عندما رفعت يدي و صحت ، انصبّت أنظار لا حصر لها نحوي.

“أريد العمل ليلاً! هل هذا ممكن؟”

عمّ صمت أعمق من السابق.

“الآنسة فيوليت؟”

نظر إليّ آرون بوجه مرتبك للغاية.

كان مصدومًا لدرجة أنه أصلح نظارته.

“هل تطوعتِ للتو؟”

شددت عضلات بطني و صحت بثبات: “نعم ، أريد حقًا أن أتولى هذه المهمة الليلية!”

“…”

فتح آرون فمه بدهشة. يبدو أن هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها موظفًا بهذا الاندفاع.

بينما كنت أفكر كيف أبرز مزاياي أكثر ، قال: “حسنًا ، إذن”

يا إلهي؟

جاءت الموافقة أسهل مما توقعت!

“إذن ، ستكون الآنسة فيوليت هي العاملة الليلية … هذا ليس مضايقة في مكان العمل ، أليس كذلك؟ لقد تطوعتِ بالتأكيد ، صحيح؟”

كان آرون يدون ملاحظات بجد ، و سألني عن موافقتي.

أومأت بسرعة.

“نعم ، صحيح!”

“حسنًا ، جيد. بما أن لدينا متطوعة ، فلنلغي القرعة”

سمعت تنهدات عميقة من هنا و هناك.

هدأت قلبي النابض و جلست في مكاني.

حسنًا ، لقد ضمنت العمل الليلي …!

كان مكتوبًا بوضوح في العقد أن الأجر الليلي يصل إلى خمسة أضعاف؟

اقتربت خطوة أخرى من القدرة على توظيف زوج مؤقت!

استمتعت بالرضا و أكملت مهام الصباح.

* * *

في اللحظة التي وصلت فيها إلى المطعم في الطابق الثاني لتناول الغداء: “أمـم ، مرحبًا”

ها؟

اقتربت مني امرأة غريبة.

شعر بني فاتح يصل إلى كتفيها ، و عيون كهرمانية.

كان النمش حول أنفها الصغير اللطيف يعطي انطباعًا ودودًا.

عندما نظرت عن كثب ، كانت هي الساحرة التي كانت تهمس “من فضلك ، من فضلك…” ، بيأس أثناء تجنيد العامل الليلي.

“نعم؟”

“مرحبًا ، أمـم ، حسنًا …”

“هل هذا بسبب ما حدث سابقًا؟”

هل ستشتكي لأنني أخذت مكان العمل الليلي بالحظ بطريقة غير عادلة؟

لكن ما قالته الساحرة كان غير متوقع تمامًا.

“هناك مطعم في الطابق الثالث أيضًا؟”

“ماذا؟”

“اليوم ، لمَ لا تأكلين هناك؟ يقولون إن الطعام هناك ألذ …”

“أوه ، أنا آكل أي شيء-“

في تلك اللحظة—

“الوافدة الجديدة ، أليست متبجحة بعض الشيء؟”

سمعت صوتًا من داخل المطعم.

استدرت غريزيًا نحو مصدر الصوت ، و رأيت أربعة سحرة يجلسون حول طاولة دائرية.

شعرهم ملون بالأحمر ، البرتقالي ، الأصفر ، و الأخضر ، مثل قوس قزح.

“أقصد ، إنها لا تستطيع حتى استخدام السحر ، لكنها الآن جزء من برج السحر ، فبدلاً من أن تبقى هادئة و تجمع راتبها ، إنها متبجحة جدًا؟”

“كيف ستساعد الدوق بمثل هذه القدرات؟ ربما فقط تقدم القهوة له”

ضحك السحرة بسخرية.

كان من الواضح أنهم يتحدثون عني.

نظرت إليّ الساحرة التي أوقفتني بعيون مضطربة.

كانت قلقة عليّ.

شعرت بدفء في قلبي من الامتنان ، لكنني كنت بخير بالفعل.

بصراحة ، لستُ غريبة عن سماع أنني متبجحة.

خلال أيام الأكاديمية ، تعرضت للكثير من الغيبة لأنني كنت ألتصق بفيليكس و لورينا ، الأكثر شعبية.

“أختي صديقة لأفضل خريج في الأكاديمية هذا العام ، و قالت إن الوافدة الجديدة كانت تتوسل إليه كل ليلة حتى وقت متأخر لمساعدتها على تحسين درجاتها”

“هاها ، مضحك. لا تملك المهارة لكن يبدو أن لديها شخصية حاقدة”

فيليكس ، لقد نشر مثل هذه الشائعات …

صحيح أنني كنت أذهب إلى سكن فيليكس مع كتب دراسية و أبقى حتى وقت متأخر.

كنت أعطيه دروسًا خصوصية لأن فهمه كان بطيئًا.

لكنه ، لتجنب اكتشاف أنني كنت أساعده في دراسته ، نشر مثل هذه الشائعات على العكس.

“لكنهم قالوا إن الوافدة الجديدة أصلحت الفوضى التي تسبب فيها المبتدئون الأغبياء المرة الماضية؟”

“مرة واحدة فقط. ربما كانت محظوظة! بعقلها الضعيف الذي بالكاد أنهى الأكاديمية ، هل يمكنها حتى التكيف مع هذه المجموعة النخبوية؟ ستتوقف عن التظاهر قريبًا”

ضحك السحرة و خرجوا من المطعم عبر الباب المقابل.

نظرت إليّ الساحرة بنبرة مضطربة: “لا ، لا تهتمي كثيرًا. الجميع هنا تلقوا تعليمًا أكاديميًا كونهم عباقرة منذ الصغر ، لكنهم لم يتلقوا تربية جيدة. ما فائدة أن تكون ساحرًا إذا كنتَ شخصًا سيئًا …”

كانت تتحدث بنبرة خجولة ، لكن كلماتها كانت قاسية نوعًا ما.

على أي حال ، كانت تحاول مواساتي بوضوح.

نظرت إليها بدهشة.

<لا بأس ، فريجيا؟ لا تأخذي كلامهم على محمل الجد. قد تكونين قليلاً غير مدركة للمواقف ، لكنكِ لطيفة جدًا. الجميع قاسون>

عندما كانت لورينا تواسيني ، حتى مع وجود صديقة تدعمني ، كنت دائمًا أشعر بالذنب الغامض.

لكن الآن ، لم أشعر بهذا الشعور على الإطلاق.

كان شعورًا غريبًا ، لكنه لم يكن سيئًا أبدًا. ابتسمت بإحراج و أومأت.

“شكرًا لقولكِ هذا”

“أمم ، أنا لونا أولين”

“أوه ، اسمي فريجيا فيوليت”

تمتمت لونا باسمي كما لو كانت تكتبه ، ثم رفعت رأسها فجأة.

“لقد أذهلتِني حقًا قبل قليل …! العمل ليلاً مع الدوق بمفردكِ شيء يتجنبه حتى السحرة ذوو الخبرة العشر سنوات خوفًا ، لكنكِ تطوعتِ! شعرت أنني سأُختار في القرعة ، لكنكِ أنقذتني …”

كانت عيناها تلمعان كما لو أن نجومًا مرصعة فيهما.

كانت نظرة لم أتلقها من قبل ، مما جعلني أشعر بالإحراج.

بالمناسبة ، ذلك الصمت لم يكن بسبب التنافس …

كانوا جميعًا يتجنبون العمل!

لكن كان الأمر غريبًا. الدوق كرويتز هو حرفيًا أعظم ساحر في القارة.

في كل مرة يظهر فيها الدوق ، كانت الأعين مليئة بالخوف و أكثر من ذلك بالإجلال تنصّب عليه.

ألم أظن أن الجميع يريدون فرصة العمل مع الدوق؟

ترددت لونا ، ثم تحققت من عدم وجود أحد حولها و همست: “الأمر هو أن الجميع يخافون من الدوق جدًا … معاييره عالية جدًا ، و أيضًا ، هناك شائعة تقول إنه يستطيع قراءة الأفكار بمجرد النظر في عينيك”

ماذا؟

سمعت أن الأشخاص الحساسين جدًا للمانا يمكنهم قراءة مشاعر الآخرين من خلال المانا المتدفقة في أجسادهم ، نظريًا.

لكن قراءة الأفكار بمجرد النظر في العينين؟ هذا مستحيل.

حتى لو كان الشخص حساسًا للغاية للمانا ، يجب أن يكون هناك اتصال على الأقل. كانت هذه شائعة خرافية.

“هل هذا هو السبب حقًا؟”

“حسنًا ، هناك أيضًا تلك الحادثة منذ زمن طويل … منذ حوالي ثلاثة عشر عامًا؟”

خفضت لونا صوتها أكثر.

قبل ثلاثة عشر عامًا ، عندما كنتُ في السابعة.

شعرت بانخفاض مزاجي غريزيًا. لم تكن فترة أريد تذكرها.

“تسبب الدوق في انفجار مانا ، مما دمر المنطقة بأكملها. كان التأثير كبيرًا جدًا ، لذا يبدو أن الجميع يخافونه دون وعي”

يعاملونه كقنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.

شعرت بشيء غريب.

منذ أن أصبح كايين سيد برج السحر ، شهد البرج تطورًا هائلاً.

لم أفهم لماذا يخاف السحرة ، الذين يستفيدون أكثر من غيرهم من هذا ، من الاقتراب من كايين لهذا السبب.

بدلاً من أن يكون شخصية محترمة ، يعاملونه و كأنه … وحش ما.

هل هذا تفكير متعجرف جدًا؟

**”

في تلك الليلة ، وقفتُ متوترة أمام باب ضخم.

الآن بعد أن فكرت في لقاء الدوق وجهًا لوجه ، شعرت بالارتجاف.

طق ، طق—!

بعد أن تنفستُ بعمق و طرقتُ ، انفتح الباب بهدوء دون رد.

يا إلهي …

نظرتُ إلى داخل الباب و فغرت فمي بدهشة.

كان هناك أربعة سحرة بالغين يمسكون بآذانهم و يقومون و يجلسون بشكل متكرر.

كانت ألوان شعرهم المبهرجة مألوفة.

السحرة ذوو الشعر الأحمر و البرتقالي و الأصفر و الأخضر من قبل!