اقتربت خادمة مني بأدب في وقت ما، وتبعتها إلى الغرفة التي أقيم فيها. حتى عندما تناولت العشاء بمفردي ليلاً وذهبت إلى الفراش، كان ذهني مملوءًا بأسئلة حول تصرفات ريموند الغامضة ومشاعر الاستياء التي لا مكان لها.
تذكرت كيف قبّل خدي وابتسم بلطف، ثم صورته وهو يعانق القديسة. شعرت بالاكتئاب الشديد.
ربما ابتسم للقديسة بنفس اللطف، أو أكثر، وربما نظر إليها بحب وقبّلها أيضًا. هذه الأفكار جعلتني أشعر بسوء أكبر.
لم يكن عليه فعل ذلك معي، فلمَ جعلني مرتبكة ومنعني من النوم؟
كنت أتذكر بوضوح إحساس شفتيه على خدي. فركت خدي بقوة عدة مرات لمحو ذلك الإحساس. على الرغم من أنني كنت أعلم أن بشرتي أصبحت حمراء ومنتفخة بشكل غير جذاب، لم أتوقف عن الفرك.
في تلك الليلة، لم أنم ولو للحظة، وقضيت الليل مستيقظة بالكامل.
* * *
“ما الذي حدث لوجهكِ؟ هل ضربكِ أحدهم؟”
آه، كما توقعت. من الصعب تجاهل وجهي هكذا.
في صباح اليوم التالي، جاءت سيون فجأة وسألتني بنبرة استجواب وهي تنظر إلى وجهي.
كنت أعلم أن وجهي بحالة سيئة عندما رأيته في المرآة بعد الاستيقاظ، لذا توقعت شيئًا كهذا، لكن سؤالها المباشر جعلني في حيرة من أمري.
في المرآة، كان خدي الأيسر منتفخًا، وبشرتي حمراء متورمة مع علامات زرقاء كالكدمات. بدا وكأنني تعرضت للضرب بدلاً من تقبيل خدي.
آملت أن تصدقني وتتجاوز الأمر، فأجبت متلعثمة.
“أم، بالأمس اصطدمت بشيء.”
“بقبضة من؟”
“ليس كذلك… كنت أمشي مشتتة واصطدمت بالحائط هكذا.”
“ليس بشخص؟”
ردت سيون بعيون متسعة، كأنها لن تتجاوز الأمر بسهولة.
كنت أظن أنها ستمرر الأمر، لكن إصرارها جعلني أفقد الكلمات وأرتبك.
“من ضربكِ؟ هل هو ذلك الرجل؟ ذلك المتعجرف الوسيم!”
أدركت على الفور من تقصد، وشعرت بديجا فو.
توقفت عن الأكاذيب الواضحة، ونظرت إلى وجه سيون بهدوء.
منذ أول لقاء، شعرت أنها تشبه يوري بشكل غريب. مظهرها مختلف تمامًا، لكن نبرتها المباشرة، تصرفاتها الواثقة، ولطفها غير المبرر تجاهي كانت مشابهة.
رؤيتها غاضبة وهي تصرخ عن من ضربني ذكّرتني بأول مرة دخلت القصر، عندما استجوبتني يوري عن من ضربني وذكرت اسم ريتشارد أديل في النهاية.
شعرت فجأة بالأسف تجاهه. لم أقصد ذلك، لكنه يُعتبر الآن من قبل امرأتين كأسوأ رجل يضرب النساء.
من المفاجئ أنه صارم جدًا في هذا الجانب، ويعتقد أن من يستخدم القوة ضد الأضعف لا يستحق الحياة.
“اسمعي، بالأمس رأيت أخيرًا كائنًا علويًا من هذه المسافة القريبة!”
كانت سيون متحمسة جدًا. كانت تقفز وتتلألأ عيناها، تبدو كطفلة سعيدة. لم أستطع سؤالها لمَ أرادت رؤية ذلك، فاستمعت بحماس إلى كلامها.
“هؤلاء المجانين في البرج السحري مذهلون حقًا. لا، الأمير هو المذهل. عندما جاء فجأة، تساءلت عما يحدث… لكن بفضله رأيت شيئًا رائعًا!”
الأمير، هل تقصد ريموند؟
توقفت للحظة وهي تنظر إليّ عندما ذكرته، ثم ارتجفت يداها بحماس وهي تتذكر تلك اللحظة.
“ليفياثان! ملك الوحوش، الوحش الشرس الذي جعل حتى الملائكة ترتجف، خرج من «البوابة» واقترب من اليابسة تقريبًا. ربما بسبب الدرع أو قيود «البوابة»، لم يتقدم أكثر واختفى بسرعة، لكن ذلك وحده كان مذهلاً. كائن أسطوري لم يظهر منذ آلاف السنين، رأيته بعيني!”
التعليقات لهذا الفصل " 72"