ماذا؟ هل يريد مني يدي؟

شعرت و كأنني كلب مدرب و أنا أمد يدي ، فأمسك بمعصمي فجأة.

 

آه ، يده … دافئة جدًا.

كانت يد كايين أكثر دفئًا بكثير مما توقعت دون وعي.

 

بسبب انطباعه البارد ، ظننت أن حرارة جسمه ستكون مثل الجليد.

 

حدقت ببلاهة في اليد الدافئة التي تحيط بمعصمي.

كانت أصابعه البيضاء المستقيمة أنيقة ، لكن من قرب ، كانت بوضوح يد رجل بالغ.

 

عظام بارزة في المفاصل و أوردة منتفخة. بدا معصمي المحاط بيده الكبيرة مثل غصن شجرة نحيل.

 

دق— ، دق—

فجأة ، بدأ قلبي ينبض بقوة.

 

دق— ، دق— ، دق—

ما هذا؟ ما الذي يحدث ، أنا؟

هل أنا أتصرف هكذا لأن رجل وسيم أمسك بمعصمي؟

 

مجنونة. حتى لو كان وسيمًا بشكل مذهل ، هذا رئيسكِ! استعيدي وعيكِ!

 

فضلاً عن ذلك ، كم مضى منذ أن خانني خطيبي!

شعرت بخيبة أمل عميقة من نفسي.

 

انتظري. هناك شيء … مختلف.

لم يكن هذا مجرد خفقان.

 

كان شعورًا أعمق ، كما لو كان هناك نبض يتردد من أعماق الأوعية الدموية …

 

غريب ، لكنه ليس غريبًا تمامًا.

فتحت عينيّ فجأة و فقدت الكلام.

 

آه؟

مثل أجنحة الجنيات في الأساطير ، ضوء أزرق سماوي متلألئ.

كان هناك وهج غامض يتصاعد فوق يدي.

 

مقارنة بدائرة كايين السحرية التي رأيتها قبل قليل ، كانت صغيرة جدًا و كأنها ستنطفئ ، لكن الضوء كان موجودًا بالتأكيد.

 

“انظري”

مال كايين رأسه و نظر إليّ مباشرة.

تسلل صوته المنخفض الجميل إلى أذني.

 

“ليس مسدودًا”

 

آه …

آه؟

 

رمشت بعيون فارغة ، ناظرة إلى الضوء الأزرق مرة و إلى وجه كايين مرة أخرى.

 

هذا ، لا يمكن أن يكون صحيحًا.

 

“ربما … جاء منك ، سيدي الدوق؟ لا يمكن أن يكون ماناي”

 

“ماناي ليست ضعيفة هكذا”

سخر كايين.

 

كان مزعجًا بعض الشيء ، لكنه لم يكن مخطئًا. مقارنة بمانا كايين ، كان الضوء خافتًا و كأنه سيزول قريبًا.

 

“إذن ، هذه حقًا … ماناي؟”

حدقت ببلاهة في الهالة الزرقاء.

“لكن الطبيب قال بوضوح إنني لن أستطيع استخدام السحر مرة أخرى …”

 

“الأطباء الدجالون ينتشرون هذه الأيام”

 

“لكن ، الطبيب الذي شخصني كان يُعرف بأنه طبيب بارع”

 

كان الطبيب الذي استدعته والدة فيليكس ، السيدة الماركيزة روهايم ، من أجلي كعروس محتملة.

 

كانت تتباهى كثيرًا ، لدرجة أنني لا أزال أتذكر ذلك على الرغم من أنه حدث في طفولتي المبكرة.

 

“حقًا؟ أي طبيب بارع؟”

 

“خطيبي … لا ، أحد معارفي القدامى لم يكن لديه مانا على الإطلاق. لكن بعد علاجه من قبل ذلك الطبيب ، تغيرت بنيته ليصبح قادرًا على استقبال المانا”

 

“هل حدث ذلك بعد وقت قصير من انسداد قنوات ماناكِ؟”

 

“كيف عرفتَ؟”

 

“…”

 

بدلاً من الإجابة ، نظر إليّ كايين للحظة بعيون مليئة بالشفقة.

 

“يا للغبية …”

 

“ماذا؟”

 

“فكري جيدًا فيما قلته للتو ، أيتها الوافدة الجديدة”

 

“حسنًا …؟”

كنت مرتبكة ، لكنني فعلت كما أمرني رئيسي.

 

عند التفكير في الأمر ، كان التوقيت متزامنًا بشكل غريب.

 

الوقت الذي أصبحتُ فيه غير قادرة على استخدام السحر بسبب الحادث تزامن بالضبط مع الوقت الذي بدأ فيه فيليكس فجأة بإظهار المانا و أصبح ساحرًا واعدًا يحظى بالتقدير.

 

في ذلك الوقت ، كنت أفكر أنه من الجيد أن يكون فيليكس على الأقل موهوبًا في السحر بدلاً مني …

 

همم.

انتظر لحظة.

خطر احتمال معين في ذهني.

 

لا ، لا يمكن أن تكون تلك الجنون قد حدثت.

 

سألتُ كايين بحذر: “سيدي الدوق … هل من الممكن نقل المانا إلى شخص آخر؟”

 

ضاقت عينا كايين كما لو كان ينظر إلى طالب بدأ يفهم أخيرًا.

 

“من الممكن”

 

“….!”

 

“لكن يجب استخدام السحر الأسود المحظور الآن”

 

السحر الأسود.

قبل أيام قليلة فقط ، فكرت في هذا المصطلح.

 

كنت أتساءل عما إذا كان عمي قد استخدم السحر الأسود ليجعلني حمقاء مطيعة … كنتُ قد تجاهلت تلك الفكرة كشك غير منطقي ، لكن …

 

هل من قبيل الصدفة أن يظهر هذا المصطلح مرتين في غضون أيام؟

 

لكن في ذلك الوقت ، كانت عائلة فيليكس عائلة نبيلة متدهورة. لم يكن لديهم المال الكافي لتوظيف ساحر أسود محظور.

 

منطقيًا ، لم يكن ذلك مفهومًا ، لكن هل كان أي شيء تعرضت له حتى الآن منطقيًا؟

 

منذ أن استولى عمي على عائلة ابنة أخيه اليتيمة ، و خانني خطيبي مع صديقة طفولتي ، تحطمت كلمة “المنطق” في عالمي.

 

سألتُ كايين بيأس: “إذن ، هل من الممكن استعادة المانا التي تم نقلها؟”

 

أجاب كايين على سؤالي الحذر ببساطة ، كما لو كان يجيب على سؤال 1+1: “تجنبي الاتصال فقط. إذا لم يكن هناك اتصال ، فلن تتدفق المانا”

 

“….!”

 

في تلك اللحظة ، ضربتني ذكريات معينة بقوة.

 

وجه فيليكس ، الذي كان دائمًا ينزعج مني ، لكنه كان يعانقني أحيانًا بإيماءات مليئة بالضجر.

 

و كنت أشعر بالارتياح حتى من تلك اللمسات غير المبالية ، معتقدة أنه لا يكرهني تمامًا …

 

صرير—!

صررتُ على أسناني من الذكريات التي مرت كشريط ذكريات.

 

ها ، حقًا …

أريد قتله. أريد قتله بشدة …!

 

اشتعلت الكراهية تجاه فيليكس ، التي نسيتها للحظة بسبب عمي ، بنار متقدة.

 

كان يتطفل عليّ باستمرار ، يسرق ماناي طوال هذا الوقت.

… و أنا ، كنتُ أظن أن ذلك كان علامة على المودة.

 

لا يوجد دليل مادي بعد ، لكن القلب لديه أدلة أكثر من كافية.

ارتجف جسدي من الغضب.

 

كيف يمكنني معاقبة هذا اللص الوقح بطريقة إبداعية؟

تدفقت النار على نار الانتقام التي كانت مشتعلة بالفعل.

 

بينما كنت أقسم على الكراهية الشديدة ، قلت أولاً ما يجب أن أقوله لكايين: “سيدي الدوق ، شكرًا لك”

 

كنتُ صادقة.

حتى هذه اللحظة ، لم يخبرني أحد أنني قد أستطيع استخدام السحر مرة أخرى.

 

ولا أحد ، على الإطلاق ، أخبرني أن فيليكس قد يكون قد سرق ماناي.

 

حتى لو توصلت إلى هذا الاحتمال بنفسي ، لو نطقت به ، لكنت عوملت كفتاة مجنونة تعاني من عقدة النقص بعد أن هجرها خطيبها الناجح.

 

لكن الدوق كرويتز ، سيد برج السحر الحالي ، أكد أن شكوكي ممكنة.

 

هذا وحده جعلني أشعر و كأن لدي حليف قوي.

 

بالطبع ، بالنسبة له ، ربما كان مجرد قول شيء واضح كالنور.

لكن تلك الكلمة كانت ذات معنى كبير بالنسبة لي.

 

“بفضلك ، حصلت على إدراك كبير. شكرًا جزيلًا!”

 

لقد اتخذتُ القرار الصحيح باحترام هذا الرجل.

أنا سعيدة جدًا لأنني أعمل بجانبه!

 

في اللحظة التي فكرت فيها بصدق ،

 

“!….”

 

انتفضتُ.

تجمدت يد كايين ، التي كانت لا تزال ملفوفة حول معصمي.

 

“ها؟”

بشكل ملحوظ بشكل غير طبيعي،  أفلت كايين معصمي.

 

“ما ، لا شيء كبير”

تحدث كايين ببرود و أدار كرسيه ليواجه الاتجاه المعاكس.

 

“بالنسبة لي ، إنه مجرد شيء طبيعي مثل التنفس”

 

ما هذا؟

لماذا يتلعثم فجأة هكذا؟

 

هذا لا يناسبه على الإطلاق!

لو كنت أنا من فعل ذلك ، لكنت بدوت كمغفلة تمامًا ، لكن هل لأن صوته قوي جدًا؟

 

بدا الجزء الأخير من كلامه مثل جملة رائعة نوعًا ما.

لكن لماذا يتحدث و هو يعطيني ظهره؟

 

فوق ذلك ، رأيته بوضوح هذه المرة. كان عنق كايين القوي ، المرئي فوق ياقة قميصه ، يحمر.

 

ما هذا؟ يستمر عنقه في الاحمرار. ربما …

هل الغرفة حارة جدًا؟

 

ثم تنهد كايين بخفة و فكّ ربطة عنقه قليلاً.

جعلني هذا المشهد أشعر بقلبي يهبط.

 

بالتأكيد ، يشعر بالاختناق بسبب هواء الغرفة!

 

“أنا آسفة ، سيدي الدوق!”

قفزت و قمت بسرعة بفتح الستائر.

 

“ماذا؟ ما الذي تفعلينه فجأة؟”

 

“سأقوم بتهوية الغرفة على الفور!”

 

عدم التحقق من حالة السيد الذي أخدمه!

خطأ كبير كسكرتيرة!

 

ندمت بعمق و بسرعة خفضت درجة حرارة الغرفة.

كنت أرتعب من فكرة أن أُطرد بسبب أداء سيء.

 

كان ذلك طبيعيًا. الحصول على هذه الوظيفة كان أول حظ في حياتي!

 

يقولون إن الجميع يحصل على فرصة واحدة في حياته.

سأحافظ على هذا الحظ بالتأكيد ، و أستعيد عائلتي ، و أستعيد ماناي.

 

و بهذه الطريقة ، سأستعيد حياتي التي أضعتها كخادمة للآخرين.

 

“فجأة؟ لماذا؟”

 

سمعت صوت كايين المفاجئ بعض الشيء ، لكنني لم أتهاون في مهامي و افتتحتُ جميع نوافذ المكتب.