02
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- من قال أن الجميع سعداء؟
- 02 - لأنهما «متفوقان»، لأنهما «عباقرة»
كان هناك شخص بلغ من التفوق حدًّا لا يختلف عليه أحد.
خلال سنوات دراسته، كان يتصدر قائمة المتفوقين في كل اختبار، كما تولّى منصب رئيس مجلس الطلاب، ممثلًا للمدرسة في مختلف المهام.
حاز على ثقة المعلمين والطلاب على حدٍّ سواء، واشتهر بقدرته على إنجاز أي عمل يُوكل إليه بإتقانٍ مطلق.
وبعد تخرجه وخوضه غمار الحياة المهنية، ظلّ تفوقه ثابتًا لا يتزعزع.
نال تقييمًا عاليًا من رؤسائه، وأدار مرؤوسيه بكفاءة، وما إن انضم إلى الشركة حتى أُوكلت إليه مشاريع عديدة، حتى شاع بين الناس أنه سيمضي قدمًا في طريق النجاح دون عائق.
كان الجميع مُقتنعًا تمامًا بأنه ‘عبقـــــري’ . . .
“ما تقوله رُوكا هو الصواب، لأنها عبقرية.”
لم يشكّ أحد بها، بل بلغت التوقعات المعلقة عليها عنان السماء.
—تـــــوقعات أثقل من أن تتحملها وحدها.
“المتفوق هو الفخر ذاته، هذا ما يقوله أبي وأمي دائمًا، لذا لا بأس بهذا.”
“أنا أيضًا أبذُل جهدي . . . فلماذا لا يلاحظ أحد ذلك؟”
“…كفى، لا تنادوني بعد الآن بـ ‘المتفوقة’ أو ‘العبقرية’. لم أعد أستطيع التظاهر أكثر.”
عيون الجميع كانت تنظر إليها بإعجاب. تحوّل الثناء المطلق إلى إيمان أعمى، واستمر الناس في تصديق ما يريدون تصديقه.
حتى لو كان ذلك يحطمها شيئًا فشيئًا . . .