بمجرد أن تجاوزت مدخل قصر الإمبراطورة، استدارت كارولينا بنظرة باردة إلى رئيسة الخادمات.
“أين يوري الآن؟”
“سمو الأميرة…”
“أين هي؟”
عندما ترددت رئيسة الخادمات، شاحبة الوجه، في الإجابة عن سؤال أين يوري، كررت كارولينا سؤالها بنبرة باردة. فتحت رئيسة الخادمات فمها بصعوبة بعد تردد.
“إنها في قصر يوريا خلف الدفيئة.”
توقعت كارولينا أن تكون يوري في حالة فوضى بعد اختفاء كلير هيذر، لكن المكان المذكور كان مفاجئًا لدرجة أنه فاجأها.
“لماذا هي هناك الآن…؟”
للحظة، بدت مرتبكة، لكنها، معتبرة أن إيجاد يوري هو الأولوية، بدأت تمشي مجددًا. لكن عندما أصبحت الدفيئة مرئية، توقفت كارولينا فجأة، كأن جدارًا خفيًا منعها.
“جلالة الإمبراطورة؟”
نادتها رئيسة الخادمات بحذر عند توقفها المفاجئ، لكن لم يأتِ رد.
نظرت كارولينا، على غير عادتها، بعيون مترددة إلى الدفيئة والقصر خلفها.
شعرت برفض لحظي للوضع الحالي: أن تجد نفسها، بسبب طفلتها التي تشبه صاحبة ذلك المكان، تزور مكانًا تجنبته عمدًا وقطعت صلتها به.
لم يعجبها أن طفلتها الثمينة هناك، ولا أن تضع قدمها مجددًا في مكان مليء بذكريات ثمينة حاولت نسيانها.
كرهت فكرة أن تدخل مكانًا لم يعد يحمل أي أثر من الماضي بعد مرور الزمن. حاولت النسيان، لكن ذكرياتها مع تلك الفتاة، التي حفظتها كجوهرة دون أن تُمس، كانت تخشى أن تُشوه أو تتلاشى.
عندما أدركت هذه المشاعر، تراجعت غريزيًا.
“جلالة الإمبراطورة!”
عندما نادتها رئيسة الخادمات مجددًا، سمعت صوت بكاء طفلتها من بعيد. جاء الصوت من قصر يوريا، فشعرت للحظة أنها تلك الفتاة تبكي.
دون تفكير، هرعت كارولينا نحو مصدر الصوت. كلما اقتربت من القصر، زاد بكاء يوري، مما زاد من قلقها.
“يوري…!”
عندما ظهر القصر أخيرًا واكتشفت ابنتها الثمينة، نادتها بلهفة. لكن في تلك اللحظة، شكت كارولينا في عينيها أمام المشهد الذي رأته.
كان القصر، الذي يُفترض أنه ميت ومغطى بالرمادي، مغطى بزهور زرقاء فضية. كما كان عندما كانت يوريا على قيد الحياة، مثل ذكرياتها معها، بل أكثر إشراقًا وجمالاً.
“ما هذا…؟”
كانت كارولينا مذهولة لدرجة أنها لم تستطع ربط الكلمات، محدقة في قصر يوريا المغطى بأرغاديا.
كانت يوري تقف أمام القصر، مرجعة رأسها للخلف، تبكي بصوت عالٍ. بجانبها، كان ألين يتشبث بحاشية ثوب أخته، دموعه تتساقط.
لكن، رغم بكاء أطفالها الثمينين، ظلت كارولينا محدقة في قصر يوريا بعيون زائغة.
للحظة، شعرت وكأن أرغاديا قد ازدهرت حقًا حول القصر. كأن الزهور الزرقاء الفضية تتسلق الجدران، تملأ القصر بجمال كما كان في أيام يوريا.
شعرت وكأن يوريا ستخرج من القصر الآن. صديقتها العزيزة، التي كانت أغلى من حياتها، ستعود.
لمست يد كارولينا أقرب زهرة أرغاديا. حدقت طويلاً في الزهرة المرسومة على الجدار البارد الصلب، وسقطت دمعة من عينيها.
تجمدت رئيسة الخادمات ويوري، اللتين كانتا تراقبانها، مصدومتين من دموعها.
مسحت كارولينا الدموع التي تدفقت على خدها بهدوء، ونظرت إلى رئيسة الخادمات بوجه خالٍ من التعبير. عيناها، اللتين لم تظهرا أي أثر للدموع، لمعتا بحزم.
ثم أمرت.
“أحضروا كلير هيذر إليّ، بأسرع ما يمكن، دون أن تُمس شعرة من رأسها.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 49"