا! تفهمين بسرعة!]

هزّ الكتكوت ذيله بحماس.

بمعنى آخر ، لا يمكنه فعل الشرّ لأنّه لم يتعلّم ذلك.

التعلّم ، إذن.

“حسنًا ، ربّما أذهب إلى المكتبة و أقرأ عن سير الشريرات …”

[فكرة تليق بطالبة ممتازة!]

ردّ الكتكوت على حديثي لنفسي.

هل هذا سخرية أم مدح؟

[لكن بدلاً من الكتب ، المواد التعليميّة الحيّة أفضل. التعلّم بجانب شخص حيّ هو الأفضل!]

شخص حيّ.

هل يقصد أن أجد معلمًا لتعليمي التدمير الفوضوي؟

“صعب”

أمامي الآن مهمتان.

الأولى: تأمين المال للعيش فورًا ، لأنّ عمّي قطع مصروفي و حتّى طعامي.

الثانية: التواصل مع معلم بشري لتعلّم الشرّ ، قبل أن يبدأ طريق فيليكس الورديّ بالتفتّح!

المشكلة أنّ المهمتين عاجلتان جدًا.

هل هناك طريقة لتحقيق الاثنتين معًا؟

فجأة ، ضربتني ذكرى معيّنة.

قبل أيّام ، سمعتُ الخادمات يتهامسن: ‘هل رأيتِ إعلان التوظيف في عائلة كرويتز؟’

‘نعم ، لا شروط تأهيل ، ولا يهمّ الأصل. حتّى العامّيات مثلنا يمكنهنّ التقدّم. و الراتب ، واو ، مذهل!’

‘و ما فائدة ذلك؟ يقولون إنّ امتحان التوظيف أصعب من امتحان دخول الجامعة الإمبراطوريّة بمرّتين’

‘ماذا؟ كيف يمكن لخادمات مثلنا حلّ امتحان بهذه الصعوبة؟ آه ، ضاع الأمل’

هناك طريقة! طريقة للقبض على أرنبين في وقت واحد!

كان الإعلان عن وظيفة سكرتير الدوق ، بالتأكيد.

من هو دوق كرويتز؟

وريث دوقيّة كرويتز العريقة في سنّ مبكرة ، و قائد برج السحر ، عبقريّ بين العباقرة.

و الأهم من ذلك: ‘شخصيّته سيّئة جدًا!’

الدوق الكلب المجنون.

قدم الدمار.

مجنون بين المجانين!

على الرغم من مظهره الرائع و مكانته العالية ، كانوا يسمّونه هكذا سرًا.

كم يجب أن تكون شخصيّته سيّئة …!

ارتجفتُ.

مرّة واحدة ، صادفتُ الدوق في الطريق.

كان يسحق رجلًا قويّ البنية بقدمه بلا رحمة.

تذكّرتُ شكله المرعب ، فتشنّجت ساقاي.

في الوقت ذاته ، شعرتُ باليقين.

‘هذا هو الشخص’

لا يوجد معلم أفضل من دوق كرويتز!

المشكلة أنّ الجميع يرتجفون من صعوبة امتحان التوظيف.

‘لكن بصراحة ، أنا واثقة من الامتحانات’

في أيام الأكاديميّة ، كنتُ أعدّ أسئلة متوقّعة و إجابات لفيليكس ، و كانت دائمًا تصيب بدقّة.

كنتُ أنظر إلى ورقة الامتحان المطابقة لتوقّعاتي بارتياح ، بينما أكتب إجاباتي بشكل فوضوي لتجنّب التطابق مع إجابات فيليكس.

حتّى لو كان ذلك من أجل منقذ حياتي و خطيبي ، لمَ ذهبتُ إلى هذا الحدّ …!

عندما أفقتُ ، شعرتُ بحماقة تفانيّ المشتعل حتّى أوشكت الدموع على السقوط.

‘لا ، لا وقت للندم!’

في هذه اللحظة ، طريق فيليكس الورديّ يتقدّم بسلاسة.

صفعتُ نفسي على خدّيّ و وضعتُ خطة.

الأولى: أن أصبح سكرتيرة دوق كرويتز. بما أنّه لا شروط تأهيل ، فدرجاتي السيّئة لن تكون مشكلة.

الثانية: أحلّ مصاريف المعيشة براتب السكرتيرة.

الثالثة: أراقب أفعال الدوق الشريرة عن قرب و أمتصّها كإسفنجة.

مثاليّة!

لأوّل مرّة ، أضاء الأمل في قلبي الممزّق من الصدمات المتتالية.

وضعي الحالي: صفر ذهبيّة ، و معدّل دراسي D.

مسار طويل و شاق أمامي.

لو كنتُ فريجيا الخجولة و الضعيفة السابقة ، لكنتُ ارتجفتُ و انهرتُ. لكن الآن ، كان انتقام عظيم يحترق كمحرّك لي.

شددتُ قبضتي.

‘سأستعيد عائلتي بالتأكيد ، و سأنتقم من فيليكس!’

لكن أوّلاً …

‘لنبدأ بالتوظيف’

* * *

“يا لهم من حشرات عديمة الفائدة”

كوازيك—!

تحطّم المكتب تحت قدم قاسية كأنّه أصيب بنيزك.

ارتجف المساعدون المسجّون على الأرض.

“آسفون ، آسفون!”

“آسفون ، أليس كذلك؟”

أمسك الرجل أحد المساعدين من ياقته و رفعه.

“هكذا تؤدّون العمل؟”

“هي ، هيييك!”

أغلق المساعد المسحوب عينيه بقوّة.

“حتّى كلب الشارع أفضل منكم. هل تركتم عقولكم في بطون أمّهاتكم؟ لا تعرفون التفكير؟ اخرجوا فورًا. رؤية وجوهكم تثير غثياني”

غادر المساعدون و هم يمسحون دموعهم بعد أمر الطرد القاسي.

“هؤلاء المظلّيون الأوغاد. يجب أن أسحق رؤوسهم جميعًا”

تنهّد الرجل ، كايين كرويتز ، بقسوة و جلس على كرسيّ.

“هل يظنّون أنّ برج السحر روضة أطفال؟”

برج السحر تابع للإمبراطوريّة.

المشكلة أنّ الإمبراطوريّة فاسدة.

المسؤولون الفاسدون يستمرّون في دفع المظلّيين إلى البرج مقابل رشاوى.

بفضل هؤلاء المظلّيين الوقحين و الأغبياء ، كانت شخصيّة الرجل تتدهور يومًا بعد يوم.

تك—! نقر كايين بلسانه.

‘هذه المنظّمة البائسة. أريد مغادرتها في أقرب وقت’

لكنّه لم يستطع.

ليس بعد.

مرّر يده على شعره و اتّكأ على ظهر الكرسيّ ، فأضاء ضوء الشمس الآتي من النافذة وجهه.

حاجبان كثيفان ، و أنف حادّ كالمنحوت ، و شفتان دقيقتان كقطعة فنيّة ، لكن الكلمات التي خرجت من بينهما كانت خشنة كلغة العامّة.

“سيدي”

تحدّث مساعده آرون بحذر.

“لقد جاءت متقدّمة لوظيفة السكرتيرة”

“سكرتيرة؟”

رفع كايين حاجبًا.

المنصب شاغر منذ عامين.

وظيفة سكرتيرة سيّد برج السحر و دوق كرويتز.

شرف عظيم و راتب مذهل ، جذب في البداية حشودًا من المتقدّمين.

لكن بسبب صعوبة الامتحان المرعبة و شخصيّة صاحب العمل الكارثيّة ، أصبح المنصب مهجورًا الآن.

“لا أطمح حتّى للحصول على مساعدة”

فرك كايين جبينه بتعب.

“فقط شخص يعرف القراءة و يفهم كلامي ، أيّ أحد يصلح. شغّله قبل أن ينهار سيّدك من الإرهاق”

‘لو كنتَ ستخفّض صعوبة الامتحان قليلاً …’

ابتلع آرون شكواه بصمت.

لم يكن هناك خيار آخر.

‘بالنسبة لسيّدي ، هذا الامتحان ليس لاختيار المواهب ، بل مجرّد معيار لتحديد من هو “إنسان”.’

بسبب معايير كايين العالية جدًا ، لم يتمكّن آرون من العثور على خليفة منذ عامين.

‘أنا من سينهار من الإرهاق ، حقًا’

تنهّد آرون و توجّه إلى غرفة الاستقبال.

“هل ستتحمّل هذه المتقدّمة عشر دقائق على الأقل …؟”

تخيّل بوضوح مستقبلاً يتلقّى فيه ورقة إجابة بيضاء ملطّخة بالدموع.