تبادلت الخادمات النظرات فيما بينهن.

“تحترم شخصيته؟ شخصية ذلك الدوق الوقح؟”

“الدافع في معاقبة الخطأ جسديًا … أليس هذا يعني فقط أنه يضرب الناس؟”

“عدم التردد في تقديم ملاحظات للمرؤوسين غير الأكفاء … ألا يعني ذلك أنه يعاملهم كالجرذان؟” 

بينما كانت النظرات تتقاطع في الهواء ، نظرت إرجيا إلى فريجيا بنظرة ثاقبة.

هذه الفتاة تقول الحقيقة فقط.

كانت لديها عين ثاقبة أكثر مما تبدو عليه.

و مع ذلك ، قررت إرجيا إجراء التحقق الذي خططت له.

“همم ، حسنًا. أرى أنكِ موهوبة ، لذا أود أن أمنحكِ فرصة جيدة”

اتسعت عينا فريجيا.

سألت إرجيا ، كصياد يرمي الطعم: “هناك تجمع اجتماعي للنبلاء البيض هذا الأسبوع. ما رأيكِ في حضوره كمراقبة؟”

تجمع النبلاء البيض هو نادٍ لأبرز الشخصيات في المجتمع الراقي بالعاصمة.

إذا كانت فريجيا مادية حقًا ، فستفقد صوابها لهذا العرض.

لكن هذا التجمع مليء بالثعالب العجوز التي يمكنها أن تبتلع فتاة مادية صغيرة بعيون مغلقة.

إذا ألقيتها بينهم ، ستكشف عن نواياها الحقيقية.

بدت فريجيا مذهولة.

“تجمع النبلاء البيض … تقصدين؟”

“نعم ، إنه المكان الذي يجتمع فيه أبرز الشخصيات في الإمبراطورية”

هزت إرجيا الطعم أكثر.

“يُعقد تجمع اجتماعي أسبوعيًا ، و أحيانًا يستمر ليومين مع محادثات طوال الليل ، و هو مكان يمكنكِ فيه إظهار مواهبك الفنية من خلال الغناء أو الرقص أمام الآخرين”

“… ماذا؟”

تغير وجه فريجيا فجأة إلى الأسوأ.

“لا تقلقي إذا كنتِ لا تعرفين أحدًا. هناك وقت للتعريف بالنفس لمدة خمس دقائق كل أسبوع”

أصبح وجه فريجيا شاحبًا تمامًا.

كما لو كانت تعاني من حساسية حادة ، سألت فريجيا بوجه ميت: “هل … يجب عليّ الحضور بالضرورة؟”

“…؟”

“إذا كان هذا أمرًا من جلالة الإمبراطورة ، سأفعل”

أجابت فريجيا بنبرة جادة و هي تخفض رأسها ، و كأنها بقرة تُساق إلى المذبح.

ما هذا؟

شعرت إرجيا بالارتباك.

بالنسبة لشابة مثل فريجيا ، هذه فرصة كبيرة. لكن بدلاً من أن تبدو كمكافأة ، بدت و كأنها عقوبة.

هل … لا ترغب في النجاح في المجتمع الراقي؟

فكرت إرجيا في حيرة.

مظهرها البسيط للغاية لا يوحي بالمادية ، و كذلك تصرفاتها.

بغض النظر عن كيفية النظر إليها ، لا يبدو أنها اقتربت من كايين بنوايا خبيثة.

بل على العكس.

يبدو أنها أصبحت سكرتيرته لأنها تحترمه حقًا …

محت إرجيا كل تحيزاتها ، و نظرت إلى عيني فريجيا بهدوء و قالت: “إذا كنتِ لا ترغبين حقًا ، فليكن. دعينا ننسى أمر التجمع الاجتماعي”

“شكرًا!”

أشرق وجه فريجيا كما لو أنها تناولت دواء هضم.

“سؤال أخير. هل كنتِ صادقة عندما قلتِ إن الدوق هو قدوة لكِ؟”

“نعم!”

أومأت فريجيا بحزم.

“أريد أن أتعلم بجدية من الدوق ، و أن أصبح يومًا ما شخصًا مثله!”

ظهرت لمعة في عينيها كما لو كانت تتذكر نجمًا تتطلع إليه.

من تلك النظرات ، اقتنعت إرجيا بهدوء.

هذه الفتاة صادقة.

في الوقت نفسه ، انتشر شعور دافئ في صدرها.

كان كايين دائمًا طفلًا وحيدًا.

كون ابنًا غير شرعي للعائلة الإمبراطورية يولد بموهبة استثنائية كان بحد ذاته حظًا سيئًا.

على الرغم من أنها لم تستطع مد يدها إليه علنًا بسبب الوضع السياسي ، إلا أن رؤية كايين يعاني من المؤامرات السياسية منذ طفولته جعلت إرجيا تشعر دائمًا بالأسى.

كانت تأمل أن يكون لدى كايين مساعد يقدر قيمته الحقيقية.

و الآن ، يبدو أن هذا الأمل قد تحقق بالفعل.

نظرت إرجيا إلى فريجيا بهدوء و قالت: “فريجيا فيوليت ، أليس كذلك؟”

“نعم ، جلالة الإمبراطورة”

“ستواجهين العديد من العواصف في طريقكِ. لذا ، مرة واحدة فقط”

نظرت إرجيا إلى فريجيا بعيون عميقة.

“سأحقق لكِ أي طلب تريدينه ، ضمن حدود إمكانياتي”

“…!”

اتسعت عينا فريجيا.

أضافت إرجيا ، كما لو كانت تبرر: “هذا فقط لدعم البرج ، و هو مؤسسة مهمة للإمبراطورية”

“نعم! سأتذكر ذلك”

أومأت فريجيا بحماس و قالت بابتسامة مشرقة: “شكرًا على كرمكِ العظيم ، جلالة الإمبراطورة!”

رفعت إرجيا زاوية فمها خلف مروحتها.

نشيطة.

غير متصنعة ، على عكس الشابات النبيلات هذه الأيام.

بينما كانت إرجيا تغطي ابتسامتها المرتخية بالمروحة ، فتحت فريجيا فمها بحذر بعد تفكير قصير: “جلالة الإمبراطورة ، إذا سمحتِ ، هل يمكنني تقديم طلبي الآن؟”

“همم؟”

لمعت عينا إرجيا بالاهتمام.

“ما الطلب الذي جعلكِ تفكرين به بهذه السرعة؟”

“إنه …”

ترددت فريجيا قليلاً ، ثم بدأت تتحدث ببطء و بأدب.

اتسعت عينا إرجيا تدريجيًا.

بعد قليل—

“شكرًا جزيلًا ، جلالة الإمبراطورة!”

غادرت فريجيا غرفة الاستقبال بعد أن أدت تحية مهذبة بوجه سعيد.

بينما كان الخدم يرتبون المكان ، رسمت إرجيا ابتسامة ذات مغزى.

أن تقدم مثل هذا الطلب.

على عكس مظهرها الخجول ، أليست شابة جريئة و طموحة؟

سألت إرجيا رئيسة خادماتها بهدوء: “مارغريت ، ما رأيكِ بهذه الفتاة؟”

“نعم ، بدت … إيجابية للغاية”

كان يعني أنها إيجابية جدًا لقدرتها على تغليف ذلك الدوق المجنون بهذه الطريقة.

أومأت إرجيا بابتسامة خفيفة راضية.

“نعم ، أنا أيضًا أحببتها قليلاً … هل يمكنكِ إعطائي التقرير مرة أخرى؟”

“نعم ، جلالتكِ”

سارعت مارغريت بتقديم تقرير فريجيا.

بينما كانت إرجيا تقلب الصفحات ، توقفت عيناها عند نقطة معينة.

[تحب بشكل خاص الرجال الوسيمين و الأثرياء ، لكن لكل شخص ذوقه. أليس هذا ما يسمونه … ثعبانة؟]

أدركت إرجيا سبب شعورها بالغرابة منذ قراءتها الأولى للتقرير.

“يبدو و كأنه يقول إن كايين ليس لديه ما يُقدَّم سوى مظهره و ثروته”

عند إعادة قراءة التقرير بعناية ، كانت شهادة الشاهد الثالث هي الأكثر إثارة للقلق.

بينما تتظاهر بالطيبة ، تؤيد كلام الشهود السابقين و تضيف صورة الثعبانة لفريجيا.

لكن فريجيا التي قابلتها كانت مختلفة تمامًا عما وصفها الشهود.

نطقت إرجيا باسم الشاهد الثالث: “لورينا بيلمونت”

زهرة الأكاديمية هذا العام؟

يُعد اختيار زهرة الأكاديمية حلم كل طالبة.

تُمنح الخريجة المختارة كأجمل زهرة شرف الظهور الأول في مهرجان تأسيس الإمبراطورية بتقديم من الإمبراطورة ، حتى لو كانت من عامة الشعب.

فرصة حقيقية لتغيير الحياة.

عند تقديم هذه الزهرة ، سأحتاج إلى التحقق منها بعناية قبل تحديد ما سأقوله.

لمعت عينا إرجيا بحدة.

* * *

“هاه!”

بمجرد خروج العربة من القصر ، خرج تنفس كنتُ أكتمه.

كدتُ أموت من التوتر!

لكن بعد لحظة من الراحة ، تذكرت محادثتي مع الإمبراطورة و تساءلت.

ما هذا؟ لماذا دعتني؟

كان القصر منقسمًا ذات مرة بين فصيل ولي العهد و فصيل كايين.

يقال إن ولي العهد نفسه يثق بكايين كأخ ، لكن … على أي حال.

لذا ، افترضت أن دعوة الإمبراطورة لي قد تكون لأسباب سياسية.

تخيلت سيناريوهات مخيفة مثل إجباري على التجسس للحصول على معلومات من البرج.

لكن الإمبراطورة سألتني فقط بعض الأسئلة العادية ثم تركتني أذهب.

[لا تفكري كثيرًا ، سيدتي المنقذة! عندما نظرت الإمبراطورة إليكِ أخيرًا ، قرأتُ 59% رضى و 22% إعجابًا على وجهها!]

يا لكِ من بيبي.

الإمبراطورة ليست جدة لطيفة من القرية ، لم تنظر إليّ بهذه الطريقة!